عائلة الغلاييني تعثر على جثته في مكان الانفجار « لو كان ابن أحد المسؤولين هل كانوا تركوه ؟ »
منال أبو عبس
Al-Hayat (1,315 كلمة)
تاريخ النشر 03 مارس 2005
في 14 شباط (فبراير) الماضي خرج عبدالحميد غلاييني من منزله قاصدا الكورنيش البحري في منطقة عين المريسة. وفي 2 آذار الجاري وجد عبدالحميد جثة هامدة تحت عشر سنتيميترات من الركام في مكان الانفجار الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري. لكن، كيف كانت صورة المكان، لحظة اكتشف أن غلاييني قضى أيامه ألـ 16 الماضية تحت الأنقاض؟
عند التاسعة صباح أمس، شرعت عائلة الفقيد في تنفيذ مخطط اتخذ في اعتصام اليوم السابق. حشدوتالأنصار والأصدقاء، وقررت التصرف بتلقائية، بعدما جبهت نداءاتها بأبواب المسؤولين المقفلة. استدعى أفرادها عددا من متطوعي الدفاع المدني، ولم تردعهم أوامر القوى الأمنية بالتراجع وعدم العبث بالأدلة الجنائية. »كان خالي يتحدث مع الضابط المسؤول عن المنطقة وفجأة وجد ذبابا يحوم حول أحد الأماكن«، تقول ابنة الفقيد. وتضيف: »لم يسمح لنا بدخول المنطقة حتى العاشرة والنصف، وعملنا على رفع التراب على عمق عشرة سنتيمترات فقط، ووجدنا الجثة من دون أي اثر للدم«.
السان جورج
يقف الشاب مذهولا في مواجهة الكاميرا. يرتجف، فيرفع يديه عاليا ليضرب وجهه من هول الصدمة. »لحود لازم يستقيل«، يقول، فلا يردعه أحد. يتوعد قاضي التحقيق »أبو عراج رح نفرجيه«. في الجانب الآخر للكاميرا يقف رجل آخر. الرجل لا يبدو من أقارب الفقيد، لكنه يحتضن الشاب طالبا منه »فش خلقك«. تلقى الكلمة صداها في صدور الأقارب والأصدقاء الذين يرجعون إلى أنفسهم الفضل في اكتشاف الجثة، وإلا »كان بقي شهورا عدة تحت الأنقاض«.
الجثة التي عثرت عليها العائلة، ليست مشوهة. »لو جرى البحث عنها بعد ساعة من وقوع الانفجار، لكان حيا يرزق«، تقول سيدة. ولكن، ما الذي عرقل مهمة البحث عنها؟ »للأسف ما عنا دولة« و«الإنسان ارخص ما في هذا البلد بنظر المسؤولين« و«يتقاعسون عن القيام بواجباتهم، لطمس الأدلة الجنائية«، تكون جواب الكثيرين الشافي. وفي أحيان أخرى، »لأنه ليس ابن أحد المسؤولين في السلطة«، تقول السيدة مخاطبة: »يا لحود لو كان ابنك أو والدك، هل كنت لتنتظر عشرين يوما للبحث عنه؟«. عشر دقائق كانت الفاصلة بين دخول العائلة إلى مكان وقوع الانفجار، وخروج سيارة الإسعاف حاملة الجثة إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
تشق السيارة طريقها بين الحشود، فتمر بجانب لافتة »وينك يا بابا« المرفوعة منذ اليوم السابق.
تطغى رائحة الجثة المتآكلة على رواق المستشفى. الملابس أمكن تمييزها من الزوجة، وان غدت مهترئة. اليد اليمنى للفقيد مرفوعة الخنصر، »ربما لم يقو على التنفس لوقت طويل، فرفع اصبعه لشهادة أن لا اله إلا الله، بعدما أحس باقتراب اجله«، تقول الابنة. اليد الأخرى للفقيد سحب منها الهاتف الذي لازمه طيلة الفترة التي قضاها تحت الأنقاض.
وفور وصوله الى المستشفى، اعتبر عضو »كتلة قرار بيروت« النائب وليد عيدو ان »هذا الامر يجعل الانسان امام هذا النوع من التحقيق، هذا النوع من الاجرام الاضافي. الاجرام الاول وقع عندما حصل الانفجار والاجرام الاضافي وقع عندما عجزت كل الاجهزة ورجال الدولة ان يكتشفوا جثة مكشوفة تحت السيارة بعد اسبوع وان تكتشف جثة بواسطة الاهل بازاحة حجر بسيط بعد 16 يوما«. ثم تدخل احد العمال السوريين، فاشار الى استمرار اختفاء ثلاثة عمال سوريين منذ الحادثة، مضيفا الى ان اثنين منهم وجدا في براد مستشفى الجامعة الاميركية، محمد صالح الخلف ومحمود حمد المحمد وسيتم اليوم تسليم جثتيهما فيما يبقى الثالث فرحان احمد العيس من منطقة دير الزور مفقودا.
ورجح تقرير الطبيبية الشرعيين سامي القواس وعبد الرحمن الحوت، نظرا الى طبيعة الاصابات، ان تكون الوفاة حصلت فور وقوع الانفجار.
وزار نجلا الرئيس الحريري بهاء الدين وسعد الدين منزل عائلة غلاييني للتعزية، مبديين استعدادهما للوقوف الى جانب آل غلاييني.
وقال بهاء الدين بعد التعزية: »نريد الحقيقة«.
ردود فعل
ورأى النائب عاطف مجدلاني وجوب »استقالة جميع رؤساء الأجهزة الأمنية أو لإقالتهم ومحاكمتهم لكي لا تذهب دماء الشهداء الأبرار هدرا، وتشكل لجنة تحقيق دولية تقوم بكامل التحقيقات الضرورية وبكامل الصلاحيات لكشف الحقيقة التي تخفيها السلطة بطمسها للحقائق والقرائن«.
واصدر النائب غسان مخيبر بيانا، اعتبر فيه أن »ظروف وفاة المرحومين غلاييني وزاهي أبو رجيلي وظروف اكتشاف جثتيهما، تشكل جريمة كبيرة ثانية بالتقصير والإهمال وسوء التعامل«.
وزار نواب بيروت: غنوة جلول، ومحمد قباني ووليد عيدو اهل الفقيد غلاييني. وقالت النائبة جلول: انها فاجعة كبيرة ان تصبح القطط والذباب كفية اكثر من اجهزة الدولة الامنية والقضائية. ان الذي يحدث امر مخز جدا اذ وصلنا الى اقصى درجات الاهمال والتقصير والتخاذل وقلة الضمير وضعف المسؤولية«. وقال قباني: »من الواضح ان هذه السلطة ليست فقط مستهترة بل هي سلطة مجرمة بكل معنى الكلمة بعدد من رموزها واجهزتها. ان كل الجريمة هي موضــع شك بالنسـبة الينا حول تصرف السلطة اذ كيف يمكن ان تكتشف هذه الجثة بعد 17 يوما وبتدخل من اهل الشـــهيد. فأين السلطة والقضاء وقوى الامن والمحققون والدفــاع المدني الذي اتى الى موقع الجريمة فورا؟ ولماذا رفعت سيارات موكب الرئيس الحريري؟«، سائلا: »من كان يقوم بالاشغال في هذا الموقع ولماذا اغلقت الطـــريق قبل الجريمة بساعات، فمن يستطيع اغلاقها؟«.
واعتبر النائب هنري حلو ان العثور على جثة غلاييني هو »ام الفضائح لهذه السلطة وأجهزتها من خلال طمس معالم الجريمة النكراء«.
كما رأى النائب مروان حمادة ان الاعلان عن اكتشاف جثة عبدالحميد غلاييني فضيحة جديدة في ملف الاجهزة الامنية ويؤكد ضرورة رحيل رؤسائها.
وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ? شعبة العلاقات العامة البلاغ الآتي: على اثر وقوع الحادث الأليم الذي أدى إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، اتخذت الإجراءات اللازمة لإخلاء المصابين وإخماد الحرائق بالتعاون مع الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت، والمباشرة بمسح مكان الجريمة بحثا عن مفقودين واستخدام الكلاب البوليسية في مكان الانفجار والأماكن المحيطة به، بطريقة لا يعبث من خلالها بمسرح الجريمة، ثم صدور استنابات قضائية من جانب قاضي التحقيق وتكليف العميد ناجي ملاعب مساعد قائد شرطة بيروت ومساعدين له القيام بالتحقيق.
ونظرا للتشكيك في صحة التحقيق منذ اليوم الأول وما رافقه من مطالبة بإجراء تحقيق دولي وتكليف خبراء دوليين والإعلان عن تشكيل لجنة من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، فضلا عن طلب القضاء المختص إبقاء مسرح الجريمة على حاله وعدم تغيير معالمه خوفا من العبث به وضياع الأدلة أمام الخبراء الدوليين، وبتاريخ اليوم، وبعد موافقة القضاء المختص وعلى اثر انتهاء لجنة التقصي الدولية التابعة للأمم المتحدة في إجراء الكشف والمشاهدات، وبحضورها، تمت المباشرة بعملية رفع الركام والأنقاض القريبة من مكان الانفجار والمبنى المقابل لفندق السان جورج، حيث عثر على جثة المواطن محمد غلاييني تحت الركام وتم انتشالها«.
منال أبو عبس
Al-Hayat (1,315 كلمة)
تاريخ النشر 03 مارس 2005
في 14 شباط (فبراير) الماضي خرج عبدالحميد غلاييني من منزله قاصدا الكورنيش البحري في منطقة عين المريسة. وفي 2 آذار الجاري وجد عبدالحميد جثة هامدة تحت عشر سنتيميترات من الركام في مكان الانفجار الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري. لكن، كيف كانت صورة المكان، لحظة اكتشف أن غلاييني قضى أيامه ألـ 16 الماضية تحت الأنقاض؟
عند التاسعة صباح أمس، شرعت عائلة الفقيد في تنفيذ مخطط اتخذ في اعتصام اليوم السابق. حشدوتالأنصار والأصدقاء، وقررت التصرف بتلقائية، بعدما جبهت نداءاتها بأبواب المسؤولين المقفلة. استدعى أفرادها عددا من متطوعي الدفاع المدني، ولم تردعهم أوامر القوى الأمنية بالتراجع وعدم العبث بالأدلة الجنائية. »كان خالي يتحدث مع الضابط المسؤول عن المنطقة وفجأة وجد ذبابا يحوم حول أحد الأماكن«، تقول ابنة الفقيد. وتضيف: »لم يسمح لنا بدخول المنطقة حتى العاشرة والنصف، وعملنا على رفع التراب على عمق عشرة سنتيمترات فقط، ووجدنا الجثة من دون أي اثر للدم«.
السان جورج
يقف الشاب مذهولا في مواجهة الكاميرا. يرتجف، فيرفع يديه عاليا ليضرب وجهه من هول الصدمة. »لحود لازم يستقيل«، يقول، فلا يردعه أحد. يتوعد قاضي التحقيق »أبو عراج رح نفرجيه«. في الجانب الآخر للكاميرا يقف رجل آخر. الرجل لا يبدو من أقارب الفقيد، لكنه يحتضن الشاب طالبا منه »فش خلقك«. تلقى الكلمة صداها في صدور الأقارب والأصدقاء الذين يرجعون إلى أنفسهم الفضل في اكتشاف الجثة، وإلا »كان بقي شهورا عدة تحت الأنقاض«.
الجثة التي عثرت عليها العائلة، ليست مشوهة. »لو جرى البحث عنها بعد ساعة من وقوع الانفجار، لكان حيا يرزق«، تقول سيدة. ولكن، ما الذي عرقل مهمة البحث عنها؟ »للأسف ما عنا دولة« و«الإنسان ارخص ما في هذا البلد بنظر المسؤولين« و«يتقاعسون عن القيام بواجباتهم، لطمس الأدلة الجنائية«، تكون جواب الكثيرين الشافي. وفي أحيان أخرى، »لأنه ليس ابن أحد المسؤولين في السلطة«، تقول السيدة مخاطبة: »يا لحود لو كان ابنك أو والدك، هل كنت لتنتظر عشرين يوما للبحث عنه؟«. عشر دقائق كانت الفاصلة بين دخول العائلة إلى مكان وقوع الانفجار، وخروج سيارة الإسعاف حاملة الجثة إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
تشق السيارة طريقها بين الحشود، فتمر بجانب لافتة »وينك يا بابا« المرفوعة منذ اليوم السابق.
تطغى رائحة الجثة المتآكلة على رواق المستشفى. الملابس أمكن تمييزها من الزوجة، وان غدت مهترئة. اليد اليمنى للفقيد مرفوعة الخنصر، »ربما لم يقو على التنفس لوقت طويل، فرفع اصبعه لشهادة أن لا اله إلا الله، بعدما أحس باقتراب اجله«، تقول الابنة. اليد الأخرى للفقيد سحب منها الهاتف الذي لازمه طيلة الفترة التي قضاها تحت الأنقاض.
وفور وصوله الى المستشفى، اعتبر عضو »كتلة قرار بيروت« النائب وليد عيدو ان »هذا الامر يجعل الانسان امام هذا النوع من التحقيق، هذا النوع من الاجرام الاضافي. الاجرام الاول وقع عندما حصل الانفجار والاجرام الاضافي وقع عندما عجزت كل الاجهزة ورجال الدولة ان يكتشفوا جثة مكشوفة تحت السيارة بعد اسبوع وان تكتشف جثة بواسطة الاهل بازاحة حجر بسيط بعد 16 يوما«. ثم تدخل احد العمال السوريين، فاشار الى استمرار اختفاء ثلاثة عمال سوريين منذ الحادثة، مضيفا الى ان اثنين منهم وجدا في براد مستشفى الجامعة الاميركية، محمد صالح الخلف ومحمود حمد المحمد وسيتم اليوم تسليم جثتيهما فيما يبقى الثالث فرحان احمد العيس من منطقة دير الزور مفقودا.
ورجح تقرير الطبيبية الشرعيين سامي القواس وعبد الرحمن الحوت، نظرا الى طبيعة الاصابات، ان تكون الوفاة حصلت فور وقوع الانفجار.
وزار نجلا الرئيس الحريري بهاء الدين وسعد الدين منزل عائلة غلاييني للتعزية، مبديين استعدادهما للوقوف الى جانب آل غلاييني.
وقال بهاء الدين بعد التعزية: »نريد الحقيقة«.
ردود فعل
ورأى النائب عاطف مجدلاني وجوب »استقالة جميع رؤساء الأجهزة الأمنية أو لإقالتهم ومحاكمتهم لكي لا تذهب دماء الشهداء الأبرار هدرا، وتشكل لجنة تحقيق دولية تقوم بكامل التحقيقات الضرورية وبكامل الصلاحيات لكشف الحقيقة التي تخفيها السلطة بطمسها للحقائق والقرائن«.
واصدر النائب غسان مخيبر بيانا، اعتبر فيه أن »ظروف وفاة المرحومين غلاييني وزاهي أبو رجيلي وظروف اكتشاف جثتيهما، تشكل جريمة كبيرة ثانية بالتقصير والإهمال وسوء التعامل«.
وزار نواب بيروت: غنوة جلول، ومحمد قباني ووليد عيدو اهل الفقيد غلاييني. وقالت النائبة جلول: انها فاجعة كبيرة ان تصبح القطط والذباب كفية اكثر من اجهزة الدولة الامنية والقضائية. ان الذي يحدث امر مخز جدا اذ وصلنا الى اقصى درجات الاهمال والتقصير والتخاذل وقلة الضمير وضعف المسؤولية«. وقال قباني: »من الواضح ان هذه السلطة ليست فقط مستهترة بل هي سلطة مجرمة بكل معنى الكلمة بعدد من رموزها واجهزتها. ان كل الجريمة هي موضــع شك بالنسـبة الينا حول تصرف السلطة اذ كيف يمكن ان تكتشف هذه الجثة بعد 17 يوما وبتدخل من اهل الشـــهيد. فأين السلطة والقضاء وقوى الامن والمحققون والدفــاع المدني الذي اتى الى موقع الجريمة فورا؟ ولماذا رفعت سيارات موكب الرئيس الحريري؟«، سائلا: »من كان يقوم بالاشغال في هذا الموقع ولماذا اغلقت الطـــريق قبل الجريمة بساعات، فمن يستطيع اغلاقها؟«.
واعتبر النائب هنري حلو ان العثور على جثة غلاييني هو »ام الفضائح لهذه السلطة وأجهزتها من خلال طمس معالم الجريمة النكراء«.
كما رأى النائب مروان حمادة ان الاعلان عن اكتشاف جثة عبدالحميد غلاييني فضيحة جديدة في ملف الاجهزة الامنية ويؤكد ضرورة رحيل رؤسائها.
وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ? شعبة العلاقات العامة البلاغ الآتي: على اثر وقوع الحادث الأليم الذي أدى إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، اتخذت الإجراءات اللازمة لإخلاء المصابين وإخماد الحرائق بالتعاون مع الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت، والمباشرة بمسح مكان الجريمة بحثا عن مفقودين واستخدام الكلاب البوليسية في مكان الانفجار والأماكن المحيطة به، بطريقة لا يعبث من خلالها بمسرح الجريمة، ثم صدور استنابات قضائية من جانب قاضي التحقيق وتكليف العميد ناجي ملاعب مساعد قائد شرطة بيروت ومساعدين له القيام بالتحقيق.
ونظرا للتشكيك في صحة التحقيق منذ اليوم الأول وما رافقه من مطالبة بإجراء تحقيق دولي وتكليف خبراء دوليين والإعلان عن تشكيل لجنة من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، فضلا عن طلب القضاء المختص إبقاء مسرح الجريمة على حاله وعدم تغيير معالمه خوفا من العبث به وضياع الأدلة أمام الخبراء الدوليين، وبتاريخ اليوم، وبعد موافقة القضاء المختص وعلى اثر انتهاء لجنة التقصي الدولية التابعة للأمم المتحدة في إجراء الكشف والمشاهدات، وبحضورها، تمت المباشرة بعملية رفع الركام والأنقاض القريبة من مكان الانفجار والمبنى المقابل لفندق السان جورج، حيث عثر على جثة المواطن محمد غلاييني تحت الركام وتم انتشالها«.
No comments:
Post a Comment