Monday, May 31, 2004

« ثواب وعقاب »

عرض ومؤتمر طبيان في بيروت بمشاركة دولية واسعة . آلات وكتب ومحاضرات ... و« ثواب وعقاب »


منال أبو عبس
Al-Hayat (894 كلمة)
تاريخ النشر 31 مايو 2004

«الثواب والعقاب»، نظرية تربوية تطبق على الأطفال لاستمالة اهتمامهم وحماستهم للعلم والتعلم. وتتمثل في إرضاء الطفل بإعطائه هدية ما أو معاقبته بعدم إعطائه اياها. ولكن الى ماذا يهدف منظمو «المؤتمر الطبي الثامن والثلاثين للشرق الأوسط» من تطبيق هذه النظرية في المعرض الطبي الذي اقيم اخيرا في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتزامن مع ذلك المؤتمر.

سلال من الورود ذات اللون البرتقالي موضوعة بأناقة على الرفوف. والشخص الذي تمكن من الإجابة عن سبعة أسئلة موضوعة على الحاسوب، بعد حضوره المحاضرة يحصل على الوردة التي يختارها. ذلك ما كانه «الثواب والعقاب». ومثل الامر محاولة ذكية لاستقطاب انتباه زوار المعرض، لعب فيها لون الورود البرتقالي دورا مهما. ودارت بعض تلك الاسئلة عن «آيديل»، وهو كريم جديد لعلاج الإكزيما لا يحتوي على مادة الكورتيزون.

ووضعت شركة «أرامكس» العالمية سياسة مماثلة لاجتذاب الزوار. كان على الزائر اختيار ورقة تخبئ السؤال التالي: هل تعتبر شركة أرامكس شركة طبية؟ وأسئلة عدة مماثلة. وبالنسبة الى من لا يعرف الجواب، تبقى الهدية سرا دفينا.

تنقل شركة أرامكس المواد الطبية، وكذلك أعضاء الإنسان، مثل العين والقلب، في براد خاص . كما تجمع نماذج من الخلايا والدماء وترسلها من وإلى المستشفيات فــي الداخل والخــارج.

سرير كهربائي وجراحة مناظير

وعرضت شركة «هيل روم» سريرا يوضع في غرفة في المستشفى أو في العناية الفائقة يعمل على الكهرباء.

وتميز جناح شركة «ايدا» بتقديم آلة جديدة تعنى بجراحة المناظير Endoscopic Surgery. تشتمل الآلة على جهاز كومبيوتر لتخزين المعلومات الطبية. ومثلا، يأخذ الجهاز لقطات من المنطقة التي يستطلعها الجراح بالمنظار، ثم يدخلها إلى الجهاز، لكي تضاف الى المعلومات عن المريض. يسجل الطبيب هذه المعلومات على قرص مدمج. ويقدم نسخة منها إلى المريض في حال رغب أن يستشير طبيبا آخر.

وعرضت بعض الشركات التجارية، مثل شركة «تكنو ترايدينغ» و«داياغنوستيك سوليوشنس»، خدماتها من أدوات طبية متعددة للزوار.

أما الشركة العامة للخدمات التقنية ففاجأت الزوار بآلة جديدة لتشخيص «ترقق العظام» تدعى «لونر دي بي اكس ديو». تتميز هذه الآلة بسرعتها غير الاعتيادية وحجمها المحدود، وهي مخصصة لعيادات أطباء أمراض النساء.

لم تغب شؤون النساء التجميلية عن تفكير منظمي المعرض. وقدمت مجموعة من شركات مستحضرات التجميل منتوجاتها في هذا المجال.

فحص المياه باللمس

وعرضت شركات المختبرات أدواتها المخبرية الحديثة، ومنها جهاز يفحص المياه عبر اللمس، ويشخص مدى احتوائها على جراثيم أو مواد أخرى، في دقائق معدودة.

وعرضت مكتبة مالك اللبنانية في جناحها مجموعة من الكتب الطبية والقواميس المتخصصة.

واشتمل المعرض كذلك على أجنحة عرضت ادوية محددة، مثل عقار «بلافيكس» Plavix الذي يساهم في التخفيف من خطر الجلطات الدماغية، و«الترا فيت» الذي يحتوي على خمسين نوعا من الفيتامين والمعادن والاعشاب التي تساعد اجساد النساء على الاسترخاء، ودواء «ستاريـــل» Staril المستعمل في علاج ارتفاع ضغط الدم وغيرها.

وتزامن مع المعرض مؤتمر شارك فيه نحو 90 محاضرا من الجامعات والمؤسسات العالمية المرموقة في الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا والنمسا واليونان وسويسرا وهنغاريا وكندا وهولندا والأردن. وحضر المؤتمر أكثر من ألفي طبيب إلى جانب طلاب الطب في الجامعة الأميركية في بيروت وأطباء مستشفى الجامعة التي نظمت المؤتمر بالاشتراك مع مؤسسة كليفلاند كلينيك الأميركية. وعقد المؤتمر هذا العام بالتنسيق مع المنتدى الطبي العالمي للشرق الأوسط الذي يضم عددا من صانعي القرار والأسماء البارزة في الحقل الطبي.

ندوات عن التقنية البيولوجية

وتضمن المؤتمر محاضرات وندوات في الطب الداخلي وطب الجزيئيات وأمراض الأطفال والعناية الأولية وجلسات خاصة عن التخدير وظواهر الأيض وأفضل وسائل تشخيص الجلطات والأمراض الجلدية والتغيرات التي ترافق التقدم في السن في منطقة الرأس والرقبة والعمليات الجراحية الترميمية. وتخلل المؤتمر ورش عمل للاطلاع على الوسائل العلاجية والتشخيصية الحديثة المعتمدة على التقنية البيولوجية. ووضعت دراسات هذه الورش تحت تصرف المشاركين في المؤتمر لقاء مبلغ مالي راوح بين 30 و50 دولارا اميركيا.

Friday, May 28, 2004

صباح : أحببت الجميع ولم يحبني أحد !

عادت إلى بيروت بضحكة لم تبدلها السنون . صباح : أحببت الجميع ولم يحبني أحد !

منال أبو عبس
Al-Hayat (909 كلمة)
تاريخ النشر 28 مايو 2004

عادت الفنانة صباح إلى لبنان بعد رحلة دامت سبعة اشهر إلى الولايات المتحدة الأميركية. توجهت إلى فندق كومفورت في منطقة الحازمية، حيث ستقيم، بناء لعرض قدمه لها مديره أمين شبلي. وعند السادسة بعد ظهر أمس الأول، عقدت صباح مؤتمرا صحافيا في قاعة الفندق تحدثت عن آخر نشاطاتها في لبنان وخارجه، وكذبت إشاعات طاولتها بينما كانت في أميركا...

إلى هنا ينتهي الخبر... ومن هنا يبدأ الحدث.

كل ما في تلك القاعة الصغيرة كان يوحي بالحزن: ورود صفر وبنفسجية غير طبيعية، أوان زجاجية تطفو على سطوحها شموع مستديرة، أقمشة شفافة نثرت عليها فراشات بلاستيكية، موسيقى، غطاء طاولة أبيض، زينة، ومسنات ارتدين أبهى حللهن، وهن يعلمن انه بعد قليل ستدخل «ملكة»، تحول الأضواء عما عداها. في تلك الأمسية، بدا كل ما في القاعة الصغيرة احتفاليا... بحزن.

لحظات وها هي «الملكة» تخطف الأضواء بلباسها الأزرق. تطلق ضحكات لم تبدل رنتها ستون عاما من الغناء. تجول بين الحاضرين وتسلم باليد على كل واحد منهم. ها هي الصبوحة بين قليل من محبيها، يتفحصون جمالا ما زال يبهرهم، وإن تجرأ الزمن على شعيرات قليلة أعلى جبهتها، وترك أثرا في عينين ما زالتا تشعان بريقا مميزا.

«ألو بيروت من فضلك يا عينيي»، تدندن «الملكة» قبل أن تبدأ الإجابة عن أسئلة الصحافيين. للهجتها اللبنانية رونق خاص. رونق يميزها عن تلك التي تسمعها في القاعة. تلك التي وصفها أحد الصحافيين العرب ساخرا بأنها «أغنى لهجة في العالم، إذ تجمع في جملة واحدة العربية بالفرنسية والإنكليزية».

في تلك القاعة تكذب الصبوحة إشاعات يعلم معظم الحاضرين انها صحيحة. تتحدث عن شقتها الكبيرة التي باعتها إلى شخص خليجي، «بعد أن صرت وحيدة كي استر كثيرين من حولي». تبرر الخطوة بأسباب غير شخصية: «لن أكون سعيدة إذا عشت في بيت يتسع لعشرة أشخاص، بينما يحتاج من هم حولي إلى مساعدة. كان أهم شيء عندي أن اطمئن على هويدة (ابنتها)».

وتتحدث عن مشوارها الأخير إلى أميركا: «فرحت كثيرا برؤية أولادي وأخي»، وعن قرارها السكن في فندق، لأنه «عندما يقيم الشخص في فندق يصبح مثل الطفل، الجميع يهتمون به». تنفي إشاعة عن علاقتها بأحد الشبان العرب في أميركا، لتتصاعد وتيرة الحزن في صوتها... ما إن يتركز الحديث على العلاقات العاطفية، «في النتيجة كنت «مدام بنك». لم يحبنني أحد، علما انني أحببت الجميع». يلاحظ الحاضرون بريقا حزينا في عينيها، ويتأفف البعض من طرح سؤال قد يزعجها.

هكذا بدت الصبوحة في تلك القاعة، ملكة لا تعترف بالهزيمة. تحمد الله كثيرا في حديثها، وتتباهى بأحباء كثر لم ولن يتخلوا عنها: «عندي الكثير من الأصدقاء، خصوصا في الخليج، يتصلون بي دائما، ويسألونني عما إذا كنت بحاجة إلى شيء».

يسألها احدهم عن اغنية نجوى كرم «ليش مغرب» التي كتبها شقيق الصبوحة روجيه فغالي، وإذا كانت تفضل ان تكون من غنائها. تستوعب السؤال جيدا، وتجيب كما كان متوقعا من «ملكة» تحترم عرشها: «صوت نجوى وسنها يسمحان لها بأداء هذا النوع من الأغنيات. كما انني ارفض ان انتقد الدولة في آخر حياتي. هالأيام صعبة وين ما كان».

ها هي الصبوحة تجلس تماما امام عدد من محبيها، تبتسم لهم من دون ان تفلح في اخفاء وتيرة حزن يطلقها صوتها. تتحدث باقتضاب عن مستقبل قريب. قريب جدا. عن تكريم سيتم في الإسكندرية وآخر في القاهرة، عن وعد اخيها لها بتأليف كتاب يروي قصة حياتها، ومصمم ازيائها وليم خوري باقامة متحف لفساتينها، «بعد ان اغادر هذه الحياة»، تقول مبتسمة.

ها هي «الملكة» تخبر الحاضرين عن أكثر ما يسعدها، عن سر جمالها: «انا بشوف الدنيا حلوة، مهما كان فيها من ازمات. والإنسان هو الذي يمرن عقله على السعادة. حتى في اوقات الحزن. افكر في اسباب الحزن، اناقشها... وأتسلى».

ها هي اغنية «سنة حلوة يا جميل»، بصوت صباح تصدح في المكان، كأنما جاءت لتعيد الى الاذهان أيام العز. تتجه لتقطع قالب حلوى بدا هزيلا، بينما تنتهز احدى العاملات «السيريلانكيات» فرصة انشغال المدير، لتلتقط الكثير من الصور لفنانة لا أحد يعلم ما الذي تعنيه لها!

كيف ستمضي الصبوحة ايامها في الفندق؟ سؤال أخير يطرحه احد الحاضرين. «سأعود نفسي على العيش وحدي، ان اعتاد على فكرة انني لم اعد نجمة»، تجيب الصبوحة. يغادر الجميع الفندق، وتغادر «الملكة» القاعة، ونغادر نحن المكان، وقد عرفنا في حينه بالذات انها ملكة... وفي امسيات كثيرة آتية لن نرضى بصوت غير صوت صباح: «ألو بيروت»، «سنة حلوة يا جميل».

Wednesday, May 19, 2004

« بالنسبة لبكرا... شو ؟»

« بالنسبة لبكرا... شو ؟» في الجامعة الأميركية في بيروت . جامعيون يسخرون من الواقع بأسلوب زياد الرحباني

منال أبو عبس
Al-Hayat (995 كلمة)
تاريخ النشر 19 مايو 2004



العام الفائت، عرضت فرقة «إيحاء للفن المسرحي» في الجامعة الأميركية في بيروت، مسرحية «فيلم أميركي طويل» لزياد الرحباني (1981). لاقت المسرحية إقبالا شديدا، وسربت على شكل كاسيتات مصورة، بيعت لاحقا في الأسواق من دون علم الفرقة.

العام الحالي تقدم الفرقة نفسها مسرحية «بالنسبة لبكرا... شو؟» التي تعتبر من أجمل مسرحيات زياد الرحباني (1978)، ويقدم تلامذة الجامعة مساء اليوم العرض الأخير.

«طيب وبالنسبة لبكرا... شو؟»، تسأل الشابة.

«مثل اليوم، أصلا حياتنا صارت... فيلم أميركي طويل»، يجيب صديقها. يتخذ الصديقان مكانيهما بين الرفاق في باحة الجامعة الأميركية في بيروت، استعدادا لحلقة حوار تطغى عليها اللغات الأجنبية. الشاب على الجانب الأيسر لا يبدو راضيا عن سير الأمور، يتململ معترضا، قبل أن يفجر ما يدور في خلده. «بالمدرسة كنت ضعيف باللغات، هيدي شغلة بعترف فيها... كنت عم رك عالعربي»، يسخر من رفاقه مقتبسا عبارة استخدمها زياد الرحباني في إحدى مسرحياته.

الشبان السابقون ليسوا إلا عينة من كثيرين، لبنانيين وعرب، لا تغيب «سكيتشات» زياد الرحباني المسرحية عن حياتهم اليومية، فيستعينون بأقوال وتعليقات ولد معظمها قبل ولادتهم بأعوام. وان جاءت مقتبساتهم في غير مفهومها ومحلها أحيانا، إلا أنها دائما تخدم الهدف الأسمى، في السخرية من الواقع والآخر.

«كيف ننظر إلى لبنان؟»

وعلى رغم انطلاق معظم مسرحيات زياد في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وعلى رغم الفارق العمري بين زياد المولود في العام 1956، وبين جمهوره الذي يتشكل بغالبيته من الجامعيين، ينظر وائل (23 سنة) إلى زياد كزميل: «أصلا زياد ولد قبل وقته بخمسين سنة، هذا يجعله قريبا من جيله وجيلنا». أما رامي (24 سنة) فيكفي انه تعلم «من خلال مسرحيات زياد وأغنياته السياسية التي اسمعها منذ الطفولة كيف أنظر إلى لبنان، كيف اسخر من الطبقة السياسية الحاكمة واكشف ألاعيبها»، لينظر إليه كمثل أعلى و«نموذج يحتذى به». في حين تبدو دانه (27 سنة) اكثر اهتماما بفن زياد «الفذ، الذي أعطى للموسيقى العربية بعدا جديدا وغير نظرة العالم إليها. معه أصبحت الموسيقى جزءا من حياة الناس... صارت تحاكي همومهم وتعبر عنهم». وكذلك الحال مع علي الذي يعتبر انه «لا يمكن تحديد اللغة التي يخاطب بها زياد جمهوره، هو يستعمل لغة القلب لمخاطبة العقل».

بالنسبة لبكرا... شو؟

الأهمية البارزة التي يوليها الشبان إلى مسرحيات زياد الرحباني لا تقف عند حدود سماعها على شرائط مسجلة، بل تتعداها إلى حد إعادة تمثيلها، من خلال ممثلين جدد. إذ تقدم فرقة «إيحاء للفن المسرحي»، مسرحية «بالنسبة لبكرا... شو؟»، مستعينة بممثلين جامعيين «تأثروا بزياد فأصبحت أقواله جزءا من نكاتهم وتعليقاتهم اليومية»، كما يقول مؤسس الفرقة المخرج أياد وهبة. المسرحية التي تعرض على مسرح قاعة «وست هول» في الجامعة الأميركية في بيروت حتى الأربعاء المقبل، والتي نفذت بطاقات الدخول إليها قبل بدء العرض بأسبوع، لم تتعرض لانتقادات تذكر في صفوف المشاهدين. «في البداية لم تعجبني فكرة أن أشاهد مسرحية سمعتها مئة مرة، بخاصة وأنني احب زياد كثيرا ولا أرضى أن يقلده أحد. لكن العرض غير نظرتي هذه. الديكور والحركات تتطابق مع ما أخبرتني إياه والدتي التي شاهدت عرض المسرحية الأصلية عام 1978»، تقول إحدى الحاضرات.

مسرحية «إيحاء» أفضل!

وحول قدرة الفرقة على تقديم عرض شبيه إلى حد كبير بالعرض الأصلي، يوضح وهبه انه استعان «بالمقالات والمواضيع المتعلقة بالمسرحية، جمعنا الصور الموجودة فيها، فكونا بذلك بعض الأفكار الإخراجية التي انطلقنا منها لتشكيل المشهد».

وكان الفنان بطرس فرح الذي أدى دور المسيو انطوان في المسرحية الأصلية، أبدى إعجابه بالعرض، «لم يصدق أنني لم احضر مسرحـــية ألـ1978.

لم يكن لديه أي ملاحظات على العرض، إلا انه أشار إلى غياب بعض اللمسات الفنية، إذ كان زياد مثلا يمسك النظارات من جانب واحد كلما أراد الكـــلام. كما أن ثريا (الأصلية) قالت بعد العرض إن الفرقة أدت المسرحية بطريقة افضل مما أداهـــا الممثلون الأصليون»، كما يقول وهبة. وكان تمـــيز في الأداء الممثل باسل شمس الدين بدور زكريا (زياد الرحباني)، واشرف مطاوع بدور رامز (جوزيف صقر)، وجمال ملاعب بدور الشيخ دعفوس.

ويذكر أن الممثلين الثلاثة احترفوا التمثيل في سن مبكرة، «كانوا تلاميذي في إحدى المدارس، ولاحظت قدرتهم على التمثيل وموهبتهم في المرحلة التعليمية المتوسطة، وبخاصة باسل (زكريا) كان مميزا وموهوبا»، يضيف وهبة.

ولوحظ أن المخرج اكتفى بالتسجيل الصوتي للممثل المطرب جوزيف صقر بسبب عدم قدرة الممثل الشاب على تأدية الأغنيات فضلا عن التكلفة المادية الباهظة للإنتاج الموسيقي.

ومن أعمال الفرقة: غربة (محمد الماغوط ودريد لحام)، فيلم أميركي طويل (زياد الرحباني)، وبالنسبة لبكرا شو (زياد الرحباني). ينهي الرفاق حديثهم اليومي في باحة الجامعة. و«بدي امشي بس بدك حجر الداما هونيك يمشي»، يقول الشاب مشيرا إلى صديقته قبل أن ينصرف مودعا الرفاق.

Sunday, May 9, 2004

بيروت تحيي منيف

بيروت تحيي منيف وتكرم طارق علي

منال أبو عبس
Al-Hayat (264 كلمة)
تاريخ النشر 09 مايو 2004





تكريما للروائي الراحل عبدالرحمن منيف، عرض في «نادي اللقاء» في بيروت أمس، فيلم «مدن الملح» من إنتـاج واعداد الكاتب البريطاني طارق علي. والجمهور المختلط الذي طغت عليه نـسبة كبيرة من غير اللبنانيين، لم يبد تأففا من ضيق القاعة وعدم كفاية المقاعد. وعلى خلاف ما كان متوقعا، فاجأت متحدثة باسم «نادي اللقاء» الجمهور قبل عرض الفيلم بخبر عدم تمكن علي من الحضور إلى لبنان لمناقشة الفيلم، بعد مشكلات اعترضته في مطار القاهرة الدولي، ورد بعضهم السبب إلى القرار الذي أصدرته السلطات اللبنانية، بمنع دخول الحائزين على جنسية بريطانية إلى الأراضي اللبنانية قبل الحصول على تأشـيرة من السفارة اللبنانية في لندن.

وتناول الفيلم الذي بدا أقرب إلى البورتريه عن منيف، مقتطفات من خماسيته «مدن الملح». كما استحضر البيئة التي تدور حولها الرواية، والشخصيات الكثيرة الثانوية والرئيسية التي شكلت العالم الذي ترسمه. كذلك لم تغب الشخصيات الغربية الوافدة الى المنطقة العربية، والتي كان لوجودها الأثر في تغيير المنطقة وتشكلها من جديد. ويبدو الفيلم مقتطفات من حياة منيف وأسفاره، وأحاديث مع مترجمه الخاص ومصمم أغلفته وأشخاص يعرفونه.

ويعد طارق علي من الفاعلين حاليا في اطار تحالف «اوقفوا الحرب» في بريطانيا، وصدر له أخيرا كتاب «صدام الأصوليات» و«بوش في بلاد بابل - اعادة استعمار العراق».

Tuesday, May 4, 2004

الانتخابات البلدية في لبنان تدير ظهرها للشباب

الأنتخابات البلدية في لبنان تدير ظهرها للشباب

منال أبو عبس
Al-Hayat (1,472 كلمة)
تاريخ النشر 04 مايو 2004

في العام 1998 جرت أول انتخابات بلدية في لبنان، بعد انقطاع دام 48 عاما. لم تشهد تلك الانتخابات أحداثا تذكر، وان ألغيت بلديات العديد من القرى والمناطق لأسباب تتعلق بأمية بعض رؤسائها وعدم صلاحية بعضهم الآخر لشغل المناصب. وابتداء من 2 أيار (مايو) 2004 يأتي الاستحقاق البلدي والاختياري مرة ثانية. المرشحون كثر كما في كل مرة، معظمهم اعتاد العمل السياسي في إطاره الضيق. وعلى رغم تحديد القانون البلدي سن الترشح ابتداء من الحادية والعشرين، إلا أن غالبية المرشحين تتجاوز أعمارهم الـ50 عاما، إذ يبلغ متوسط الأعمار في المجلس البلدي الحالي لمدينة بيروت 55 عاما.

الشباب في لبنان، وان كانوا، لا يغيبون الشأن السياسي عن سجل اهتماماتهم، يستثنون منه تقريبا الشأن البلدي، لأسباب قد تكون واحدة منها، تلك الصورة المرتسمة في أذهانهم، والتي تختزل العمل البلدي بشخص وجيه العائلة، الذي تقتصر مهماته في نظرهم على استقبال أو توديع الرسميين لدى زيارتهم إلى المنطقة. أما سلطاته، من وجهة نظر الغالبية، فتنحصر في تعيين شرطيي البلدية، ورافعي النفايات، ويغيب عنها أي دور في الحياة السياسية والاقتصادية في داخل البلد في صورة عامة.

يعتبر وليد (21 عاما)، أن الحائل الوحيد دون ترشحه إلى الانتخابات البلدية في قريته الجنوبية، هو عدم تأديته للخدمة العسكرية الإلزامية التي تعتبر شرطا أساسيا للترشح: «فكرت في الترشح باسم الشباب، من دون أي دعم حزبي أو فئوي، كي نسجل موقفا ونمارس حقنا في الانتخاب والترشح على اكمل وجه». وليد الذي لا يبدو راضيا عن أي من المرشحين في دائرته، حسم أمره بالتصويت «بورقة بيضاء لأن أحدا لا يعبر عن طموحاتي ومطالبي». ويخالف حسين (21 عاما) وليد في الرأي، إذ يوضح أن الترشح ليس بالأمر السهل. كما «يجب الفصل والتمييز بين الانتخابات البلدية والنيابية»، فالغرض الأساسي من البلدية بالنسبة إليه هو «الإنماء الاجتماعي والعمراني، وبالتالي أريد أن يصل شباب تكنوقراط لتولي الشؤون البلدية بعيدا من التجاذبات السياسية التي تبغي المصلحة الحزبية والفئوية على حساب إنماء المناطق». لا يفكر حسين بالترشح «لأنني اعتبر أن المرشح يجب أن يقدم مشروعا إنمائيا متكاملا للنهوض بمستوى البلدة المعنية، فضلا عن توافر شروط كالنزاهة في الأداء والتنفيذ». ويخالف مكرم (22عاما) الرأيين السابقين، مشيرا إلى أن «بلوغ سن العشرين لا تؤهل الشاب إلى ممارسة العمل السياسي، في هذه المرحلة من العمر تكون اهتمامات الشاب محدودة». ويستشهد بالانتخابات السابقة في بلدته في جبل لبنان، التي جاءت بالشخص الراشد الكفي إلى موقع السلطة. وينتقد طوني (31 عاما)، الطريقة التي تجرى بها الانتخابات في لبنان، «لا تأخذ في الاعتبار مكان إقامة المقترع، فتفرض عليه التصويت لمصلحة أشخاص لا يعرف عنهم شيئا».

يرفض طوني المشاركة في العمل السياسي «من أساسه»، إلا انه سينتخب على أساس إنمائي وبحسب المشروع الذي يطرحه كل مرشح، و«في حال لم أجده مناسبا امتنع عن الانتخاب».

وإذا كانت الآراء السابقة تصب في مصلحة المشاركة في الحياة السياسية رغبة في التغيير أو قناعة بما هو موجود، فان شبانا آخرين لا يقدمون على التصويت، إلا مراعاة للأقرباء المرشحين.

وفي هذا الإطار، لا يؤمن وسام (22عاما) بالانتخابات في لبنان، «لأنها معلبة»، ولا يفكر في السياسة مهنة مستقبلية. إلا انه سيقترع لمصلحة أحد أقربائه. وهذا أيضا هو حال أليسار (21عاما) التي لا تعرف أيا من المرشحين في بلدتها (عدا خالها المرشح)، إلا أنها ستقدم على انتخاب خالها ولائحته، كما قررت عائلتها. وتبدو أليسار اكثر اهتماما من زملائها في الشأن البلدي، إذ تفكر جديا في الترشح للدورة المقبلة، وفق برنامج رسمت بعضا من خطوطه: «القيام بنشاطات تفيد البلدة وتعيد إليها الحيوية عبر دم جديد، لئلا تكون البلدة محكومة من خلال أحزاب وأشخاص مسيسين». وعند انتخابها مستقبلا، ستتناول أليسار «مشروع البيئة وآخذه على عاتقي، كما سأقيم النشاطات الفنية التي تهم الشباب».

وتنتقد ميرا (25 عاما) التي تنتمي إلى أحد الأحزاب اليسارية في لبنان، أفكار كل من أليسار ووسام. وترفض أن ينتخب الشباب «خجلا من فلان أو مراعاة لفلان». أما هي فستصوت وفقا لما يقرره حزبها.

وتعكس نظرة الشباب إلى الانتخابات في كثير من الأحيان نظرتهم إلى الحياة السياسية في لبنان. ومن هذا المنطلق يحلل فراس (24عاما) التركيبة السياسية السائدة: «لا أؤمن بإمكان فوز أي من المرشحين نتيجــة خطابه أو برنامجه، هذا من الشكليات». والسبب الحقيقي لفوز المرشح برأيه هو «انتمائه إلى أحزاب معينة». وعي فراس هذه الحقيقة دفعه إلى «الطريق الصحيح، إذ انتسبت إلى أحد الأحزاب الفاعلة. كما أتابع التطورات كلها على الساحة المحلية وفي بعض الدول المؤثرة في المنطقة، وبدأت توسيع شبكة علاقاتي الاجتماعية». إلا أن مخططات فراس تبدو من وجهة نظره، اكبر حجما من العمل البلدي: «البلديات هي الخـطوة الأولى في طريق العمل السياسي، وعادة ما يعهد إليها إلى الأشخاص الأميين أو ذوي الدرجات العلمية الابتدائية، لذلك لا أفكر مطلقا في الترشح الى البلديات، وقد أترشح في الانتخابات النيابية المقبلة».

غير أن تفاؤل فراس وطموحاته السياسية التي لا ترضى بأقل من النيابة منطلقا لها، تقابل بسوداوية محمد (23 عاما) التي تعكس نظرة شريحة لا يستهان بها من أبناء جيله: «لا أجد نفسي في أي شيء في البلد. جيل الشباب مهمش. وإذا فكرنا في الدخول إلى المجلس البلدي لن نتمكن من القيام بشيء على رغم أننا سنحمل أفكارا جديدة». أما السبب، فـ«لأن الهيئة المسيطرة على السلطة منذ وقت طويل لن تتنازل بسهولة، ولن تسمح لنا بمشاركتها السلطة».

وعلى رغم كون الشباب السابقة آراؤهم في السنوات الجامعية الأخيرة، وعلى رغم حماسة بعضهم إلى اختبار العمل السياسي في وقت قريب، فإن الكثيرين منهم يفضلون العمل النيابي على البلدي، وغابت عن أذهانهم وظائف البلديات ومنها: تقرير وتنفيذ مشاريع البنية التحتية والخدماتية والإنشائية ذات المنفعة العامة، التوجيه الإنمائي والعمراني بما يحقق لكل بلدة هويتها وشخصيتها، والحفاظ على البيئة وقمع التعديات الواقعة عليها، ورعاية الشؤون الاجتماعية والصحية والثقافية والرياضية وادارة الأملاك البلدية، وتقرير وتنفيذ كل ما من شأنه تحقيق المنفعة البلدية العامة.

وبين جامعيين يهزأون من الانتخابات البلدية، ومرشحين تخطت أعمار الغالبية العظمى منهم الـ50 عاما، عمد بعض الشبان (في منتصف عمر الثلاثين) المنتمين إلى «التيار الوطني الحر» (الموالي للجنرال ميشال عون) إلى إعلان ترشيحهم وفق خطاب انتخابي يحمل التغيير عنوانا. وفيه يعترف المرشحون بأن «هذا البرنامج على تقدميته وواقعيته يبقى بعيدا من التحقق ما لم تنهض النخب الأهلية لتبنيه وتنفيذه». مطالبين بـ«أن تعهد المجالس البلدية لمن تتوافر فيهم صفة النزاهة والكفاية، مضافا إليها إرادة إحداث التغيير وتجاوز منطق التناحر العائلي والشخصي، والارتقاء بالاستحقاق الانتخابي إلى ما هو اعمق من مجرد استبدال رئيس بآخر أو استهداف لهذه أو تلك من العائلات المتساوية كلها في الكرامة واصالة الانتماء الوطني».

وعلى رغم تبني المرشحين الشبان، التغيير خطابا، إلا أن برنامجهم الانتخابي ينبع من صميم عقيدة التيار وأفكاره المعادية للوجود السوري في لبنان: «لأن هويتنا اللبنانية مستهدفة وهي في خطر حقيقي وجب على البلديات أن تسعى وتعمل بتصميم وعزم لتكوين وابراز شخصية مميزة لكل بلدة وقرية، بإنشاء الساحات والحدائق والمباني العامة وغيرها من المشاريع التي تعبر حضاريا عن مضمون هويتنا اللبنانية. لاستذكار الرموز المبدعة من الشخصيات اللبنانية الوطنية والفكرية، بإطلاق أسمائها على الشوارع والساحات، وحتى النصب التذكارية حيث تتوافر الإمكانات».

ويتصاعد برنامج الشباب، فيخيل انه تعدى إطاره البلدي المحدود، إلى درجة أن وصفه البعض بـ«برنامج وطن»، إذ يعهد إلى البلديات مهمة «إنشاء وتجهيز العيادات الطبية البلدية المجانية وفقا لمواصفات متقدمة تقنيا ولائقة إنسانيا، وتجميل البلدات والقرى، وتنفيذ مشاريع أبنية سكنية لذوي الدخل المحدود حيث تتوافر الإمكانات البلدية وهي متوفرة في العديد من البلديات المتوسطة والكبرى، وإنشاء وتجهيز مكتب بلدي لشؤون العمل والاستخدام ومحاولة توفير فرص عمل، واعتماد خطة قابلة للتنفيذ الفعلي والمبرمج للحد من الجريمة وللتخفيف من انحراف الشبيبة وحل المشكلات الناجمة عن إدمان الكحول والمخدرات عبر مبادرات مباشرة أو عبر تخصيص موازنة بلدية للجمعيات والهيئات المدنية المتخصصة»، مع تخصيص مساحة من البرنامج لشؤون الشباب والرياضة.

مرشحو التيار ليسوا الوحيدين من جيل الشباب، إذ يلاحظ وجود مرشحين آخرين في الثلاثينات من العمر، إلا أن برنامجهم الضخم أخرج الانتخابات البلدية من طابعها العائلي المعهود، ليضعها في قلب العمل السياسي.

Monday, May 3, 2004

« الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا »

ندوة عن « الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا »

منال أبو عبس
Al-Hayat (450 كلمة)
تاريخ النشر 03 مايو 2004

استضاف فندق «فينيسيا انتركونتيننتال» في بيروت اخيرا، أعمال «الملتقى العالمي حول الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا» الذي نظمته «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا»، بالتعاون مع «البنك الإسلامي للتنمية» و«شركة عبداللطيف جميل» المحدودة، برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، ومشاركة عدد من الشخصيات الرسمية ورجال أعمال.
ومع بداية الملتقى، أعلن ممثل شركة «عبداللطيف جميل» الدكتور سعد الغامدي أن نجاح المؤتمر يحتاج إلى عمل دؤوب، و«الى إسهام مالي من القطاع الخاص على أساس متين قوامه أن في العلوم استثمارات مربحة، خصوصا إذا أسقطنا مفهوما شائعا، ولكنه خاطئ، مفاده أن البحث العلمي مكلف جدا ويحتاج إلى مبالغ كبيرة». كما ركز على ضرورة إيجاد «علاقة متينة بين الكفايات العلمية في الجامعات ومؤسسات البحث العلمي ومؤسسات رعاية الموهوبين والمخترعين، من جهة وبين المستثمرين من جهة اخرى كي تنشأ بيئة من الاتصال بين الأطراف كافة». وشدد على اهمية بناء «قنوات اتصال مع كل المبدعين في مجالات العلم والتكنولوجيا في كل مكان»، والى «لغة أرقام في وضع الأهداف من حيث حجم الأموال اللازمة وحجم البحوث ونوعها والمدة الزمنية لكل منها... ما يساهم في خلق الثروات... وحفز النمو الاقتصادي في منطقتنا».
وأشار ممثل «البنك الإسلامي» إلى أن المنطقة العربية عانت خلال السنوات الماضية قلة ملحوظة في الاستثمارات الخارجية المباشرة، ونزوحا الى الخارج. وأضاف: «لا بد من أن هناك أسبابا موضوعية لهذه الظواهر، لكن الحال تغيرت الآن، إذ عادت كميات كبيرة من الأموال العربية إلى المنطقة... ومن ابرز المجالات التي ينبغي أن توجه إليها تلك الأموال العائدة هي المشاريع ذات الطابع التكنولوجي». وأوضح عبدالله النجار ممثل «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا»، أن جلسات المؤتمر تهدف إلى «عرض بعض النجاحات التي حققها العلماء العرب وحولت إلى مشاريع استثمارية عالمية، وتعزيز الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار في مجالات متعددة مثل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المياه والطاقة والزراعة وغيرها». كما أشار إلى أن المؤتمر «يوفر فرصة مهمة لأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين والمستشارين الماليين ورجال الأعمال وأصحاب القرار في المؤسسات العامة والخاصة للاجتماع والتباحث كشركاء في توجيه المؤسسة بما يرونه مناسبا لتحقيق التنمية في الوطن العربي».
وأخيرا لوحظ ان «تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003»، والكثير من التقارير المماثلة، ورد أن الإنفاق على البحث العلمي ضئيل في الوطن العربي مقارنة بالدول الآسيوية، وهو بعيد تماما عما ترصده دول اوروبا أو دول أميركا الشمالية.