تشييع عبدالحميد غلاييني مناسبة للمطالبة بترحيل الاجهزة
منال أبو عبس
Al-Hayat (720 كلمة)
تاريخ النشر 04 مارس 2005
عند الثانية عشرة والنصف ظهر أمس، تخترق السيارة الكبيرة الحشود أمام منزل عبد الحميد غلاييني في عين المريسة. السيارة بيضاء مغطاة بإكليلي ورد وصور رجل ستيني وفي داخلها نعش يلفه علم لبنان وعليه عباءة وطربوش تراثيان.
شباك السيارة المفتوح يسمح للمشيعين بالنظر إلى النعش الذي يحمل الجثمان، فينظرون. منه أيضا تنبعث روائح مطهرات ومعقمات إلى المحيط القريب. ينطلق الموكب تتصدره السيارة التي تقل النعش وحيدا. مئات من المشيعين الراجلين وعشرات من السيارات يشكلون موكبا يجتاز المسافة القصيرة الفاصلة بين منزل غلاييني وجامع عين المريسة حيث يصلى على جثمانه.
دقائق قليلة يقضيها الموكب تحت الأمطار أمام الجامع قبل أن ينطلق بعبد الحميد في رحلته البحرية الأخيرة. يسلك الموكب الشارع الموازي لمكان الانفجار الذي أودى بحياة الفقيد، قاصدا ساحة الشهداء في وسط بيروت. الساحة حيث تمثال الشهداء صارت تعرف أيضا بساحة الحرية.
»من قتل عبد الحميد غلاييني. نريد الحقيقة كاملة« و«قبضة الأجهزة مطلوب تفكيكها وترحيلها« و«اغتيال. إهمال. إرهاب... المسؤول واحد«، »ارفعوا يد المافيا الأمنية عن الوطن« لافتات سود وأخرى بيض ترفع في المكان مطالبة المسؤولين بالكشف عن الحقيقة.
أمام مسجد محمد الأمين حيث ضريح الرئيس رفيق الحريري، يتوقف الموكب لدقائق. يسترق بعض المشيعين فسحة من الوقت، فيتلون الفاتحة على ضريح الحريري ورفاقه. أمام المسجد تقف امرأة بالأسود تنتحب وتتوعد المجرمين »الله يحرقهم في يوم الحساب«. المرأة نفسها وقفت طوال الأيام الثلاثة التالية لاغتيال الحريري، أمام قصر قريطم، تتوعد المجرمين أنفسهم بيوم الحساب.
نواب المعارضة الذين اعتادوا التواجد في ساحة الشهداء، يقفون في استقبال الموكب. يشبكون أيديهم ويسيرون بين الحشود التي تنطلق بالجثمان إلى مدافن الباشورة حيث يوارى في الثرى.
على درج المدفن تقف ابنتا غلاييني وزوجته والنائبة غنوة جلول لأداء الصلاة والدعاء عن روحه. ابنتا غلاييني صورة حية لما يعرف بالمرأة القوية في الأزمات. تردد الابنتان بصوت قوي لا يرتجف الدعاء والصلاة. وتعودان قبل الحشود إلى منزلهما ما أن يوضع الجثمان في مكانه الأخير.
وأكد النائب وليد عيدو أن الذي حدث في الأمس »يؤكد ويثبت إهمال الدولة التي كان من المستحسن إليها عدم التعليق على الموضوع، الأمر الذي يشير إلى رغبة بالتضليل والتمويه ونوع من محاولات تمييع التحقيق تحت حجج واهية«. وأضاف: »أن المحققين الدوليين سيكتشفون مدى حرية المحققين اللبنانيين وبالتالي سيتبين لهم في خلال التشريح وطريقة الوفاة، إضافة إلى الأدلة الأخرى، أي نوع من الجرم وربما أي نوع من اليورانيوم استعمل لقتل الرئيس الحريري«.
كما طالب عضو »اللقاء الديموقراطي« النائب فؤاد السعد »رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بالاستقالة لإنهاء كل هذا المسلسل الذي بدأ بالتعديل الدستوري الذي فرض على الشعب اللبناني الأمر الذي سمح بالتمديد للرئيس لحود«.
واعتبر النائب ميشال فرعون أن »فضيحة اكتشاف جثة غلاييني تثبت ان المسؤولين في الدولة يخدمون مصالحهم فقط ودليل تلكؤهم«.
وقال النائب عبد الله فرحات إن »عائلة الشهيد غلاييني تستطيع اتخاذ صفة الادعاء الشخصي بالتقصير بالمسؤولية الجزائية وبعدم الاستجابة لطلباتها القانونية التي تقدمت بها لأصحاب الرأي القانوني وبالتالي تستطيع المطالبة بمحاكمة المسؤولين«.
وتساءل النائب باسم يموت: »كيف يمكن لهذه القوى وعلى رغم النداءات المتكررة لعائلته ألا تجد جثة الفقيد المطمورة تحت الأنقاض كل الوقت؟«، مطالبا بفتح »تحقيق جانبي في هذا الإهمال وتحديد المسؤوليات وانزال العقاب بمن كان مسؤولا عنه«.
منال أبو عبس
Al-Hayat (720 كلمة)
تاريخ النشر 04 مارس 2005
عند الثانية عشرة والنصف ظهر أمس، تخترق السيارة الكبيرة الحشود أمام منزل عبد الحميد غلاييني في عين المريسة. السيارة بيضاء مغطاة بإكليلي ورد وصور رجل ستيني وفي داخلها نعش يلفه علم لبنان وعليه عباءة وطربوش تراثيان.
شباك السيارة المفتوح يسمح للمشيعين بالنظر إلى النعش الذي يحمل الجثمان، فينظرون. منه أيضا تنبعث روائح مطهرات ومعقمات إلى المحيط القريب. ينطلق الموكب تتصدره السيارة التي تقل النعش وحيدا. مئات من المشيعين الراجلين وعشرات من السيارات يشكلون موكبا يجتاز المسافة القصيرة الفاصلة بين منزل غلاييني وجامع عين المريسة حيث يصلى على جثمانه.
دقائق قليلة يقضيها الموكب تحت الأمطار أمام الجامع قبل أن ينطلق بعبد الحميد في رحلته البحرية الأخيرة. يسلك الموكب الشارع الموازي لمكان الانفجار الذي أودى بحياة الفقيد، قاصدا ساحة الشهداء في وسط بيروت. الساحة حيث تمثال الشهداء صارت تعرف أيضا بساحة الحرية.
»من قتل عبد الحميد غلاييني. نريد الحقيقة كاملة« و«قبضة الأجهزة مطلوب تفكيكها وترحيلها« و«اغتيال. إهمال. إرهاب... المسؤول واحد«، »ارفعوا يد المافيا الأمنية عن الوطن« لافتات سود وأخرى بيض ترفع في المكان مطالبة المسؤولين بالكشف عن الحقيقة.
أمام مسجد محمد الأمين حيث ضريح الرئيس رفيق الحريري، يتوقف الموكب لدقائق. يسترق بعض المشيعين فسحة من الوقت، فيتلون الفاتحة على ضريح الحريري ورفاقه. أمام المسجد تقف امرأة بالأسود تنتحب وتتوعد المجرمين »الله يحرقهم في يوم الحساب«. المرأة نفسها وقفت طوال الأيام الثلاثة التالية لاغتيال الحريري، أمام قصر قريطم، تتوعد المجرمين أنفسهم بيوم الحساب.
نواب المعارضة الذين اعتادوا التواجد في ساحة الشهداء، يقفون في استقبال الموكب. يشبكون أيديهم ويسيرون بين الحشود التي تنطلق بالجثمان إلى مدافن الباشورة حيث يوارى في الثرى.
على درج المدفن تقف ابنتا غلاييني وزوجته والنائبة غنوة جلول لأداء الصلاة والدعاء عن روحه. ابنتا غلاييني صورة حية لما يعرف بالمرأة القوية في الأزمات. تردد الابنتان بصوت قوي لا يرتجف الدعاء والصلاة. وتعودان قبل الحشود إلى منزلهما ما أن يوضع الجثمان في مكانه الأخير.
وأكد النائب وليد عيدو أن الذي حدث في الأمس »يؤكد ويثبت إهمال الدولة التي كان من المستحسن إليها عدم التعليق على الموضوع، الأمر الذي يشير إلى رغبة بالتضليل والتمويه ونوع من محاولات تمييع التحقيق تحت حجج واهية«. وأضاف: »أن المحققين الدوليين سيكتشفون مدى حرية المحققين اللبنانيين وبالتالي سيتبين لهم في خلال التشريح وطريقة الوفاة، إضافة إلى الأدلة الأخرى، أي نوع من الجرم وربما أي نوع من اليورانيوم استعمل لقتل الرئيس الحريري«.
كما طالب عضو »اللقاء الديموقراطي« النائب فؤاد السعد »رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بالاستقالة لإنهاء كل هذا المسلسل الذي بدأ بالتعديل الدستوري الذي فرض على الشعب اللبناني الأمر الذي سمح بالتمديد للرئيس لحود«.
واعتبر النائب ميشال فرعون أن »فضيحة اكتشاف جثة غلاييني تثبت ان المسؤولين في الدولة يخدمون مصالحهم فقط ودليل تلكؤهم«.
وقال النائب عبد الله فرحات إن »عائلة الشهيد غلاييني تستطيع اتخاذ صفة الادعاء الشخصي بالتقصير بالمسؤولية الجزائية وبعدم الاستجابة لطلباتها القانونية التي تقدمت بها لأصحاب الرأي القانوني وبالتالي تستطيع المطالبة بمحاكمة المسؤولين«.
وتساءل النائب باسم يموت: »كيف يمكن لهذه القوى وعلى رغم النداءات المتكررة لعائلته ألا تجد جثة الفقيد المطمورة تحت الأنقاض كل الوقت؟«، مطالبا بفتح »تحقيق جانبي في هذا الإهمال وتحديد المسؤوليات وانزال العقاب بمن كان مسؤولا عنه«.
No comments:
Post a Comment