Saturday, February 26, 2005

إشكال في باحة ضريح الحريري

إشكال في باحة ضريح الحريري بين الزوار والنائبين يموت وعرقجي

منال أبو عبس
Al-Hayat (531 كلمة)
تاريخ النشر 26 فبراير 2005

بعد 11 يوما على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لم تستطع الحشود المتجمهرة أمام ضريحه وضرائح رفاقه في وسط بيروت ضبط النفس، وكان الإشكال الأول. فبعد ظهر أمس، وما ان دخل النائبان باسم يموت وعدنان عرقجي الى المكان لتلاوة الفاتحة على روح الرئيس، حتى علت الأصوات من كل حدب وصوب، وفقد المكان سكونا سيطر عليه لأيام كثيرة سابقة. »دخلوا إلى المكان بسلاحهم، وراحوا يدفعون المارة«، يقول الشاب منتقدا العناصر المرافقة للنائبين. ويضيف: »لم يحترموا حرمة المكان، لأن من يريد تلاوة الفاتحة والتعزية لا يعامل الآخرين بهذه الطريقة الهمجية«.

أما يموت وعرقجي فاتهما مناصري »القوات اللبنانية« و»الوطنيين الأحرار« والاشتراكيين بمنعهما من تلاوة الفاتحة على الضريح وقالا ان »هؤلاء غرباء« عن بيروت.

التفاصيل تبدو شيئا مستحيلا في هذه الظروف. فلحظات قليلة مضت بين دخول النائبين وخروجهما، كانت كافية لإشعال المشكل. غير أن بعض النسوة القابعات في المكان منذ ساعات، افلحن في تظهير الصورة في شكل واضح. »دخل المرافقون وبدأوا يدفعون الناس، لتوسيع الطريق أمام النائبين، ما أشعل غضب بعض الشبان الذين يحملون السلطة، والناطقين باسمها وأبرزهم النائب يموت مسؤولية اغتيال الرئيس«، تقول السيدة.

وفي النتيجة، لم يتمكن النائب يموت من التـعـبير عن »حزنه« نزولا عـنـد رغبة الجماهير، فغـادر المكان في حماية عـنـاصر مـن قـوى الأمن، فـيما تـوزع الشبــان في ساحة المسجد. وانتشرت شاحنات الجيش بعد دقائق قليلة في الخارج، وتوزع عناصر قوى الأمن الداخلي على الطريق الفاصل بين ساحة الشهداء والمسجد من دون أن يدخلوا الى باحة الضريح«.

مسجد محمد الأمين حيث الضريح يغص بالحشود، حتى يكاد يضيق بها. وفود تأتي وأخرى ترحل، ونسوة ورجال وأطفال يمضون نهارهم أو ليلهم في النظر إلى ضريح رئيس لم يريدوا »التصديق انه مات«. الأطفال كانوا أمس الأكثر تواجدا في المكان. أطفال يشكلون وفودا تمثل مدارسهم أو جمعياتهم أو نواديهم، يحملون الورود ويضيئون الشموع.

واستمرت امس برقيات التعزية بالتوافد من شخصيات رسمية واجتماعية وديبلوماسية من مختلف انحاء العالم. ومن ابرز المبرقين: رئيس جمهورية سلوفاكيا ايفان غسباروبيتش، الرئيس الليبي معمر القذافي، رئيس جمهورية تشيلي ريكاردو لاغوس اسكوبار، رئيس مجلس الشعب المصري احمد فتحي سرور، رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم محمد الخرافي، رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني، رئيس وزراء بولندا مارك بلكا، رئيس وزراء أرمينيا اندرانيك مارغريان، رئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز، رئيس الوزراء في باكستان مير ظفر الله خان جمالي، رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغس، رئيس مجلس الوزراء القطري عبدالله بن خليفة آل ثاني، وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، وزير المال المصري يوسف بطرس غالي، وزير خارجية ارمينيا فارتان اوسكانيان، الامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوش، المدير العام لليونيسكو كويشيرو ماتسورا والمدير العام لصندوق النقد الدولي جاسم المناعي.

No comments:

Post a Comment