Thursday, August 19, 2004

تحية الى ادوار سعيد

تحية فنية بيروتية إلى إدوارد سعيد من خلال قصيدة محمود درويش

منال أبو عبس
Al-Hayat (463 كلمة)
تاريخ النشر 19 أغسطس 2004

في الذكرى الأولى لرحيل المفكر إدوارد سعيد وانطلاقا من قصيدة الشاعر محمود درويش "طباق- عن إدوارد سعيد" التي نشرت نصها جريدة "الحياة" في 8 آب (أغسطس) الجاري، افتتحت "الجمعية اللبنانية للرسم والنحت" أمس، معرضا عنوانه: "سماء عربية ونجمتان"، جمعت فيه بين صور سعيد ودرويش في صيغة فنية.

ما إن يفتح الزائر باب المصعد، حتى تستقبله صورة عملاقة لمحمود درويش رافعا يده كما لو انه يحيي الناظر. الصورة نفسها محاطة بقصاصات من أوراق الجرائد، ملصقة بعناية تدل على الهوية الثقافية للمكان. في الردهة الصغيرة التي تطل على المعرض علقت نبذة عن حياة سعيد، وأخرى عن درويش، "كي يتعرف الزائر إلى الشخصين المكرمين قبل أن يرى صورهما في المعرض"، يقول أحد المنظمين.

المعرض من الداخل يبدو راقيا، "أناقة الصيف كلها تتجسد في هذا العمل الذي أردته أن يكون مختلفا عما سبقه"، يقول رئيس الرابطة الثقافية للشرق الأوسط جورج زعني، مضيفا آن "العمل أنجز خلال أربعة أيام. الصور أخذت من مواقع الجرائد على شبكة الإنترنت، والمونتاج والإخراج تم تنسيقهما مع متخصصين عبر الهاتف".

العناصر التي استخدمها مصمم الديكور السوري أنيس الجراح للتعبير عن فكرة المعرض، بسيطة، تألفت في معظمها من أوراق بيض وملونة، وأقلام، وفنجاني قهوة، ولوحين خشبيين، وأدوات مكتبة وسلة زهور... تعلوها رقع قليلة من النايلون الشفاف، وقد زين بنجوم ذهبية صغيرة، مستوحاة من اسم المعرض. وفي الواجهة الأمامية للصالة علقت القصيدة كما نشرت في "الحياة"، وأضيفت إليها بعض الخطوط الذهبية على الجانبين.

صور المفكر والشاعر تجاورت في أرجاء المكان، وتلاءمت الخطوط التي أضيفت إلى جوانبها مع فكرة الإبداع الذي أراد المنظمون التعبير عنها وإيصالها إلى الجمهور.

ومن المعروف أن سعيد ودرويـــش يتـقــاسـمـان الكـثـيـر من الصفات، ومنها انهما فلسطينيا المولد والانتماء، عاشا تجربة الشتات، وسكنا بصورة متقطعة في بيروت، ونجحا في إيصال القضية الفلسطينية إلى العالم. ولعل هذا المعرض هو تحية من بيروت إلى هذين الكبيرين اللذين استطاعا أن يكونا في حجم القضية شعريا وثقاقيا وفكريا.

يستمر المعرض حتى 28 آب (أغسطس) الجاري، ومن المتوقع أن يعرض في صالة الشعب بالتعاون مع نقابة الفنانين في سورية في 21 الجاري.

No comments:

Post a Comment