ساحة الشهداء أكثر هدوءا بعد تحقق « المطلب الأول »
منال أبو عبس
Al-Hayat (410 كلمة)
تاريخ النشر 02 مارس 2005
وفي الصباح التالي لاستقالة الحكومة، لم يتغير المشهد في الساحة المقابلة لمسجد محمد الأمين في وسط بيروت كثيرا. شبان وشابات يرفعون أعلام لبنان ويطلقون الهتافات المطالبة بكـــشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وآخرون يستلقون في الخيم الكثيرة الموزعة في الباحة الداخلية لتمثال الشهداء. لم تهدأ الخيم الملونة تبعا لهوية حزب القابعين داخلها، منذ اللحظة التي نصبت فيها بعد وقوع عملية الاغتيال بأيام قليلة.
عدد الشبان المعتصمين تقلص كثيرا عما كان عليه في الأيام السابقة، حتى الهتافات المعادية للحكومة ولسورية في شكل عام، استبدلت بأخرى تلائم الوضـــع الراهن. فالحكومة سقطت، مزيحة من درب المعتصمين هــتافات كثيرة »حققت جدواها«، كما يقول أحد المعتصمين. وصيحات التهدئة ونداءات نواب المعارضة (أبرزهم رئيس »اللقاء الديموقراطي« وليد جنبلاط) المطالبة بتحاشي الهتافات العنصرية ضد سورية، نالت مرادها إلى حد ملحوظ في المكان. يرتفع صوت الأغاني الوطنية والثورية من المكبرات الموزعة في الأرجاء، ويرفرف العلم اللبناني وبضعة أعلام لمحطة »أم تي في« المقفلة عاليا فوق الرؤوس.
صدى استقالة الحكومة ما زال يسيطر على المنطقة المحيطة بساحة الشهداء، حــــيث »لا حديث سوى تحقق المطلب الأول على جدول مطالب المعارضة الكـــثيرة«. نشوة النصر التي تجسدت زحمة سير خانقة في شوارع بيروت ليل أول من أمس، استمرت وان بوتيرة اقل حتى اليوم التالي. تجول السيارات الشوارع رافعة صور زعيم حزب صاحبها المعارض حتما، وفي أحيان أخرى علم لبنان وصور الرئيس الشهيد.
في الباحة الداخلية للمسجد لم يتغير شيء يذكر. سمات الذهول وعدم التصديق ما زالت ترتسم على وجوه كثير من الزائـــرين. فـ«من الصعب تصديق أن رفيق الحريري لم يعد موجودا على الساحة السياسية«، تقول سيدة تزور الضريح للمرة الأولى. السيدة قدمت من الجنوب خصيصا لتلاوة الصلاة عن روح الفقيد، قبل أن تتوجه إلى كنيسة مارجرجس المجاورة كعادتها في كل زيارة للعاصمة.
يغطى ضريح الحريري للمرة الأولى بالعلم اللبناني محاطا بأكاليل ورد كثيرة، يحمل أحدها اسم وزيرة الثقافة الفنلندية. ويتضارب صوت تلاوة القرآن في المسجد مع صوت الأغاني الوطنية في الجوار.
منال أبو عبس
Al-Hayat (410 كلمة)
تاريخ النشر 02 مارس 2005
وفي الصباح التالي لاستقالة الحكومة، لم يتغير المشهد في الساحة المقابلة لمسجد محمد الأمين في وسط بيروت كثيرا. شبان وشابات يرفعون أعلام لبنان ويطلقون الهتافات المطالبة بكـــشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وآخرون يستلقون في الخيم الكثيرة الموزعة في الباحة الداخلية لتمثال الشهداء. لم تهدأ الخيم الملونة تبعا لهوية حزب القابعين داخلها، منذ اللحظة التي نصبت فيها بعد وقوع عملية الاغتيال بأيام قليلة.
عدد الشبان المعتصمين تقلص كثيرا عما كان عليه في الأيام السابقة، حتى الهتافات المعادية للحكومة ولسورية في شكل عام، استبدلت بأخرى تلائم الوضـــع الراهن. فالحكومة سقطت، مزيحة من درب المعتصمين هــتافات كثيرة »حققت جدواها«، كما يقول أحد المعتصمين. وصيحات التهدئة ونداءات نواب المعارضة (أبرزهم رئيس »اللقاء الديموقراطي« وليد جنبلاط) المطالبة بتحاشي الهتافات العنصرية ضد سورية، نالت مرادها إلى حد ملحوظ في المكان. يرتفع صوت الأغاني الوطنية والثورية من المكبرات الموزعة في الأرجاء، ويرفرف العلم اللبناني وبضعة أعلام لمحطة »أم تي في« المقفلة عاليا فوق الرؤوس.
صدى استقالة الحكومة ما زال يسيطر على المنطقة المحيطة بساحة الشهداء، حــــيث »لا حديث سوى تحقق المطلب الأول على جدول مطالب المعارضة الكـــثيرة«. نشوة النصر التي تجسدت زحمة سير خانقة في شوارع بيروت ليل أول من أمس، استمرت وان بوتيرة اقل حتى اليوم التالي. تجول السيارات الشوارع رافعة صور زعيم حزب صاحبها المعارض حتما، وفي أحيان أخرى علم لبنان وصور الرئيس الشهيد.
في الباحة الداخلية للمسجد لم يتغير شيء يذكر. سمات الذهول وعدم التصديق ما زالت ترتسم على وجوه كثير من الزائـــرين. فـ«من الصعب تصديق أن رفيق الحريري لم يعد موجودا على الساحة السياسية«، تقول سيدة تزور الضريح للمرة الأولى. السيدة قدمت من الجنوب خصيصا لتلاوة الصلاة عن روح الفقيد، قبل أن تتوجه إلى كنيسة مارجرجس المجاورة كعادتها في كل زيارة للعاصمة.
يغطى ضريح الحريري للمرة الأولى بالعلم اللبناني محاطا بأكاليل ورد كثيرة، يحمل أحدها اسم وزيرة الثقافة الفنلندية. ويتضارب صوت تلاوة القرآن في المسجد مع صوت الأغاني الوطنية في الجوار.
No comments:
Post a Comment