Wednesday, December 29, 2004

الشرق الأوسط اقل تعرضا للهزات


توقع كارثة انسانية بسبب انتشار الأمراض والأوبئة . الاختصاصي ويلسون رزق : الشرق الأوسط اقل تعرضا للهزات

منال أبو عبس
Al-Hayat (552 كلمة)
تاريخ النشر 29 ديسمبر 2004



طمأن البروفسور ويلسون رزق، الاختصاصي في علوم الأرض والجيولوجيا، سكان العالم العربي «الخائفين من حدوث الزلازل والهزات». وأكد رزق لـ«الحياة» أن منطقة الشرق الأوسط أقل تعرضا للهزات الأرضية من منطقة المحيط الهندي وجوارها التي «تعتبر المحور الأساس للزلازل». وأضاف أن خطي الهزات الرئيسين في العالم العربي، هما الخط الذي ينطلق من البحر الأحمر، مرورا بنهر الأردن -اليمونة قبل أن يصل إلى بر الأناضول. وهو الخط نفسه الذي تحرك عام 1956، محدثا زلزالا مدمرا في لبنان، ومركزه فالق روم في إقليم التفاح، وتجاوزت قوته ست درجات على مقياس ريختر، ثم تحرك منذ سنتين في لبنان، وكان نفسه سبب الزلزال الأخير في اسطنبول. والخط الثاني ينطلق من إيران - البحر الأسود، ويكمل نحو الهند ليلتقي بالفالق الذي أحدث الزلزال الأخير.

وعن زلزال جنوب شرق آسيا الأخير، اعتبر رزق أن «عدم جاهزية تلك البلدان للأزمات الطبيعية» كان السبب الأول لتفاقم الكارثة، موضحا أن «الزلزال حصل في حوض البحر. والأضرار نتجت من قوة المياه التي تحركت بفعل اهتزاز الأرض تحتها، محدثة موجة تسونامي عملاقة، امتد أثرها إلى البلدان المجاورة مثل الهند وباكستان وماليزيا وإندونيسيا». وأضاف رزق انه «في حال حدوث زلزال من الخطأ الهروب إلى الشاطئ، لأن المعروف عبر التاريخ أن الشواطئ معرضة للموجات الحاصلة نتيجة الهزة الأرضية التي تحصل في قشرة الأرض تحت سطح البحر».

وأوضح رزق أن موجات المد التي أحدثها الزلزال الأخير والتي سببت الكوارث البشرية والمادية الهائلة، ارتفعت بعلو خمسة عشر مترا، في حين ترتفع الأمواج في بحر اليابان إلى ثلاثين مترا من دون أن تخلف النتائج نفسها، مشيرا إلى أن السبب الرئيس للأضرار الكارثية هو عدم وجود مركز لرصد هذه الأنواج في دول المحيط الهندي، مثل ذلك الموجود في الدول المجاورة لبحر اليابان. وأضاف أن تضاعف أثر الفاجعة جاء بسبب فجائيتها، و«لم يملك المحليون الوقت للتخفيف من نتائجها الكارثية. وهذا ما يندرج في إطار الإهمال الذي تغرق به دول المحيط الهندي المتجاورة، والتي لم تفلح حتى الساعة في إنشاء مركز رصد يعطيها إنذارا بوقوع التسونامي قبل حدوث الزلزال بساعات».

وعن النتائج البيئية المتوقعة لكارثة زلزال جنوب شرق آسيا، تساءل رزق عما قد ينجم عن هجوم البحر على اليابسة، وابتلاعه ما يقع في طريقه، تاركا مليون شخص من دون مأوى. وتوقع أن تحدث كارثة إنسانية، اقلها انتشار الأمراض والأوبئة في تلك الدول الفقيرة والمتخلفة نسبيا، إذا لم تحتو الكارثة بطريقة عملية ومنطقية وسريعة. وعن المساعدات الإنسانية التي قدمتها أوروبا وأميركا وبعض الدول الأخرى، اعتبر رزق أنها تحد من مخلفات الكارثة، لكن ليس بصورة كاملة. وردا على سؤال، قال رزق إن الصليب الأحمر الدولي ليس إلا منظمة إنسانية، لا يمكن اعتبارها فاعلة ما لم تتوافر لها الظروف السياسية التي تسهل عملها. وأضاف أن دول المحيط الهادئ تخضع إلى مشاكل وتجاذبات سياسية كثيرة، وتكثر الخلافات والصراعات بين الدول المتجاورة، ما يحد من عمل المنظمات الإنسانية «لأن الدور الأكثر الفاعلية يكون للفرق الموجودة على الأرض، ويصبح الأمر أكثر فاعلية في حال توفير الجو الملائم لعمل المنظمات غير الحكومية في حال حدوث الكوارث الطبيعية».

Tuesday, December 21, 2004

خدمة العلم إلى نصف مدتها الأصلية

خدمة العلم إلى نصف مدتها الأصلية . والشباب اللبنانيون إلى مزيد من الرفض

منال أبو عبس
Al-Hayat (1,440 كلمة)
تاريخ النشر 21 ديسمبر 2004




« ابني استفاد كثيرا من الخدمة العسكرية الإلزامية. صار أكثر انتظاما وتدبيرا في تصرفاته »، تقول هدى قبل أن تتابع: »كان يحب ابنة الجيران سيئة السمعة، لكنها تزوجت مع دخوله إلى الخدمة«. تقول هدى هذه العبارة، كما لو أنها أحلى هدية تلقتها في حياتها. فخدمة العلم وحدها تفوقت على جهود الوالدة الجبارة، وكانت القدر الذي فسخ علاقة ابنها مع ابنة الجيران. والآن، لا تولي الوالدة إهتماما لمسألة مدة الخدمة، طالما أن ابنها »المستهتر تحول بين ليلة وضحاها إلى شاب يحسب حساب القرش. ويفكر في المستقبل«.

كلام هدى جاء قبل أربعة أعوام من الآن، وتحديدا قبل انتخابات العام 2000. آنذاك، قدم النائب مصباح الأحدب اقتراحا يقضي بتعديل التجنيد الإجباري في لبنان، »نظرا لآثاره السلبية على كل من الشاب اللبناني وخزينة الدولة«. وآنذاك أيضا، اتهم النائب بالخيانة، »لطرحه مسألة حساسة تمس الأمن، فيما البلد في حال حرب مع إسرائيل«. بعد أشهر عدة يلتحق ابن هدى الثاني في »الجندية«، لكنها تبدو اليوم اكثر سعادة، فما الذي تغير بين اليوم والأمس؟

في 9 كانون الأول (ديسمبر) 2004، أقر مجلس الوزراء اللبناني، آخر تعديلاته على قانون خدمة العلم. وبموجب التعديل، الذي يفترض ان يقره مجلس النواب، خفضت مدة الخدمة العسكرية للمجندين، إلى ستة اشهر بدلا من سنة. وفتح مجال تمديد الخدمة للراغبين، لمدة لا تزيد على خمس سنوات. أعفي من الخدمة الشقيق الوحيد لمفقود. وتبدلت مادة إلغاء الإعفاء للمقيم في الخارج لمدة خمس سنوات، ليشمل مواليد العام 1987 وما بعد.

الشباب هم المستهدف الأول في هذا المشروع، معدلا أم غير معدل. غير أن آراءهم كثيرا ما همشت، واستعيض عنها بآراء السياسيين وتقديراتهم الخاضعة لمتطلبات انتخابية في الغالب. ما هو رأي الشباب في مشروع يستهلك ستة أشهر من حياتهم، تاركا فيها أثرا، قد يصعب محوه؟ وما هو موقف المجندين السابقين، من تعديل لم يستفيدوا من أي من بنوده؟

»نكاية« بالانصهار الوطني!

»أي جيش نريد؟«، سؤال يستحضره المعترضون على التعديل الأخير، مطالبين بإلغاء خدمة العلم كليا. ينطلقون في حججهم، من عدد العسكريين الذي يقارب المئة ألف (جيش، درك، قوى أمن، أمن عام...)، توفر خدمة العلم عشرين ألفا منهم، ليثبتوا وجهة نظرهم. »يوفر لبنان عسكريا لكل 35 مواطنا مقيما«، يقول رامي ساخرا من رفاهية الأمان التي يوفرها البلد لأبنائه.

تبلغ مساحة لبنان الإجمالية 10452 كيلومترا مربعا. »جيش لبنان النظامي غير قادر على شن حرب عسكرية أو الدخول في واحدة. ألا يكفي أربعون ألف عسكري المتطلبات العادية للمؤسسة العسكرية، لضبط الشؤون الداخلية وقمع التظاهرات؟« يسأل شاب. »العدد لم يعد مهما في جيوش العالم، بخاصة بعد بروز مصطلح الجيوش التقنية«، يقول النائب مصباح الأحدب الذي كان يحاضر أمام عشرات الطلاب..

معارضو خدمة العلم كثر، لكل منهم سبب واحد على الأقل يدفعه إلى رفض هدر أشهر كثيرة من شبابه. »الدخل العائلي«، يدفع سامر إلى تأجيل الالتحاق بالخدمة، بشتى السبل. سامر هو الثاني في الترتيب العائلي. أخته الكبرى متزوجة، فيما الصغير ما زال في المدرسة. والد سامر يعمل ناطورا في أحد الأبنية، ما يدفع الابن إلى العمل في محل ثياب ليساهم في إعالة الأسرة. يؤمن سامر بالانصهار الوطني وبأن خدمة الوطن واجبة، »لكن ليس في ظل ظروف مشابهة لظروفه«.

ظروف فادي ليست مشابهة أبدا لظروف سامر، لكنه يرفض التجنيد »نكاية بالانصهار الوطني. بتلك الآلة السحرية التي ندخلها مختلفين، ونخرج نسخة واحدة متكررة«، كما يقول.

الانصهار الوطني يتم في أشكال كثيرة غير التجنيد، وفي مجتمعات غير مفرزة مناطقيا وطائفيا. يمكن أن تحمل العبارة السابقة اكثر من تأويل، لكن ما قصده فادي هو أن »مؤسسات الدولة التي يتوجه إليها المجند بعد الخدمة، تفكك ما يمكن صهره خلال عقود... أما الوسائل، فأقلها الواسطة، والمحاصصة الطائفية في توزيع وظائف الدولة«. وينتقد فادي المفاهيم المختلفة للوطن، التي »تنتج من غياب التربية المدنية في المدارس«، فتفرز »مفاهيم مختلفة للوطن يختفي فيها أي إحساس بالانتماء«.

»ستة أشهر مثل السنة«، عبارة تمثل حجة رامي الذي يرفض ترك الجامعة لخدمة العلم. ويتنقل رامي منذ ست سنوات بين جامعة وأخرى، »لا رغبة في العلم، إنما رغبة في التأجيل«، ريثما يستكمل أوراق هجرته إلى كندا. رامي هو واحد من مئات الشبان الذين يفضلون »تضييع الوقت في الجامعة، على تضييعه في الخدمة«.

تواصل اجتماعي!

يبدو فؤاد اكثر اهتماما بالمصلحة المالية للبلاد، وبصورة اكثر تحديدا بنفقات الخزينة. »الخدمة حاجة لوجستية وأمنية للجيش. إلغاؤها يستتبع فتح باب التطوع، ما يؤدي إلى زيادة الأعباء على الدولة«، يقول.

من جهته، يثمن جاد التواصل الاجتماعي الذي تزكيه الخدمة. هو لم يجد فيها أي عائق، بل »فرصة لكي نتعرف الى المؤسسة العسكرية«. جاد أنهى خدمته الإلزامية العام الماضي، وقد تكون بطالته القسرية التي عاشها لأكثر من عامين، دفعته إلى الاستفادة القصوى من السنة التي أمضاها في الخدمة: »عرفتني الى عادات أهالي المناطق وتقاليدهم. وعرفتني الى شباب من جميع الطوائف اللبنانية«. أخ جاد الأصغر في السنة الجامعية الثانية، لا يوفر وسيلة لتأجيل الالتحاق، »لأن السنة التي تضيع في الخدمة، يمكن استغلالها في التدريب العملي«. وهو يفضل أن تبقى »الخدمة على ما هي عليه لكن بتسوية أوضاع الطلاب الذين يتابعون علومهم في الداخل والخارج. على أن يعفوا من الخدمة عند انتهاء تحصيلهم العلمي لكي يعودوا إلى بلدهم الذي ولدوا فيه، من اجل إعادة اعمار اقتصاده واسترداد حيويته«.

وبيتعدل!

»مجندو السنة« و»مجندو الستة أشهر«، مصطلحان سيميزان الشباب اللبناني، من الآن فصاعدا، وفقا لمدة خدمة كل منهم.

»ما حدا أحسن من حدا«، »المهم مصلحتي ومن بعدي الطوفان«، »ناس بسمنة وناس بزيت«، وغيرها كثير من تعليقات تعكس مرارة شبان كثيرين أضاعت الخدمة سنة من حياتهم. هؤلاء لن ينسوا أبدا انهم خضعوا »إلى مزاجية السلطة«، كما يقول هادي. »من المدهش في لبنان، كيف يتحول ما يقال انه مصلحة وطنية عليا اليوم، إلى مسألة قابلة للبحث وإعادة النظر فيها«، يضيف.

لكن، ماذا يمكن أن تفعل الدولة، للتخفيف من إحساس مجندي »السنة« بالمرارة؟

»وحده التعويض المادي، يشعرنا بأن المسؤولين قد التفتوا إلى وضعنا«، يجيب رائف، مؤكدا أن »ما من شي يعوضني عن عملي الذي فقدته بسبب التجنيد«.

»مجندو الستة اشهر«، هم العنصر الوحيد الذي لم يعرف القارئ رأيهم حتى اللحظة. هل يشعرون بالرضى التام عن المشروع؟

»ليس ثمة فارق جوهري بين الستة أشهر والسنة«، يقول وليد. هو يعرف انه ما أن يلتحق في »العسكرية« حتى يفقد وظيفته، لينضم بعد ستة اشهر إلى صفوف رفاقه العاطلين عن العمل. لكن حتى هذا الخطر المتوقع، لن يمنع وليد من الالتحاق في الدورة المقبلة.

في ملعب »جامعة بيروت العربية«، يعلن ماهر انه اكتشف الحل السحري لمشكلته: ينتسب إلى كلية العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ومن بعدها إلى الحقوق أو الآداب. يمضي أيامه كما لو أن »الحياة بلا تجنيد«. و»بسيطة، بعد اشهر عدة سيعدلون القانون... أصلا هذا القانون ليس دستورا، ثم حتى وان كان دستورا سنعدله... ما نحنا بلبنان. وعندنا، كل شيء سهل، مان!«.

مهرجانات بيت الدين

مهرجانات بيت الدين تقدم الموسيقي الاردني الشاب . كريم سعيد ... موتسارت العربي يعزف في بيروت

منال أبو عبس
Al-Hayat (325 كلمة)
تاريخ النشر 21 ديسمبر 2004

تستضيـــف الجامعـــــــة الأميركية في بيروت الموسيقي المتعدد المواهب كريم سعيد، في قاعة الـ»أسمبلي هول«، بالتنسيق مع مهرجانات بيت الدين، مساء اليوم. وكان سعيد المولود في عمان في الأردن، بدأ العزف على البيانو في الخامسة من عمره مع جوتسوفا اغنسيا فكتوروفنا، عازفة البيانو والملحنة ومعلمة الموسيقى الجورجية. وفي الثامنة من عمره (7991)، أقام كريم حفلة أدائه الموسيقي الأول التي شملت فانتازيا موتسارت بمقام ري الثانوي، ومقدمة باخ وسوناتة كليمنتي. وفي العام الثاني، منح الجائزة الأولى لفئة سنه في مسابقة البيانو الدولية لتأييد البيانو في رومانيا، كما منح علاوة على ذلك، جائزة »الموهبة الاستثنائية« بين جميع فئات الأعمار نظرا لأدائه. وأدى كونشيرتو البيانو رقم 12 لموتسارت في المقام »دو« الكبير مع أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى في الأردن ولبنان في عام 9991 وهو في سن العاشرة. حتى اطلق عليع بعض النقاد لقب »موتسارت العربي«.

وفي أيلول (سبتمبر) عام 0002 تسجل كريم في مدرسة »بورسيل« في المملكة المتحدة حيث حصل على منحة، وفي كانون الأول (ديسمبر) 2002 فاز بالجائزة الثانية في »مسابقة بيتهوفن للبيانو لليافعين«، وهي حدث سنوي لطلاب مختارين من جميع أنحاء المملكة المتحدة.

ومنذ عام 2002 يطور كريم مهاراته ويعرض مواهبه كقائد لفرقة موسيقية. وقاد أول حفلة موسيقية عامة له في قاعة »رويال فيستيفال هول« في حضور المؤلف الموسيقي ماغنوس ليندبيرغ.

كما لفتت موهبة كريم المتميزة نظر المنتج والمخرج السينمائي الشهير كريستوف نوبن الذي انتج فيلم »المقطع السريع«، وقد شرع في نيسان (ابريل) العام 1002 بمشروع فيلم مدته ست سنوات يقتصر على تقدم كريم الموسيقي.

Monday, December 20, 2004

« كومبيوتر لكل طالب »

يساهم في خفض القرصنة الالكترونية . إطلاق مشروع « كومبيوتر لكل طالب »

منال أبو عبس
Al-Hayat (641 كلمة)
تاريخ النشر 20 ديسمبر 2004

أن تدفع 26 أو 27 دولارا في الشهر، لمدة ثلاث سنوات متتالية، لتحصل على جهاز كومبيوتر يساوي سبعمئة دولار نقدا، واشتراك مجاني في شبكة الإنترنت (3 سنوات)، هو موضوع مشروع »كومبيوتر لكل طالب« الذي أطلقته الندوة الاقتصادية في لبنان، الأسبوع الماضي.

»مايكروسوفت«، عملاق صناعة برمجيات الكومبيوتر في العالم، و»سايبيريا« اللبنانية لخدمات الانترنت، و»انتل«، اكبر صانع للرقاقات الالكترونية، اجتمعت بإدارة مجموعة »انترنت فاسيليتيز« Internet Facilities Group. لتدعم كومبيوترا عاديا.

الطلاب والمعرفة و...الاقتصاد

يستهدف المشروع الطلاب بصورة حصرية. ويقدم لهم كومبيوترا بمواصفات عادية، وبسعر يراوح بين 900 و972 دولارا، في حين لا يتعدى ثمنه في السوق راهنا الـ700 دولار.

أسباب المشروع كثيرة. تنطلق من معاناة »المواطن اللبناني، في مختلف مواقعه، سواء في المؤسسات أو الشركات أو على الصعيد الفردي، من ارتفاع كلفة ادوات تكنولوجيا المعلوماتية والإتصالات«. وأشار رئيس »الندوة الاقتصادية« وجيه البزري، الى أن كلفة الاتصالات المتطورة لبنانيا »تعتبر التعرفة الأغلى على مستوى العالم«.

ووصف المشروع بانه فرصة للبنانيين، »لا سيما فئة الطلاب منهم لدخول شبكة الإنترنت العالمية... من أجل مزيد من المعرفة والتواصل والثقافة العامة«. لكن ما هو نوع المعرفة التي تسهلها المبادرة؟ وما هي حصة الثقافة العامة من الموضوع؟ سؤالان لم تتطرق اليهما الندوة.

يعزز المشروع الذي سينفذ مطلع العام الجديد، مكانة الشركات التجارية الكبرى، ذات العلامات المسجلة، في الأسواق المحلية إلى حد كبير. ومن المؤكد أنه سيساهم في رفع مبيعاتها. ويعتبر مشروعا اقتصاديا بحتا. وتضافرت فيه جهود الشركات المعنية مع »وزارة الاقتصاد« لتأمين بدائل عن برامج الكومبيوتر المقرصنة، »التي لا تفيد الدورة الاقتصادية في لبنان«، كما يقول ميشال كلزي، مدير عام مجموعة »انترنت فاسيليتيز«.

الخطوات اللازمة للاستفادة من المبادرة، بسيطة ومباشرة: »يكفي ان يتوجه الطالب إلى واحد من المصارف التي تتعاون معها الشركات، أو أحد مراكز البيع المعتمدة... يقدم أوراقه... ويحصل على الجهاز بثمن مقسط على 3 سنوات«.

جاءت ندوة الإعلان عن المشروع مقتضبة ومباشرة. وأكد فيها ممثلو الشركات المعنية، اي دايفيد رايان من »انتل«، وخليل عبد المسيح من »مايكروسوفت«، وبسام جابر من »سايبيريا«، أهمية »أول مبادرة تتوجه نحو الطلاب والأساتذة في لبنان«.

لكن ما هو الجديد في طرح هذه المبادرة، خصوصا بعد »فشل« أو طي مشروع »كومبيوتر للجميع« (PC 4 (ALL المشابه الذي أطلقته الدولة في وقت سابق؟ وما هي جدوى توجه المشروع إلى فئة الطلاب دون سواهم من أفراد المجتمع اللبناني؟ فالمسألة برمتها محصورة في توفير الإنترنت، من دون أي إضافات أخرى تميز الطلاب عن غيرهم في هذه المعادلة. لا مواقع علمية خاصة بالطلاب، ولا أدلة إلى مراجع علمية أو حتى كتب أو مناشير تتعلق بالشؤون الدراسية.

ولا يختلف الكومبيوتر الذي يسوقه المشروع عن سواه. وبذا، لا يشبه المشروع اللبناني مثلا مشروع »سيمبيوتر« Simputer الذي ظهر في الهند، لتسهيل استخدام الطلاب والفقراء والأميين لعالم المعلـومات.

Thursday, December 9, 2004

كيف ينظر «الآخرون» إلى شبيههم المختلف؟

مهرجان سينمائي في بيروت لتغيير صورة الاعاقة . كيف ينظر « الآخرون » إلى شبيههم المختلف ؟

منال أبو عبس
Al-Hayat (657 كلمة)
تاريخ النشر 09 ديسمبر 2004

يسير ناصر الضرير إلى جانب مصطفى الأعرج في الشارع. يتأبطان ذراعي بعضهما بعضا، وينطلقان في رحلة يستشفان فيها كيف ينظر »الآخرون« إلى المعوق. الآخرون أشخاص في مثل سنهم، يخافون من اللعب معهم، لأن»بيقولوا إنكم بتؤذونا«. هذا مقتطف من فيلم »صوتنا« (01 دقائق) الذي استغرق إنتاجه سبعة اشهر من الجهود المشتركة لمجموعة من الشباب المعوقين وغير المعوقين. ناصر ومصطفى ورفاقهم الكثر يجلسون في مقدم مسرح »سينما استرال« في الحمرا. أمام الجميع ثبتت لافتة كتب عليها »لم يتغير شيء سوى نظرتي... فتغير كل شيء«، عنوان مهرجان الفيلم السينمائي الثاني حول »الإعاقة وحقوق الإنسان« الذي نظمته »شبكة الدمج« و»اتحاد المقعدين اللبنانيين« و»منظمة العفو الدولية« لمناسبة اليوم العالمي للإعاقة.

المهرجان يهدف إلى »مساعدة وسائل الإعلام على ابتكار صورة حقيقية لقضية المعوقين في مواجهة محاولات تجسيدها أو طرحها بصورة خاطئة في المجتمع، تلحق الضرر بالمفهوم العام للأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية وبحقوق الإنسان والمعوقين، والى تسليط الضوء على بعض القضايا التي تواجه ذوي الاحتياجات الإضافية، ونقل صور المفاهيم الراهنة في المجتمع، مركزا على فكرة أن المشكلات المتعددة التي يعانيها الأشخاص ذوو الإحتياجات الإضافية هي نتيجة التمييز الذي يتعرضون له لا الإعاقة بحد ذاتها«.

وتضمن المهرجان في يومه الثاني نشاطات إبداعية شارك فيها الإعلامي طوني بارود، وهدفت إلى بث الوعي المجتمعي لدى الطلاب حول تقبل الإعاقة من باب التنوع في المجتمع بمختلف فئاته. كما قدم عرض راقص لطلاب »مؤسسة الأب روبير للصم«، إلى جانب عرض سبعة أفلام طالبية مشاركة في المسابقة، وتتناول مواضيع حقوق الإنسان والإعاقة.

وفي اليوم الأخير عرضت أفلام: »تكلم« لماثيو بارك (الملكة المتحدة) الذي أنتجته لجنة حقوق الإعاقة، وتدور قصته حول مدير شاب يستيقظ من النوم، فيجد نفسه في عالم تكون الإعاقة فيه هي المعيار. وبما انه غير معوق، عليه تجاوز حواجز جسدية واجتماعية، »اللعب في الشارع« لسمر كنفاني (لبنان): يصور الفيلم أولادا يبتكرون فسحة كي يمارسوا فيها ألعابهم، »رجل الرفقة« لفيليب توماس (فرنسا): لقاء رومانسي في الشارع على إيقاع موسيقى السامبا، »هارفي كرامبيت« لآدم إليوت (أوستراليا): سيرة رجل عادي ملعون وسيئ الحظ، »إيلي فيروز« لسينتيا شقير (لبنان): صوت إيلي درويش يشبه صوت المطربة فيروز، ويصور الفيلم قصة هذا الرجل وحياته بصوت امرأة، »الأحاسيس العمياء« لراينا هايغ (المملكة المتحدة): فيلم تعبيري مؤلف من أجزاء عدة تصور كيف يؤمن الكفيف لنفسه فضاءه الشخصي وينمي إحساسه الفردي به ويحافظ عليه، »حياة مستقلة، الإعاقة في كوسوفو« لآندريا رافيني (إيطاليا): الإعاقة في كوسوفو، الأحكام المسبقة والصعوبات المختلفة والأزمات القائمة بين الإثنيات والتنظيم الاجتماعي، »الإعاقة« للويز مارتن سوسي (فرنسا): قصة إغواء لا يهم ما تقوله فيها بل كيف تقوله، »دليل فنان إلى انفصام الشخصية« لديفيد آمرسون وداميان كلارك (المملكة المتحدة): تكتشف آيدين شينغلر الأبعاد الإبداعية والروحية لانفصام الشخصية، »كما لو أن لا نهاية للجمال« لجيس سلوم (لبنان/ كندا): جزء من عمل قيد الإنجاز يتناول عبد المجيد، لاجئ فلسطيني إلى لبنان منذ العام 8491، يصور مراحل من حياته، »المعجزة« لجورج حمصي (لبنان): تجربة حية مملوءة بالسخرية للحصول على تأشيرة دخول أميركية، إذ يضطر اللبنانيون إلى الذهاب إلى قبرص أو سورية لذلك، »يوم سعيد« لعادل سلام (المغرب): قصة سعيد البالغ من العمر سبعة أعوام، الذي يواجه شتى أنواع سوء المعاملة في مكان عمله.

واختتم المهرجان بتوزيع جوائز مسابقة الأفلام حول حقوق الإنسان والمعوقين. ومنحت جائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان إلى يوري تامر من الجامعة اللبنانية - الأميركية عن فيلمه »اجمل حكاية«، والجائزة الثانية عن أفضل فيلم لحقوق الأشخاص المعوقين لساره حيدر من جامعة القديس يوسف عن فيلمها »طانت هاله«، والجائزة الثالثة لأفضل سكريبت لباتريسيا حنين من الجامعة اللبنانية - الأميركية عن فيلمها »أندر كافر«.

Wednesday, December 8, 2004

نباتات التلة

نباتات التلة

منال أبو عبس
Al-Hayat (387 كلمة)
تاريخ النشر 08 ديسمبر 2004

عام 1982 اخترقت رصاصة «طائشة» شباك منزلي. الشباك يحتل جزءا كبيرا من الحائط. منازل بيروت القديمة عالية السقوف، كبيرة النوافذ. كلمة طائشة أطلقت اثناء الحرب على الرصاصة مجهولة المصدر. مصدر رصاصة بيتي لم يكن مجهولا. امام منزلي تتسمر تلة ترابية ضخمة. التلة كانت مرتعا لأفراد من ميليشيات اطلقت رصاصة طائشة على بيتي. اخترقت الرصاصة جانب النافذة الأيسر. مزقت حافة الكنبة. استقرت في الجانب الأيسر من ظهر اخي الجالس على الأرض.

يستهل دان براون رواية «شيفرة دافنتشي» بمشهد اللحظات التي سبقت قتل القيم على متحف اللوفر في باريس جاك سونيير. احس جاك بالرصاصة تخترق جسده. رسم بالدم على بطنه نجمة خماسية. وخط - بدمه - شيفرة ورموزا تساعد حفيدته في حل لغز مقتله.

هي احدى الليالي العاصفة في بيروت. ومضات البرق تعكس شبح نباتات التلة المهملة على نافذتي. صورة اخي تعلو سريري المطل على التلة. لا أقوى على نزع الرواية من يدي.

الثانية بعد منتصف الليل. لا شيء يعكر صفو نومي العميق. يسير اخي عاريا على التلة. يطارده جاك الهارب من رواية دافنتشي. يتعثر اخي في وحول التلة الضخمة. اسير بتثاقل صوب نافذة غرفتي البعيدة. حديد نافذتي صلب لا يمكن اختراقه. يستنجد اخي العاري بي. يختنق صوتي في حنجرتي فلا اقوى على طلب النجدة. اهلي في عالم آخر يبدو بعيدا عن عالمي. يحلمون بأشياء اخرى، بالتأكيد مختلفة.

يخط اخي على وحول التلة شيئا. هو يطلعني على امر ما على الأرجح. نظرات القائم حادة وشريرة. لا يسعني شيء سوى البكاء والصراخ العاجز. اخي يغرق في وحول التلة، والقائم ينظر إليه بحقد.

صوت الرعد يرجعني من عالم آخر. نور غرفتي ما زال مضاء. لم يسمح لأخي يوما بالصعود الى التلة، تقول امي.

Tuesday, December 7, 2004

واقع علم النفس العربي

موضوع ندوة في معرض بيروت للكتاب . واقع علم النفس العربي بين التراث وتحديات العصر



منال أبو عبس
Al-Hayat (405 كلمة)
تاريخ النشر 07 ديسمبر 2004


في إطار النشاطات الثقافية المترافقة مع »معرض بيروت العربي الدولي للكتاب« الثامن والأربعين، نظمت »دار الفارابي« و»جامعة القدي يوسف« (اليسوعية)، و»المركز العربي للأبحاث النفسية والتحليلية«، في قاعة »بيال«، »مؤتمر المحللين النفسيين العرب: النفس في التراث العربي- حوار ومناقشات«.

قدم للندوة ممثل »دار الفارابي« غازي برو، مشيرا إلى »التعاون المهني النشري القائم بين »الفارابي«، والجامعة اليسوعية والمركز العربي«، مما »أفرز تأسيس مكتبة نفسية تقدم الأعمال التي ينجزها المركز، أو التي يقوم بها أفراد متخصصون«.

وأشار المحلل النفسي عدنان حب الله إلى أن حماية القيم والمقدسات تفترض »رفع الحواجز التي تحول بيننا وبين والمعرفة«. واعتبر حب الله أن »التحليل النفسي مدخل أساسي في هذا المجال، لأنه لا يقتصر فقط على معرفة عملية، إنما يعتمد على منهجية تطاول كل خطاب، على اعتبار أن أي قول أو نص لا يخلو من تفسير ظاهر وتفسير باطن... وهذه تجربة ليست غريبة عن تاريخ حضارتنا... وكانت، في القرن السابع، عملا اساسيا من عوامل تطور الحضارة العربية«.

وتحدث الدكتور والمحلل النفسي خليل احمد خليل عن الجديد في النفس العربية وهو »تجدد النفوس عينها، سواء بالعودة إلى الآباء والجدود (تراث وثقافة)، أم بالانطلاق من النفس العالمة (لكل امرئ ما نوى، أي ما عرف وما قصد أن يعمل. والأعمال بالنيات أي بالإرادات النفسية)«.

واعتبر الطبيب والمحلل النفسي الدكتور عادل عقل أن »دروس التحليل النفسي دعمت سلاح المعرفة في جميع حقول الوجود لنتفهم سيكولوجية الإنسان، مساعدة على الحوار والبحث والتنوير«. وأضاف عقل أن »مبدأ التحليل هو عملية البحث عن الحقيقة، حقيقة الذات، ومقاربة هذه الحقيقة... أما المعالجات النفسية فهي مقاربة المعاناة والآلام الشخصية حيث المساعدة بواسطة العلوم العيادية والاكتشافات الكيميائية«.

كما شارك في الندوة دكتور علم النفس والمحلل النفسي منير شمعون. وتلا الندوة توقيع كتاب »أعمال المؤتمر الأول للمحللين النفسيين العرب المنعقد في بيروت أيار (مايو) 2004».

Monday, December 6, 2004

« مجلة العربي الحر »

موقع « مجلة العربي الحر » الالكتروني يربط أزمان المعرفة عربيا

منال أبو عبس
Al-Hayat (691 كلمة)
تاريخ النشر 06 ديسمبر 2004

أربعة كتب جديدة، مجلدة ونظيفة ترصف فوق بعضها بعضا على يمين شاشة الكومبيوتر. وتقابلها على يسار الشاشة أربعة كتب أخرى، قديمة وشبه مهترئة. وفي الوسط ترتسم عبارة »مجلة العربي الحر«، كأنما هي »جسر« بين معلومات من زمنين مختلفين. وعلى مسافة غير بعيدة من تلك الصورة، ينظر شاب إلى المشهد بتمعن واهتمام.

...ولكن من هم؟

تحتل الصورة صفحة الاستقبال في الموقع الالكتروني لتلك المجلة www.freearabi.com..

وفي الصفحة عينها، جدول يظهر اقسام الموقع: »علوم وطب ورعاية صحية - انترنت وتكنولوجيا. أدب - دراسات اجتماعية - منوعات«. غير انه يغفل معلومات اساسية مثل زمن دورية الصدور. فلا يعرف الزائر أهو بصدد نشرة يومية ام اسبوعية ام فصلية ام سنوية. ولا يفصح الموقع عن هوية القيمين عليه. ولا وجود، مثلا، لرسالة الى الجمهور، من نوع »من نحن« او ما يوازيها، والمألوفة الظهور في صفحات الاستقبال في المواقع المماثلة.

ومع التحية التي يوجهها الموقع إلى »جميع القراء في المهجر والوطن العربي«، تفشل المجلة في التقاط أحد أهم مميزات شبكة الإنترنت: كسر الحواجز بين الأمكنة المختلفة. فالأقرب لمنطق الشبكة الدولية للكومبيوتر ان تختفي كلمة »المهجر« من قاموس الزائر أينما كان موقعه في العالم.

الجولات المصورة هي أول الخدمات المتوافرة. تعطي الصور النادرة لدمشق القديمة، والوحيدة في هذا الحقل، لسورية مركزا مميزا على الموقع. وقد يكون السبب المباشر لذلك هو جنسية مدير تحرير المجلة السوري نزار الزين.

ويحتل الأدب المركز الثاني من اهتمامات هذا الموقع الالكتروني. وتحت عنوان »من كل روض زهرة ومن كل موقع قصة«، تظهر سلسلة مختارات قصصية. طريقتا التبويب والإخراج مبتكرتان، إذ يرد اسم الكاتب. ويليه الموقع. ثم يأتي الرابط Link في خانة منفصلة، لينقل القارئ عبر خطوة بسيطة إلى الموقع الأصلي الذي نشرت فيه القصة للمرة الأولى. وتسهل هذه الطريقة مهمة أصحاب المعرفة السطحية بشبكة الإنترنت في الإطلاع على أقسام مختلفة عبر اتباع خطوات محدودة وسهلة.

وتحتل مؤلفات الزين نفسه حيزا كبيرا من المساحة التي تخصصها المجلة للأدب. وتفرد المجلة مساحات واسعة لأنواع أدبية أخرى، تحت عناوين: »مجموعة قصصية«، و»رواية«، و»كتاب وكاتب«، و»دراسات وترجمات«، و»شعر«، و»نبذة عن شعراء«.

وفضلا عن الأهمية الكبيرة التي توليها المجلة إلى الأدب والأدباء، فإنها تغطي حقولا أخرى. وتنضوي تحت عنوان »إنترنت وتكنولوجيا« مجموعة من البرامج الجديدة في المعلوماتية، اضافة الى مقالات مأخوذة من مواقع أخرى.

وتقدم المجلة معلومات علمية وفيرة في فقرات مثل: »غذاء ودواء«، و»رعاية صحية ونفسية«، و»اكتشافات وبحوث«، و»بيئة وطبيعة«، و»ما وراء كرتنا الزرقاء«، إضافة إلى عدد من الدراسات الاجتماعية والنفسية.

ويشتمل موقع »العربي الحر« على فقرتي »منوعات« و»ثقافة عامة«، اللذين لا تغيب عنهما الفكاهة. ويتضمنان عددا من المواضيع المضحكة. ويقدم الموقع لرواده خدمة الدخول إلى ثلاثة مواقع إخباريه عالمية هي »الجزيرة.نت«، و»سي أن أن بالعربية«، و»بي بي سي بالعربية«.

ويعتبر مدير الموقع من الشخصيات الأدبية في العالم العربي، اذ كتب أول مجموعة قصصية له تحت عنوان »ضحية المجتمع« عام 1949، والثانية »سارة روزنسكي« عام 1979. ويدير راهنا المجلة مع ابنه وسيم من الولايات المتحدة الأميركية عبر شبكة الإنترنت.

Saturday, December 4, 2004

« الكلاشنيكوف » الذي اقتلع عين علي


الصبيان يحبون الآليات العسكرية و« ماتريكس «... و« حرب الشوارع »
 « الكلاشنيكوف » الذي اقتلع عين علي



منال أبو عبس
Al-Hayat (523 كلمة)
تاريخ النشر 04 ديسمبر 2004



صعد علي (ثمانية أعوام) إلى سطح منزله في البقاع. البقاع هو منطقة سهلية في لبنان، يكثر فيها الأطفال. استل بندقية بلاستيكية، هدية العيد، متوعدا رفاقه المرابطين في الشارع. رفاق علي في مثل سنه، تأبط كل منهم سلاحه الجديد، متوجها صوب ساحة الاحتفال أو المعركة. السيف البلاستيكي كان السلاح الأقل انتشارا في معركة الأطفال هذه، نظرا إلى عدم أهليته في الحرب العصرية. اكتفى محمد (سبعة أعوام) بحراسة محيط الشجرة، بعدما وعده رفاقه بإشراكه في »حرب الشوارع« المقبلة حيث يكون سيفه اكثر فاعلية في قتل الأعداء.

الكلاشنيكوف الأسود المزود بكيس من رصاص »الخرز« (طلقات صغيرة مستديرة الشكل)، يطغى على المكان. الأهل يعرفون خطورة هذه اللعبة، خصوصا أن إحدى بلديات المنطقة منعت بيع ما وصف بـ»الألعاب الخطيرة« منذ عامين، قبل أن تتركه مباحا العام الحالي. عبأ الرفاق بنادقهم بالذخيرة المطلوبة، معلنين بدء الحرب. انتهت الجولة الأولى برصاصة بلاستيكية أفقدت علي إحدى عينيه.

الألعاب الخطيرة أو الأسلحة المؤذية هي بالضبط ما تذخر به محال الألعاب الكبرى في لبنان. والسبب أن »الطلب يتركز على المسدسات، البنادق، ومجسمات سيارات الجيش والدبابات«، يقول البائع في أحد المخازن. ويشير إلى رف صغير تحت لافتة »علم طفلك الإبداع« يحوي صورا ودفاتر وألوانا وعجينة ملونة، معلنا أن الأهالي أنفسهم لا يسألون عما »ينمي ذكاء أطفالهم، وقلما تهمهم الطريقة التي يعبرون بها عن أنفسهم«.

في الركن الرئيسي من صالة العرض، وقف الأب مذهولا مما تفوه به ابنه للتو. »دبابة« كانت الكلمة الثالثة التي يتلفظ بها الصغير بعد »ماما« و»بابا« مشيرا الى آلة عسكرية صغيرة تعمل على البطارية، وتخرج أصوات إطلاق نار وقذائف وتحرك مقدمتها يمينا ويسارا. الطفل هو الثالث في الترتيب العائلي، و»تقليد أخويه الكبيرين مرحلة أساسية يمر بها تطوره العقلي«، يقول الوالد فرحا بنمو الصغير الذي بدأ يستخدم حواسه للتعبير عما يريد.

ينفصل المتجر الكبير إلى ركنين رئيسين. الأول يزخر برسوم الرجل العنكبوت، »سوبر مان«، »ماتريكس« وغيرها من الألعاب »الذكرية« الطابع، والثاني يغلب عليه لون الزهر الأنثوي، صور »باربي« العملاقة، الجميلة النائمة، علب الماكياج وأدوات المطبخ. الركنان متجاوران، لكن كثافة الحضور تتركز في القسم المخصص للفتيات لافت للنظر«. لم تعد الصغيرات يرضين بما تختاره لهن أمهاتهن. اكثر ما يثير إعجاب الفتيات هو الأسلحة والجنود، خلافا للمألوف«، يقول العامل ساخرا مما سماه جيل »نساء حديديات« مرتقب في الأعوام المقبلة.

الى جانب خطورة أنواع معينة من الألعاب على الصغار، تجدر الإشارة إلى أن نوعية هذه الألعاب البلاستيكية المستوردة في الأغلب تبقى مثار شك. »تكفي أن تقترب الدمية حتى تفوح منها رائحة مواد كيماوية«، تؤكد إحدى الأمهات محاولة إقناع ابنها شراء دراجة هوائية يقودها في قريته أثناء العـطلة.