Wednesday, August 24, 2005

التفجيرات « السياحية »

التحقيق « يهتم » بـ 3 أشخاص شوهدوا في المكان . التفجيرات « السياحية » تعود من منطقة الزلقا

منال أبو عبس
Al-Hayat (635 كلمة)
تاريخ النشر 24 أغسطس 2005



لم تمر ذكرى الشهر الأول على »تفجير مونو« (في الأشرفية) مرور الكرام. عند العاشرة والنصف مساء أول من أمس، انضمت عبارة »تفجير الزلقا« إلى قائمة التفجيرات »السياحية« التي ضربت لبنان على مدى الأشهر الستة الماضية.

وقد لا يلقى السؤال عن سبب »امتناع« المسؤولين (عدا اثنين من معارضي السلطة الحالية) عن زيارة موقع »تفجير الزلقا« ساعة الحادثة إجابة كافية. فتوقيت الانفجار الأحدث، لم يسمح ربما بإعطاء الأولوية في الأخبار إلى عودة دوامة العنف »السياحي«، ذلك ان الأخبار السمينة كثيرة، منها: »الكشف عن ألف ومئة كيلوغرام من المتفجرات شمال لبنان« و«رفض رئيس الجمهورية اميل لحود التوقيع على مرسوم التعيينات« و»احتدام السجال بين النائب انطوان اندراوس ولحود«... وأهمها: »الاشتباك على الحدود اللبنانية - السورية«. كما أن مخزون تصريحات السياسيين في التفجيرات السابقة مرتفع، وهو يشفع لهم غيابهم هذه المرة!

لكن، بعيدا من التصريحات المتسارعة إلى التنديد وتحميل المسؤولية لأجهزة أمنية »بائدة« أو »سائدة«، كيف تكون الحال في صباح اليوم التالي للانفجار؟

لا شيء مما كان في محيط فندق »بروموناد« و«سنتر موسى«، فمقهى »ستاربكس«، يشبه ما كان عليه قبل العاشرة. المنطقة تجارية تقوم ديكوراتها على الزجاج، وهذا الأخير تحول بقوة التفجير إلى ما يشبه حبات الحصى تنذر عمال التنظيف الكثر (سوكلين) بيوم شاق. »الأضرار المادية جسيمة«، هذا ما يؤكده صاحب أحد المحلات الواقعة خلف طوق أمني رسمه شريط أحمر وأبيض (في التفجيرات السابقة جميعها كان الشريط أصفر) ضربه الأمنيون حول المكان.

من خارج الطوق الذي لم يمتد ليشمل الشارع العام كما جرت العادة، تسهل مشاهدة نقطة الانفجار. في الأرض فجوة كبيرة، فـ »العبوة وضعت على سطح موقف السيارات الخاص بالفندق، والى جانب إحدى البنايات المستعملة كمكاتب، مما أدى إلى فتح ثغرة في الأرض، واثنتين في الطابقين الأرضي والثالث«. وعلى بعد خطوات عدة يهرع شرطي ليصرف رجلا اجتاز الطوق الأمني ركضا. الرجل صاحب أحد المحلات المتضررة، جاء محاولا نقل ما سلم من منحوتات في المحل.

الفندق الذي دخله الرجل يكسو باحته الفسيحة دمار ضخم. السلم الإلكتروني معطل ورجال قوى الأمن الداخلي يطلون بأسلحتهم من على شرفاته. فيما حضر الموظفون للمساهمة في إعادة تأهيل الفندق، بعدما أخلي من رواده خلال الليل.

وبحث مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد مع قادة الأجهزة الأمنية المعلومات التي توافرت حول عملية التفجير الذي أوقع خمسة جرحى (غادروا المستشفيات). وأفادت مصادر مطلعة بأن العبوة كانت موضوعة في حقيبة، وتزن بين 20 و25 كيلوغراما من مادة »تي ان تي« وتنفجر وفق ساعة موقوتة. وأشارت المصادر إلى أن فهد كلف آمر فصيلة الجديدة التأكد من صحة معلومات اعلامية عن رؤية شهود ثلاثة أشخاص توقفوا قرب المبنى المستهدف وكانوا يحملون حقيبة، ثم دخلوا إلى المبنى وعادوا من دون الحقيبة، مؤكدة أن »هذه المعلومات لم تتوافر لدى المحققين وأن الاتصال الذي تلقته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على الرقم 112 حول الاشتباه بحركة ما في المنطقة لم يذكر هذا الأمر«.

ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان - باتيست ماتيي عملية التفجير بـ »العمل الاجرامي«. وامل ان يتم كشف كل ملابسات هذا العمل الاجرامي. ونذكر بتمسكنا باستقرار لبنان في هذه المرحلة«.

No comments:

Post a Comment