Wednesday, December 29, 2004

الشرق الأوسط اقل تعرضا للهزات


توقع كارثة انسانية بسبب انتشار الأمراض والأوبئة . الاختصاصي ويلسون رزق : الشرق الأوسط اقل تعرضا للهزات

منال أبو عبس
Al-Hayat (552 كلمة)
تاريخ النشر 29 ديسمبر 2004



طمأن البروفسور ويلسون رزق، الاختصاصي في علوم الأرض والجيولوجيا، سكان العالم العربي «الخائفين من حدوث الزلازل والهزات». وأكد رزق لـ«الحياة» أن منطقة الشرق الأوسط أقل تعرضا للهزات الأرضية من منطقة المحيط الهندي وجوارها التي «تعتبر المحور الأساس للزلازل». وأضاف أن خطي الهزات الرئيسين في العالم العربي، هما الخط الذي ينطلق من البحر الأحمر، مرورا بنهر الأردن -اليمونة قبل أن يصل إلى بر الأناضول. وهو الخط نفسه الذي تحرك عام 1956، محدثا زلزالا مدمرا في لبنان، ومركزه فالق روم في إقليم التفاح، وتجاوزت قوته ست درجات على مقياس ريختر، ثم تحرك منذ سنتين في لبنان، وكان نفسه سبب الزلزال الأخير في اسطنبول. والخط الثاني ينطلق من إيران - البحر الأسود، ويكمل نحو الهند ليلتقي بالفالق الذي أحدث الزلزال الأخير.

وعن زلزال جنوب شرق آسيا الأخير، اعتبر رزق أن «عدم جاهزية تلك البلدان للأزمات الطبيعية» كان السبب الأول لتفاقم الكارثة، موضحا أن «الزلزال حصل في حوض البحر. والأضرار نتجت من قوة المياه التي تحركت بفعل اهتزاز الأرض تحتها، محدثة موجة تسونامي عملاقة، امتد أثرها إلى البلدان المجاورة مثل الهند وباكستان وماليزيا وإندونيسيا». وأضاف رزق انه «في حال حدوث زلزال من الخطأ الهروب إلى الشاطئ، لأن المعروف عبر التاريخ أن الشواطئ معرضة للموجات الحاصلة نتيجة الهزة الأرضية التي تحصل في قشرة الأرض تحت سطح البحر».

وأوضح رزق أن موجات المد التي أحدثها الزلزال الأخير والتي سببت الكوارث البشرية والمادية الهائلة، ارتفعت بعلو خمسة عشر مترا، في حين ترتفع الأمواج في بحر اليابان إلى ثلاثين مترا من دون أن تخلف النتائج نفسها، مشيرا إلى أن السبب الرئيس للأضرار الكارثية هو عدم وجود مركز لرصد هذه الأنواج في دول المحيط الهندي، مثل ذلك الموجود في الدول المجاورة لبحر اليابان. وأضاف أن تضاعف أثر الفاجعة جاء بسبب فجائيتها، و«لم يملك المحليون الوقت للتخفيف من نتائجها الكارثية. وهذا ما يندرج في إطار الإهمال الذي تغرق به دول المحيط الهندي المتجاورة، والتي لم تفلح حتى الساعة في إنشاء مركز رصد يعطيها إنذارا بوقوع التسونامي قبل حدوث الزلزال بساعات».

وعن النتائج البيئية المتوقعة لكارثة زلزال جنوب شرق آسيا، تساءل رزق عما قد ينجم عن هجوم البحر على اليابسة، وابتلاعه ما يقع في طريقه، تاركا مليون شخص من دون مأوى. وتوقع أن تحدث كارثة إنسانية، اقلها انتشار الأمراض والأوبئة في تلك الدول الفقيرة والمتخلفة نسبيا، إذا لم تحتو الكارثة بطريقة عملية ومنطقية وسريعة. وعن المساعدات الإنسانية التي قدمتها أوروبا وأميركا وبعض الدول الأخرى، اعتبر رزق أنها تحد من مخلفات الكارثة، لكن ليس بصورة كاملة. وردا على سؤال، قال رزق إن الصليب الأحمر الدولي ليس إلا منظمة إنسانية، لا يمكن اعتبارها فاعلة ما لم تتوافر لها الظروف السياسية التي تسهل عملها. وأضاف أن دول المحيط الهادئ تخضع إلى مشاكل وتجاذبات سياسية كثيرة، وتكثر الخلافات والصراعات بين الدول المتجاورة، ما يحد من عمل المنظمات الإنسانية «لأن الدور الأكثر الفاعلية يكون للفرق الموجودة على الأرض، ويصبح الأمر أكثر فاعلية في حال توفير الجو الملائم لعمل المنظمات غير الحكومية في حال حدوث الكوارث الطبيعية».

No comments:

Post a Comment