Tuesday, July 19, 2005

فرح غير مفاجئ في منزل ستريدا جعجع

فرح غير مفاجئ في منزل ستريدا جعجع

منال أبو عبس
Al-Hayat (460 كلمة)
تاريخ النشر 19 يوليو 2005




لا تشبه الفرحة التي غمرت منزل النائبة ستريدا جعجع قرابة الواحدة والنصف بعد ظهر أمس، فرحة الفوز بنصر مفاجئ. فجميع المناصرين المترقبين في الطابق السفلي من المنزل، كانوا يعلمون أن النتيجة حتمية، و »الحكيم (قائد القوات اللبنانية سمير جعجع) براءة، لكن الوقت الذي يمضي قبل إقرار المرسوم قاتل«، تقول جانيت.

عند الواحدة ظهرا، لم يكن في الشارع المؤدي إلى المنزل ما يدل الى أمر غير عادي. سيارة درك وحيدة، وبضعة شبان يرتدون سترات »القوات« خلف صورة وحيدة لجعجع، يوصلون القادمين إلى المدخل حيث »نقطة التفتيش«، قبل أن تستقبلهم المستشارة الإعلامية للنائبة جعجع انطوانيت جعجع.

وحده التلفاز المثبت في إحدى زوايا القاعة الداخلية كان يربط الحاضرين بما يدور في الخارج. يهبون ما أن تقطع المحطة برنامجها لتضع فاصلا إعلانيا أو للاستماع إلى حديث انطوانيت جعجع، التي كانت مرجع الكاميرات الكثيرة في تلك القاعة. »رئيس الجمهورية له حق التوقيع على المرسوم في اليوم نفسه أو خلال 15 يوما. إذا وقعه اليوم يعود الحكيم إلينا نهار الخميس«، تقول جعجع، معلنة أن نتيجة الجلسة حتمية، ومعها حرية الحكيم الذي تقرر سفره »من السجن إلى الخارج فترة قصيرة بسبب وضعه الصحي«.

دقائق قليلة وتتسرب المعلومات عبر الهاتف عن إقرار المرسوم، فتنقلب الدنيا في الداخل. تعلو زغردات الرجال، وتترافق مع دموع غزيرة، ويعانق الكل الكل، ليضيق المكان برواده فينصرفون إلى الاحتفال خارجا.

في الشارع كان الاحتفال عفويا. كثير من المناصرين يعقدون حلقة لرقص الدبكة، وآخرون يرقصون متشابكي الأيدي على وقع أغاني القوات وقائدها وأصوات المفرقعات النارية، بانتظار عودة »عروس القوات ستريدا«، كما تسميها انطوانيت التي تطلب من »القواتيين«: »اعادة الصلبان وخلع البزات العسكرية. لم نعد هواة حرب، صرنا صناع سلام«. بعد اقل من ساعة، عادت النائبة جعجع إلى مناصريها، لتطلب منهم »التعبير عن فرحتنا بشكل حضاري، وألا نفعل مثل غيرنا«، ما اعتبره البعض غمزا من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سقط ضحايا في الاحتفالات المرافقة لإعادة انتخابه، شاكرة الحلفاء الذين »أكدنا أن تحالفنا معهم سياسيا، والبطريرك صفير«، وتعد بألا »نتصرف مع الآخرين كما تصرفوا معنا«.

تتوقع ستريدا عودة زوجها »أول أو منتصف الأسبوع المقبل، لكن طبعا نحن بحاجة إلى شهر من الراحة نقضيه في الخارج».

No comments:

Post a Comment