Friday, July 29, 2005

الجامعة الثقافية

الجامعة الثقافية تفتتح مؤتمرها بغطاء شرعي وجناح « المعارضة » يؤكد عدم اعترافه به

منال أبو عبس
Al-Hayat (928 كلمة)
تاريخ النشر 29 يوليو 2005

لم يجد منظمو المؤتمر الثاني عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وسيلة أفضل من دعوة ممثلي »الشرعية السياسية« للرد على »جناح الجامعة« الآخر الذي اتهمهم قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمرهم بـ »اللاشرعية« والتبعية »لبقايا النظام الأمني السوري الذي كان سائدا في الماضي«. فالمؤتمر الذي افتتح أعماله في قصر الاونيسكو العاشرة صباح أمس، لم يكتف بتأمين غطاء شرعي قوامه، رعاية رئيس الجمهورية اميل لحود ممثلا بوزير الخارجية فوزي صلوخ، وحضور ممثلين عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، بل ترك القائمة تتسع لتشمل شخصيات دينية وسياسية و»قومية« مثل: ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الشيخ مهدي الأمين، وزير الثقافة طارق متري، الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري، ومدير عام المغتربين هيثم جمعة ونواب.

غير أن المشكلة بين جناحي الجامعة اللذين انفصلا عن بعضهما بعضا قبل سبع سنوات، لم تشكل محورا للنقاش في مؤتمر الأمس، إذ اعتبر المسؤول الإعلامي للجامعة أحمد رمزي »أنها منظمة غير سياسية ولا تتعاطى في الشأن السياسي«، الأمر الذي يزيد من الخلاف بين قطبي الجامعة المتباعدين.

كما تؤكد الكلمــات التـــي ألقيــت في الافتتـــاح هذه النظريــــة، إذ شدد نائب الرئــيس الأول للجامعـــة أحمد ناصر على أن »شعارنا كان وسيبقى وحدة الجامعة، ووحدة الاغتراب، والحوار مع الجميع للم الشمل، والإصرار على الثوابت في مؤسستنا هذه، التي ينص نظامها الداخلي على أنها غير عنصرية، غير سياسية وغير دينية«.

في حين اقترح الدكتور فيليب سالم »إنشاء وزارة خاصة ومستقلة للانتشار اللبناني، مهمتها تحديد وتفعيل العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، ومن واجبات هذه الوزارة تحديد الحقوق والواجبات لهؤلاء اللبنانيين، وتحديد من منهم يستحق الجنسية اللبنانية، ومن منهم يستحق بطاقة اغترابية«، مشددا على أهمية »إعطاء الحق لجميع الذين يحملون الجنسية اللبنانية، وللذين يحق لهم حملها، بأن يساهموا في العملية السياسية اللبنانية، وأن يكون لهم الحق في انتخاب ممثليهم في البرلمان اللبناني، كما يكون لهم الحق بأن يكون لديهم ممثلون عنهم في الحكم«. ودعا سالم »الدولة اللبنانية وسفاراتها في الدول المضيفة إلى تشييد المدارس الوطنية لتعليم اللغة العربية وآدابها وبناء الأندية لجمع الشمل وإحياء التراث«.

عند الحادية عشرة انصرف المدعوون والمشاركون إلى حفلة كوكتيل. غصت بهم الباحة الخارجية للقصر لساعتين انصرفوا بعدها إلى اجتماع مغلق مخصص لاستعراض تقارير اللجان والحديث عن إنجازاتها خلال العام الماضي.

لكن، هل اكتفى المجتمعون في القاعة المغلقة بمناقشة الأمور الثقافية ودعوة اللبنانيين المغتربين إلى الوحدة وتناسي الخلافات، مغفلين الاتهامات التي أطلقها »الجناح الآخر« قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمرهم؟ قد يحمل يوما المؤتمر المقبلين ردودا ما.

فقد اتهم نائب الرئيس العالمي للجامعة الدكتور أنيس كرم ومساعد الأمين العام لشؤون لبنان طوني نيسي »بعض الأشخاص بعقد مؤتمرات باسم الجامعة في لبنان وخارجه، منتحلين صفة«، مشيرا إلى أن »الإجراءات القانونية اللازمة ستتخذ في حق هؤلاء«.

ووجه كرم مذكرة إلى مجلس النواب والمجتمع المدني اللبناني تشرح توجهات الجامعة، مؤكدا »عدم الاعتراف بأي بيان أو تحرك باسم الجامعة من دون موافقة السلطات المعنية فيها وتحديدا رئيسها العالمي أنيس غرابيت وأعضاء المجلس العالمي«.

وخلال زيارته النائب العماد ميشال عون أكد كرم أن »المؤتمر (الذي عقد أمس بدعوة من المدير العام لوزارة المغتريبن) هيثم جمعة، غير شرعي كون جمعة لا يتمتع بأي صفة قانونية في الجامعة تخوله القيام بمثل هذه الدعوة«، وأضاف: »الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم هي مؤسسة عالمية غير حكومية تابعة للأمم المتحدة، وتستمد قوانينها من الدول التي تتواجد فيها، ونحن نرى أن الدعوة تهدف إلى خربطة الجامعة عبر بقايا النظام الأمني السوري الذي كان سائدا في الماضي«.

وقال كرم: »نحن منتشرون من الأرجنتين إلى البرازيل والمكسيك واستراليا وأميركا وأوروبا، ونواديها تشترك في كل الاجتماعات، لكن هيثم جمعة يبعث بدعوات من خلال القنصليات والسفارات اللبنانية في العالم إلى عقد مؤتمر من دون أي صفة، خصوصا ان ليس لوزارة الخارجية أي دور في هذا الموضوع، لأن الجامعة هي مؤسسة غير حكومية«.

وذكر كرم »بأن للجامعة مجلسا عالميا انتخب عام 2001 وآخر انتخب عام 2003 ومجلسا عالميا انتخب في استراليا في أيار 2005. وقد ساهمنا في السنوات الخمس الماضية في إصدار قانون معاقبة سورية لتحرير لبنان من الوجود السوري وفي القرار 1559 من اجل إعادة استقلال لبنان وسيادته والآن سندعو كل مكاتبنا ونوادينا في كل العالم للمساهمة اقتصاديا داخل لبنان، لكن هذا يتطلب أن تعود الدولة وان يعينوا موظفين كفيين وليس موظفون يقررون سياسة الدولة حسب مصالحهم«.

ولكن، هل فعلا يمكن الحديث عن وحدة بين جناحي جامعة يحتفل أولهما برعاية رئيس الجمهورية ومرجعيات سياسية ودينية، وثانيهما يتغنى بدوره في استصدار قانون محاسبة سورية والقرار 1559؟

Wednesday, July 27, 2005

سمير جعجع

سمير جعجع من السجن الى صالة الشرف ففرنسا

منال أبو عبس
Al-Hayat (1,666 كلمة)
تاريخ النشر 27 يوليو 2005

عند التاسعة وعشر دقائق صباح أمس، وصل قائد »القوات اللبنانية« سمير جعجع من سجنه في وزارة الدفاع إلى صالون الشرف في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري يرافقه موكب من سيارتين تابعتين للجيش اللبناني. »الطريق بين الوزارة والمطار لم تستغرق إلا دقائق عدة«، يقول النائب جورج عدوان الذي رافق »الحكيم« في السيارة. ويضيف أن جعجع سأل عن الطرقات والمعالم بعد 11 عاما من السجن وعن المناطق التي كان يسكن فيها، وانه »انتظر أن يلتقي بالرفاق في القوات، وتكلمنا عن معظم الرفاق الذين كانوا معه سابقا«.

كلمات عدوان كانت الأكثر تحببا إلى قلوب عشرات »القواتيين« المحتشدين بهدوء وتنظيم فائقين مع الإعلاميين في باحة صالون الشرف بعدما منع عليهم الدخول إليها. لكن، ما هي إلا دقائق حتى ينقلب المشهد الهادئ في الخارج إلى آخر مختلف تماما. لقاء الحكيم مع »مصلحة طلاب القوات« (بعد كوادرها) ومصافحته لهم، تقلب الصورة لما تبقى من يوم أمس:

»قلت له جملة واحدة، هل قلت له أنت شيئا؟«، تسأل الفتاة صديقها بينما تقفز كمن ربح جائزة كبرى. »قلت له أن صموده داخل قضبان السجن كان يمدنا بالقوة ويرفع معنوياتنا عاليا«، تضيف قاطعة على صديقها فرصة الإجابة. صديقها بدوره لم يكن متماسكا، »لن تصدقي، وقفت أمام الحكيم وهو يحكي مع ستريدا (زوجته) وبيار الضاهر (رئيس مجلس ادارة الـ »ال بي سي«). وقفت أمامه لخمس دقائق كاملة«، يقول مذهولا.

من آخـــر الرواق المـــؤدي إلى صالون الشرف، يركــــض جاد ممسكا يده اليمنـــى كما لو أنها أصيبـــــت بطلــــق نـــــاري. يشد عليها دافعــــا رأسه بقوة نحو صدر صديقه، »الســلام صار له قيمة الآن، الحكيــم صافحني. لن أصافح أحدا يتلك اليد، حتى أمي لما تبقى من أيام في حياتي«، وتدمع عيناه.

وراء كاميرا تلفزيون ال«ال بي سي« المخصصة للنقل المباشر يقفز شادي كمن علق الهواء بين صدره وفمه، فيكاد يختنق. ينظر إلى صديقه الذي بدا اكثر تماسكا، ويقول: »الحكيم لم يتغير. ما زال كما كان عام 1994«. شادي بالكاد يبلغ الثانية والعشرين من العمر، لكن وجهة نظره تبدو مقنعة: »كنا صغارا آنذاك، غير أن أحدا لا يعرف ماذا يعني الحكيم لعائلاتنا. نحن وأهلنا نمشي على خطاه. أعرف كل شيء عنه. اعتدت منذ الصغر على سماع مقابلاته وخطاباته، احفظ أرشيفه كاملا عن ظهر قلب«.

حالة شادي ليست فريدة من نوعها هنا. معظم الشبان الموجودين لم يتجاوزوا العشرين، إلا انهم يعرفون كشادي انه »لم يتغير، هي فقط بضع شعرات بيض، اثنتان على شاربيه وثلاثة على رأسه، كما انه صار اكثر نحولا«.

في مكان ما بين الحشود، كان »قواتيون« آخرون، يتحدثون عن مستقبل حزبهم، »بعدما انتصر الحق على الوصاية والضغوط واطماع بعض السياسيين المحليين الذين كانوا ينفذون أوامر خارجية«، بحسب بول الذي انصرف مع رفاقه للحديث عن إعادة هيكلة لـ »القوات« وتحضير كوادر، لأن »القوات بعد 26 تموز (يوليو) هي غيرها قبل ذلك التاريخ«.

بدوره، مسؤول قطاع الطلاب في »المصلحة« دانيال سبيرو يقول انه رسم صورة لجعجع في ذهنه تبعا لروايات من زاروه في السجن، غير أن اللقاء الشخصي كان مختلفا »أحسست أنني اقف أمام قائد يعني لنا الكثير. قائد نحمل مبادئه«، وأن جعجع »طلب أن يتعرف الى جميع الشباب، كل بحسب موقعه ومنطقته«.

عند الحادية عشرة، تنصرف الكاميرات عن وجوه »القواتيين« والسياسيين، وتركز على وجه جعجع الواقف خلف صورة رئيس الجمهورية اميل لحود. يتلو ورقات كتبها من داخل سجنه. يشرب الكثير من الماء، ويطلب من الحاضرين إقفال الهواتف الخلوية، فيما قلوب مناصريه في الخارج تتابع بحذر »حركات القائد التي لم تتغير«، مرفقة بصرخات »يقبرني«، و«حركة يده ما زالت كالسابق«، لتصل إلى حد تشبيه الخطاب بـ »خطاب حرب الإلغاء عام 1994. نبرة صوته هي نفسها«، يقول رجل أربعيني واقف خلف الكاميرا.

بعد الخطاب ينصرف »الحكيم« إلى استقبال السياسيين المهنئين. يبتسم لهذا وذاك، ويسأل زوجته عمن تعذر عليه معرفته، علما أن »القوات دعت كل الكتل التي صوتت على قانون العفو«، كما قال النائب عدوان لـ »الحياة«.

ومع الرئيس السابق أمين الجميل يكون العناق الأكثر حرارة، من دون أن تغيب عن اللقاء وجوه جديدة على الساحة السياسية مثل ميشال نجل الرئيس الراحل رينيه معوض وأرملته الوزيرة نائلة معوض، ونديم نجل الرئيس بشير الجميل الذي مازحه جعجع »ما تعذب الماما« وأرملته النائبة صولانج الجميل.

عند الثانية عشرة يغادر جعجع صالون الشرف ليرتاح قليلا ويجتمع مع أعضاء »كتلته«. وعند الثانية يعود للقاء الصحافيين في الصالون، وليشكر »وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية على ما قامت به قبل اليوم لتحمل قضيتنا«، معلنا انتهاء اللقاء. غير انه سرعان ما يعود بناء على رغبة المسؤولة الإعلامية انطوانيت جعجع ويصافح الجميع، مستفسرا عن عمل كل منهم، وواضعا سبابته على جبينه كلما تعذر عليه تذكر الوسيلة الإعلامية.

في الرابعة بعد الظهر، غادر قائد »القوات« بيروت على متن طائرة بوينغ 777 تابعة لشركة طيران »اير فرانس« إلى فرنسا ترافقه زوجته النائبة جعجع وشقيقتها دنيز فياض وزوجها وثلاثة أشخاص من »القوات اللبنانية«، فيما بقي كثير من المناصرين يتابعون أخبار مغادرة قائدهم عبر شاشات التلفزيون داخل المطار.

بعيد وصوله الى صالون الشرف في المطار صباحا بدأ قائد »القوات اللبنانية« الدكتور سمير جعجع لقاء كوادر »القوات« ورفاقه القدامى، بالسلام على كل منهم ووقفت الى جانبه زوجته ستريدا ونواب القوات والوزير جو سركيس. ومر هؤلاء في صف طويل لمصافحته ومعانقته فردا فردا. وكان يستوقف كل واحد منهم. من يعرفه كان يتبادل الحديث معه مستذكرا معه بسرعة بعض الخواطر او الأحداث او سائلا عن اموره. ومن لا يعرفه كانت ستريدا او غيرها يعرفونه به. وكان جعجع سريع الأسئلة وسريع الأجوبة وسريع الإنهاء للمحادثة القصيرة لأن الصف كان طويلا. ومازح البعض وضحك معه وأجرى حوارات قصيرة حميمة مع البعض الآخر انتهت بالاتفاق على ان »نحكي«.

وكان بين الذين جاؤوا من اصدقائه ومريديه مرضى. انطوان شويري الخارج لتوه من المستشفى متحاملا على المرض. سيدة رجلها مكسورة على العكازات، زوجة المهندس رمزي عيراني الذي كان قتل قبل عامين ووجدت جثته في صندوق سيارته. رئيس مجلس ادارة »ال بي سي« بيـــار الضاهر والمدير السابق للأمن العام زاهي بستاني.

وشاغل جعجع نفسه عن الانزعاج الذي يسببه له التعرض للضوء طويلا ودفعة واحدة، وللضجة بعد افتقادهما لسنوات في السجن في الحديث المستمر مع كل الذين التقاهم وكان حاضر الذهن. احد الصحافيين دخل للسلام قبل ان يحين موعد دخول الإعلاميين والشخصيات السياسية فعرفه وناداه باسمه ومازحه قائلا: »دخلت مع القوات«؟ وحين قال له الصحافي، النحيل الجسم: »لقد نزل وزنك كثيرا لكن فهمنا ان هذا مقصود لأنك كنت تتناول طعاما صحيا«. فأجابه في سرعة »وأنت ألست نحيلا؟ الذي بيته من زجاج لا يرشق الناس بالحجارة«. ولامتداد وقوفه زهاء ساعتين ولأن القاعة غصت بالحضور لم ينفع المكيف في تبريدها فأخذ جعجع يتصبب عرقا، كذلك سائر الحضور.

وعند انتهاء دور »القوات«، انتقل جعجع الى صـــالون آخر فبــــدل ثيابه المبتلة عرقا، وكان السياسيون المدعوون للقاء معه قد بدأوا يتوافدون الى صالون جانبي. وعندمـــا عاد مـــع زوجتـــه، اخرج القواتيــون وبقي منهم البعض صفقوا لدخوله وهتفوا لـ »الحكيم«.

وبدأ تلاوة كلمته. صفقوا في محطات عدة اهمها حين قال: »اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر«، ثم في كل مرة ذكر اسماء الذين شكرهم لمساهمتهم في اطلاق سراحه، وكان التصفيق الأقوى حين ذكر في كلمته التي مزج فيها بين الوجدانية والسياسة، زوجته ومعاناتها.

تميز خطاب جعجع بالصياغة المتماسكة. وبالمواقف المدروسة بدقة. ولاحظ البعض ان لغته العربية باتت اكثر متانة من كثرة القراءة في السجن. وألقاه ببطء مقصود فاستغرق 25 دقيقة بدل 15 دقيقة كما كان مقررا، ومع ان ثمة من لاحظ ان جعجع »نسي« ذكر اتفاق الطائف، فإن جواب احدهم كان: »سمير جعجع لا ينسى شيئا«، فيما قال آخرون: »لقد اشار الى جناحي لبنان وهذا يكفي وفي فقرته الأخيرة اشارة الى ان منطق الحرب لم يعد قائما او صالحا ودعوة للنظر نحو المستقبل يدا بيد وهذا روح الطائف«. هذا فضلا عن انه ذكر في الفقرة الثانية منه السنوات السود التي بدأت باغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض ولم تنته باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذه اشارة واضحة الى رمزين لاتفاق الطائف، فضلا عن ذكره حلفاؤه في ما يسمى لقاء »البريستول«.

في اللقاء مع الشخصيات السياسية، الذي اعقب الخطاب ميز الحضور سلامه الحميم مع الرئيس امين الجميل (لم يحضر حزب الكتائب بقيادةكريم بقرادوني) ومع النائب السابق فارس سعيد والوزيرة نايلة معوض. وكان لكل فريق نيابي وقفة معه تولت ستريدا تعريفه به وبالجهود التي قام بها من اجل اصدار قانون العفو عنه، ولوحظ غياب نواب التحالف الثنائي الشيعي، »امل« و«حزب الله«، لكن حضر النائب ميشال موسى بتكليف من رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

Friday, July 22, 2005

ميليس يطلب من سورية الاستماع قريبا الى مسؤولين امنيين فيها

ميليس يطلب من سورية الاستماع قريبا الى مسؤولين امنيين فيها . لبنان : جعجع ويغادر الثلثاء بعد اطلاق جريس الخوري وخليل مطر

ناجية الحصري - راغد درغام - منال أبو عبس
Al-Hayat (1,206 كلمة)
تاريخ النشر 22 يوليو 2005


غادر السجن امس، بناء لقانون العفو، جرجس توفيق الخوري الذي كان دين بالسجن المؤبد بتهمة المشاركة في تفجير كنيسة سيدة النجاة العام 1994 والتي اوقف في ملفها قائد »القوات اللبنانية« الدكتور سمير جعجع، كما غادر السجن ايضا العميد السابق في الجيش اللبناني خليل مطر الذي كان حكم عليه بالسجن عشر سنوات، في ملف اغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رشيد كرامي. (راجع ص4)

وفيما علم ان لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحرير تعتزم الطلب قريبا من سورية زيارة دمشق للاستماع الى افادة مسؤولين امنيين سابقين في لبنان، طالب بعض اهالي الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختفوا في لبنان العام 1982 على حاجز لـ »القوات« في الشمال، بالتحقيق مع جعجع قبل اطلاق سراحه عن مصير هؤلاء الديبلوماسيين في ظل معلومات بأن »القوات« سلمتهم الى اسرائيل.

واذ اصدر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا قرارين بإسقاط الحكمين الصادرين في حق كل من جريس ومطر، يتوقع ان يغادر جعجع السجن السبت، فيما قال النائب جورج عدوان انه سيغادر الثلثاء الى الخارج (رجحت مصادر فرنسا) لاجراء فحوص طبية وللراحة ترافقه زوجته النائبة ستريدا جعجع، ويلتقي في مطار بيروت سياسيين ونواب ممثلي الكتل واحزاب ويوجه خطابا سياسيا الى اللبنانيين.

في منزل والد جرجس الخوري، فريد (ابو انور) كان الجو احتفاليا امس، فأخيرا سمع ابو انور العبارة الأكثر قربا الى قلبه »يهنيك بالسلامة«، قالتها الجارة، فبكى غير مصدق ان 11 عاما من الانتظار انقضت. من شرفة منزله الصغير المطل على مخيم الضبية، تابع ابو انور نزول ابنه من سيارة محاميه خطوة بخطوة. تابع دعسته الأولى على ارض الشارع المكسو ببقايا المفرقعات ودخانها الأسود. »بعد 11 سنة طلع جريس«، يقول الوالد، فترد الجارة: »بحلف ببناتي الثلاثة ان جريس بريء وأنهم حبسوه ظلما«. لا تزيد فيفيان شقيقة جريس شيئا على الجارة، بل تدفع الحشود وتحتضن اخاها، قبل ان يسحبها الشبان الى الداخل مغشيا عليها.

فيرا الشقيقة الثانية، كانت الأكثر تماسكا. رشت الورد على رأس شقيقها العائد. وبعد دقائق قليلة خرج ليتحدث الى الصحافيين. قال: »نزلنا الى كنيسة سيدة النجاة وصلينا وقلنا للعذراء ان جريس الخوري لا يمكن ان يفجر الكنيسة. اقول لكل المسيحيين وللبطريرك نصر الله صفير اننا ابرياء وظلمنا«. لا يذكر الخوري شيئا عن السجن عدا »انهم عاملونا اسوأ من القرود وأن بابين مصفحين كانا يفصلانني عن زنزانة الحكيم«.

وقرابة السادسة مساء اطلق العميد خليل مطر من سجنه في ثكنة للشرطة العسكرية في منطقة جسر الباشا بعدما اصدر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سعيد ميرزا قرارا قضى بإسقاط الحكم الصادر بحقه في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رشيد كرامي، وتابع اجراءات التنفيذ وكيل مطر المحامي بدوي ابو ديب.

العميد مطر الذي امضى في السجن تسع سنوات وأسبوعا وكان يقضي محكومية تنتهي بعد سنة قال لـ »الحياة« بعد انتقاله الى منزل اهله في الناعمة اقله إليه ولداه انه عاش خلال سنوات سجنه »من اجل لبنان وهم ادخلوني إليه لأنني احب لبنان«. واكد انه »ضابط شريف ومخلص وأنا ابن ناس لا يقتلون احدا«. ورأى انهم قتلوا الرئيس كرامي »مرتين، مرة بالطوافة ومرة في المحاكمة المدبرة«. واعتبر ان العفو بالنسبة إليه شأن معنوي »يرد لي اعتباري«. وقال انه لا يوجد بلد في العالم لا يعيد المحاكمة اذا توافرت شروط لذلك »إلا في لبنان وفي المجلس العدلي«. وتحدث عن فيلم مصور كان سلمه الى القاضي وهو دليل كاف لإعادة المحاكمة إلا ان الأمر رفض«.

العميد مطر (50 عاما) الذي كان سجن ثلاث سنوات في وزارة الدفاع في اليرزة وسط ظروف وصفها بـ »القاسية جدا« ثم امضى 6 سنوات في ثكنة الشرطة العسكرية »وسط ظروف مقبولة«، قال تعليقا على رفض الرئيس عمر كرامي لقانون العفو عن جريمة شقيقه: »نكن كل محبة لآل كرامي وله كل الحق في الاعتراض لأنه لم يتبين بعد من اغتال الرئيس كرامي، انا طلبت اعادة المحاكمة ورفض طلبي«.

وبنى مطر تشكيكه بالمحاكمة التي حصلت على التعامل معه على انه شريك وقال: »لو كنت قاتل كرامي لكان يجب الحكم علي بالإعدام وخفضه للمؤبد كما هو رائج لكنهم حكموا علي عشر سنوات سجنا فلماذا. هل ذلك منعا لتأنيب ضميرهم«. واعتبر ان من اتهمه اراد »ازاحته من الطريق« واكتفى بالقول: »ان شاء الله يضبط البلد فنحن نريد العيش بسلام والحقد لا يعمر البلد«.

كرامي

واستمر اقرار المجلس النيابي لقانون العفو عن جعجع ورفاقه وسائر المحكومين في التفاعل فانتقد رئيس الحكومة السابق عمر كرامي رئيس »تيار المستقبل« النائب سعد الحريري لظهوره يرفع شارة النصر على مدخل البرلمان بعد تصديق قانون العفو »كأنه يبتهج ببيع دم رشيد كرامي«.

وليل امس رد وزير الشباب والرياضة احمد فتفت على كرامي كذلك النائب في كتلة الحريري مصطفى هاشم.

وقال فتفت ان الرئيس كرامي يصر على قراءة المواقف بالمقلوب ونسي انه وقع مرسوم تسمية سمير جعجع وزيرا في حكومته العام 1990 وأنه قال بأنه تعالى عن الجروح، وأكد ان سعد الحريري رفع شارة النصر من اجل المصالحة الوطنية ولأن موقوفي الضنية ومجدل عنجر (شملهم العفو) يستحقون ذلك. واعتبر هاشم ان الحريري رفع شارة النصر »لتأكيد انتصار المجلس النيابي على نظام الأجهزة الذي سار في احضانه وغطى بارتكاباته الرئيس عمر كرامي«. واتهم الأخير ببيع دم شقيقه.

وفي نيويورك، علم ان رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس، يعتزم الطلب من الحكومة السورية مساعدتها في الأيام القليلة المقبلة للاستماع الى افادة شخصيات سورية أمنية عملت في لبنان وعلى رأسها الرئيس السابق لجهاز الأمن والاستطلاع للقوات السورية التي كانت عاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة والعميد محمد خلوف.

وسيتوجه ميليس الى دمشق يرافقه فريق معني بالاستجوابات، إذا وافقت الحكومة السورية على استقباله، لتكون هذه المرة الأولى التي يتوجه فيها الى العاصمة السورية. لكن الحكومة السورية قد تقرر ارسال الشخصيات الأمنية التي يرغب الفريق الدولي باستجوابها الى لبنان بدل استقبال ميليس في دمشق. وهذه المرة الأولى التي سيطلب فيها ميليس من الحكومة السورية مساعدتها المباشرة في التحقيق بمقتل الحريري التي وصفها مجلس الأمن بأنها عمل »إرهابي«. وأبلغت الأمانة العامة الأسبوع الماضي الى مجلس الأمن

Tuesday, July 19, 2005

فرح غير مفاجئ في منزل ستريدا جعجع

فرح غير مفاجئ في منزل ستريدا جعجع

منال أبو عبس
Al-Hayat (460 كلمة)
تاريخ النشر 19 يوليو 2005




لا تشبه الفرحة التي غمرت منزل النائبة ستريدا جعجع قرابة الواحدة والنصف بعد ظهر أمس، فرحة الفوز بنصر مفاجئ. فجميع المناصرين المترقبين في الطابق السفلي من المنزل، كانوا يعلمون أن النتيجة حتمية، و »الحكيم (قائد القوات اللبنانية سمير جعجع) براءة، لكن الوقت الذي يمضي قبل إقرار المرسوم قاتل«، تقول جانيت.

عند الواحدة ظهرا، لم يكن في الشارع المؤدي إلى المنزل ما يدل الى أمر غير عادي. سيارة درك وحيدة، وبضعة شبان يرتدون سترات »القوات« خلف صورة وحيدة لجعجع، يوصلون القادمين إلى المدخل حيث »نقطة التفتيش«، قبل أن تستقبلهم المستشارة الإعلامية للنائبة جعجع انطوانيت جعجع.

وحده التلفاز المثبت في إحدى زوايا القاعة الداخلية كان يربط الحاضرين بما يدور في الخارج. يهبون ما أن تقطع المحطة برنامجها لتضع فاصلا إعلانيا أو للاستماع إلى حديث انطوانيت جعجع، التي كانت مرجع الكاميرات الكثيرة في تلك القاعة. »رئيس الجمهورية له حق التوقيع على المرسوم في اليوم نفسه أو خلال 15 يوما. إذا وقعه اليوم يعود الحكيم إلينا نهار الخميس«، تقول جعجع، معلنة أن نتيجة الجلسة حتمية، ومعها حرية الحكيم الذي تقرر سفره »من السجن إلى الخارج فترة قصيرة بسبب وضعه الصحي«.

دقائق قليلة وتتسرب المعلومات عبر الهاتف عن إقرار المرسوم، فتنقلب الدنيا في الداخل. تعلو زغردات الرجال، وتترافق مع دموع غزيرة، ويعانق الكل الكل، ليضيق المكان برواده فينصرفون إلى الاحتفال خارجا.

في الشارع كان الاحتفال عفويا. كثير من المناصرين يعقدون حلقة لرقص الدبكة، وآخرون يرقصون متشابكي الأيدي على وقع أغاني القوات وقائدها وأصوات المفرقعات النارية، بانتظار عودة »عروس القوات ستريدا«، كما تسميها انطوانيت التي تطلب من »القواتيين«: »اعادة الصلبان وخلع البزات العسكرية. لم نعد هواة حرب، صرنا صناع سلام«. بعد اقل من ساعة، عادت النائبة جعجع إلى مناصريها، لتطلب منهم »التعبير عن فرحتنا بشكل حضاري، وألا نفعل مثل غيرنا«، ما اعتبره البعض غمزا من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سقط ضحايا في الاحتفالات المرافقة لإعادة انتخابه، شاكرة الحلفاء الذين »أكدنا أن تحالفنا معهم سياسيا، والبطريرك صفير«، وتعد بألا »نتصرف مع الآخرين كما تصرفوا معنا«.

تتوقع ستريدا عودة زوجها »أول أو منتصف الأسبوع المقبل، لكن طبعا نحن بحاجة إلى شهر من الراحة نقضيه في الخارج».

Saturday, July 16, 2005

عودة المايسترو « المهاجر ».

عودة المايسترو « المهاجر ». صور وأم كلثوم وسليم سحاب:« دارت الأيام » فانتشت المدينة التاريخية

منال أبو عبس
Al-Hayat (792 كلمة)
تاريخ النشر 16 يوليو 2005


لا أحد يعلم ما كان يدور في رأس الشاب الجالس في المقعد الخلفي، عندما اغمض عينيه، وراح يدندن بانسجام مفرط »غني لي شوي شوي. غني لي وخد عيني«. فما إن أعطى المايسترو سليم سحاب إشارة الانطلاق للفرقة القومية العربية للموسيقى، حتى بدأ الشاب بالتفاعل و«تطفيش« كل من ساورته نفسه الجلوس في المقاعد الخلفية من مسرح الملعب الروماني في اليوم الرابع من مهرجانات صور والجنوب المخصص لأغاني أم كلثوم.

بعد أقل من ساعة من الموعد المحدد على بطاقات الدعوة للمهرجانات، صعد المايسترو سحاب الى المسرح، أمام أعضاء فرقته الذين فاق عددهم الأربعين، وأعطى إشارة الانطلاق لأغنية »مصر قوية« من الحان الشيخ زكريا أحمد، التي أهداها إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأدتها الفرقة القومية.

ومع أغنية »غني لي شوي شوي«، من ألحان زكريا أحمد وغناء غادة آدم، بدأت ملامح الساعات الثلاث المتبقية من الحفلة ترتسم بصورة أوضح. وسكت الجمهور الذي ملأ المدرجات ليتفاعل مع الأغاني المؤداة بإتقان مقنع، وطريقة تعيد إلى الأذهان تفاعل جمهور »أيام زمان« مع مطربيه الحقيقيين.

وعلى رغم تركيز سحاب على ألحان زكريا احمد التي تفاعل معها الحاضرون، فإن الحان محمد عبدالوهاب في أغان مثل »دارت الأيام« التي أدتها سماح إسماعيل، والحان رياض السنباطي في »افرح يا قلبي« التي أدتها حياة فاروق، أضافت إلى التنوع الذي قصده سحاب باعتماد أصوات مختلفة تفوقت في تأدية أغان من الزمن القديم.

»قول لي ولا تخبيش يا زين«، لزكريا أحمد، أدتها الفرقة وحاورها مصطفى عبدالسميع، سبقت قصيدة »هذه ليلتي« لمحمد عبدالوهاب، وأدتها لين كمال.

»هذه ليلتي« كانت الأكثر نجاحا بين سابقاتها باعتراف الجمهور، إذ ما إن انتهت الأغنية المؤداة كاملة (نحو نصف ساعة) حتى انطلق التصفيق وعلا الهتاف »عظمة على عظمة«.

ومع »حبيب قلبي وافاني في معاده«، لزكريا أحمد، و »ما دام تحب بتنكر ليه«، لمحمد القصبجي، انتهى الجزء الأول من الحفلة وانصرف سحاب وفرقته إلى ما وراء الكواليس، تاركين المكان لمستمعين راحوا يقومون حصاد ساعتين من الموسيقى الراقية المصحوبة بكلام رائع يؤدى بطريقة عذبة، وهي »العناصر الثلاثة التي فقدت من الأغنية العربية الحديثة«، بحسب أحد المستمعين.

الجزء الثاني من الحفلة بدا اكثر نخبوية على صعيد الجمهور، بعد انصراف عدد ممن كانوا يطلقون الصيحات والتعليقات للتشويش على الحفلة.

»حيرت قلبي معاك«، لرياض السنباطي، أدتها نهاد فتحي بطريقة رائعة، تلتها »انقروا الدفوف« (الصوفية) لمحمد الموجي. ثم »عن العشاق سألوني« لزكريا احمد، التي فرضت فيها عفاف رضا حظرا على المكان، اخترقه صوتها القوي وتصفيق الجمهور الذي بدا »مسلطنا« في الجزء الأخير من الأغنية.

ومع »ايمتى الهوا ييجي سوا«، لزكريا أحمد، و«رباعيات الخيام« لرياض السنباطي التي أداها أمجد العطافي، و«آه يا أهل الهوى« لبيرم التونسي وزكريا احمد، انتهت الحفلة التي قادها سليم سحاب.

لكن، هل كانت الحفلة لتنجح لولا ذلك الرجل الذي احتل بلباسه الأسود وشعره الطويل الأبيض مقدمة المسرح، وشكل الصورة؟ عندما ضم المايسترو سليم سحاب أصابع يديه إلى بعضها بعضا، وثبت كل يد منهما فوق الأخرى، ثم رفع الأولى عن الثانية كأنما يسحب خيــطا من الصوف نحو أعلى، أطلقت الفتــيات في الفرقة صوتا يشبه التغريد. عنــدها وقف معظم الحاضــرين تقديــرا لجهود رجل قاد فرقة علــى مــدى اكثر من ثلاث ساعات، وكرس نــجاح اليوم الرابع مــن مهــرجانات صور. رجــل اقر فــي إحدى المـــقابلات انه »ديكتاتور« في تعاطيه مع أعضاء فرقته. ثم وصفه آخرون بـ »ديكتاتور الفن الـــجيد«.

في نهاية تلك الحفلة كانت سعادة سحاب كبيرة. ربما كان مبتهجا بنجاحه على ارض بلاده التي غادرها عام 1988، بدعوة من وزارة الثقافة المصرية التي تعاقد معها على العمل في الأوبرا المصرية بعد افتتاحها عام 1982، لقيادة الفرقة القومية للموسيقى العربية، تاركا »فرقة بيروت للموسيقى العربية« التي أسسها في لبنان عام 1980 يتيمة.

Wednesday, July 13, 2005

نجاة وزير الدفاع الياس المر

لبنان : سيارة انفجرت بعد 6 ثوان من مروره فقتلت مواطنين وأصابت 12 بجروح . نجاة وزير الدفاع الياس المر من محاولة اغتيال

منال أبو عبس
Al-Hayat (957 كلمة)
تاريخ النشر 13 يوليو 2005

عند العاشرة والثلث صباح أمس، نجا وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة الياس المر من الموت اغتيالا في الضاحية الشمالية لبيروت خلال توجهه من حالات الى الرابية. سقط قتيلان واثنا عشر جريحا منهم زوجة السفير المكسيكي ارتورو بونتي اورتيغا باتريسيا بونتي أثناء وجودها في منزلها وشربل طعمه وزياد قسيس وروجيه مراد واربيل باكسيان وأسعد حجل وكارل خليل. فيما خضع مرافقا المر العقيد الياس البيسري وأمين المر اللذان أصيبا في الانفجار إلى عمليتين جراحيتين في مستشفى أبو جودة.

وأفادت المعلومات الأولية أن سيارة يابانية الصنع من نوع باجيرو ميتسوبيشي نبيذية اللون كانت متوقفة على جانب الطريق، انفجرت لحظة مرور موكب المر على طريق انطلياس - الرابية. وأدى الانفجار إلى تحطم الزجاج على بعد 500 متر.

لكن كيف كانت الصورة في المنطقة التي تشتهر بخضرتها وهدوئها وثراء المقيمين فيها بعد وقوع الجريمة؟

لم يكن أمام ربيع الحاج، أول الواصلين إلى موقع الانفجار، متسع من الوقت لمراقبة المكان. ركن سيارته أسفل النزلة المؤدية إلى الموقع، وتوجه مباشرة إلى سيارة مرافقي المر المضرجين بالدماء: »الأول استطعت إخراجه من السيارة بسهولة، أما الثاني فبقي عالقا إلى أن جاءت فرق الدفاع المدني«، يقول ربيع، مضيفا انه شاهد »دولة الرئيس المر، ينزل من سيارته ألـ«بورش كايين« رباعية الدفع مصفحة (كان يقودها بنفسه)، متجها صوب سيارة أخرى تقودها امرأة، أقلته إلى مستشفى سرحال«.

لم يذكر ربيع شيئا عن سيارة الميتسوبيشي، لكن كما سمع من المحللين، فإن »السيارة المفخخة انفجرت بعد مرور سيارة المر بست ثوان، وبالتالي اصابت سيارة المرافقين، وسيارة مرسيدس كانت الأكثر قربا من الميتسوبيشي يقودها رجل لم تذكر هويته، قذفها الانفجار إلى حديقة الفيلا المجاورة، وقتل سائقها على الفور«.

على جانب الطريق المقابل لمدخل قصر عياش حيث الانفجار أوقفت السيارة المفخخة. طلاؤها النبيذي لم ينكشط كليا بفعل الاحتراق، إلا أن قوة الانفجار أزاحتها من مكانها. واستقر محركها الذي تطايرت أجزاء منه، على بعد متر واحد منها.

من الحديقة المرتفعة للمنزل الكبير المجاور لفيلا عياش تمكن مشاهدة لوحة تسجيل تحمل الرقم 376786 على سطح السيارة النبيذية. من الحديقة أيضا تمكن مراقبة المنطقة التي ضرب الأمنيون حولها طوقا يمنع غير الاختصاصيين من الاقتراب. وتمكن مشاهدة الحجارة التي تطايرت من الأبنية المجاورة، وأوراق الأشجار المحترقة وقد غطت الأرض، وغطت الحفرة التي أحدثها الانفجار بعمق متر ونصف المتر وعرض مترين، وأيضا الكلاب البوليسية وقطع الحديد يعاينها المحققون الكثر، بحراسة عناصر قوى الأمن الداخلي بستراتهم السود. كما تمكن مشاهدة أشلاء الإطارات المطاطية السود تسيل مع المياه إلى اسفل الطريق المنحدر المحاط بالأشجار.

أمام مدخل ذلك المنزل الملاصق للطوق الأمني يجلس الياس رحال. ينظر إلى الفوضى الدائرة على بعد أمتار منه، ويقول: »كلبي كان يعرف أن شيئا ما سيحدث. ظل يدور حولي منذ الصباح، كأنما ينبهني إلى شيء خطير. سمعت ما يشبه نفخة الهواء الضخمة ثم دوي »بوووم« قوية، وبعدين...«. لا يكمل الياس الحديث، إنما فقط يفتح باب منزله الكبير، تاركا المجال لالتقاط الصور.

تشبه الصورة داخل منزل الياس تلك المأخوذة من زمن الحرب. تغطي قطع الزجاج الأرض، بعدما خلعت الشبابيك والأبواب الخشب الداخلية من أماكنها، وسقطت الثريات الفاخرة كقطع خردة على الأرض.

غرفة الجلوس كانت الأكثر تضررا في منزل رحال، و«باب غرفة الطعام الضخم، لا شيء يمكن أن يزيحه من مكانه. مفصلاته كبيرة مثبتة ب 6 براغي«، يقول رحال مشيرا إلى الباب الذي حط على بعد مترين من مكانه.

عندما وقع الانفجار كان الياس وابنه في خلفية المنزل. لم يصب أي منهما بأذى، »خرجنا ووجدنا النار تتصاعد من السيارات، لم يكن من أثر لأي إنسان على الطريق. إلا أننا دخلنا إلى المنزل خوفا من وقوع انفجار آخر«، يضيف معلنا انه في بداية الأمر ظن أن التفجير يستهدف النائب العماد ميشال عون الذي يمر من هذه الطريق.

لم تهدأ حديقة منزل رحال أمس من الصحافيين والفضوليين الذين قصدوها هربا من العسكريين الذين طالبوهم بالرحيل. واحتل هؤلاء أماكن مطلة على موقع الجريمة، على مرأى من صاحب المنزل الذي بقي يراقب حبات الحامض المتناثرة من أشجار حديقته على الأرض، بعدما خلعت قوة الانفجار بوابة الحديد الضخمة من مكانها قاطعة الطريق على الفضوليين.

على بعد مئات الأمتار نزولا من موقع الانفجار، لم تكن الصورة مستهجنة. عمال على جانبي الطريق يكنسون الزجاج عن ارض المحلات التجارية المتضررة، وتجار ينشغلون بتقدير خسائرهم، أو بالإدلاء بمعلوماتهم أمام كاميرات الصحافيين الكثر. لكن، على بعد أمتار قليلة من عجقة هؤلاء جميعا، وقف صاحب محل للثريات و«تجهيزات كهربائية وصناعية« خارج محله مذهولا. ينظر إلى الثريات المتدلية من السقف، وقد كشط الزجاج عنها جميعا. لم يسأل أيا من الصحافيين الموجودين رأيه في الحادث. ربما كان يفكر لو أن يوما كهذا لم يمض أبدا.

Monday, July 11, 2005

« جيل جلالة »

« جيل جلالة » في مهرجانات صور . حينما لا يقدر الجمهور قيمة « الفن الملتزم »

منال أبو عبس
Al-Hayat (397 كلمة)
تاريخ النشر 11 يوليو 2005

من المجحف الحكم على فرقة »جيل جلالة« المغربية، وفقا إلى حفلة اليوم الثالث من مهرجانات صور والجنوب. فالفرقة التي تتألف من مولاي الطاهر الاصبهاني، مصطفى يابقيوق، عبدالكريم قصبجي، وحسن مفتاح، والتي جذبت عددا قليلا من المثقفين، لم تفلح في استدراج جمهور يشغل أكثر من ربع مقاعد مسرح الملعب الروماني. كما لم تفلح محاولات أعضائها في تبسيط اللهجة المغربية عبر تلاوة كلمات الأغاني قبل تأديتها، في إحداث تفاعل يذكر مع الجمهور.

فعند التاسعة من مساء أول من أمس، صعد أفراد الفرقة الأربعة إلى المسرح بعد تأخير دام نحو نصف الساعة. في تلك اللحظة، كان عدد من الشبان والشابات الأوروبيين يبدلون مقاعدهم في الخلف بأخرى اكثر قربا من المسرح والمثقفين اللبنانيين، بعدما سمح المنظمون للحاضرين باحتلال المقاعد الخاصة بـ »الشخصيات المهمة«. غير أن تلك الخطوة لم تبدل شيئا في الصورة التي بقيت في معظمها سلبية، من ناحية تفاعل الجمهور مع الفرقة أو موسيقاها.

وبعد اقل من ساعة ونصف الساعة، انتهت الحفلة بعدما انشد أعضاء الفرقة اغاني: »السلام عليكم« و«القلب المسكون«، والسفينة« و«ديب الغابة« و«القدس« و«الله يا مولانا« و«ليام تنادي« و«الكرم المرصع« و«الشمعة« و«ليغارة« و«الدورة« التي عكست تراث المغرب العربي بموسيقاه وشعره المغنى على إيقاع نبض الشارع المغربي وطقوسه الصوفية والشعبية، وقدمت الأغاني المصحوبة بآلات موسيقية قديمة العهد. خرج الحاضرون، فيما الشاعر اللبناني الذي قصد صور بهدف متابعة الحفلة يصب سخطه على الجمهور الذي »لا يقدر الفن الملتزم ولا يعرف قيمته«، معلقا انه »لو جرت هذه الحفلة في فرنسا لامتلأت مقاعد المسرح قبل بدء الحفلة بساعات«.

يشار إلى أن فرقة »جيل جلالة« تأسست في المغرب عام 1972، وعملت مع المخرج المغربي الطيب الصديقي. والتزمت الفرقة خط الأغاني الشعبية المغربية التي تخدم القضايا الاجتماعية والسياسية.

وشاركت الفرقة في مهرجانات عدة في دول أوروبية وأميركية وآسيوية، وحصدت جوائز منها جائزة مهرجان المسيرة الخضراء عام 1975 والجائزة الأولى في مهرجان طوكيو للأغنية الأفريقية.