ساحة الشهداء تتذكر الحرب اللبنانية
منال أبو عبس
Al-Hayat (588 كلمة)
تاريخ النشر 20 أبريل 2004
لم يمر الثامن عشر من نيسان (ابريل) مرور الكرام على ساحة الشهداء في وسط بيروت. فالساحة الكبيرة التي زرع فيها تمثال شهداء لبنان وهم يرفعون مشعل الحرية عاليا، ثم اختفى منذ سنوات بداعي الصيانة، كانت مسرحا لثلاثة أنشطة متتالية طوال بعد الظهر. وتوافد العشرات لتسجيل موقف تجاه ما حدث في مثل هذا الشهر وما خلفه، بدءا من الحرب الأهلية في لبنان (13 نيسان)، مرورا بمجزرة قانا (18 نيسان)، فملف المخطوفين اللبنانيين، ووصولا إلى معاناة الشعبين العراقي والفلسطيني المستمرة.
أمهات المخطوفين اللبنانيين والمعتقلين في السجون السورية لم يعدن بحاجة إلى مزيد من التعريف بقضيتهن. ركن صغير، منديل أبيض، نظرة حزينة وصورة قريبة من الصدر، تحتها معلومات قليلة عن أبناء لهن خرجوا في يوم من أيام الحرب ولم يعودوا، مشهد واحد يتنقل بين مكان وآخر للتذكير بشبان لبنانيين ما زال مصيرهم مجهولا.
في الركن الآخر شبان يبيعون سترات كتب عليها عبارة «تنذكر ت ما تنعاد»، دليل رفضهم للحرب الأهلية التي اندلعت في 13 نيسان 1975 في لبنان. وفي الوسط يعرض بعضهم منشورات، ويجمعون التواقيع المعارضة أو المؤيدة لقضايا مختلفة.
في الجهة المقابلة لم تكن القضية لبنانية خالصة، العلم اللبناني يتوسط العلمين العراقي والفلسطيني. والنشاط مخصص لدعم الشعبين الشقيقين. الصور واللوحات موزعة في أرجاء المكان، وخشبة المسرح تنذر بوجود نشاط فني.
«التنظيم شبابي خالص»، يقول ربيع بركات (أحد المنظمين). ولأن الطرق التقليدية لا تستجلب غير الحزبيين، قدم شبان تجمع الأندية الثقافية الفلسطينية في الجامعات: الأميركية، اللبنانية الأميركية، والعربية، إضافة إلى مجموعة شباب «شعلت» (شباب عربي لأجل التغيير)، وشباب المنتدى القومي العربي، «شيئا ذا معنى ثقافي وفكري وفني دعما للقضية». وتضمن النشاط معرضا عن المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، والرسام ناجي العلي، ومجسما لجدار «الفصل العنصري» الصقت عليه شعارات معادية لإنشائه للأراضي التي يمر فيها. كما تضمن خيمة عرض لوحات لفنانين عراقيين، ورسومات لأطفال من العراق.
وخصصت إحدى الخيم لبيع حرفيات يدوية يعود ريعها إلى منظمات أهلية فلسطينية في الأراضي المحتلة.
ومع غروب الشمس بدأ الشبان إضاءة الشموع حول أسلاك علق عليها ورود في مناسبة ذكرى مجزرة قانا. كما خصص ركن آخر من المكان للأسير سمير القنطار. وفي ختام النشاط قدمت «مجموعة صدى للأغاني الوطنية والتراثية»، وأعضاء من «فرقة جفرا»، عددا من الأغنيات الثورية منها: «صرخة ثائر»، «والله زمان يا سلاحي»، «الأرض بتتكلم عربي»، «ابنك يقول لك يا بطل»، و«يا بيارق الثورة».
وترافق ذلك مع عرض صور للعراق قبل الحرب، ومشاهد من القصف الأميركي والإسرائيلي على العراق وفلسطين، على شاشة تلفزيونية عملاقة، إضافة إلى صور للجنود الأميركيين والرئيس الأميركي يتنزه مع كلبه.
بلغت تكاليف النشاط الأخير 3600 دولار، غطى «الخيرون» جزءا منها، إذ تبرع أحدهم بـ600 دولار، وقدم آخر الإضاءة والصوتيات.
منال أبو عبس
Al-Hayat (588 كلمة)
تاريخ النشر 20 أبريل 2004
لم يمر الثامن عشر من نيسان (ابريل) مرور الكرام على ساحة الشهداء في وسط بيروت. فالساحة الكبيرة التي زرع فيها تمثال شهداء لبنان وهم يرفعون مشعل الحرية عاليا، ثم اختفى منذ سنوات بداعي الصيانة، كانت مسرحا لثلاثة أنشطة متتالية طوال بعد الظهر. وتوافد العشرات لتسجيل موقف تجاه ما حدث في مثل هذا الشهر وما خلفه، بدءا من الحرب الأهلية في لبنان (13 نيسان)، مرورا بمجزرة قانا (18 نيسان)، فملف المخطوفين اللبنانيين، ووصولا إلى معاناة الشعبين العراقي والفلسطيني المستمرة.
أمهات المخطوفين اللبنانيين والمعتقلين في السجون السورية لم يعدن بحاجة إلى مزيد من التعريف بقضيتهن. ركن صغير، منديل أبيض، نظرة حزينة وصورة قريبة من الصدر، تحتها معلومات قليلة عن أبناء لهن خرجوا في يوم من أيام الحرب ولم يعودوا، مشهد واحد يتنقل بين مكان وآخر للتذكير بشبان لبنانيين ما زال مصيرهم مجهولا.
في الركن الآخر شبان يبيعون سترات كتب عليها عبارة «تنذكر ت ما تنعاد»، دليل رفضهم للحرب الأهلية التي اندلعت في 13 نيسان 1975 في لبنان. وفي الوسط يعرض بعضهم منشورات، ويجمعون التواقيع المعارضة أو المؤيدة لقضايا مختلفة.
في الجهة المقابلة لم تكن القضية لبنانية خالصة، العلم اللبناني يتوسط العلمين العراقي والفلسطيني. والنشاط مخصص لدعم الشعبين الشقيقين. الصور واللوحات موزعة في أرجاء المكان، وخشبة المسرح تنذر بوجود نشاط فني.
«التنظيم شبابي خالص»، يقول ربيع بركات (أحد المنظمين). ولأن الطرق التقليدية لا تستجلب غير الحزبيين، قدم شبان تجمع الأندية الثقافية الفلسطينية في الجامعات: الأميركية، اللبنانية الأميركية، والعربية، إضافة إلى مجموعة شباب «شعلت» (شباب عربي لأجل التغيير)، وشباب المنتدى القومي العربي، «شيئا ذا معنى ثقافي وفكري وفني دعما للقضية». وتضمن النشاط معرضا عن المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، والرسام ناجي العلي، ومجسما لجدار «الفصل العنصري» الصقت عليه شعارات معادية لإنشائه للأراضي التي يمر فيها. كما تضمن خيمة عرض لوحات لفنانين عراقيين، ورسومات لأطفال من العراق.
وخصصت إحدى الخيم لبيع حرفيات يدوية يعود ريعها إلى منظمات أهلية فلسطينية في الأراضي المحتلة.
ومع غروب الشمس بدأ الشبان إضاءة الشموع حول أسلاك علق عليها ورود في مناسبة ذكرى مجزرة قانا. كما خصص ركن آخر من المكان للأسير سمير القنطار. وفي ختام النشاط قدمت «مجموعة صدى للأغاني الوطنية والتراثية»، وأعضاء من «فرقة جفرا»، عددا من الأغنيات الثورية منها: «صرخة ثائر»، «والله زمان يا سلاحي»، «الأرض بتتكلم عربي»، «ابنك يقول لك يا بطل»، و«يا بيارق الثورة».
وترافق ذلك مع عرض صور للعراق قبل الحرب، ومشاهد من القصف الأميركي والإسرائيلي على العراق وفلسطين، على شاشة تلفزيونية عملاقة، إضافة إلى صور للجنود الأميركيين والرئيس الأميركي يتنزه مع كلبه.
بلغت تكاليف النشاط الأخير 3600 دولار، غطى «الخيرون» جزءا منها، إذ تبرع أحدهم بـ600 دولار، وقدم آخر الإضاءة والصوتيات.
No comments:
Post a Comment