شيراك معزيا أرملته : لن نألو جهدا لكشف الجريمة . تشييع سياسي وشعبي لـباسل فليحان في بيروت
منال أبو عبس
Al-Hayat (841 كلمة)
تاريخ النشر 23 أبريل 2005
عند الثانية والنصف بعد ظهر أمس، خرج موكب جثمان النائب باسل فليحان من قصر قريطم، وخلفه خرج الرسميون والسياسيون الذين جاؤوا للمشاركة في الجنازة، يتقدمهم نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري سعد الدين وشقيقته بهية ووزير الداخلية حسن السبع. القصر نفسه اكتسب طابعا آخر بعد الرئيس الشهيد، واكتسب زواره (الشعبيون) خبرة في التمركز حيث يمكنهم متابعة المشهد كاملا، ومن ثم الانطلاق سيرا وراء الموكب.
الواقفون عند مدخل القصر جاء معظمهم منذ الصباح، ويشبهون كثيرا من قضوا الأيام التالية لاغتيال الرئيس الحريري أسيري الشارع نفسه. هتافاتهم التي تختلط مضامينها بين التعزية بوفاة فليحان والتوعد لـ«المجرمين الله يحرق قلبهم«، لتصب في مصلحة »أبو بهاء«، و«يا بيروت سيري سيري، وراء سعد الحريري«، تقطعها أحاديث جانبية عن الانتخابات النيابية المرتقبة، وموقع آل الحريري فيها.
ينطلق الموكب في موعده المحدد من القصر، سالكا الطريق التي قطعها الأمنيون في وقت مسبق لتسهيل مرور المشيعين، فيما يقف أصحاب المحلات التجارية على جانبي الطريق بعدما اقفلوا محالهم احتراما للموكب. ويتوقف الجثمان المغطى بعلم لبنان في مدخل منزل النائب الشهيد في الصنائع مودعا العائلة والجيران، ثم يحمل على عربة حصان مزينة بالورود، بمواكبة أحصنة أخرى يرفع راكبوها الصبيان أعلام لبنان، فيما ينشد الحاضرون النشيد اللبناني.
أمام منزل النائب الشهيد ينضم عدد آخر من السياسيين إلى الجنازة، بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزير السابق فؤاد السنيورة وآخرون. ويهرول أحد منظمي الجنازة طالبا من آلاف المشاركين عدم الهتاف، »لأن أهل الفقيد يريدون مسيرة صامتة في الفترة المتبقية«.
وفي شارع سبيرز القريب من الكنيسة الإنجيلية حيث سيصلى على جثمان فليحان، ترفع أعلام سود وتنثر الورود والرز على الموكب الذي تتقدمه والدة الفقيد رضا وزوجته يسمى وابنته رينا بفستانها الأبيض وابنه ريان وشقيقه رمزي ورجال دين. ومع اقتراب الموكب من محطته قبل الأخيرة، تقرع أجراس كنيسة مار جرجس المجاورة.
في الكنيسة التي تغص بالحاضرين، تنفذ الترتيبات المعدة سلفا، وان كانت الصورة من المكان المخصص للصحافيين في الطابع العلوي، تجعله اقرب ما يكون إلى المجلس النيابي في أكثر أيامه نشاطا.
وفي الصف الثاني جلس النائب وليد جنبلاط إلى جانب ميقاتي، فيما جلس السفيران الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار ايمييه في الصف الأول.
وبعد الصلاة عن نفس الفقيد، تلا الوزير فؤاد السنيورة كلمة باسم عائلة الحريري نوه فيها بمزايا الفقيد، وتبعتها كلمات أخرى تواسي العائلة وتعدد مزايا الراحل. وفي الختام تلا رمزي فليحان كلمة العائلة باللغة الإنكليزية، قبل أن ينقل الجثمان إلى مدافن العائلة ليوارى الثرى.
من جهته، اكد رئيس الجمهورية اميل لحود في اتصال هاتفي مع نائب رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية القس حبيب بدر ان »الشعب اللبناني يشترك مع أرملة الشهيد وأفراد عائلته وأبناء الطائفة الانجيلية الكريمة في الصلاة ليرحم الله النائب الشهيد باسل فليحان ويسكنه دار الخلود«.
وكان جثمان النائب الشهيد وصل الى مطار بيروت الدولي الثانية فجر امس، على متن طائرة خاصة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ترافقه زوجته ووالدته وشقيقه رمزي وعدد من الاصدقاء.
وتوجه الموكب الذي يقل النعش من المطار الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسط بيروت، فمكان وقوع الجريمة في السان جورج، ثم الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت.
وفي هذا الإطار، أبرق الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى زوجة النائب الراحل معزيا، وجاء في برقيته: »أعلم ان علاقة من التقدير والثقة المتبادلة، كانت تربط زوجك بالسيد رفيق الحريري، وأن قدرا مأسويا قربهما من بعضهما بعضا حتى ساعة المنية. لقد فقد لبنان، برحيله، احدى الشخصيات التي كان في استطاعتها ان تلعب دورا مهما في هذه اللحظة التي تنفتح فيها آفاق جديدة بالنسبة اليه. ان الآلام التي تحملها زوجك، ثم وفاته تثير من دون ادنى شك نقمة لدى كل من يتمسك بالحرية والديموقراطية، من الضروري ان يتم القاء الضوء كاملا على هذه الجريمة النكراء. وفرنسا لن تألو جهدا في هذا الصدد. وانني اذ اعرب لك عن تضامني الكامل في هذه المحنة الاليمة، واذ اخص بالتفكير ولديك الصغيرين، اتوجه اليك، سيدتي، سائلا اياك ان تتقبلي فائق الاحترام المصبوغ بالحزن، وعربون صداقتي المخلصة في هذه المحنة المريعة«.
منال أبو عبس
Al-Hayat (841 كلمة)
تاريخ النشر 23 أبريل 2005
عند الثانية والنصف بعد ظهر أمس، خرج موكب جثمان النائب باسل فليحان من قصر قريطم، وخلفه خرج الرسميون والسياسيون الذين جاؤوا للمشاركة في الجنازة، يتقدمهم نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري سعد الدين وشقيقته بهية ووزير الداخلية حسن السبع. القصر نفسه اكتسب طابعا آخر بعد الرئيس الشهيد، واكتسب زواره (الشعبيون) خبرة في التمركز حيث يمكنهم متابعة المشهد كاملا، ومن ثم الانطلاق سيرا وراء الموكب.
الواقفون عند مدخل القصر جاء معظمهم منذ الصباح، ويشبهون كثيرا من قضوا الأيام التالية لاغتيال الرئيس الحريري أسيري الشارع نفسه. هتافاتهم التي تختلط مضامينها بين التعزية بوفاة فليحان والتوعد لـ«المجرمين الله يحرق قلبهم«، لتصب في مصلحة »أبو بهاء«، و«يا بيروت سيري سيري، وراء سعد الحريري«، تقطعها أحاديث جانبية عن الانتخابات النيابية المرتقبة، وموقع آل الحريري فيها.
ينطلق الموكب في موعده المحدد من القصر، سالكا الطريق التي قطعها الأمنيون في وقت مسبق لتسهيل مرور المشيعين، فيما يقف أصحاب المحلات التجارية على جانبي الطريق بعدما اقفلوا محالهم احتراما للموكب. ويتوقف الجثمان المغطى بعلم لبنان في مدخل منزل النائب الشهيد في الصنائع مودعا العائلة والجيران، ثم يحمل على عربة حصان مزينة بالورود، بمواكبة أحصنة أخرى يرفع راكبوها الصبيان أعلام لبنان، فيما ينشد الحاضرون النشيد اللبناني.
أمام منزل النائب الشهيد ينضم عدد آخر من السياسيين إلى الجنازة، بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزير السابق فؤاد السنيورة وآخرون. ويهرول أحد منظمي الجنازة طالبا من آلاف المشاركين عدم الهتاف، »لأن أهل الفقيد يريدون مسيرة صامتة في الفترة المتبقية«.
وفي شارع سبيرز القريب من الكنيسة الإنجيلية حيث سيصلى على جثمان فليحان، ترفع أعلام سود وتنثر الورود والرز على الموكب الذي تتقدمه والدة الفقيد رضا وزوجته يسمى وابنته رينا بفستانها الأبيض وابنه ريان وشقيقه رمزي ورجال دين. ومع اقتراب الموكب من محطته قبل الأخيرة، تقرع أجراس كنيسة مار جرجس المجاورة.
في الكنيسة التي تغص بالحاضرين، تنفذ الترتيبات المعدة سلفا، وان كانت الصورة من المكان المخصص للصحافيين في الطابع العلوي، تجعله اقرب ما يكون إلى المجلس النيابي في أكثر أيامه نشاطا.
وفي الصف الثاني جلس النائب وليد جنبلاط إلى جانب ميقاتي، فيما جلس السفيران الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار ايمييه في الصف الأول.
وبعد الصلاة عن نفس الفقيد، تلا الوزير فؤاد السنيورة كلمة باسم عائلة الحريري نوه فيها بمزايا الفقيد، وتبعتها كلمات أخرى تواسي العائلة وتعدد مزايا الراحل. وفي الختام تلا رمزي فليحان كلمة العائلة باللغة الإنكليزية، قبل أن ينقل الجثمان إلى مدافن العائلة ليوارى الثرى.
من جهته، اكد رئيس الجمهورية اميل لحود في اتصال هاتفي مع نائب رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية القس حبيب بدر ان »الشعب اللبناني يشترك مع أرملة الشهيد وأفراد عائلته وأبناء الطائفة الانجيلية الكريمة في الصلاة ليرحم الله النائب الشهيد باسل فليحان ويسكنه دار الخلود«.
وكان جثمان النائب الشهيد وصل الى مطار بيروت الدولي الثانية فجر امس، على متن طائرة خاصة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ترافقه زوجته ووالدته وشقيقه رمزي وعدد من الاصدقاء.
وتوجه الموكب الذي يقل النعش من المطار الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسط بيروت، فمكان وقوع الجريمة في السان جورج، ثم الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت.
وفي هذا الإطار، أبرق الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى زوجة النائب الراحل معزيا، وجاء في برقيته: »أعلم ان علاقة من التقدير والثقة المتبادلة، كانت تربط زوجك بالسيد رفيق الحريري، وأن قدرا مأسويا قربهما من بعضهما بعضا حتى ساعة المنية. لقد فقد لبنان، برحيله، احدى الشخصيات التي كان في استطاعتها ان تلعب دورا مهما في هذه اللحظة التي تنفتح فيها آفاق جديدة بالنسبة اليه. ان الآلام التي تحملها زوجك، ثم وفاته تثير من دون ادنى شك نقمة لدى كل من يتمسك بالحرية والديموقراطية، من الضروري ان يتم القاء الضوء كاملا على هذه الجريمة النكراء. وفرنسا لن تألو جهدا في هذا الصدد. وانني اذ اعرب لك عن تضامني الكامل في هذه المحنة الاليمة، واذ اخص بالتفكير ولديك الصغيرين، اتوجه اليك، سيدتي، سائلا اياك ان تتقبلي فائق الاحترام المصبوغ بالحزن، وعربون صداقتي المخلصة في هذه المحنة المريعة«.
No comments:
Post a Comment