تعاونية مربي النحل في لبنان أنشأها « شاب » في الثالثة والثمانين
منال أبو عبس
Al-Hayat (672 كلمة)
تاريخ النشر 05 فبراير 2005
يبلغ عجاج الثالثة والثمانين من العمر. اسهم العام 1991 في إنشاء تعاونية للنحالين تضم 51 تعاونية من مناطق لبنانية مختلفة. نظم عجاج برامج تدريب عدة لتعزيز الوعي حول أهمية قطاع النحل وتطوير قدرات النحالين. واشترك على مدى ثلاث سنوات في تحريش جبل فالوغا (بلدته) بالتعاون مع البلدية. يترأس عجاج اليوم تعاونية النحالين في المتن الأعلى، ويزاول نشاطه كنحال وناشط بيئي. على بعد خطوات قليلة من عجاج، تقف فتاة تصغره بستين عاما. تدرس سهام (32 عاما) الرياضيات، انضمت إلى أندية عكار (شمال لبنان) التطوعية والحركة الاجتماعية منذ ثلاثة عشر عاما. تبحث سهام اليوم عن عمل لا يحرمها من ممارسة أنشطتها التطوعية وتقول: »يمكن أن اعمل معلمة وأوفق بين عملي وتطوعي«.
في مناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف في 5 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، وقفت سهام وعجاج إلى جانب عشرة متطوعين آخرين في قاعة المؤتمرات الرئيسة في بيت الأمم المتحدة في بيروت. رفعوا عاليا دروعا تكريمية قدمها لهم »برنامج متطوعي الأمم المتحدة« التابع لـ»برنامج الأمم المتحدة الإنمائي« لمشاركتهم في دعم التنمية المستدامة ونشر العمل التطوعي في المجالات كافة.
لم يتضمن التكريم جوائز مادية، غير أن اللفتة المعنوية وحدها بدت كافية لإرضاء المكرمين. »نحس أن جهودنا لم تذهب سدى« يقول نزار (82 عاما). أمضى نزار طفولته في الأندية التطوعية التي تصادم بعضها مع السلطة. »عندما تكون أهداف الجمعية معارضة لبعض السياسات الحكومية، مثل القانون الذي يشرع عمل الكسارات والمرامل (الكسارات شرعية ومرخصة لكنها تتعارض مع اهداف الجمعية البيئية) يأتي دور المتطوعين ليكملوا دور الدولة من اجل حماية الطبيعة«، يضيف نزار مفسرا.
خلال التكريم، استعرض ممثل المكرمين عن منطقة عكار نقولا عيسى (75 عاما، بوبينا - شمال لبنان) مسيرته التطوعية التي بدأت في الستينات من القرن الماضي، وما زالت مستمرة بأشكال وأطر مختلفة. يعمل نقولا مع الشباب ويشجعهم على العمل التطوعي باعتباره (التطوع) »المعلم الأول في الحياة«. يتذكر عيسى بدايات نشاطاته التطوعية: »عندما كنا نهدف إلى تحقيق ذواتنا واثبات حضورنا الاجتماعي، كنا نرغب في أن نكون مقبولين وحاولنا أن نلعب دور الأبطال الرواد في بعض الظروف. المهم في ذلك، أنني تعلمت في ما بعد أن تحقيق الذات هو ركيزة أساسية من ركائز الشخصية الاجتماعية«.
»إن نمو ظاهرة التطوع والمجتمع المدني هما اكثر الاتجاهات أهمية في التنمية الدولية«، يقول ممثل المكرمين من جبل لبنان روجيه العشي (14 عاما). أسس العشي نادي شباب المختارة الذي يضم شبابا متطوعين يوفرون خدمات تطوعية تدريبية لشباب المنطقة حول المعلوماتية والشؤون الثقافية الأخرى. ويؤمن بأن للعمل التطوعي »على الأقل فائدتين أساسيتين. فائدة اقتصادية، إذ أن التطوع يؤدي مساهمة اقتصادية مهمة إلى المجتمع، ويمكن أن يخفف من عجز مالية الدولة. وفائدة اجتماعية، لأن التطوع يساعد في بناء مجتمع قوي متماسك يعزز الثقة بين المواطنين«.
وتطرق ممثل متطوعي الأمم المتحدة زياد شيا إلى »الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يسهم كثيرا في ملاقاتنا لتأكيد أهمية العمل التطوعي... رأينا كيف اصطدمنا بوقائع أسهمت في بعض المجالات في إحباط ما كنا نتخطاه بفعل الإرادة الشخصية«.
في الباحة الخارجية للقاعة، وقف محمد الذي كان من بين المدعوين. علامات الفرح والرضا تعلو وجهه، فالتطوع يعني الكثير بالنسبة إليه: »رسالة لإثبات الوجود على صعيد شخصي« و»خدمة للمجتمع من دون مقابل« و»تعبير مادي عن محبة الشخص لوطنه«. درس محمد المعلوماتية، وأنهى خدمة العلم. يشغل وقت فراغه بالنشاطات التطوعية، »بدل التسكع في المقاهي«. يبحث حاليا عن عمل. وإلى حين حصوله على وظيفة تشغل معظم وقته، »أكيد سأبقى متطوعا، لأنني أحب وطني، وأحب عكار (منطقته)...
منال أبو عبس
Al-Hayat (672 كلمة)
تاريخ النشر 05 فبراير 2005
يبلغ عجاج الثالثة والثمانين من العمر. اسهم العام 1991 في إنشاء تعاونية للنحالين تضم 51 تعاونية من مناطق لبنانية مختلفة. نظم عجاج برامج تدريب عدة لتعزيز الوعي حول أهمية قطاع النحل وتطوير قدرات النحالين. واشترك على مدى ثلاث سنوات في تحريش جبل فالوغا (بلدته) بالتعاون مع البلدية. يترأس عجاج اليوم تعاونية النحالين في المتن الأعلى، ويزاول نشاطه كنحال وناشط بيئي. على بعد خطوات قليلة من عجاج، تقف فتاة تصغره بستين عاما. تدرس سهام (32 عاما) الرياضيات، انضمت إلى أندية عكار (شمال لبنان) التطوعية والحركة الاجتماعية منذ ثلاثة عشر عاما. تبحث سهام اليوم عن عمل لا يحرمها من ممارسة أنشطتها التطوعية وتقول: »يمكن أن اعمل معلمة وأوفق بين عملي وتطوعي«.
في مناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف في 5 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، وقفت سهام وعجاج إلى جانب عشرة متطوعين آخرين في قاعة المؤتمرات الرئيسة في بيت الأمم المتحدة في بيروت. رفعوا عاليا دروعا تكريمية قدمها لهم »برنامج متطوعي الأمم المتحدة« التابع لـ»برنامج الأمم المتحدة الإنمائي« لمشاركتهم في دعم التنمية المستدامة ونشر العمل التطوعي في المجالات كافة.
لم يتضمن التكريم جوائز مادية، غير أن اللفتة المعنوية وحدها بدت كافية لإرضاء المكرمين. »نحس أن جهودنا لم تذهب سدى« يقول نزار (82 عاما). أمضى نزار طفولته في الأندية التطوعية التي تصادم بعضها مع السلطة. »عندما تكون أهداف الجمعية معارضة لبعض السياسات الحكومية، مثل القانون الذي يشرع عمل الكسارات والمرامل (الكسارات شرعية ومرخصة لكنها تتعارض مع اهداف الجمعية البيئية) يأتي دور المتطوعين ليكملوا دور الدولة من اجل حماية الطبيعة«، يضيف نزار مفسرا.
خلال التكريم، استعرض ممثل المكرمين عن منطقة عكار نقولا عيسى (75 عاما، بوبينا - شمال لبنان) مسيرته التطوعية التي بدأت في الستينات من القرن الماضي، وما زالت مستمرة بأشكال وأطر مختلفة. يعمل نقولا مع الشباب ويشجعهم على العمل التطوعي باعتباره (التطوع) »المعلم الأول في الحياة«. يتذكر عيسى بدايات نشاطاته التطوعية: »عندما كنا نهدف إلى تحقيق ذواتنا واثبات حضورنا الاجتماعي، كنا نرغب في أن نكون مقبولين وحاولنا أن نلعب دور الأبطال الرواد في بعض الظروف. المهم في ذلك، أنني تعلمت في ما بعد أن تحقيق الذات هو ركيزة أساسية من ركائز الشخصية الاجتماعية«.
»إن نمو ظاهرة التطوع والمجتمع المدني هما اكثر الاتجاهات أهمية في التنمية الدولية«، يقول ممثل المكرمين من جبل لبنان روجيه العشي (14 عاما). أسس العشي نادي شباب المختارة الذي يضم شبابا متطوعين يوفرون خدمات تطوعية تدريبية لشباب المنطقة حول المعلوماتية والشؤون الثقافية الأخرى. ويؤمن بأن للعمل التطوعي »على الأقل فائدتين أساسيتين. فائدة اقتصادية، إذ أن التطوع يؤدي مساهمة اقتصادية مهمة إلى المجتمع، ويمكن أن يخفف من عجز مالية الدولة. وفائدة اجتماعية، لأن التطوع يساعد في بناء مجتمع قوي متماسك يعزز الثقة بين المواطنين«.
وتطرق ممثل متطوعي الأمم المتحدة زياد شيا إلى »الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يسهم كثيرا في ملاقاتنا لتأكيد أهمية العمل التطوعي... رأينا كيف اصطدمنا بوقائع أسهمت في بعض المجالات في إحباط ما كنا نتخطاه بفعل الإرادة الشخصية«.
في الباحة الخارجية للقاعة، وقف محمد الذي كان من بين المدعوين. علامات الفرح والرضا تعلو وجهه، فالتطوع يعني الكثير بالنسبة إليه: »رسالة لإثبات الوجود على صعيد شخصي« و»خدمة للمجتمع من دون مقابل« و»تعبير مادي عن محبة الشخص لوطنه«. درس محمد المعلوماتية، وأنهى خدمة العلم. يشغل وقت فراغه بالنشاطات التطوعية، »بدل التسكع في المقاهي«. يبحث حاليا عن عمل. وإلى حين حصوله على وظيفة تشغل معظم وقته، »أكيد سأبقى متطوعا، لأنني أحب وطني، وأحب عكار (منطقته)...
No comments:
Post a Comment