مهرجان سينمائي في بيروت لتغيير صورة الاعاقة . كيف ينظر « الآخرون » إلى شبيههم المختلف ؟
منال أبو عبس
Al-Hayat (657 كلمة)
تاريخ النشر 09 ديسمبر 2004
يسير ناصر الضرير إلى جانب مصطفى الأعرج في الشارع. يتأبطان ذراعي بعضهما بعضا، وينطلقان في رحلة يستشفان فيها كيف ينظر »الآخرون« إلى المعوق. الآخرون أشخاص في مثل سنهم، يخافون من اللعب معهم، لأن»بيقولوا إنكم بتؤذونا«. هذا مقتطف من فيلم »صوتنا« (01 دقائق) الذي استغرق إنتاجه سبعة اشهر من الجهود المشتركة لمجموعة من الشباب المعوقين وغير المعوقين. ناصر ومصطفى ورفاقهم الكثر يجلسون في مقدم مسرح »سينما استرال« في الحمرا. أمام الجميع ثبتت لافتة كتب عليها »لم يتغير شيء سوى نظرتي... فتغير كل شيء«، عنوان مهرجان الفيلم السينمائي الثاني حول »الإعاقة وحقوق الإنسان« الذي نظمته »شبكة الدمج« و»اتحاد المقعدين اللبنانيين« و»منظمة العفو الدولية« لمناسبة اليوم العالمي للإعاقة.
المهرجان يهدف إلى »مساعدة وسائل الإعلام على ابتكار صورة حقيقية لقضية المعوقين في مواجهة محاولات تجسيدها أو طرحها بصورة خاطئة في المجتمع، تلحق الضرر بالمفهوم العام للأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية وبحقوق الإنسان والمعوقين، والى تسليط الضوء على بعض القضايا التي تواجه ذوي الاحتياجات الإضافية، ونقل صور المفاهيم الراهنة في المجتمع، مركزا على فكرة أن المشكلات المتعددة التي يعانيها الأشخاص ذوو الإحتياجات الإضافية هي نتيجة التمييز الذي يتعرضون له لا الإعاقة بحد ذاتها«.
وتضمن المهرجان في يومه الثاني نشاطات إبداعية شارك فيها الإعلامي طوني بارود، وهدفت إلى بث الوعي المجتمعي لدى الطلاب حول تقبل الإعاقة من باب التنوع في المجتمع بمختلف فئاته. كما قدم عرض راقص لطلاب »مؤسسة الأب روبير للصم«، إلى جانب عرض سبعة أفلام طالبية مشاركة في المسابقة، وتتناول مواضيع حقوق الإنسان والإعاقة.
وفي اليوم الأخير عرضت أفلام: »تكلم« لماثيو بارك (الملكة المتحدة) الذي أنتجته لجنة حقوق الإعاقة، وتدور قصته حول مدير شاب يستيقظ من النوم، فيجد نفسه في عالم تكون الإعاقة فيه هي المعيار. وبما انه غير معوق، عليه تجاوز حواجز جسدية واجتماعية، »اللعب في الشارع« لسمر كنفاني (لبنان): يصور الفيلم أولادا يبتكرون فسحة كي يمارسوا فيها ألعابهم، »رجل الرفقة« لفيليب توماس (فرنسا): لقاء رومانسي في الشارع على إيقاع موسيقى السامبا، »هارفي كرامبيت« لآدم إليوت (أوستراليا): سيرة رجل عادي ملعون وسيئ الحظ، »إيلي فيروز« لسينتيا شقير (لبنان): صوت إيلي درويش يشبه صوت المطربة فيروز، ويصور الفيلم قصة هذا الرجل وحياته بصوت امرأة، »الأحاسيس العمياء« لراينا هايغ (المملكة المتحدة): فيلم تعبيري مؤلف من أجزاء عدة تصور كيف يؤمن الكفيف لنفسه فضاءه الشخصي وينمي إحساسه الفردي به ويحافظ عليه، »حياة مستقلة، الإعاقة في كوسوفو« لآندريا رافيني (إيطاليا): الإعاقة في كوسوفو، الأحكام المسبقة والصعوبات المختلفة والأزمات القائمة بين الإثنيات والتنظيم الاجتماعي، »الإعاقة« للويز مارتن سوسي (فرنسا): قصة إغواء لا يهم ما تقوله فيها بل كيف تقوله، »دليل فنان إلى انفصام الشخصية« لديفيد آمرسون وداميان كلارك (المملكة المتحدة): تكتشف آيدين شينغلر الأبعاد الإبداعية والروحية لانفصام الشخصية، »كما لو أن لا نهاية للجمال« لجيس سلوم (لبنان/ كندا): جزء من عمل قيد الإنجاز يتناول عبد المجيد، لاجئ فلسطيني إلى لبنان منذ العام 8491، يصور مراحل من حياته، »المعجزة« لجورج حمصي (لبنان): تجربة حية مملوءة بالسخرية للحصول على تأشيرة دخول أميركية، إذ يضطر اللبنانيون إلى الذهاب إلى قبرص أو سورية لذلك، »يوم سعيد« لعادل سلام (المغرب): قصة سعيد البالغ من العمر سبعة أعوام، الذي يواجه شتى أنواع سوء المعاملة في مكان عمله.
واختتم المهرجان بتوزيع جوائز مسابقة الأفلام حول حقوق الإنسان والمعوقين. ومنحت جائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان إلى يوري تامر من الجامعة اللبنانية - الأميركية عن فيلمه »اجمل حكاية«، والجائزة الثانية عن أفضل فيلم لحقوق الأشخاص المعوقين لساره حيدر من جامعة القديس يوسف عن فيلمها »طانت هاله«، والجائزة الثالثة لأفضل سكريبت لباتريسيا حنين من الجامعة اللبنانية - الأميركية عن فيلمها »أندر كافر«.
منال أبو عبس
Al-Hayat (657 كلمة)
تاريخ النشر 09 ديسمبر 2004
يسير ناصر الضرير إلى جانب مصطفى الأعرج في الشارع. يتأبطان ذراعي بعضهما بعضا، وينطلقان في رحلة يستشفان فيها كيف ينظر »الآخرون« إلى المعوق. الآخرون أشخاص في مثل سنهم، يخافون من اللعب معهم، لأن»بيقولوا إنكم بتؤذونا«. هذا مقتطف من فيلم »صوتنا« (01 دقائق) الذي استغرق إنتاجه سبعة اشهر من الجهود المشتركة لمجموعة من الشباب المعوقين وغير المعوقين. ناصر ومصطفى ورفاقهم الكثر يجلسون في مقدم مسرح »سينما استرال« في الحمرا. أمام الجميع ثبتت لافتة كتب عليها »لم يتغير شيء سوى نظرتي... فتغير كل شيء«، عنوان مهرجان الفيلم السينمائي الثاني حول »الإعاقة وحقوق الإنسان« الذي نظمته »شبكة الدمج« و»اتحاد المقعدين اللبنانيين« و»منظمة العفو الدولية« لمناسبة اليوم العالمي للإعاقة.
المهرجان يهدف إلى »مساعدة وسائل الإعلام على ابتكار صورة حقيقية لقضية المعوقين في مواجهة محاولات تجسيدها أو طرحها بصورة خاطئة في المجتمع، تلحق الضرر بالمفهوم العام للأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية وبحقوق الإنسان والمعوقين، والى تسليط الضوء على بعض القضايا التي تواجه ذوي الاحتياجات الإضافية، ونقل صور المفاهيم الراهنة في المجتمع، مركزا على فكرة أن المشكلات المتعددة التي يعانيها الأشخاص ذوو الإحتياجات الإضافية هي نتيجة التمييز الذي يتعرضون له لا الإعاقة بحد ذاتها«.
وتضمن المهرجان في يومه الثاني نشاطات إبداعية شارك فيها الإعلامي طوني بارود، وهدفت إلى بث الوعي المجتمعي لدى الطلاب حول تقبل الإعاقة من باب التنوع في المجتمع بمختلف فئاته. كما قدم عرض راقص لطلاب »مؤسسة الأب روبير للصم«، إلى جانب عرض سبعة أفلام طالبية مشاركة في المسابقة، وتتناول مواضيع حقوق الإنسان والإعاقة.
وفي اليوم الأخير عرضت أفلام: »تكلم« لماثيو بارك (الملكة المتحدة) الذي أنتجته لجنة حقوق الإعاقة، وتدور قصته حول مدير شاب يستيقظ من النوم، فيجد نفسه في عالم تكون الإعاقة فيه هي المعيار. وبما انه غير معوق، عليه تجاوز حواجز جسدية واجتماعية، »اللعب في الشارع« لسمر كنفاني (لبنان): يصور الفيلم أولادا يبتكرون فسحة كي يمارسوا فيها ألعابهم، »رجل الرفقة« لفيليب توماس (فرنسا): لقاء رومانسي في الشارع على إيقاع موسيقى السامبا، »هارفي كرامبيت« لآدم إليوت (أوستراليا): سيرة رجل عادي ملعون وسيئ الحظ، »إيلي فيروز« لسينتيا شقير (لبنان): صوت إيلي درويش يشبه صوت المطربة فيروز، ويصور الفيلم قصة هذا الرجل وحياته بصوت امرأة، »الأحاسيس العمياء« لراينا هايغ (المملكة المتحدة): فيلم تعبيري مؤلف من أجزاء عدة تصور كيف يؤمن الكفيف لنفسه فضاءه الشخصي وينمي إحساسه الفردي به ويحافظ عليه، »حياة مستقلة، الإعاقة في كوسوفو« لآندريا رافيني (إيطاليا): الإعاقة في كوسوفو، الأحكام المسبقة والصعوبات المختلفة والأزمات القائمة بين الإثنيات والتنظيم الاجتماعي، »الإعاقة« للويز مارتن سوسي (فرنسا): قصة إغواء لا يهم ما تقوله فيها بل كيف تقوله، »دليل فنان إلى انفصام الشخصية« لديفيد آمرسون وداميان كلارك (المملكة المتحدة): تكتشف آيدين شينغلر الأبعاد الإبداعية والروحية لانفصام الشخصية، »كما لو أن لا نهاية للجمال« لجيس سلوم (لبنان/ كندا): جزء من عمل قيد الإنجاز يتناول عبد المجيد، لاجئ فلسطيني إلى لبنان منذ العام 8491، يصور مراحل من حياته، »المعجزة« لجورج حمصي (لبنان): تجربة حية مملوءة بالسخرية للحصول على تأشيرة دخول أميركية، إذ يضطر اللبنانيون إلى الذهاب إلى قبرص أو سورية لذلك، »يوم سعيد« لعادل سلام (المغرب): قصة سعيد البالغ من العمر سبعة أعوام، الذي يواجه شتى أنواع سوء المعاملة في مكان عمله.
واختتم المهرجان بتوزيع جوائز مسابقة الأفلام حول حقوق الإنسان والمعوقين. ومنحت جائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان إلى يوري تامر من الجامعة اللبنانية - الأميركية عن فيلمه »اجمل حكاية«، والجائزة الثانية عن أفضل فيلم لحقوق الأشخاص المعوقين لساره حيدر من جامعة القديس يوسف عن فيلمها »طانت هاله«، والجائزة الثالثة لأفضل سكريبت لباتريسيا حنين من الجامعة اللبنانية - الأميركية عن فيلمها »أندر كافر«.
No comments:
Post a Comment