Wednesday, September 22, 2004

أول مجلة سمعية - بصرية في الشرق الأوسط

أول مجلة سمعية - بصرية في الشرق الأوسط . حين تطل ديانا الجميلة من تلفزيونك الشخصي


منال أبو عبس
Al-Hayat (581 كلمة)
تاريخ النشر 22 سبتمبر 2004


«تسحب تلفزيونك من جيبك! تشاهد ما يحلو لك... وما يستهويك! تنهل منه معلومات معززة بالصوت والصورة! بل تؤرشفها وتستخدمها في دراساتك وأبحاثك! انه تلفزيونك الشخصي... تحت تصرفك! أينما شئت، وحيثما شئت وكيفما شئت!»، كان هذا قسما من رسالة رئيس تحرير مجلة I MAG اللبنانية عبدالله ذبيان إلى مشاهدي العدد الأول منها.

كلمة «مشاهدين» هنا لم ترد من طريق الخطأ، حتى وان كنا نتحدث عن مجلة ظهر العدد الأول منها الشهر الجاري. فـI MAG (Interactive Magazine) هي أول مجلة سمعية - بصرية في لبنان والشرق الأوسط، وهي شهرية توزع على أقراص مدمجة CD وأقراص متعددة الاستخدامات DVD، والفارق بين النوعين يتجسد في حجم الصور الذي يكون أعلى في النوع الثاني.

تطل ديانا من شباك صغير على يمين الشاشة. وديانا عشرينية تملك مقومات الظهور على الشاشة الصغيرة. تتحدث عن المجلة التي «تطل عليكم بعد جهود كبيرة لفريق عمل كامل من صحافيين، تقنيين، مخرجين، مصورين، مندوبين، لتكون بمثابة اختبار وتحد للانطلاق عبر عالم جديد من الإعلام والصحافة». وتحتها مباشرة يمكن مطالعة كلمة رئيس التحرير مكتوبة.

ديانا وحدها تظهر في مقاطع متفرقة من المجلة. يغيب الصحافيون الذين اجروا المقابلات عن الشاشة، لتقدم عنهم المذيعة الحسناء نبذة عن الموضوع التالي، باللبنانية العامية. تملك ديانا مقومات المذيعة «الناجحة»، هذا بالتأكيد استغله القيمون على المجلة لإيلائها بالتحديد مهمة ربط الفقرات وتقديمها، فيما غيب صحافيو التحقيقات والمقابلات لأسباب قد تكون واضحة.

تصفح المجلة من الأمور السهلة نسبيا (لمواكبي لغة العصر الالكترونية). فهرس على يمين الشاشة، وعناوين تشبه تلك التي في المجلات الورقية: مقابلات، أعمال، رياضة، تسلية...

نانسي عجرم كانت نجمة غلاف العدد الأول. استهلت المقابلة بفيديو كليب «آه ونص». الصورة المتحركة نقطة لمصلحة الإعلام المرئي، استفادت منها المجلة الجديدة. والمطربة صباح كان لها نصيب أيضا.

و«للجمال حصة كبيرة عندنا، خصوصا إذا كانت الملكة نادين نجيم»، تقول ديانا في مقدمة موضوع آخر. المقدمة ترد كما لو في مقابلة تلفزيونية. المقابلة التلفزيونية تغفر عادة للمقدمة أخطاء كالتعميم والإبهام. فالمشاهد لن يوقف مقابلة تلفزيونية ليسأل ديانا أسئلة مثل: «ما هو حجم الحصة التي توليها المجلة إلى الجمال بالضبط؟ وما الذي دفع المقدمة إلى تخصيص نجيم بالتحديد؟».

الأخبار الصغيرة لم تغب بدورها عن المجلة. إذ يحتل شريط الأخبار كما في المحطات التلفزيونية، اسفل الشاشة متجها من يسارها إلى يمينها، مزودا المشاهد اخبارا متنوعة. الإعلانات عنصر آخر يبرز في المجلة من خلال شريط سفلي آخر، ودعايات مصورة تبث قبل الفقرات وخلالها.

ومن ابرز مواضيع العدد، تحقيق عن الحال الاقتصادية، وآخر عن الزواج المدني. ولم تغفل المجلة تقديم فقرة خاصة بالأبراج، وفقرة أخرى تحت عنوان «تسجيلات مضحكة»، إضافة إلى أحداث الشهر وموضة وجمال.

Monday, September 20, 2004

«تاريخ تطور الكومبيوتر والانترنت»


« تاريخ تطور الكومبيوتر والانترنت » تدعمه السهولة وأناقة الصفحات


منال أبو عبس
Al-Hayat (534 كلمة)
تاريخ النشر 20 سبتمبر 2004



«الإنترنت مرآة المجتمع، تعكس حقيقته، فإذا لم يعجبنا ما نرى، علينا العمل على إصلاح أنفسنا... وليس المرآة!»، بهذه العبارة يستهل الدكتور فينت سيرف أحد مؤسسي شبكة الإنترنت، تقديم كتاب «تاريخ تطور الكومبيوتر والإنترنت» لريشارد حايك. وصدر هذه السنة عن «الدار العربية للعلوم».

ويعرف الكتاب عن نفسه بأنه «أول مرجع متخصص باللغة العربية يشرح بالصور وفي شكل تسلسلي أهم المراحل التي مر بها تطور الكومبيوتر والإنترنت حتى مشارف القرن الحادي والعشرين.

ويمثل مشروعا تثقيفيا يهدف إلى نشر المعرفة في المجتمعات العربية، وذلك من خلال تقديم محتوى عربي يؤرخ لأهم الأحداث التي مرت بها ثورة المعلوماتية في القرن الماضي»، كما ذكر على غلافه الخارجي.

ويعتمد الكتاب التسلسل الزمني في ذكر المراحل التي مر بها تطور الكومبيوتر بدءا من فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، مرورا بولادة الجيل الأول للكومبيوتر (1940 - 1954) الذي اعتمد على الانابيب المفرغة، ثم الجيل الثاني (1955 - 1963) الذي تشكل من الترانزيستورات، فالثالث 1964 - 1970 الذي ولد مع صنع الدارة المدمجة وولادة الشبكات الرقمية، والرابع (1970- 1980) المرتكز الى الرقاقات الإلكترونية، وأخيرا الجيل الخامس (1981) الذي ابتدأ مع الكومبيوتر الشخصي «بي سي» وولادة شبكة الإنترنت.

ويسجل الكتاب مجموعة من التفاصيل التي رافقت تطور الكومبيوتر، مثل اختراع أول حاسوب مبرمج عام 1943 تحت اسم «كولوسوس»، إلى ولادة أول كومبيوتر رقمي عام 1946 تحت اسم «اينياك» على يد جون موكلي وبراسبر ايكرت مرورا بالعام 1949 وولادة أول كومبيوتر ببرنامج مخزون، بعدما نجح موريس ويلكس في صنع جهاز «ادساك» الذي يستطيع خزن البرامج في الذاكرة، وصولا إلى صنع أول نظام إلكتروني للمعلومات، واستخدام الكومبيوتر في التنبؤات السياسية.

ويتطرق إلى ولادة حقبة الفضاء الإلكتروني في الاتحاد السوفياتي، وولادة وكالة مشروع الأبحاث المتطورة في الولايات المتحدة الأميركية «أربا»، وانتهاء جون باخوس من وضع برنامج «فورتران» تحت تصرف شركة «آي بي سي».

كما يفصل الكتاب الظروف التي أدت إلى اختراع أول مودم تجاري وأول روبوت إلكتروني صناعي، إضافة إلى الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وولادة الكومبيوتر الشخصي وشركات مايكروسوفت، وأبل، واوراكل، وصولا إلى ولادة الإنترنت رسميا عام 1984، «بفضل اجتماع أربع شبكات اتصال هي اربانت ويوزنت وبيتنت وسي أس نت».

ويتضمن الكتاب الكثير من صور الآلات والشخصيات المؤثرة في تطور الكومبيوتر والإنترنت، التي تتحول تدريجا من سود وبيض إلى ملونة في دلالة إلى حداثة الاكتشافات أو قدمها. وتساهم الكادرات التي تحتل مساحات كبيرة من الكتاب في تفسـير ما قد يبدو مبـهـما للقـارئ العـادي.

Saturday, September 18, 2004

«الفلسطيني ما عندو هالحركات»!

القبلة أغضبت الأم فقالت :« الفلسطيني ما عندو هالحركات »! . « باب الشمس » أمام سكان « شاتيلا » في ذكرى المجزرة

منال أبو عبس
Al-Hayat (932 كلمة)
تاريخ النشر 18 سبتمبر 2004


«عيب... استحوا... إحنا رايحين نحكي عن فلسطين ولا عن أميركا»، تقول الأم الفلسطينية. تنتفض من مقعدها. وتغادر المكان مستنكرة مشهد القبلة في فيلم «باب الشمس». وفيلم يسري نصر الله، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب الياس خوري، عرض في المدفن الجماعي لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت، مساء أول من أمس، أي 22 سنة بالضبط بعد وقوع المجزرة... ما يعطي أهمية استثنائية لمبادرة السينمائي المصري الذي حضر العرض برفقة عدد من ممثليه. والجدير بالذكر أن احداث الفيلم (ورواية خوري الذي شارك المخرج والسينمائي محمد سويد في كتابة السيناريو) تنطلق من هذا المكان، وبعض المشاهد صورت فعلا في المخيم.

الأم الفلسطينية التي أغضبتها القبلة، تقطن في مكان يبدو قريبا من المدفن. ما ان شاهدت الكراسي البيض ترصف فوق الساحة الجرداء، حتى ارتدت العباءة السوداء والمنديل الأبيض. تأبطت ذراع جارتها. واحتلت قبل العرض بساعة ونصف، مكانا في مقدمة الحضور.

الأم الفلسطينية كانت صغيرة حين ارتكبت المجزرة. كانت تقيم في أحد مخيمات البقاع. لكنها تعرف تفاصيل صغيرة ودقيقة عنها، ترويها لأحفادها بين حين وآخر. أولادها بدورهم لا يعرفون عن فلسطين إلا صورا قليلة في الذاكرة وروايات كثيرة من «الحاجات» الفلسطينيات.

«قالوا لي ما تتفرجي.. ما بقدر... بدي أشوف شو عم يصير بالدنيا»... حاول الأبناء تجنيب أمهم حضور الفيلم. كانوا يخشون رد فعلها على قسوة المشاهد التي تطالعنا عادة في كل ما يصور عن فلسطين. أولاد الحاجة الذين استنكروا قدومها، هم أنفسهم حثوا أطفالهم على مشاهدة الفيلم، كي «يتعرفوا الى تاريخهم، الى معاناة عمرها عقود».

هناك، خارج المدفن، علقت لافتة وحيدة تعلن عن الفيلم، وثلاث صور تختصر المعاناة. صور المجزرة عنصر أساسي في هذا المكان، صور امرأة تتفحص جثامين منتفخة، تشد شعرها وقد سقط عنه المنديل. في الصورة المعلقة لا تقول المرأة شيئا. تترك للناظرين حرية التخمين. حرية أن يعودوا بالذاكرة إلى 17 أيلول (سبتمبر) 1982، فيسمعوها تردد «الله اكبر يا عرب». الصورة قوية، تلفت انتباه بضعة صحافيين أجانب أتوا لمشاهدة الفيلم. ينظرون إليها مرارا ويصورونها. تغطي وجوههم تعابير حزن يبدو صادقا، يداعبون الأطفال الفلسطينيين قليلا ويجلسون في انتظار العرض.

«فردية» المعاناة

«في الفيلم سنرى الفلسطيني يعيش قصة حب، للمرة الأولى نراه بمعزل عن قضيته»، يقول المخرج يسري نصر الله محاولا تسليط الضوء على البعد «الفردي» لمعاناة شخصيته الأساسية. ويغيب نصرالله الرموز والشعارات عن فيلمه. هو يريد لفلسطينيي فيلمه ألا يكونوا الضحية، بل ان يكونوا أناسا عاديين. يقطع الحديث مع المخرج مرور شاب ثلاثيني، يرتدي كوفية فلسطينية، وسترة من قماش الكوفية نفسه، فيما تتدلى من عنقه أيقونة عليها علم فلسطين.

الأيقونة على صدر الشاب تلمع. على عكس العلم المهترئ المعلق فوق بوابة المدفن. الشاب الغاطس في الرموز حتى أخمص قدميه، ليس بالضبط من صوره المخرج في فيلمه. ولكن، هل فعلا يمكننا النظر إلى الفلسطيني بمعزل عن القضية؟

في زاوية أخرى من المدفن، تنتفض أم حسن عن كرسيها. تومئ بإصرار إلى مصور أجنبي، يتقدم نحوها بسرعة. تحضنه بشدة فيقبلها على جبينها. أم حسن عجوز فلسطينية عايشت التهجير. المصور غربي أجرى عنها ريبورتاجا صحافيا. المصور لم ير في أم حسن غير قضيتها.

عند السابعة والنصف يبدأ الفيلم. المشهد الأول منه يتضمن قبلة حميمة. تدير الأم الفلسطينية وجارتها رأسيهما ناحية شجرة الزيتون الوحيدة وسط المكان. يطلق الشبان صفارات التأييد للبطل، فيما يكتفي الرجال بنظرة وقورة تحد من البلبلة التي تسود المكان. لا يدوم المشهد طويلا، لتنتقل الكاميرا إلى صور من فلسطين قبل نكبة 1948.

«إذا تركت الكرسي بعد مرة ورحت لبرا بدبحك»، يقول الوالد لإبنه (5 سنوات). الوالد يريد لإبنه أن يتعرف الى تفاصيل المعاناة. «الحرب»، «التهجير»، «الشتات» و«العودة»، عبارات سمعها الولد كثيرا، ويعتقد الوالد انه سيراها في كل مشهد من الفيلم. «يا ريت بقينا هناك ومتنا بأرضنا»، يعترف الوالد على مسمع الصغير.

في المدفن الجماعي جلس عشرات الفلسطينيين يتابعون الجزء الأول فقط من فيلم يسري نصرالله، ومدته ساعتان ونصف الساعة. فيلم ملحمي الإيقاع يحكي قصتهم. يشاهدون صورا تشبه كلا منهم. يشاهدون تهجيرهم، هربهم إلى لبنان وعيشهم في المخيمات...

وحدها صورة الشاب يقبل بطن زوجته الحامل أغضبت الأم الفلسطينية. هي تعتبر أن «الفلسطيني ما عنده هالحركات»، وان الفدائي والمهجر والمقاتل، لا يحيا لهدف آخر غير القضية. ترفض متابعة فصل آخر من فصول الفيلم الذي يروي جانبا آخر من مأساة الفلسطينيين. ترفض مشاهد تحل فيها القبلة مكان الدم والدمار. هي أم فلسطينية ترفض أن تصور فلسطين بغير الصورة المحفورة في ذاكرتها. ترفض أن تمنح أجيالا بكاملها نعمة الحياة والحب لهدف آخر غير الموت في سبيل القضية.

Tuesday, September 14, 2004

بين مؤيد للتمديد ورافض له

بين مؤيد للتمديد ورافض له ... شباب لبنان « يتحاورون » باللافتة والصورة

منال أبو عبس
Al-Hayat (1,093 كلمة)
تاريخ النشر 14 سبتمبر 2004


في السابع من أيلول (سبتمبر) 2004، ورد خبر في بعض الصحف اللبنانية، وفيه: «شوهد شخص من آل الحلاق ينزع صور رئيس الجمهورية اميل لحود عن الجدار الخارجي لمنزله في زقاق البلاط، فأبلغت العناصر الأمنية فحضرت دورية منها وأوقفته. وبالتوسع في التحقيق أفاد أنـه ابلــغ العناصر الأمنية نيتــه نــزع الصـــور عــن الجدار لأنه طلي حديثا فأذنت له، مشيرا إلى انه يعلق صورة لحود في منزله. وبمراجعة المحامي العام الاستئنافي المناوب في بيروت جون القزي أمــر بتركه بسند إقامة».

الخبر السابق يسلط الضوء على مظاهر دخلت حديثا على الحياة السياسية في لبنان. مظاهر جديدة من نوعها تجلت علــى الحيطــان في صور ترفع أو تنزع تعبيرا عن رأي المواطنين في تعديل للدستور ظنوا انه حدث قبل سنوات عدة، لمرة واحدة واستثنائية.

في الثالث من أيلول 2004، صوت 96 نائبا في البرلمان اللبناني لمصلحة تعديل المادة 49 من الدستور، في مقابل 29 نائبا صوتوا ضد التعديل. المادة المعدلة تتيح تمديد ولاية رئيس الجمهورية الحالي لثلاث سنوات إضافية. إذا، فالخطوة تندرج في صميم الحياة السياسية التي يفاخر اللبنانيون عموما، وشبابهم خصوصا، بديموقراطية ممارستها في بلادهم.

في اليوم نفسه انطلق عشرات الشبان اللبنانيين من تيارات مختلفة (يساريون، عونيون، ومستقلون) إلى منطقة وسط بيروت على بعد عشرات الأمتار من مكان عقد جلسة مجلس النواب وعبروا عن رفضهم تعديل الدستور، وبالتالي رفضهم التمديد لرئيس الجمهورية الحالي.

في الثاني من أيلول 2004، انتشرت الصور واللافتات المؤيدة للحود والمطالبة ببقائه في الحكم. اللافتات التي حمل معظمها توقيع بلديات مناطق متفرقة من لبنان، اعتبرت أن «الهجمة الأميركية الفرنسية خير دليل على صوابية قرار التمديد»، وان لحود هو «رجل لكل الوطن»، و«رجل لكل المهمات».

شباب لبنانيون كثيرون عبروا عن رأيهم في حدث أكدوا تأثيره - سلبا أو إيجابا - في حياتهم ومعيشتهم في لبنان. منهم من اعتبر لحود أمل الخلاص الوحيد من بؤرة الفساد التي تتخبط فيها المنطقة، ومنهم من اعتبره امتدادا لنظام عسكري يحكم البلاد من خلال الأجهزة.

شباب لبنان، كيف ينظرون إلى الحياة السياسية في الوضع الحالي؟ وما هو رأيهم في التمديد وتعديل الدستور؟

نزيه (طالب ومنسق في حركة اليسار الديموقراطي)، شاب لبناني في أوائل العشرينات من العمر. عند التطرق إلى الشؤون السياسية يتحدث نزيه بصيغة الجمع، أي باسم رفاقه الذين يتحرك إلى جانبهم كلما استدعت الحاجة.

نزيه كان أحد منظمي التحرك الأخير الذي تزامن مع عقد جلسة مجلس النواب، «تحركنا بدافع الحماسة السياسية». هذه الحماسة نفسها يقر نزيه انها «لن تقدم أو تؤخر في الوضع الحالي». إلا أن المشاركين أرادوها أن تكون «مجرد حركة اعتراضية رمزية، حدادا على ما تبقى من الديموقراطية والسيادة». رفاق نزيه في الحركة يستفيضون فـي الحديــث عن «عسكرة النظام»، «الوصاية السورية على لبنان»، و«تعديل الدستور لمصلحة فرد». يتحدثــون عــن ممارســات قديمـة جديدة تحد من حريتهم. «اللبنانيون اصبحوا على قناعة بأن التغيير يأتي من الخارج. هذا ما دفع الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب إلى الجلوس في منازلهم والاكتفاء بالتفرج»، يقول نزيه مستشهدا بأحداث 27 أيار (مايو) الماضي التي قضى على أثرها 7 متظاهرين والتي «أخافت الناس، فصاروا يخافون التعبير عن رأيهم، لأن ما حدا مستغني عن حياته».

حركة اليسار تعارض تعديل الدستور، كذلك التيار الوطني الحر (التابع للعماد ميشال عون)، بعض الأحزاب الأخرى ومستقلون. لكن، وكالعادة، سلك كل منهم طريقا خاصا يعبر به عن رفضه للأمر، ما اضعف من قوة التحرك والاعتراض. ففي حين انطلق العونيون في تظاهرات سيارة محتفلين بقرار مجلس الأمن رقم 1559، افترش عشرات الطلاب من تيارات أخرى، بملابس سود، حديقة تمثال الشهداء في وسط بيروت.

«ما يهمنا الآن هو ان يطبق قرار مجلس الأمن»، يقول شادي، متظاهر آخر ضد التمديد. ينتقد الصور التي ألصقت بين ليلة وضحاها على جدران بيروت، والمفرقعات التي حصلت ليلة التصويت على تعديل الدستور.

«المفرقعات تطلق عادة تعبيرا عن الفرح. في تلك الليلة لم يكن أي من الموجودين في ساحة النجمة مبتسما»، يوضح نافيا أن تكون اللافتات المرفوعة وضعها أشخاص من عامة الشعب: «اللافتات كلها كتبت بالخط نفسه، الاختلاف الوحيد كان في الأسماء، والمضمون المبالغ فيه». يتذكر ليلة عدل الدستور لحظة بلحظة، «في واحدة من تلك اللحظات، حسمت أمري بمغادرة لبنان، لخمس سنوات قابلة للتمديد إذا لم يتغير الوضع».

في زاوية أخرى، وبالقوة نفسها التي يدافع بها نزيه وشادي عن رأييهما، يتمسك شبان وشابات آخرون، بخيار التمديد. يعتبرون أن تعديل الدستور هو الرد الأمثل على الضغوط العالمية على العالم العربي، والدليل الملموس على تماسك العرب ووحدتهم.

علي، مواطن عادي يؤيد إحدى الجماعات الإسلامية في بيروت. عاش الحرب الأهلية وتبعاتها في لبنان. يجد فــي الرئيــس الحالــي «المناصر الأول والداعم الأمثل للقضايا العربية». يستشهد باللافتات التي تتقاسمها شوارع بيروت، والتي شارك نفسه في رفع عدد منها. «وضع المنطقة حاليا لا يحتمل المزيد من التجاذبات»، تكون حجته لتأييد التعديل. و«رئيس يشهد له العالم بمواقفه الداعمة للمقاومة»، يكون سبب تأييده الأول للرئيس لحود. لا يبدو علي متفائلا في الحديث عن الوضع الإقليمي الراهن، غير انه يعتبر أن «أميركا تحاول بشتى السبل خلق ثغرات في العلاقات العربية - العربية»، متهما المطالبين بانتخاب رئيس جديد للبلاد بالعمالة لأميركا.

علي يبدو متفائلا بقرار التمديد للحود، غير أنه في مكان آخر من حديثه يؤكد انه ينتظر تأشيرة الهجرة إلى كندا. أما سبب قراره، فليس حتما قرار التمديد لرئيس الجمهورية، إنما «الوضع الاقتصادي الصعب وسياسة رئيس الحكومة!».

Monday, September 13, 2004

anti crise

حضور كثيف لفرق شابة في مهرجان بيروت « بلا تأزيم »

منال أبو عبس
Al-Hayat (544 كلمة)
تاريخ النشر 13 سبتمبر 2004


يختتم اليوم مهرجان «بلا تأزيم» anti crise الموسيقي الذي تنظمه مجموعة «إن كونسرت» في «زيكو هاوس» (بيت زيكو) في بيروت، لأربع ليال متتالية.

ويستضيف المهرجان فرقا موسيقية شبابية، لبنانية وعالمية، تقدم موسيقى تجريبية وعزفا ارتجاليا. وتتراوح الأجواء بين الهادئة والصاخبة في حفلات تمتد إلى ما بعد منتصف الليل.

عند الثامنة النصف من مساء الجمعة الماضي، استنفرت الطوابق الثلاثة للمبنى الأصفر القديم، وتحولت حديقة باحته الخلفية إلى مسرح ومدرج. وتحول الطابق الثاني إلى قاعة لمعرض فوتوغرافي يقيمه المصور حسام مشيمش، فانتشرت على الجدران 13 صورة تعكس الأجواء الفنية خلال حفلات كانت نظمتها «إن كونسرت» الموسم الماضي، فيما استخدمت الطوابق الأخرى لإقامة الفرق الأجنبية.

في الإفتتاح قدم فريق gros bras اللبناني مزيجا من موسيقى الجاز والموسيقى اللاتينية والأفريقية والتانغو والرومبا والكونغو من دون إغفال بعض المقاطع الشرقية. وافلح الشبان الخمسة الموزعون على آلات النقر، الباس، الكي بورد والساكسوفون في كسب إعجاب الجمهور الذي تفاعل معهم في شكل لافت.

ومع عزف فهد حوا المنفرد على آلة الكمنجة انتقل الحاضرون إلى الطابق الثاني من المبنى لضمان الحميمية التي يتطلبها العرض. ليعودوا بعدها إلى الحديقة مع فريق vetusta morla (مورلا العجوز) الإسباني. وخلال الدقائق الأولى من العرض كسر الفريق حاجز اختلاف الثقافة واللغة بين الجمهور والفرقة، بفضل خفة دم العازفين الذين مازحوا الجمهور بعبارات إنكليزية غير سليمة. وتتألف الفرقة من شبان ستة احترفوا الفن حديثا واصدروا «سي دي».

واستضاف المهرجان مساء اول من امس، مازن كرباج وفرقة مسرح العرب من لبنان، وفريق uniwave من كندا. أما مساء امس الأحد فشاركت فرقتا eskisse وwassim (لبنان)، ceasar (لبنان)، علاء (الأردن)، وmo lu (بريطانيا).

ويستضيف المهرجان مساء اليوم، كلود شلهوب، وperformance a4 من لبنان، فيما ألغيت حفلة familha artus الفرنسية لأسباب مادية. وعلى رغم أن الحفلات غير مجانية يؤكد المنظمون كثافة الحضور.

وكان المنظمون انطلقوا من الأزمات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي يغرق فيها مجتمعنا، ليتيحوا للأفراد فرصة كسر جدار هذه الأزمات من خلال الموسيقى. وتعتبر المنظمة سمر كعدي أن «المهم ليس الاحتفال الموسيقي أو المهرجان بحد ذاته. المهم أن استخدم كل ما هو تحت تصرفي لأعبر عما يهمني ولأعبر عن فكرة محددة. وأن أرى في الاحتفال الموسيقي مادة خلق تعمل لخدمة الإبداع والابتكار».

وكانت «إن كونسرت» بدأت عام 2001 عبر احتفال موسيقي قدمته مجموعة مبتدئة. وفي عام 2002 اصبح لدى «إن كونسرت» مهمة أساسية واهداف ومشروع على المدى الطويل.

Saturday, September 4, 2004

«قافلة»

حملت الأفلام إلى الجهات النائية .« قافلة » السينما حطت رحالها في بيروت

منال أبو عبس
Al-Hayat (308 كلمة)
تاريخ النشر 04 سبتمبر 2004

تحولت أدراج الحمامات الرومانية الأثرية في بيروت أول من أمس، إلى سينما في الهواء الطلق، وذلك في اختتام عروض «سينما بتدور» التي نظمتها البعثة الفرنسية للخدمات السمعية - البصرية في لبنان الشهر الماضي. عند الثامنة والنصف مساء، اعتلى الأدراج شبان وشابات لبنانيون ومشاهدون أجانب، مقابل الشاشة العملاقة، لحضور الفيلم الأخير في سلسلة العروض المجانية التي أقيمت في لبنان للسنة الرابعة على التوالي. وعلى مدى 85 دقيقة، تابع المشاهدون فيلم «تي توا» مع جان رينو وجيرار ديبارديو. وتدور قصة الفيلم الكوميدي حول روبي الذي يسعى إلى الانتقام من الرجل الذي قتل حبيبته، وكوينتان البسيط الذي لا يملك من الذكاء إلا ما يكفيه لكثير من اللطف والحماقة في آن. تشاء الصدف أن يلتقي الرجلان، فتبدأ سلسة من المشاهد الكوميدية المضحكة. وفي ختام العرض وزع المنظمون قبعات وسترات وأقلاما على الحاضرين.

وتضمنت عروض «سينما بتدور» أربعة أفلام أخرى هي: «بون فواج»، من تمثيل إيزابيل ادجاني، جيرار ديبارديو، غريغوري ديرانجير، فيرجيني لودويان، إيفان أتال، وبيتر كويوت. و«أبري فو»، من تمثيل دانيال اوتوي، جوزي غارسيا، ساندرين كيبرلان وماريلين كانتو. وفيلم الرسوم المتحركة «الكلب، الجنرال والعصافير»، من إخراج فرانسيس نيلسن، بصوت فيليب نواريه وسيناريو تونينو غويرا. والفيلم اللبناني «طيارة من ورق» من تمثيل فلافيا بشارة، زياد الرحباني، رندا الأسمر، جوليا قصار، ليليان نمري ورينيه ديك.

وكانت العروض تنقلت بين مدن وقرى صور، بنت جبيل، دير كيفا، النبطية، صربا، كوكبا، صيدا، جون، راشيا، قب الياس، أبلح، راس بعلبك، البداوي، المينا، البترون، عمشيت، ريفون، جونيه، ذوق مكايل، المتين، دير القمر، حمانا وبيروت.