Monday, January 31, 2005

اسئلة مقلقة عن أعشاب لبنانية لشفاء السرطان؟


لبناني ثان يزعم ابتكار ترياق للداء الخبيث ! اسئلة مقلقة عن أعشاب لبنانية لشفاء السرطان؟

منال أبو عبس
Al-Hayat (1,080 كلمة)
تاريخ النشر 31 يناير 2005


أثار إعلان طبيب الأطفال اللبناني علي أبو همين (55 عاما) عن اختراع دواء لمرض السرطان، ردود فعل مختلفة، بحسب مقابلات اجرتها »الحياة« مع عدد من المراجع العلمية والطبية.

فمع بداية العام الجاري، أعلن أبو همين انه حضر الدواء من أعشاب تنبت على جبل حرمون بين لبنان وسورية وفلسطين. وزعم أن اكتشافه سيشكل »ثورة« في مجال مكافحة المرض الخبيث.

أطلق أبو همين اسم »أي أي إتش« على ما اعتبره »ثمرة عشرين سنة من أبحاث شارك فيها أطباء وأخصائيو أعشاب«.

واكد أنه »مزيج من خلاصة 11 عشبة برية تكسوها الثلوج ستة أشهر في السنة على ارتفاع ألف وأربعمئة متر عن سطح البحر«. يوفر الطبيب الذي درس في تشيكوسلوفاكيا السابقة، الدواء المفترض على شكل مسحوق ناعم في قوارير صغيرة، باللون الأصفر للادوية المخصصة للعلاج، وباللون الأخضر لعقاقير الوقاية. ويقول: »لقد أعطى الدواء نتائج مذهلة فاقت توقعاتي«.

شفاءات مفترضة وتحفظ...

ماذا كانت توقعات هذا الطبيب اصلا؟ بحسب ما تناقلته بعض وكالات الانباء، أظهرت صور الأشعة التي أجرتها فاطمة (من قرية شبعا الجنوبية) في المستشفى، إصابتها بورم خبيث في الكبد، يبلغ طوله عشرين سنتمترا. بعد خمسة أشهر من تلقيها علاج أبو همين، شفيت فاطمة كليا من السرطان. بعد العلاج أكد جورج فحيلي، أحد المسؤولين عن قسم الطوارئ في مستشفى المنطقة، أن »نمو الورم توقف... باتت المريضة خارج نطاق الخطر«.

وصرحت فاطمة التي تعيش حياة طبيعية راهنا بأن »سكان القرية أطلقوا الزغاريد عندما شاهدوني أمشي على الطريق بعدما ظنوا أنني مت ودفنت«. ويرى أبو همين أن تغلب فاطمة على سرطان الكبد المميت يعني أن »باب نجاح الدواء بات مفتوحا على مصراعيه«.

ويشدد مساعد أبو همين، المهندس الزراعي سعيد زهر على أن السكان القدامى لمنطقة حرمون استعملوا الأعشاب للعلاج. ويضيف: »ثبت أن بعض أعشاب جبل حرمون تعزز نظام المناعة لدى الإنسان وتنتج مضادات للأكسدة«. وعلى رغم كونه متفائلا جدا بإنجازات الدواء، لا يجرؤ زهر على إبداء موقف قاطع كأبو همين. بالنسبة إليه، »ربما يجب الحصول على المزيد من النتائج للعلاج، ولكن إذا تمكن هذا الدواء من شفاء سرطان الكبد الأكثر صعوبة، فلماذا لا يتمكن من شفاء السرطانات الأخرى الأقل تعقيدا؟«.

كما جرت العادة في احوال مشابهة، استحوذ أبو همين على اهتمام الإعلام الذي تناقلت وسائله أخباره. وبسرعة، استعاد البعض تجربة لم يمض عليها الزمن.

فقبل نحو أربع سنوات، ظهر المهندس الكيماوي اللبناني نبيل حبيب على شاشة »المؤسسة اللبنانية للإرسال«. تحدث عن ادوية صنعها بنفسه لشــفاء الاورام الخبيثة. اكد نجاعتها بلهــجة واثقة. آنذاك، أثار إعلان حبيب عن اكتشاف دواء كيماوي لعلاج مرض السرطان، غضب كثير من الأطباء الاختصاصيين في لبنان.

وعلى رغم استبسال حبيب في الدفاع عن اختراعه، مستعرضا تجارب أشخاص يقول انهم »شفيوا على يديه«، لم يسجل الكيميائي اختراعه في وزارة الاقتصاد التي تتولى منح براءات الاختراعات. السبب؟ من النوع الذي لا يصعب تصوره في هذه الاحوال. تحدث محامي حبيب، الذي سرعان ما اسس شركة خاصة به حملت اسم »ليبانوس سيدرا«، عن كون »أجهزتنا الرسمية غير محمية كفاية... كما أن الدكتور حبيب لا يملك المال الكافي لتسجيل اختراعه في دولة أخرى«. الخلاصة؟ ظل مصير الترياق مبهما ورهنا بظروف قد لا تتوافر له ابدا!

هل يعالج السرطان

بأدوية مجهولة؟

يمثل الأطباء واختصاصيو الأمراض السرطانية عنصرا أصيلا في هذه المعادلة. وباعتبار انهم عمليون وعلميون في التعاطي مع المسائل المطروحة، فقد نظروا إلى تجربة أبو همين مستفيدين من تعاطيهم مع تجربة حبيب السابقة. بالنسبة اليهم، يدخل اختراع ابو همين في دائرة الشك. وجريا على القواعد العلمية المتبعة في مجال الأدوية الطبية، طالبوا »المخترع« بالتصريح عن دوائه، وبتقديم ما يثبت فاعليته علميا. وطالب عدد منهم وزارة الصحة بالتدخل لوضع حد للجدل الدائر حول صحة هذا الاختراع، وكذلك لتثبت ما إذا كان فاعلا أم لا.

»لا يحق لأحد معالجة مرض السرطان بأدوية مجهولة... كل علاج طبي يجب أن يأخذ ترخيصا من وزارة الصحة أو يعطى بمعرفة السلطات المعنية«. يقول أحد أطباء السرطان. ويبدو طلب الطبيب منطقيا إلى حد بعيد. ففي لبنان، لا يتحمل أحد مسؤولية إعطاء المرضى تركيبة سرية، كما أن لا قوانين تنظم عمل الطب البديل أو طب الأعشاب.

ويشير نقيب الأطباء السابق د.محمود شقير الى أن المؤسسات والمختبرات العالمية الضخمة تحاول منذ عشرات السنين اكتشاف دواء يعالج الأمراض السرطانية. ويسأل: »هل هي الصدفة التي جعلت شخصا واحدا قادرا على شفاء المرضى، في حين يفشل ألوف الاختصاصيين والموظفين في القيام بذلك؟«.

ثمة اختصاصي في مرض السرطان يبدي رأيا اكثر قوة وحسما. يتضمن حديثه عبارات من نوع »يسعون إلى ابتزاز المرضى المتعلقين بحبال الهواء«، و»دكاكين الطب«، و»يعتمدون على جهات تحميهم«، و»تركيبات عشوائية«، وغيرها.

ولعل أقوى كلمة يستعملها »قتلة«. ويكشف أن »التحسن الذي يطرأ على حال المريض بعد تناوله علاج الطب البديل ينتج من توقيف العلاج الكيماوي، فيكون موقتا وطبيعيا«. ما الذي يحصل لاحقا؟ »لا دور للدواء الجديد في هذا التحسن العارض، الذي سرعان ما يزول موديا بحياة المريض«!

Saturday, January 29, 2005

المرأة العربية في التلفزيون

المرأة العربية في التلفزيون باحثة بلا كلل عن ... الجمال

منال أبو عبس
Al-Hayat (726 كلمة)
تاريخ النشر 29 يناير 2005

تستيقظ المرأة من نومها صباحا. تنظر إلى نفسها في المرآة، فتثير الصورة اليومية اشمئزازها. تتجرع رشفات قليلة من فنجان قهوتها الصباحية، وتقلب الفضائيات علها تزيل عنها الكرب. المرأة محور حديث من لا تشغل أي وظيفة. بالتالي فهي تتمتع بمتسع من الوقت لمشاهدة برامج كثيرة تخصها بها الفضائيات المختلطة والنسائية على حد سواء. »قناة المرأة العربية - هي« و»دبي« ومحطة »أم بي سي« الفضائية، من أكثر القنوات اهتماما بالمرأة، العربية خصوصا، وشؤونها المتنوعة. لكن، من هي المرأة وفق معايير هذه الفضائيات؟

تقوم فكرة أحد البرامج »النسائية« على قناعة مشتركة بأنها »تفتقر إلى معرفة ما يناسبها من الثياب وتسريحات الشعر والماكياج«. تزور مقدمة البرنامج، اختصاصية التجميل، المشتركة في منزلها الخاص. تستعرض أمام الكاميرا ملابس المرأة التي عادة ما تكون »ديموديه«، »بلا ذوق« و»ياي شو بشعة«، بحسب رأي الاختصاصية. ويبدأ التحول تدريجا في مظهر تلك الشخصية بمساعدة المقدمة. المرأة المستهدفة من المقدمة، تتمتع مثلها بمواصفات جمالية عادية، مع »سوء استغلال بعض المقومات«. هنا بالذات يتدخل البرنامج. يمنح المرأة فرصة التسوق والتدرب على اختيار الألوان والثياب والإكسسوار المناسب والماكياج، ويخضعها إلى جلسات تدليك واسترخاء في أحد المنتجعات الصحية المعنية بالجمال. وبعد تغيير قصة الشعر ولونه، »يعيش المشاهد في كل حلقة مفاجأة ذلك التحول في مظهر تلك الشخصية وشعور الفرد بالسعادة والرضا من المظهر الجديد والمدهش لمن حوله«، كما يقول الإعلان الترويجي للبرنامج.

المشتركات في البرنامج يتمتعن بمواصفات جمالية عادية، كما ذكر سابقا. لكن، لماذا تدفع »العادية الجمالية« صاحبتها إلى المغامرة بانتقاد علني يكسبها صفات متنوعة، قد يكون اقلها لقب ألـ»سطحية«؟

تنفخ نهلة (34 عاما) دخان النرجيلة عاليا، قبل أن تبدأ بتحليل الظاهرة. »السطحية لقب يطلقه القبيحون والمثقفون على من يفوقونهم جمالا«، تقول. نهلة نفسها خضعت إلى ثلاث عمليات تجميلية في ثلاثة أماكن مختلفة من جسدها. ذلك كله، بعد حصولها على ماجستير هندسة من إحدى الجامعات الخاصة في لبنان.

ولا ترى عيبا في المشاركة في »برامج تهدف إلى الترفيه عن المرأة وزيادة وعيها في الأمور الخاصة أنوثتها وابراز مفاتنها«. تعمل نهلة في شركة عقارية حيث لا يفوقها أي من الموظفين خبرة، على رغم »قضائي اوقاتا طويلة في صالونات التجميل ودور الأزياء«. تشير إلى مجموعة فتيات يسرن على مقربة من المقهى حيث تجلس، منتـــقدة طرق لباسهن »السيئة«، على رغم اعترافها بجمال بعضهن »الطبيعي لكن غيــر البــارز«.

الفتيات اللواتي انتقدتهن نهلة، كان لهن رأي آخر من الموضوع. »ثلاثة أرباع النساء صرن متشابهات في طرق اللباس والماكياج وتسريح الشعر«، تقول إحداهن، منتقدة البرامج النسائية غير الهادفة التي »تحط من قدر المرأة وتجعلها دمية في يد معدي البرنامج«. الفتاة محقة على رغم رغبتها الحقيقية في أن تكون »اجمل بنت بالعالم... على الطبيعة«. البرامج »التجميلية النسائية«، كما يحلو لهن تسميتها، تسهم في الهاء المرأة عن تأدية دور فاعل في المجتمع، وتخلق »مواصفات معينة ومتشابهة يجب إن تتحلى بها النساء جميعهن، أي أن يصبح لجنس النساء كله شكل واحد، يمكن تطبيقه على أي امرأة، وفق معادلة قبل وبعد«.

تتكرر عبارة »على الطبيعة« على السنة نساء كثيرات، فالطبيعية هي بالتحديد ما يغيب عن أذهان معدي بعض البرامج النسائية. تشاهد ديما ثلاثة برامج متشابهة في الموضوع، لكن »ولا واحد منها يسأل المشتركة عن رأيها في الملابس أو تسريحة الشعر قبل الشروع بها«.

الثقافة الجمالية، عبارة حديثة اكتسبتها مايا (30 عاما) من خلال متابعتها برامج الموضة والأزياء. تنتقد إهمال البعض جمالهن في سبيل »اكتساب الثقافة والمشاركة في الحياة العامة«. وتعتبر أن الجمال نعمة لا تقل أهمية عن الذكاء. »التفكير في الماكياج والموضة، لا يقلل من اهتمام الفتاة في الشأن السياسي والأوضاع المحيطة وما يحصل في العراق وفلسطين مثلا«. لا يشاطر زوج مايا زوجته الرأي. بالنسبة إليه، البرامج المخصصة للنساء على شاشات الفضائيات، تظهرهن »سطحيات وسخيفات!«.

Monday, January 24, 2005

جائزة رجال الاعمال الشباب

زيارة لموقع جائزة رجال الاعمال الشباب

منال أبو عبس
Al-Hayat (477 كلمة)
تاريخ النشر 24 يناير 2005


جائزة افضل رجل أعمال... فرص جديدة وأسلوب مميز لتشجيع المستثمرين الجدد«: تتوسط هذه العبارة ملونة، الموقع المخصص لـ»جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب« www.smeawards.com. يقدم خدماته باللغتين العربية والإنكليزية.

يتسم الموقع بصغر الحجم وضيق الأفق وقلة الشروح والتفسيرات. على الاقل، ذلك ما يظنه الزائر للوهلة الأولى. لكن، ما الذي يريده الزائر من موقع متخصص في مسابقة بعينها؟ الارجح ان مثل هذا السؤال تبادر إلى ذهن القيمين على الموقع، بل ربما هذا ما دفعهم إلى تحديد مهنة الزائرين سلفا. يورد الموقع بوضوح ان »هذه الجائزة أنشئت لرجال الأعمال أمثالك... وتعكس التزام الدولة بتنمية المواهب الوطنية في الإمارات العربية المتحدة«.

على خلفية سوداء حالكة، يتخللها بعض الأزرق المائل إلى الأخضر، تستحضر المعلومات الخاصة بالمسابقة، بدءا من شروطها وإجراءات الانتساب إليها، وصولا إلى موعد إعلان نتائجها ومعلومات عن الفائزين في العام المنصرم. »تزيد الألوان المستخدمة في الموقع من تخصصيته، إذ لا يمكن أن تلفت انتباه أي زائر عادي نظرا لرتابتها، التي تزيد من افتقار الموقع إلى عناصر الجذب التقليدية.

يبرز الموقع اهمية المسابقة التي انشئ من اجل الإعلان عنها. فالمعلوم ان برنامج الجائزة يعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة ويهدف إلى خلق بيئة تنافسية بين رجال الأعمال الجدد في الدولة. كما تكرم الجائزة الأفراد والمؤسسات التي تساهم في تطوير رجال الأعمال الجدد«، كما يرد في المعلومات.

وقد اطلقت مؤسسة محمد بن راشد لدعم الشباب »جائزة محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة« في تاريخ لم يرد ذكره على الموقع، لمكافأة المتميزين من رجال الأعمال الجدد في دولة الإمارات العربية المتحدة. تشرف على النتائج النهائية للجائزة، لجنة تحكيم مؤلفة من مجموعة من الشخصيات البارزة. لا يعلن الموقع ايا من تلك الاسماء راهنا. قسمت الجائزة إلى 13 فئة تشمل أفضل رجل وسيدة أعمال، وأفضل مشروع تجاري عربي للشبان والشابات للعام 2005 ، وأفضل مشاريع في قطاع الصناعة، وتقنية المعلومات والسياحة والرعاية الصحية والخدمات والتسويق والترويج والاستشارات والخدمات المهنية والتعليم والتصميم وتجارة التجزئة وإدارة الخدمات والعقارات. كما تمنح المؤسسة جوائز خاصة لأفضل دائرة حكومية أسهمت في برنامج المشتريات الحكومية، اضافة الى جوائز للشركة أو المؤسسة الخاصة الأكثر مساهمة في برنامج المشتريات الحكومية، والمؤسسة التعليمية المهتمة في نشر الوعي والثقافة عن الأعمال، وأحسن مزود خدمات، وللإنجازات على مدى الحياة، لأفضل تاجر صغير( مخصصةة لطلاب المرحلة الثانوية). ومن المقرر توزيع الجوائز في نيسان (إبريل) المقبل، في غرفة تجارة وصناعة دبي.

Thursday, January 20, 2005

معرض « أعراسنا »...

معرض « أعراسنا »... أفكار جريئة لزفاف موعود طالع من قصص الأطفال

منال أبو عبس
Al-Hayat (496 كلمة)
تاريخ النشر 20 يناير 2005


فوق رؤوس زائري القاعة الأرضية من فندق »فينيسيا انتركونتيننتال« في بيروت، كانت تحوم فراشات غير مرئية. وحده الناظر إلى المشهد العام وقوفا، عن الدرج المؤدي إلى القاعة يلاحظ ذلك. في الخامس عشر من الشهر الجاري، انقلبت صورة القاعة المخصصة للمؤتمرات، فاستحالت صالة واسعة، غابت عنها كراسي الخطباء وجمهورهم القليل. افترش اللونان الأحمر والذهبي المكان، لإضفاء جو رومانسي، دام أثره حتى اختتام معرض »أعراسنا« المتخصص بتنظيم الأفراح في نسخته السادسة، مساء أول من أمس. الصورة تشبه تلك التي ترسم في قصص الأطفال الخيالية، فتحوم فيها الفراشات الملونة فوق رؤوس المحبين.

المعرض الذي تنظمه شركة »بروموتيم« يقام سنويا، في التوقيت نفسه تقريبا. أما الغرض منه، فتسهيل مهمة العروسين لإيجاد أفكار مميزة وجريئة لزفاف موعود. لكن كيف يسهل القيمون على المعرض مهمة العروسين؟

تتأبط فتاة عشرينية ذراع شاب لا يكبرها كثيرا. يجولان في الأجنحة المتخصصة بتنظيم الأعراس. »هذا المحبس لا يتناسب لونه مع لون الفستان«، تقول الفتاة إلى العامل في جناح خاص بالمجوهرات. قيمة المحبس تفوق الألفي دولار، ويضارب لونه مع لون الفستان، بالتأكيد أنقذ الشاب من موقف محرج، ربما كان ليكلفه رواتب أربعة اشهر مقبلة. لم تخف تنهيدة الشاب الطويلة ابتسامة ارتسمت فجأة على شفتيه.

ألـ»كوبلات« أو ألـ»مشاريع أزواج« هم المستهدف الأول من هذا المعرض. وعلى رغم ما يشاع عن قلة أعداد »المخطوبين« في لبنان، فإن صالة المعرض غصت بالزائرين. محلات الأقمشة والأثاث والمفروشات احتلت المقدمة، فنثرت مفروشاتها ذات الألوان الداكنة، تحت إضاءة تميل إلى الأحمر، لإضفاء جو رومانسي يخاطب مشاعر الزائرين ويقلل من أهمية المبالغ الكبيرة المرفقة بالمعروضات.

في تلك الصالة عرضت نحو 120 شركة متخصصة في مجال الأعراس »كل المستلزمات لضمان نجاح حفلة الزفاف«. تفانى العاملون في دور الأزياء ومحلات المجوهرات ومؤسسات تنظيم حفلات الأعراس ومحلات الأدوات المنزلية والمصورون ومنظمو رحلات الأحلام، في إقناع الزائرين باحتراف شركاتهم، ليصل الأمر ببعضهم إلى تقديم هدايا وعروض خاصة إلى بعض الزائرين.

تضمن المعرض عروض أزياء لأكثر المصممين ودور أزياء لبنانية وعالمية، أمثال: جان فارس وبابو لحود ومي صبح وفيليتشينا وتوفيق ورامي سلمون وبوتيك داياموني وأكتيال.

القدرة العالية على تحويل كل تفصيل صغير إلى قضية مصيرية، يزيد من تخصص واحتراف المعرض. فكثير من الزائرين لم يكن يعلم قبلا أن بطاقات الدعوة والشكر ولوائح الأعراس والورود والشموع حساسة إلى درجة أنها قد تفشل عملية الزواج.

Tuesday, January 18, 2005

هيفا تريح « الحماصنة » من « سماجة » اللبنانيين !

هيفا تريح « الحماصنة » من « سماجة » اللبنانيين !

منال أبو عبس
Al-Hayat (917 كلمة)
تاريخ النشر 18 يناير 2005


قد يكــــون من السذاجــــــــة أن يزيــــــــن شخص خفيف الظل تصرفاتـــــــه بميزان المنطق. خفة الظل تعبير يعادل خفة الدم أو »الهضامة« في المفهــــــــوم اللبنانــــي. ولكن ما هو الفــــارق بيــن »الهضـــامة« و»السماجة«؟ ومتى يتحول الشخص »المهضـــــوم« إلى مصدر إزعاج وتوتر للآخريــن؟

السؤال فضفاض. لا تتعب نفسك في البحث عن جواب عنه. خذ نفسا عميقا واحدا وتخيل...

السابعة والنصف صباحا، وأنت تعمل سائقا لسيارة أجرة. يقترب منك فجأة شاب في مطلع العشرين من العمر. »حمرا عيني؟« يسألك. الحمرا هو اسم شارع شهير في قلب بيروت يعج بالناس. تومئ برأسك الى الشاب كي يصعد. »لا... حمرا عيني؟«. يعيد السؤال مثبتا اصبعه على الجفن الأسفل لعينه اليمنى.

الشاب هو جاد »النكتجي«، كما يسميه رفاقه في الجامعة... لكن ذلك لا يهم، فأنت الآن سائق اجرة لا غير، ومن المؤكد انك لا تعرف جاد »النكتجي« ولست مستعدا بالتالي لتحمل »سماجته« الصباحية.

في هذه الحال، انت امام حلين، إما ان تستعيذ بالله وتكمل طريق رزقك، أو أن تطفئ محرك السيارة، ثم تترجل لتطفئ نار غيظك في لكمة واحدة تسددها مباشرة على عين جاد »الحمرا«. الاقتراح الثاني كان الأقرب الى ذهن السائق الحقيقي. فعاد جاد الى منزله قبل بدء الدوام الجامعي مع بقعة زرقاء جميلة تسور عينه اليمنى.

»النكتة« كلمة تطلق على العبارات التي تدفع سامعها إلى الضحك. ولما كان اللبنانيون يفاخرون منذ القدم بحسهم الفكاهي وتمتعهم بروح الدعابة، كانت كلمة »النكتجي« من اكثر الكلمات قربا إلى قلوبهم. ولكن، كيف يغذي هذا »النكتجي« اللبناني مخيلته الساخرة؟

الحماصنة، أي أهل منطقة حمص في سورية، الذين شكلوا على مدى أجيال طويلة مادة خصبة لهذه المخيلة.

يدير علي ظهر الكرسي إلى الأمام، ويجلس في طريقة مختلفة عن بقية رفاقه. »أربعة حماصنة انشأوا فريقا رياضيا سموه الشجعان الثلاثة«، يقول دافعا ظهر الكرسي إلى الأمام. تلامس يدا علي الأرض، وتنطلق الضحكات تعبيرا عن خفة دم »نكتجي« المجموعة.

النكتة المذكورة لا تثير هذا القدر الكبير من الضحك. يعرف أفراد المجموعة ذلك، لكن »طريقة الكلام هي التي تدفع المستمع إلى الضحك« تقول إحداهن.

إهانة علي أو النيل من قدره كـ»نكتجي« هو آخر ما أسعى إليه الآن. ولكن ما المضحك في أن »عشرة حماصنة رايحين عالحج، قال أحدهم: إذا استعجلنا نصل قبل العيد«... ربما، لا شيء. أما عندما »يشتري حمصي سيارة أوتوماتيك، فيقطع رجله اليسرى لأنه لن يستعملها«، ألا تختلف النكتة؟

الحرب على العراق لم تعد آنية. لكن صداها ما زال يتردد في أرجاء الدول المجاورة. سورية هي الأقرب جغرافيا. و»حمص ستربطها علاقات قوية بسورية« في النكتة التالية. الرئيس الأميركي جورج بوش لم يكن على علم بهذا التطور. ربما لهذا السبب »أصدر أهل حمص بيانا تهديديا إلى بوش، أكدوا فيه أن أي اعتداء على سورية هو بمثابة الاعتداء على حمص«.

في السنوات القليلة الماضية، لمع نجم عارضة أزياء لبنانية، تتمتع بقدر هائل من الجمال. هي هيفا وهبي. شغلت هيفا بسرعة البرق أحاديث الشارع اللبناني، وبالتالي نكاته. ومع انتقالها إلى الغناء والفيديو كليب انقلب السحر على الساحر. استراح الحماصنة من سماجة اللبنانيين التاريخية عليهم، وأنشأوا »تمثالا لهيفا في حمص... لأنها أراحتهم من التنكيت«. ولكن كيف تحول لبنان إلى المستفيد الأول من هذا الانقلاب؟

تابع النكتة الآتية: »لماذا تلبس هيفا الكعب العالي؟... حتى ترفع راس لبنان«.

اللبنانيات بدورهن لم يسلمن من الانتشار العربي لهيفا. »كل ما نسمعه عن هيفا في الجامعة، قرأته في أحد مواقع الإنترنت باسم اللبنانيات«، تقول رولا. وتضيف: »هيفا انسانة رائعة وذائعة الصيت، ومن الطبيعي أن يرد حاسدوها بهذه الأساليب غير الحضارية«. لا تستاء رولا مما يطلق من نكات لاذعة تطاول الفتيات اللبنانيات، »لأنها ليست سوى نكات تهدف الى إضحاك الآخرين«، مشيرة إلى أن الكثير من النكات القديمة مصدرها اختلاف اللهجات بين البلدان العربية، تماما مثل النكتة التي لحق فيها شاب مصري بفتاة لبنانية. قالت له: »حل عني«. فأجابها: »فين الأسئلة يا عسل؟«.

النكات التي تطلق على هيفا تحوي الكثير من القدح والذم والألفاظ النابية. لذا، لا تأمل بقراءة أي منها في ما بقي من هذا المقال. ولكن، عوضا منها، اليك هــــذه: بكت ابنة هيفــــــــا في أحد الصفــــوف، فسألها الاستاذ: ما بك؟ قالت »بدي ماما«، فانتحب الاستاذ هو ايضا وصرخ »كلنا بدنا ماما!«.

Saturday, January 15, 2005

حين قرر أن يتحدى!

المطرب التونسي ... حين قرر أن يتحدى !

منال أبو عبس
Al-Hayat (451 كلمة)
تاريخ النشر 15 يناير 2005



ما ينمو داخل البطن المنتفخ قليلا من جسد المرأة، هل يشعر بوجودنا؟ كليب »أتحدى العالم« للفنان التونسي صابر الرباعي، لماذا يثير في نفوسنا هذا الزخم من المشاعر الأبوية والأمومة المتضاربة؟ جزء كبير من جمهور الكليب لم تتجاوز مشاعره العاطفية بعد، حاجز البكاء على أطلال حبيب رحل، أو محبوبة خدعت. صابر الرباعي في كليبه الجديد، من هو العالم الذي قرر أن يتحداه؟

في إحدى مقابلاته الصحافية يقول صابر: »أنا شخصيا ضد التذلل وترخيص المغني لنفسه أمام المرأة، وخصوصا إذا كانت شبه عارية في موجة الأغاني الأخيرة«. وفي مقطع آخر، يضيف: »المرأة إكسير الحياة ونصف الدنيا، ولأنني احترمها وأقدر مشاعرها كإنسان وأم ورمز، فأنا ارغب في التعبير عنها بالرموز لأنني ضد المبـاشرة والغزل الرخيص«.

في مكان آخر على شبكة الإنترنت، ورد خبر: »امتناع صابر الرباعي عن المشاركة في برنامج إلى جانب إحدى الفنانات اللبنانيات بسبب لباسها الفاضح«. هل هو عالم النساء، ذلك الذي قرر صابر أن يتحداه؟ الجواب سلبي بالتأكيد. ففي كليب »ببساطة« الذي ظهر على شاشة »روتانا« العام الماضي، يظهر صابر إلى جانب فتيات كثيرات. الفتيات يتراقصن ويضحكن في مرقص ليلي، على مرأى من المطرب الذي كان يحاول إثبات تفوق »قلبي اللي كان بيموت عليك« على نفسه!

قبل أعوام كثيرة، ظهر صابر الرباعي على شاشات الفضائيات. احتضن عوده المنتفخ وغنى »يا اللي بجمالك ما لقيت أبدا«. عندها احتل صوت المطرب الدافئ والحساس مكانة يستحقها على خريطة الغناء الشرقي. بعد بضع سنوات، ترك المطرب عوده، وشاهدناه في شوارع تونس، بلباس ابيض، يتقدم مجموعة من الفتيات، ملوحا بيديه مع « سيدي منصور«... ومنذ ذلك الحين حلت فتاة الفيديو كليب مكان العود، ممهدة درب النجاح أمام مطرب لم ينقصه سوى تلبية متطلبات السوق، ليحصد جمهورا لا يستهان به.

لكن، هل يخضع جمهور صابر الرباعي لأهواء مطربه؟ كليب »أتحدى العالم« اكسب صابر الرهان. صورة المطرب الحنون يخاطب بطن زوجته الحامل. يجبر المشاهدين إلى عبور »كلمات تقليدية« نحو عالم رومانسي. وحده، رهان صابر على فتاة بمواصفات جمالية عادية، لتقديم فكرة تقليدية، بأسلوب راق هو الجديد.

وفي المناسبة، ما ينمو داخل البطن المنتفخ قليلا من جسد المرأة، بالتأكيد يشعر بوجودنا!

Thursday, January 6, 2005

الانترنت تساهم في انقاذ منكوبي زلزال سومطرة

على غرار الجرائد والتلفزيون . الانترنت تساهم في انقاذ منكوبي زلزال سومطرة


منال أبو عبس
Al-Hayat (1,091 كلمة)
تاريخ النشر 06 يناير 2005






ثمة مثل انكليزي شهير يقول إن »لكل غيمة سوداء بطانة فضية«. أمام كارثة زلزال سومطرة وأمواجه، تبدو الكلمات تافهة. وفي المقابل، يصعب التغاضي عن حال التعاطف الانساني الهائل مع ضحايا »تسونامي« الآسيوي. يلفت ان بلدا مثل اليابان رفع معوناته، مع تكشف الأبعاد المأسوية للحدث الرهيب، من ثلاثين الى خمسمئة مليون دولار. تبرز ايضا دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش الى إنشاء تحالف دولي لمساعدة منكوبي الزلزال، وكذلك دعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لبناء »قوة تدخل سريع دولية« ضد الكوارث. أبعد من المواقف الرسمية للحكومات، على رغم أهميتها، التعاطف الشعبي الكبير، الذي أظهرته شعوب الأرض، ووصل متأخرا، ككل شيء، الى الدول العربية. فاق ما أعطاه المتبرعون من أموالهم الصغيرة في بريطانيا، ما قدمته حكومة توني بلير للدول المنكوبة بالزلزال. تلف اوروبا موجة من العطاء السخي، مدفوعة بعوامل عدة، منها مصرع مئات من الاوروبيين في تلك البلدان، وربما ايضا ما راج من ان بناء المنتجعات السياحية لجلب السياح الغربيين ساهم في إضعاف صمود الشواطئ أمام مد »تسونامي« الجارف.

تلعب وسائل الاعلام دورا مهما في هذا التعاطف الانساني. على شاشات شبكات التلفزة الكبرى، مثل »بي بي سي« و»ت ف 5« و»سي ان ان« و»ديسكوفري« و»ارتي« و»بلومبرغ« و»ناشيونال جيوغرافيك« و»راي 1و2و3« و»بي فور يو« وغيرها، تتكرر الاعلانات التي تحض على التبرع الى هيئات الاغاثة الدولية مثل »الصليب الاحمر الدولي« و»اوكسفام« و»يونيسيف« وغيرها. وصلت هذه الأمور »متأخرة«ايضا، الى شاشات العرب، التي تداركت تأخرها نسبيا، وأخذ بعضها يبث اعلانات تحض على التبرع لمنكوبي زلزال آسيا.

في سياق مشابه، تخصص الصحف الكبرى في دول العالم، مقالات وإعلانات جمة للحض على التبرع للمنكوبين. تبدو الصحافة العربية عموما »متأخرة« في هذا الشأن أيضا. في مواقعها على شبكة الانترنت، وضعت معظم الصحف الغربية اعلانات الكترونية تحض على التبرع، وتعطي مدخلا الى المنظمات والهيئات التي تتولى الاغاثة.

انضم موقع »غوغل«، أشهر محرك بحث على شبكة الإنترنت، إلى غيره من المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، المنشغلة في تقديم المساعدات إلى المتضررين من موجة الـ»تسونامي« العملاقة التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص في آسيا.

تمثل خطوة »غوغل« نموذجا من خطوات كثيرة، تملأ المواقع الشبكية لتجمعات شبابية، ومنظمات المجتمع المدني، الهيئات الحكومية والأهلية، بوصلات Links الكترونية توصل من ينقر عليها مباشرة الى حسابات الصناديق المتخصصة في تقديم المساعدة المادية والمعنوية الى ضحايا الكارثة. قد تكون أقل هذه الخطوات فاعلية وأكثرها رمزية، ما قامت به بعض الجهات الخاصة في أوروبا (أصحاب مطاعم وفنادق...)، عندما ألغت الاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية، أو قللت من المظاهر الاحتفالية تضامنا مع الضحايا.

يقدم »غوغل« إلى زائري صفحته الرئيسة خيارا جديدا، تحت عنوان: »كيف تساعد ضحايا التسونامي«. توفر الصفحة عينها للجمهور أحدث المعلومات الإخبارية حول عدد الضحايا، والجهود المبذولة للحد من تبعات الكارثة، وعناوين المواقع الإلكترونية للوكالات الإنسانية التي تجمع التبرعات لتقديمها إلى أهالي المنطقة المنكوبة. يرشد الموقع الراغبين في التبرع الى طرق كثيرة، مثل التبرع عبر البريد العادي، والهاتف، والانترنت وغيرها. لم تبتعد صفحات »البلوغرز« Bloggers عن الحدث. المعلوم ان تلك الصفحات تمثل كتابات شبابية لها طابع المذكرات اليومية، عما يجرى من احداث في العالم. انخرط كثير من »بلوغرز« في النشاط الانقاذي. نشرت صفحاتهم مناشدات عدة إلى زائري صفحاتهم. كذلك اهتمت تلك الصفحات بتتبع الأخبار المتواترة، وبنشر معلومات عن أضرار الزلزال، وسبل تفادي الكوارث الارتدادية، وطرق الوقاية من الأوبئة وغيرها.

مواقع »غوغول« للتبرع...

> الاتحاد الدولي لمنظمات الصليب والهلال الاحمر www.ifrc.org

> منظمة »المساعدة الاسلامية« www.islamic-relief.com

> »العمل ضد الجوع« www.actionagainsthunger.org

> »الصليب الاحمر« www.redcross.org

> منظمة »باب« للرعاية www.bapscare.org

> منظمة »كير« الدولية www.car.org

> »الاغاثة الدولية المباشرة« www.directrelief.org

> منظمة »غول« لمساعدة الاطفال www.goal.ie

> منظمة »الايواء« الدولية www.habitat.org

> صندوق »كارونا« www.karuna.org

> شبكة الخير www.networkforgood.org

> منظمة »اوكسفام« الدولية www.oxfam.co.uk

> منظمة »سارفودايا« الدولية لايواء المشردين www.sarvodaya.org

> منظمة انقاذ الطفولة www.savechildren.org

> منظمة »يونيسيف« الدولية للاطفال www.unicef.org

> برنامج الأمم المتحدة للغذاء www.wfp.org

كذلك تنصح صفحة الاستقبال في »غوغول« بتتبع اخبار الزلزال والمساعدات عبر قسم الاخبار في »غوغول«، وقسم الاغاثة في الموقع الالكتروني لشبكة »سي ان ان«، وموقع »شبكة الاغاثة«، وصفحات بلوغ عن »تسونامي« وغيرها.

Tuesday, January 4, 2005

شباب لبنانيون يتهمون حكومتهم بأنها تخشاهم

يعتبرون النسبية أفضل طريقة لتمثيل الأقليات . شباب لبنانيون يتهمون حكومتهم بأنها تخشاهم ... ويطالبونها بخفض سن الاقتراع الى الثامنة عشرة

منال أبو عبس
Al-Hayat (1,183 كلمة)
تاريخ النشر 04 يناير 2005


ينهي الشاب في لبنان تحصيله العلمي في الثامنة عشرة من العمر. يلتحق بالجامعة، ومعها ينطلق في حياة مخصصة للبالغين فقط.

القانون اللبناني يتقن التمييز بين البالغ وغــير البـــالغ. يهـــيئ لمن أتم الثامنة عشرة من العمر، عقابا شافيا على أي جريمة أو جنحة قد يرتكبها. وفي الوقت نفسه، يمتعه بسلسلة من المباحات، تتلاءم وسنه الجديد: يستخرج ابن الثامنة عشرة رخصة سوق، ويستدعى إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، وهكذا يصبح مواطنا كامل الحقوق والواجبات... مواطنا استأمنته الدولة، تبعا لرخصة القيادة التي يؤهله سنه الجديد الحصول عليها، على سلامته الشخصية، وسلامة المواطنين الآخرين. منحته شرف خدمة الوطن والدفـــاع عــنه. أطلقته في الحياة حرا، شــرط تحــمل تبــــعات أعماله غير القانونية... لكن ما هو رأي المادة 21 من الدستور اللبناني في الموضوع؟ تمنع المادة المذكورة على أي موطن لم يتم الحادية والعشرين من العمر، ممارسة حقه في الاقتراع.

سياسة المماطلة

في العام 1992 جرت أول انتخابات نيابية في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية فيه. وفي العام 1996 جرت الثانية، ثم بعد أربع سنوات جرت الثالثة، ويستعد لبنان خلال الأشهر القليلة المقبلة لخوض الرابعة. منذ العام 1992 حتى اليوم لا يوفر الشباب اللبناني فرصة لإثارة قضيتهم الموسمية التي ترتفع وتيرتها مع اقتراب موعد الانتخابات. يطالبون حكومتهم بقانون جديد يخفض فيه سن الاقتراع ليشمل من هم في سن الثامنة عشرة. لكن، هل السلطة في لبنان بعيدة كل هذا البعد عن هموم شبابها السياسية؟

»السلطة الديموقراطية ترد على مطالبــــنا كل مرة بعريـــضة يوقعها النواب، ووقت الجد تضـــيع القضية«، يقول سامي (20 عاما). يطالب سامي حكومته بسلسلة من الإصلاحات الدستورية، يحتل قانون الانـــتخاب البـــند الأول فيها. غير انه لا يخفي خوفه من سياسة المماطلة المعتمدة في بلــده: »ننتظر منذ العام 1992 قانونا يمثلنا بطريقة عادلة، وبدلا منه أعطينا ثلاثة قوانين مختلفة، فصلت على مقياس واضعيها، وبطريقة لا تخدم المصلحة العليا للبلاد«.

لا يأمل وائل (19 عاما) الكثير من »حكومة تصريف الأعمال« الحالية.

فبالنســـــبة إليه »لم تعـــط السلطة في لبــنان مواطنيها صلاحيات تقرير مصيرهم يوما«.

لا يرى وائل أن الظروف العامة تغيرت، وبالتالي »ما من بوادر في الأفق تشير إلى ان مجلس النواب سيمنح، بجرة قلم، الشباب بين 18 و21 لقب مواطنين كاملي الأهلية والصلاحيات«.

ويضيف وائل أن »عدم إشراك الشباب في العملية السياسية« هو دافعه الثاني بعد خدمة العلم إلى الهجرة من لبنان، إلى »بلد يحترم رأي شبابه«.

يلقى اقتراح تخفيض سن الاقتراع تأييدا حزبيا وسياسيا واضحا، فضلا عن المطالبة الشبابية الواسعة، لكن السلطة لم تقره حتى الساعة. وقد تكون »الحملة الوطنية الشبابية والطالبية من اجل النسبية وخفض سن الاقتراع« التي انطلقت في الآونة الأخيرة، أكثر الخطوات المتخذة عملية. إذ حمل نحو خمسمئة شاب وفتاة، تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والعشرين عاما، لافتات تطالب بـ»تمثيل الاقليات في المجلس النيابي، كي يؤخذ برأي الأكثرية والأقلية على حد سواء«. انطلق الشباب من منطقة جسر البربير حتى السرايا الحكومية في وسط بيروت. هتفوا مطالبين بـ»تتعزز الوحدة الوطنية عبر الانتماء إلى الوطن والدولة، لا إلى الطائفة أو العشيرة أو العائلة«، مؤكدين أن »الانتخابات النسبية هي الطريق الأفضل لتوسيع الممارسة الديموقراطية وتصحيح التمثيل الشعبي وإلغاء المحادل الانتخابية«. لكن، ما هي النسبية؟ وماذا تعني عبارة »المحادل الانتخابية« التي رددها المتظاهرون؟

»النسبية هي النظام الانتخابي الذي يضمن تمثيل الأقلية في المجلس النيابي«، تقول متظاهرة تلف رأسها بعلم فلسطين، وترتدي سترة طبعت عليها صورة تشي غيفارا. المتظاهرة في الثالثة والعشرين من عمرها، لكنها تطالب بحق »ابن الـ18« في الانتخاب. »غالبية الشبان في لبنان، ينتمون إلى التيارات المعارضة للسلطة. وهذا لا يناسب الأكثرية السياسية التي تعمل لتغييب وجهة نظر الأقليات، كي يتمثل أصحاب المصالح الكبرى في نظام انتخابي يهمش دور الشباب والمنظمات الشبابية«، تقول. إجابة المتظاهرة كانت اكثر منطقية من إجابات كثيرة غيرها، إذ غاب عن ذهن الكثيرين من رافعي اللافتات، التقصي عن المعنى الحقيقي لكلمة »النسبية«، فجاءت إجاباتهم سطحية وغير شافية، »يمكن إذا سمعتها السلطة، ان ترفع سن الانتخاب إلى الثلاثين عاما«، يعلق أحدهم.

أما في الواقع، فيهدف النظام النسبي إلى تقليص التفاوت بين حصة الحزب من مجموع الأصوات الوطنية وحصته من مقاعد البرلمان. فالحزب الرئيسي الذي يحصد أربعين في المئة من الأصوات، ينال نسبة موازية من المقاعد.

»المحادل الانتخابية«، عبارة احتلت الصدارة في قاموس الشباب للمرحلة الراهنة. العبارة فضفاضة، وتحتمل التأويل. منهم من يقصد بها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي »احتكر السوق خلال الانتخابات الماضية، مستغلا نفوذه وثروته الكبيرين«، وآخرون يرون فيها »المعارضة التي تلتف على بعضها لتشكل أكثرية تكتسح ما عداها«، وصولا إلى »الحكومة الحالية التي تفصل كل شيء على مقاسها بهدف تحجيم الحريري«.

انقلابات!

»الدائرة الصغرى تعزز الطائفية«، »الدائرة الصغرى تنتج ممثلين حقيقيين يعبرون عن شرائحهم الناخبة«، »الدائرة الكبرى تعبر عن رأي الشارع اللبناني«، »النسبية هي الحل«، »النظام الأكثري يعزز الطائفية«، »تقسيم بيروت يتعارض مع وثيقة الوفاق الوطني«، »الطائف ينص على اعتماد المحافظة في الانتخاب«... وغيرها كثير من العبارات يفند بها كل ذي رأي حجة من يعارضه. المشاريع المطروحة حاليا كثيرة ومختلفة باختلاف مصالح المطالبين بها، غير انه على »المشروع الصحيح أن يضمن صحة التمثيل الشعبي ويزيل الكثير من الشوائــــب التي تعـــتري القوانين الانتخابية، وان يضمن انخراط الموالاة والمعارضة معا في مشروع بناء الدولة«، يقول أحد السياسيين المؤيدين للنسبية.

تخفيض سن الاقتراع ليس إلا بندا واحدا من بنود قانـــون انتخاب مرتقب خلال الأيام المقبلة. بند قد يكون اقـــل من غيـــره تعقـــيدا.

فما إن تطرح مواضيع أخرى كتقسيم الدوائر الانتـــخابية، والنظام الانتخابي المزمع اعــــتمــــاده، حتى تخـــرج القــــضية من إطارها الطبيعي، ويغيب النواب الموقعون على العريضة (المعتادة)، وتخرج إلى الواجهة عبارات أخرى مثل »ضرورة التنبه إلى الأخطار والانعطافات، والانقلابات السياســية التي تحصل على الساحتين الدولية والإقليمية، وعدم الوقــوف فقط عند موضوع قانون الانتخاب!«.

Saturday, January 1, 2005

انقلاب معايير الجمال


معادلة الـ« قبل » والـ« بعد » تبدو فاعلة . عام استفحال عمليات التجميل وانقلاب معايير الجمال



منال أبو عبس


Al-Hayat (487 كلمة)


تاريخ النشر 01 يناير 2005



اكتشـــــــــف أحـد أطباء التجميـل، أن »شكـــل وجه الإنسان وقسماته تحدد مستوى جمال الشخص« وانه »من النظرة الأولى، يمكننا الحكم على مستوى جمال الشخص« فـ»الأنف هو اكثر أعضاء الوجه بروزا... وهو اكبر من العينين والفم«. الطبيب مختص في الجراحة التجميلية، وتنتشر على جدران عيادته الصغيرة معلومات مكتوبة بكثير من الأخطاء اللغوية، غير أن مضمونها صحيح. يواكب الطبيب لغة العصر، إذ خصص لنفسه موقعا إلكترونيا هو واحد من مواقع كثيرة متخصصة في جراحة التجميل. وهي تقدم »خدمات مميزة تتمثل في وصف شامل لعمليات التجميل ودليل للأطباء ومراكز جراحة التجميل«. لكن ما الذي حدث خلال العام الماضي (أمس)، ودفع الجراحين التجميليين إلى عرض عضلاتهم في العلن، والتباري بقدراتهم على شبكة الإنترنت، خلال فترة يمكن وصفها بالقياسية؟

جدران العيادة نفسها تحمل جزءا من الجواب. تتزاحم عليها صور كثيرة لأناس كانوا قبيحين (كتبت تحت الصورة كلمة قبل)، ثم تحولوا جميلين (بعد). معادلة ألـ»قبل« والـ»بعد« تبدو فاعلة في ظروف مشابهة. قبل العملية تبدو قسمات الوجه قاسية وحزينة، ثم يتحول الوجه بـ»قدرة قادر« إلى آخر خال من البثور البارزة، لطيف، جريء وواثق وأكثر بياضا... مشاهدة واحدة تكفي لإقناع زائري العيادة بالهروب إلى عالم ألـ»بعد« الجميلة، ونسيان »قبل« القبح المفزعة. بدورها، تتكفل شبكة الإنترنت بالباقي. يعرض أحد المواقع صورة لشابة: شعر أشقر، عينان زرقاوان ذابلتان، أنف بارز، وشفتان رقيقتان. الفتاة جميلة، لكنها ليست نجمة أو مشهورة. خطوات معدودة وتتحول الشابة إلى أخرى لا تشبهها، وها هي نانسي عجرم كما نراها اليوم.

عظيمة شبكة الإنترنت، هذا ما فكر فيه كثيرون ممن وردتهم الرسالة التالية: »51 ألف دولار وتتحولين إلى هيفا«. هيفا المشهورة معادلة كانت صعبة المنال إلى حين نشر الرسالة. تشير الرسالة إلى كل مفصل من جسد هيفا بالسهم، محددة نوع العملية التي يجب إجراؤها إلى من أرادت التشبه بها. الرسالة قاسية ومجحفة في حق الفنانة، غير أنها فاعلة في تغيير رأي الكثيرات ممن رفضن هذا النوع من العمليات. يحدد المضمون الطريق الواحد للوصول إلى »هيفاوات مثاليات«، طريق لا بد أن يمر من واحد أو اكثر من الفروع التالية: إزالة السلوليت والشعر، حقن البوتوكس، عمليات تجميل الثديين، شد الوجه...

شهد العام الماضي أول مسابقة لانتخاب ملكة جمال أجرت على الأقل عملية تجميل واحدة. وشهد العام الماضي أيضا، استضافة مغنية معروفة في أحد البرامج التلفزيونية. جمال المغنية أمر لا يسهل استبعاده. لكن، هل كانت المغنية لتجلس على الكرسي نفسه، بالثقة نفسها، وتتحدث عن طاقاتها وإمكاناتها التي رمتها في أحضان الشهرة، لولا ألـ 21 عملية تجميل التي اعترفت بإجرائها. ترى هل كان المذيع ليسأل عن سر تألقها وجمالها؟ ربما علينا ان ننتظر الإجابة خلال العام الجديد.