Tuesday, August 17, 2004

الزجل والروك

... والزجل والروك مسك ختام مهرجانات ريفون

منال أبو عبس
Al-Hayat (575 كلمة)
تاريخ النشر 17 أغسطس 2004




اختتمت «مهرجانات ريفون السياحية السادسة» في لبنان أمس بسهرة شبابية لبنانية، تخللتها عروض «روك أند رول». ولم يؤثر غياب الإعلان أو اقتصاره على عدد محدود من القرى المجاورة سلبا على نجاح الحفلات، إذ مدد المنظمون المهرجان بعدما كان من المقرر أن ينهي أعماله أول من أمس.

وأسهمت اللافتة الوحيدة التي علقت أمام منطقة المهرجان، إلى جانب زحمة السيارات والوافدين من كل الأعمار في إرشاد الزائرين إلى مكان الحدث.

ولعل الحديث المتكرر عن فشل التنظيم في غالبية المهرجانات، أضاف نقطة إيجابية لمصلحة مهرجان ريفون، فتحولت الطريق المؤدية إلى المسرح إلى ساحة معارض، انتشرت فيها مقاهي الرصيف ورفوف عرض الملابس، والمطاعم والخيم التي تقدم مناقيش الصاج اللبنانية.

وفي إطار المهرجان، قدمت أول من أمس مباراة زجلية تحت عنوان «وبيبقوا العنوان- لقاء الصيف والشعر» على مسرح «ريفان» في الهواء الطلق، بعد تأخر الشعراء زغلول الدامور، موسى زغيب، سميح خليل وفيكتور ميرزا أكثر من ساعة. الشجرة وصحن الخضار طقسان تقليديان في حفلات الزجل، لم يغفلهما المنظمون، فأحاطوهما بأعلام لبنان التي سورت المسرح.

استهل الحفلة زغلول الدامور، بأبيات من الزجل، تطرق في الكثير منها إلى الوضع السياسي اللبناني الراهن، من دون أن يغفل الترحيب بالجمهور بالقول: «هاي حفلة النجوم بتشتهيها / شغلت بال العالم وراسي/ بحر عالم ما في شاعر وفيها / أمواجه قطعت كل المراسي/ لا شمسية ولا برانيط فيها». ولم يسلم الندى على رؤوس الحاضرين من شعر الزغلول الذي خصه بأبيات منها: «الندي لا تفزعوا لولا بينزل/ على زهور اللي هن عالكراسي».

بدوره رد زغيب مفاخرا بأمجاد اللبنانيين بالقول: «ونحنا بعدنا بهالشرق منبر/ عم يصدر زجل للكون كلو»، قبل ان يرد على الزغلول بـ«نحنا مقلعين بهيك موقع/ انقسمنا بالهبوط وبالتسامي» و «وقت راح الزجل ع باب داري/ يستنجد مثل طفل عاري... وبقي الزغلول من توبي المرقع/ يقصقص خام ويلبس جواري/ وحراير كلمتي اللي من غير مصنع/ بنات القصر لبسوهن صداري». وشارك الشاعران خليل وميرزا في المباراة التي تفوق فيها الأخير في شكل لافت.

وتميزت الحفلة بتفاعل كبير بين الشعراء والجمهور الذي تشكل في غالبيته من الرجال والنساء فوق سن الخمسين. فما ان يردد الشاعر بداية البيت حتى يكمله الجمهور بحماسة يصب في مصلحة أحد المتبارين، ما يسهم في إرباك الشاعر الخصم.

وكان المهرجان انطلق في 31 تموز (يوليو) الماضي تحت عنوان «لبنان في مهرجانات ريفون - معرض، فنون، مسرح». وشارك فيه كل من هيفا وهبي، وباسم فغالي ومايا نصري، وائل كفوري، (أيام زمان) استعراض الفرقة الفولكلورية السياحية اللبنانية، موسيقى أرمنية، مسرح الدبابير وكاظم الساهر... وشاركت في حفلة الافتتاح فرقة ايلي يمين الفولكلورية - زكريت التي قدمت عرضا تراثيا بالسيف والترس. وتبعد ريفون 28 كيلومترا عن العاصمة بيروت، وأصل التسمية «ريفان» تعني «مكان الاستشفاء».

No comments:

Post a Comment