زياد سحاب ... تجربة في طريقها الى النضج
منال أبو عبس
Al-Hayat (470 كلمة)
تاريخ النشر 19 أغسطس 2004
قبل عام تقريبا، غنى زياد سحاب «يا قمر مولود في يافا» في قاعة الجامعة الأميركية في بيروت. حينها، صمت الحاضرون منصتين إلى شاب يدندن بصوت خافت متأبطا آلة العود التي يتقن العزف عليها. في تلك اللحظة سرى إحساس غريب بين المستمعين، غطى على وجود فرقة موسيقية تتألف في غالبيتها من شبان جامعيين.
لم يتبدل في زياد شيء يذكر منذ تلك اللحظة حتى ليل الأول من أمس، عندما كان يوقع شريطه الغنائي الأول في مبنــى «فيرجــين ميغا ستورز» في وسط بيروت. شعره الأسود المربوط إلى الخلف، وحمرة الخجل التي تعلو وجنتيه ما زالت ترافق ضحكته معظم الوقت. في تلك القاعة كان زياد بين عدد قليل من محبي فنه، يوقع على نسخهـم بعبارات تجمع بين الحب والشكر والتقدير. بدا سعيدا بإنجازه الأول، لكنه في أوقات متقطعة من اللقاء بدا أيضا شارد الذهن، ربما كان يفكر في مشروعه الأساسي، «التلحين».
«من اصعب الأمور على الملحن أن يسمع أغنيته تؤدى بطريقة لا ترضيه»، كان هذا السبب الأول الذي دفع زياد إلى الغناء، لأن «بعض الأصوات تؤدي اللحن بطريقة رائعة، لكنها لا تنجح في إيصال الأحاسيس نفسها التي يريدها الملحن».
في شريطه الأول ابتعد زياد عن «التعجيق الموسيقي»، معتمدا على آلتين موسيقيتين هما العود والرق، مبررا ذلك بأن «العود يضفي دفئا على المعنى، كما انه من المحتمل أن أعيد تسجيل الأغاني بأصوات مطربين آخرين، فلا يكون العمل مشابها».
في السابعة كان زياد مولعا بآلة العود، ما دفع أهله إلى استخدام أستاذ خاص يعلمه العزف في المنزل، نظرا إلى استحالة دخوله إلى «المعهد العالي للموسيقى - الكونسرفاتوار» بسبب صغر سنه. بعد خمس سنوات من الدرس المكثف أنهى زياد «الصولفاج» الذي يتطلب إنهاؤه 8 سنوات في الكونسرفاتوار.
في سن الحادية عشرة أصبح عضوا في فرقة «بيروت للموسيقى العربية» بقيادة عمه سليم سحاب. وحاز جائزة المركز الأول في برنامج «نجوم المستقبل» للعزف على العود في سن الثانية عشرة. بعد عام تقريبا، عزف منفردا في ذكرى رحيل عبدالحليم حافظ في دار الأوبرا المصرية. وأسس عام 2002 فرقة «شحادين يا بلدنا». كما لحن موسيقى مسرحيات عدة منها: «مارش» لعصام بوخالد، «في انتظار غودو» لروجيه عساف، وموسيقى أفلام مثل «حي في لمبو». وكانت الفرقة شاركت في مهرجانات عدة في تونس وفرنسا وتركيا.
منال أبو عبس
Al-Hayat (470 كلمة)
تاريخ النشر 19 أغسطس 2004
قبل عام تقريبا، غنى زياد سحاب «يا قمر مولود في يافا» في قاعة الجامعة الأميركية في بيروت. حينها، صمت الحاضرون منصتين إلى شاب يدندن بصوت خافت متأبطا آلة العود التي يتقن العزف عليها. في تلك اللحظة سرى إحساس غريب بين المستمعين، غطى على وجود فرقة موسيقية تتألف في غالبيتها من شبان جامعيين.
لم يتبدل في زياد شيء يذكر منذ تلك اللحظة حتى ليل الأول من أمس، عندما كان يوقع شريطه الغنائي الأول في مبنــى «فيرجــين ميغا ستورز» في وسط بيروت. شعره الأسود المربوط إلى الخلف، وحمرة الخجل التي تعلو وجنتيه ما زالت ترافق ضحكته معظم الوقت. في تلك القاعة كان زياد بين عدد قليل من محبي فنه، يوقع على نسخهـم بعبارات تجمع بين الحب والشكر والتقدير. بدا سعيدا بإنجازه الأول، لكنه في أوقات متقطعة من اللقاء بدا أيضا شارد الذهن، ربما كان يفكر في مشروعه الأساسي، «التلحين».
«من اصعب الأمور على الملحن أن يسمع أغنيته تؤدى بطريقة لا ترضيه»، كان هذا السبب الأول الذي دفع زياد إلى الغناء، لأن «بعض الأصوات تؤدي اللحن بطريقة رائعة، لكنها لا تنجح في إيصال الأحاسيس نفسها التي يريدها الملحن».
في شريطه الأول ابتعد زياد عن «التعجيق الموسيقي»، معتمدا على آلتين موسيقيتين هما العود والرق، مبررا ذلك بأن «العود يضفي دفئا على المعنى، كما انه من المحتمل أن أعيد تسجيل الأغاني بأصوات مطربين آخرين، فلا يكون العمل مشابها».
في السابعة كان زياد مولعا بآلة العود، ما دفع أهله إلى استخدام أستاذ خاص يعلمه العزف في المنزل، نظرا إلى استحالة دخوله إلى «المعهد العالي للموسيقى - الكونسرفاتوار» بسبب صغر سنه. بعد خمس سنوات من الدرس المكثف أنهى زياد «الصولفاج» الذي يتطلب إنهاؤه 8 سنوات في الكونسرفاتوار.
في سن الحادية عشرة أصبح عضوا في فرقة «بيروت للموسيقى العربية» بقيادة عمه سليم سحاب. وحاز جائزة المركز الأول في برنامج «نجوم المستقبل» للعزف على العود في سن الثانية عشرة. بعد عام تقريبا، عزف منفردا في ذكرى رحيل عبدالحليم حافظ في دار الأوبرا المصرية. وأسس عام 2002 فرقة «شحادين يا بلدنا». كما لحن موسيقى مسرحيات عدة منها: «مارش» لعصام بوخالد، «في انتظار غودو» لروجيه عساف، وموسيقى أفلام مثل «حي في لمبو». وكانت الفرقة شاركت في مهرجانات عدة في تونس وفرنسا وتركيا.
No comments:
Post a Comment