اجراءات الأمن الفردية تتحول ظاهرة عامة في بيروت لم يعد ركن السيارة في مرآب أمرا بسيطا ...
منال أبو عبس
Al-Hayat (605 كلمة)
تاريخ النشر 09 أبريل 2005
اكتسبت الإجراءات الأمنية الفردية التي اتخذها بعض المحلات التجارية الكبرى مع بدء مسلسل التفجيرات في لبنان طابعا عاما. ومع مواصلة المجهولين استهداف القطاع الاقتصادي والمؤسسات التجارية أخذت ظاهرة الأمن الخاص في التحول تدريجا إلى ظاهرة عامة، إذ يندر أن يمضي المواطن اللبناني يومه خارج المنزل من دون أن يتعرض إلى حملة تفتيش واحدة على الأقل. وتبلغ هذه الظاهرة ذروتها على أبواب مواقف السيارات في المراكز التجارية الكبرى مثل »سبينس« و«مونوبري« والفنادق والمؤسسات السياحية، وقد اتخذت هذه الأماكن تدابير أمنية مشددة خلال الأسبوع الماضي.
مراكز التسوق
في المنعطف الضيق المؤدي إلى موقف السيارات الأرضي للمركز التجاري تتراصف السيارات الواحدة خلف الأخرى. تبدو الصورة مختلفة عن سابقيها، إذ لطالما امتازت هذه المراكز بسهولة ارتيادها والتسوق فيها. في نهاية المنعطف يقف أربعة شبان بلباس موحد، وعلى صدر كل منهم اسم شركة الأمن الخاصة حيث يعملون. يمسك الأول بمقود مرآة مربعة، يمررها تحت السيارة، للكشف عما إذا كانت تخبئ شيئا، فيما يعمل الآخر على فتح صندوق السيارة الأمامي والخلفي. تبدو مهمة الثالث أكثر صعوبة، إذ عليه أن يطلب بلطف من السائق الترجل، ليمارس مهمته في تفتيش داخل السيارة أرضيتها وحتى سقفها. ويقف الأخير في انتظار إنهاء رفاقه مهمتهم ليرشد السيارة »الآمنة« إلى مكان ركنها.
الشبان الأربعة يعملون في واحدة من أهم شركات الحماية الخاصة في لبنان، و«التي تستقبل يوميا طلبات توظيف كثيرة نظرا إلى إقبال المؤسسات على اعتماد هذا النوع من الحماية«، كما يقول الشاب. المواطنون أنفسهم لم يبدوا تأففا من الإجراءات الأمنية التي تأخذ حيزا من وقتهم »لكن الهدف من هذه الإجراءات هو حمايتنا في الدرجة الأولى، والشباب الله يحميهم شو ذنبهم«، تقول السيدة متذمرة من تأفف البعض من عمل الشبان »وكأن الدنيا ستطير«.
أمن ذاتي
في موازاة هذا التحرك المنظم لأصحاب المؤسسات، اتخذ بعض الشبان في مناطق متفرقة من لبنان، إجراءات أمنية عفوية. فما أن يخيم الليل على الحي السكني حتى يتمركز الشبان على مداخله، سائلين الداخل والخارج عن وجهته، فيما ينصرف قسم منهم إلى الاتصال بال112 (رقم الطوارئ) في حال الاشتباه بأي جسم غريب.
خطوة الشبان التلقائية التي باتت تعرف ب«الأمن الذاتي«، تلقى ترحيبا من فئات كبيرة من اللبنانيين، ف«الشباب لازم يحموا بلادهم، ويحافظوا على أمنهم«، كما أن »أولاد الحي يعرفون هوية القاطنين وتفاصيل المنطقة أكثر من رجال الأمن، وهم بذلك يساعدون الدولة«، تكون بعضا من تبريرات الإجراء الجديد.
الأمن الذاتي والأمن الخاص ردان لبنانيان على التفجيرات المتسلسلة في الآونة الأخيرة، وصورة من صور كثيرة تدفع سائق التاكسي الستيني إلى شتم البلد كلما صادفه حاجز عسكري أو نقطة تفتيش يذكره ب«أيام الحرب التي قصفت عمرنا... تنذكر ت ما تنعاد«.
والجدير بالذكر ان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن، أشار الى مبادرات الامن الذاتي، محذرا من انها قد تكون نواة لميليشيات مقبلة.
منال أبو عبس
Al-Hayat (605 كلمة)
تاريخ النشر 09 أبريل 2005
اكتسبت الإجراءات الأمنية الفردية التي اتخذها بعض المحلات التجارية الكبرى مع بدء مسلسل التفجيرات في لبنان طابعا عاما. ومع مواصلة المجهولين استهداف القطاع الاقتصادي والمؤسسات التجارية أخذت ظاهرة الأمن الخاص في التحول تدريجا إلى ظاهرة عامة، إذ يندر أن يمضي المواطن اللبناني يومه خارج المنزل من دون أن يتعرض إلى حملة تفتيش واحدة على الأقل. وتبلغ هذه الظاهرة ذروتها على أبواب مواقف السيارات في المراكز التجارية الكبرى مثل »سبينس« و«مونوبري« والفنادق والمؤسسات السياحية، وقد اتخذت هذه الأماكن تدابير أمنية مشددة خلال الأسبوع الماضي.
مراكز التسوق
في المنعطف الضيق المؤدي إلى موقف السيارات الأرضي للمركز التجاري تتراصف السيارات الواحدة خلف الأخرى. تبدو الصورة مختلفة عن سابقيها، إذ لطالما امتازت هذه المراكز بسهولة ارتيادها والتسوق فيها. في نهاية المنعطف يقف أربعة شبان بلباس موحد، وعلى صدر كل منهم اسم شركة الأمن الخاصة حيث يعملون. يمسك الأول بمقود مرآة مربعة، يمررها تحت السيارة، للكشف عما إذا كانت تخبئ شيئا، فيما يعمل الآخر على فتح صندوق السيارة الأمامي والخلفي. تبدو مهمة الثالث أكثر صعوبة، إذ عليه أن يطلب بلطف من السائق الترجل، ليمارس مهمته في تفتيش داخل السيارة أرضيتها وحتى سقفها. ويقف الأخير في انتظار إنهاء رفاقه مهمتهم ليرشد السيارة »الآمنة« إلى مكان ركنها.
الشبان الأربعة يعملون في واحدة من أهم شركات الحماية الخاصة في لبنان، و«التي تستقبل يوميا طلبات توظيف كثيرة نظرا إلى إقبال المؤسسات على اعتماد هذا النوع من الحماية«، كما يقول الشاب. المواطنون أنفسهم لم يبدوا تأففا من الإجراءات الأمنية التي تأخذ حيزا من وقتهم »لكن الهدف من هذه الإجراءات هو حمايتنا في الدرجة الأولى، والشباب الله يحميهم شو ذنبهم«، تقول السيدة متذمرة من تأفف البعض من عمل الشبان »وكأن الدنيا ستطير«.
أمن ذاتي
في موازاة هذا التحرك المنظم لأصحاب المؤسسات، اتخذ بعض الشبان في مناطق متفرقة من لبنان، إجراءات أمنية عفوية. فما أن يخيم الليل على الحي السكني حتى يتمركز الشبان على مداخله، سائلين الداخل والخارج عن وجهته، فيما ينصرف قسم منهم إلى الاتصال بال112 (رقم الطوارئ) في حال الاشتباه بأي جسم غريب.
خطوة الشبان التلقائية التي باتت تعرف ب«الأمن الذاتي«، تلقى ترحيبا من فئات كبيرة من اللبنانيين، ف«الشباب لازم يحموا بلادهم، ويحافظوا على أمنهم«، كما أن »أولاد الحي يعرفون هوية القاطنين وتفاصيل المنطقة أكثر من رجال الأمن، وهم بذلك يساعدون الدولة«، تكون بعضا من تبريرات الإجراء الجديد.
الأمن الذاتي والأمن الخاص ردان لبنانيان على التفجيرات المتسلسلة في الآونة الأخيرة، وصورة من صور كثيرة تدفع سائق التاكسي الستيني إلى شتم البلد كلما صادفه حاجز عسكري أو نقطة تفتيش يذكره ب«أيام الحرب التي قصفت عمرنا... تنذكر ت ما تنعاد«.
والجدير بالذكر ان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن، أشار الى مبادرات الامن الذاتي، محذرا من انها قد تكون نواة لميليشيات مقبلة.
No comments:
Post a Comment