Tuesday, April 27, 2004

صور وألوان وشعارات تغطي جدران بيروت

صور وألوان وشعارات تغطي جدران بيروت
اختلفت الرؤوس والأشكال والهدف واحد ...« مصلحة الشعب »


منال أبو عبس
Al-Hayat (695 كلمة)
تاريخ النشر 27 أبريل 2004


تنظر المرأة الــى صــورة ملـصـقة على الحائط، تكم فمها بيديها، و«يا حرام كان لا يزال شابا»، تقول الى جارتها. تضحك الجارة من دون ان تسأل عن الموضوع. فالرجل في الصورة، الذي خالته المرأة متوفيا، ليس الا مرشحا لمختارية المنطقة.

القصة السابقة، على طرافتها، تحمل مدلولين: أولهما ما يختزن في ذاكرة اللبنانيين منذ أيام الحرب والذي يربط بين الصور الملصقة على الجدران وبين المتوفين والشهداء والمفقودين، والمدلول الثاني هو تزاحم صور المرشحين الى حد يندر معه وجود عائلة لم يترشح احد افرادها الى «المخترة». ولعل السبب في خروج الظاهرة عن حدها المألوف يعود الى عدم اعتماد قانون البلديات الجديد، الذي يطالب بتحديد مستوى علمي معين للمرشحين الى الانتخابات البلدية والمخاتير.

جولة واحدة في شوارع بيروت، الفقيرة والمتوسطة منها في شكل خاص، تكفي لتتضح أهمية المنصب بالنسبة الى المرشحين. فـ«المخترة»، في بيروت بخاصة، تجاوزت مفهوم الوجاهة اولا والمدخول المحدود ثانيا، لتتحول مع الوقت مهنة تتطلب سكرتيرة ومكتبا، كثيرا ما يتمركز حول دوائر الاحوال الشخصية والادارات العامة.

ولما كانت كل حملة بحاجة الى ما يعرف بها، لم يوفر المرشحون شعارا الا واستخدموه لايصال افكارهم: «مختار مرشح الانماء والتغيير»، «لخدمتكم»، «لبيروت»، «مرشح الجماهير»، «لعيونك»، «معا نحو الأفضل»، وغيرها مما يبدو مشابها لما استخدم في الانتخابات النيابية الماضية.

اما أوائل الصور التي لفتت انظار المارة فتعود الى مرشح يعتمر قبعة سوداء، ليبدو من بعيد شبيها بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ربما ليلفت الانظار اكثر من غيره. وصورة اخرى استخدم مثلها النائب السابق نجاح واكيم مخاطبا الفقراء، اذ يظهر المرشح باللونين الاسود والأبيض وشعار «لمرشح فوق الشبهات».

ومع اختلاف الاحياء تختلف ألقاب اصحاب الصور، فترفق في الاحياء المتدينة، بلقب صاحبها الحاج او الشيخ. ويضيف اليها احد المرشحين انه «حج بيت الله الحرام كذا مرة، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويخاف الله...».

ولا تغيب النساء، السافرات والمحجبات، عن المعركة الانتخابية الطاحنة، وان كانت صور معظم المرشحات تعود الى سنوات كثيرة ماضية.

ولما كان المقترعون يتأثرون بوسامة مرشح ما اكثر من غيره، راعى المرشحون القيم الجمالية في الصور. فتكون الخلفية الزرقاء للمرشح الاكثر وسامة، بخاصة اذا ترافقت مع ابتسامة «ساحرة»، او نظرة جدية تدل الى قدرة صاحبها على تحمل المسؤولية. اما الخضراء فيبدو مرشحها غير موفق، بسبب تضارب اللون القاتم مع لون بشرته السمراء.

ولما كانت «مصلحة الشعب» هي الهدف الاول والاخير للمرشحين، كان لا بد للعلم من ان يحتل مكانه في الصورة، تارة الى اليمين، وتارة الى الشمال، وتتجلى الوطنية في أبهى حللها مع المرشح الذي يضع العلم على جانبي الصورة او يستخدمه كخلفية، فيما يشقى المتخلف عن وضع العلم بتهمة تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن.

وكما تتفاوت ألوان الصور، التي لم يغب احد المرشحين لونا من الألوان المعروفة عن لوحته، تتفاوت ايضا في الحجم الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، الفوتوغرافية والمرسومة.

واختتام الجولة في شوارع بيروت، مع صورة معلقة على مدخل احد الأبنية، «انه الإعلامي المصري مفيد فوزي»، يظن الناظر للوهلة الأولى. خطوات قليلة لمعرفة السبب ليتبين ان الخلفية الحمراء للصورة ولون «الجاكيت» الفاقع للمرشح يتضاربان مع لون بشرته فيبدو شبيها بالاعلامي المصري مفيد فوزي، الذي كثيرا ما تنتقده الصحافة على الاختيار غير الموفق لأزيائه.

Saturday, April 24, 2004

سحاب ونحاس وشقير


سحاب ونحاس وشقير : تضامنا مع سمير القنطار

منال أبو عبس
Al-Hayat (249 كلمة)
تاريخ النشر 24 أبريل 2004



تنظم عائلة عميد الأسرى اللبنانيـين المعتـقـل في سجن نفحة الاسرائىلي سمير القنطار، نشاطات تضامنية في بيروت ضمن حملة مطالبة بإطلاق سراحه والأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية. وتـبـلغ حملة التضامـن ذروتها غدا مع حفلة موسيقية - غنائية يحيـيـها عـدد من الفنانين الشباب.

عشرات من الشبان والشابات والأطفال يصطفون جنبـا إلى جنب في ساحة الشهداء وسط بيروت. بعضهم يلف الكوفية الفلسطينية ويرفع علم فلسطين، وآخر يحمل صور القنطار والافتات التي تطالب الحكومة الألمانية بالوفاء بتعهداتها. لا هتافات ولا تنديدات، مجرد اعتصام صامت لم يستغرق اكثر من ساعة، اضيئت بعدها الشموع التي حمل معظمها الأطفال الفلسطينيون الذي جاؤوا من المخيمات، مع المنظمات الفلسطينية المشاركة.

وكانت النشاطات بدأت في 21 نيسان (أبريل)، مع معرض رسوم ورسائل وصور، برعاية وزير الثقافة غازي العريضي، في قصر اليونيسكو.

وتختتم غدا الاحد، في مهرجان يتضمن: رسائل مهربة من سمير، خواطر وجدانية للأسير المحرر أنور ياسين، مشاركة فنية لمجموعة من الفنانين الملتزمين أمثال سميح شقير، مكادي نحاس، زياد الأحمدية وزياد سحاب في قصر اليونيسكو.

Tuesday, April 20, 2004

ساحة الشهداء تتذكر الحرب اللبنانية

ساحة الشهداء تتذكر الحرب اللبنانية

منال أبو عبس
Al-Hayat (588 كلمة)
تاريخ النشر 20 أبريل 2004


لم يمر الثامن عشر من نيسان (ابريل) مرور الكرام على ساحة الشهداء في وسط بيروت. فالساحة الكبيرة التي زرع فيها تمثال شهداء لبنان وهم يرفعون مشعل الحرية عاليا، ثم اختفى منذ سنوات بداعي الصيانة، كانت مسرحا لثلاثة أنشطة متتالية طوال بعد الظهر. وتوافد العشرات لتسجيل موقف تجاه ما حدث في مثل هذا الشهر وما خلفه، بدءا من الحرب الأهلية في لبنان (13 نيسان)، مرورا بمجزرة قانا (18 نيسان)، فملف المخطوفين اللبنانيين، ووصولا إلى معاناة الشعبين العراقي والفلسطيني المستمرة.

أمهات المخطوفين اللبنانيين والمعتقلين في السجون السورية لم يعدن بحاجة إلى مزيد من التعريف بقضيتهن. ركن صغير، منديل أبيض، نظرة حزينة وصورة قريبة من الصدر، تحتها معلومات قليلة عن أبناء لهن خرجوا في يوم من أيام الحرب ولم يعودوا، مشهد واحد يتنقل بين مكان وآخر للتذكير بشبان لبنانيين ما زال مصيرهم مجهولا.

في الركن الآخر شبان يبيعون سترات كتب عليها عبارة «تنذكر ت ما تنعاد»، دليل رفضهم للحرب الأهلية التي اندلعت في 13 نيسان 1975 في لبنان. وفي الوسط يعرض بعضهم منشورات، ويجمعون التواقيع المعارضة أو المؤيدة لقضايا مختلفة.

في الجهة المقابلة لم تكن القضية لبنانية خالصة، العلم اللبناني يتوسط العلمين العراقي والفلسطيني. والنشاط مخصص لدعم الشعبين الشقيقين. الصور واللوحات موزعة في أرجاء المكان، وخشبة المسرح تنذر بوجود نشاط فني.

«التنظيم شبابي خالص»، يقول ربيع بركات (أحد المنظمين). ولأن الطرق التقليدية لا تستجلب غير الحزبيين، قدم شبان تجمع الأندية الثقافية الفلسطينية في الجامعات: الأميركية، اللبنانية الأميركية، والعربية، إضافة إلى مجموعة شباب «شعلت» (شباب عربي لأجل التغيير)، وشباب المنتدى القومي العربي، «شيئا ذا معنى ثقافي وفكري وفني دعما للقضية». وتضمن النشاط معرضا عن المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، والرسام ناجي العلي، ومجسما لجدار «الفصل العنصري» الصقت عليه شعارات معادية لإنشائه للأراضي التي يمر فيها. كما تضمن خيمة عرض لوحات لفنانين عراقيين، ورسومات لأطفال من العراق.

وخصصت إحدى الخيم لبيع حرفيات يدوية يعود ريعها إلى منظمات أهلية فلسطينية في الأراضي المحتلة.

ومع غروب الشمس بدأ الشبان إضاءة الشموع حول أسلاك علق عليها ورود في مناسبة ذكرى مجزرة قانا. كما خصص ركن آخر من المكان للأسير سمير القنطار. وفي ختام النشاط قدمت «مجموعة صدى للأغاني الوطنية والتراثية»، وأعضاء من «فرقة جفرا»، عددا من الأغنيات الثورية منها: «صرخة ثائر»، «والله زمان يا سلاحي»، «الأرض بتتكلم عربي»، «ابنك يقول لك يا بطل»، و«يا بيارق الثورة».

وترافق ذلك مع عرض صور للعراق قبل الحرب، ومشاهد من القصف الأميركي والإسرائيلي على العراق وفلسطين، على شاشة تلفزيونية عملاقة، إضافة إلى صور للجنود الأميركيين والرئيس الأميركي يتنزه مع كلبه.

بلغت تكاليف النشاط الأخير 3600 دولار، غطى «الخيرون» جزءا منها، إذ تبرع أحدهم بـ600 دولار، وقدم آخر الإضاءة والصوتيات.

Wednesday, April 14, 2004

مهنة ألـ« اركيلة delivery »

شباب فضلوها على البطالة . مهنة ألـ« اركيلة delivery » صرعة جديدة في بيروت

منال أبو عبس
Al-Hayat (812 كلمة)
تاريخ النشر 14 أبريل 2004

سيارة مكشوفة فاخرة، شارع ضيق في الضاحية الجنوبية، وصديقة الشاب العالق خلف المقود تفاخر بأزيائها الجديدة، في واحد من اكثر أيام بيروت حرارة. في محاذاة السيارة الفخمة، تماما تتوقف دراجة نارية صغيرة، يقودها مراهق يقارب العشرين من العمر. المساحة الصغيرة تحت قدميه بالكاد تتسع لـ«أركيلة» يسندها برجليه. يده اليمنى مسمرة على المقود، أما الثانية فتحمل «منقل فحم» بعيدا من جسده، بطريقة تجعله وسطا بـين المراهق والفتاة.

في الاتجـاه المعاكس يمر موكب رسمي، وبالطبع يوقف الشرطيون السير بانتظار مرور الموكب.

المراهق حائر في كيفية تحقيق التوازن بين الدراجة، الأركيلة، والفحم. الشاب حائر في كيفية الخروج من الشارع الضيق بأقل أضرار ممكنة وبأقل قدر من شرارات الفحم المتطايرة على صديقته التي التصقت به. والعجوز على الشرفة المطلة على مكان الحدث حائرة في كيفية إيصال رسالتها إلى الفتاة حول «اختفاء الناموس وانحلال الأخلاق».

عملية سريعة

لا يستغرق الأمر اكثر من دقيقتين ليذهب الموكب إلى حال سبيله، والسيارة المكشوفة إلى اقرب طريق يخرج سائقها من المنطقة، والشاب على الدراجة إلى منزل السيدة المسنة. يدخل المراهق إلى غرفة الجلوس التي بات يعرف مكانها بفضل تردده الى المنزل.

يضع الأركيلة على الأرض قبل أن يبدأ وضع الفحم على «الرأس» لتتأكد الجدة من أن الأركيلة «ماشية». يضع منقل الفحم في الزاوية المقابلة كي «لا يحرق السجادة».

ويسأل السيدة عن ساعة عودته لأخذ الأركيلة. «ساعتان»، تجيب. والمقابل «ألف وخمسمئة ليرة لبنانيـة، أي دولار واحد فقط».

الشاب على الدراجة لم يكن إلا صاحب مشروع صغير أطلق عليه اسم «اركيلة delivery»، وهو مصطلح لم يكن شائعا في السابق.

وعلى رغم انتشار المقاهي التي تقدم الأركيلة على مدار الساعة في مناطق متفرقة من بيروت، انتشرت الظاهرة في شكل واسع في ضاحية بيروت الجنوبيـة، حيـث الكثافة السكانية العالية، وارتفاع نسبة الشباب.

لم يكن محمد قد أنهى دراسته الثانوية عندما أطلق مشروعه «التجاري» الجديد منذ سنة تقريبا. ادخر مع صديقه مبلغ مئة ألف ليرة لبنانية مكنه من شراء عشر «اراكيل»، ونكهات مختلفة من المعسل وفحم، أي «عدة الشغل». علق لافتة صغيرة كتب عليها «توصيل مجاني إلى المنازل. أركيلة معسل فقط بألف وخمسمئة ليرة»، ورقم هاتفه المنزلي.

اتساع دائرة الزبائن

في البداية اقتصرت زبائن محمد على أبناء الحي حيث يسكن، ثم توسعت الدائرة لتشمل الأحياء المجاورة، فمنزل الجدة التي لم تعد ترضى أن تعد «الأركيلة» في المنزل، لأن ذلك «يكلف اكثر من ألف وخمسمئة ليرة»، من دون أن تغفل الإشارة إلى أن الفكرة تشعرها بترف «شبه مجاني».

رفيق محمد كان يملك دراجة نارية، مما جعله شريكا في الأرباح مقابل توصيل طلبات الزبائن إلى المنازل، و«البنزين أكيد يحسم ثمنه من الأرباح قبل اقتسامها».

وعلى رغم صغر سن الشريكين ألا أن اتفاقهما على الأمور الأساسية، كاستغلال الأرباح لتطوير المشروع، وزيادة عدد «الأراكيل»، ومراعاة متطلبات الزبائـن اسهمت في شـكل فاعل في إنجاح الفكرة، التي لم تسلم من المنافسة.

اشهر معدودة وأصبحت الظاهرة شبه عامة، وأبطالها معظمهم شبان فضلوا مهنة ألـ«اركيـلة delivery» عـلى البـطالة.

بعد ساعة ونصف دق الجرس في منزل السيدة، واطل الشاب صاحب الدراجة النارية. استعاد اركيلته بعدما سددت الجدة ما يتوجب عليها، من دون أن تنسى البقشيش الذي طبعا «لا يدخل في قائمة ما يجب اقتسامه مع الشريك».

(مدرسة الحياة)

Monday, April 12, 2004

خلوي جديد يحتوي على القرآن الكريم و الصلوات

خلوي جديد يحتوي على القرآن الكريم و الصلوات
منال ابو عبس الحياة 2004/04/12



لاقت الندوة التي نظمتها شركة "اوفيس تكنولوجيز" اخيراً في فندق "فينيسيا انتركونتيننتال", بمناسبة إطلاق الهاتف الخلوي "إلكون اي 800" ilkone i800 الذي يحتوي على تطبيقات إسلامية متكاملة, إقبالاً إعلامياً واجتماعياً كثيفاً, بخلاف ما توقعه بعض المراقبين.

قبل بدء الندوة, توزَّع عدد من موظفي الشركة أمام مدخل القاعة, بملابس رسمية, يحملون الهاتف الجديد, واختبروا ميزاته على مرأى من الحاضرين. ولفتت أنظار المصورين موظفة محجبة, فتسابقوا على التقاط الصور لها إلى جانب اللوحات الإعلانية لـ"إلكون اي 800".

وافتتح حسام الخطيب مدير عام "اوفيس تكنولوجيز", الندوة مؤكداً التزام الشركة بتقديم الخدمة الفعالة والصيانة, في فترة ما بعد البيع. وأوضح ان الخلوي الجديد طُوِّرَ من جانب تجمع دولي يضم شركاء من مصر والإمارات وأستراليا وكوريا الجنوبية.

وأضاف ان الشركة, التي تتخذ من دبي مقراً لها, "استقطبت خبراء متخصصين من الشركات الدولية لتطوير تطبيقات اكثر تخصصاً لمستخدمي الهواتف الخلوية في العالم في شكل عام, وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص".

كما بيَّنَ ممثل شركة "إلكون" أن تطوير الهاتف الجديد استغرق سنتين, وان الإعلان عنه سيشمل دولاً عدة في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا, يليها دول اسلامية مثل تركيا وإندونيسيا وماليزيا وإيران وباكستان, اضافة الى الهند. وتوقع أن يُثمِّن المسلمون في العالم كله هذه المبادرة في الاتصالات. وأضاف أن "إلكون اي 800" لا يقل تطوراً عن أي هاتف آخر في السوق, على رغم إقراره أن الجهاز لا يحتوي على كاميرا.

ويحوي الهاتف "الذي يوصلك بمعتقداتك أينما كنت", كما وصفه ممثلو الشركة, على القرآن الكريم كاملاً بالخط العثماني, ومُنَبِّهاً أوتوماتيكياً لمواقيت الصلاة في أكثر من 5000 مدينة حول العالم, مع صوت الأذان واتجاه القِبلة.

ويستطيع "إلكون اي 800" التعامل مع شبكات "جي بي ار اس", التي توصله مع الإنترنت. ويتمتع بشاشة عرضTFT عالية الدقة, تتعامل مع 65000 لون وتضاء باسلوب الضوء الاسقاطي من نوع "ليد". ويُقَدِّم نغمات بأربعين طبقة صوتية مع خدمة رسائل الفيديو الخلوية "ام ام اس" MMS.

ويعطي الهاتف الأذان كاملاً, وفق ثلاث مدن مختلفة هي مكة والمدينة والقاهرة, كما يحتوي على التقويم الهجري. ومن المتوقع أن يطلق الهاتف في السعودية أواخر (مايو) أيار المقبل. ويبلغ ثمنه 395 دولاراً أميركياً.

Monday, April 5, 2004

عراقيو الخارج : ما جدوى العودة الى بلاد لا مستقبل مضمونا فيها؟

أعدادهم في الأردن زادت بعد الحرب ... وفي لبنان ينتظرون خروج الأميركيين . عراقيو الخارج : ما جدوى العودة الى بلاد لا مستقبل مضمونا فيها ؟

باسل رفايعة - منال أبو عبس
Al-Hayat (1,354 كلمة)
تاريخ النشر 05 أبريل 2004

يبدو عراقيو الأردن أكثر اطمئنانا بعد عام على سقوط نظام حسين، اذ زالت المخاوف التي رافقت وجودهم في المملكة منذ عام 1990، ولم تعد تحركاتهم في عمان والمدن الأردنية مرصودة من قبل الأجهزة الأمنية كما كانت الحال عليه في مثل هذه الأيام من السنة الماضية، حين كان الأردن يخشى من تسلل عناصر موالية لصدام الى الكتلة العراقية للقيام بعمليات عسكرية ضد أهداف أميركية وغربية على أراضيه، كما ان السلطات الأردنية غضت طرفها تماما عن مخالفات الإقامة التي كانت تهدد آلاف العمال العراقيين بالترحيل الى بغداد.

العراقيون اليوم في عمان يزيدون عن 350 ألفا، وبين هؤلاء مئات التجار والمستثمرين والأثرياء الذين تزايدت أعدادهم بعد احتلال بغداد، وساهموا على نحو لافت في تحريك عجلة الاقتصاد الأردني، وفي إنقاذه من الركود الذي سببته الحرب. وليس أدل على ذلك من الأرقام الرسمية التي أظهرت أن 60 في المئة من حجم بيوعات الأراضي والإنشاءات السكنية كانت في العام الماضي لمصلحة عراقيين، ممن هاجروا الى المملكة بعد نشوب الحرب، أو ممن كانوا يعيشون فيها سابقا، وترددوا في الاستثمار خوفا من تبعات الحرب على الأردن.

ولم ينتعش سوق العقار وحده بفضل العراقيين، فقد شهدت الحدود بين البلدين في الأشهر الماضية نشاطا لا سابق له في تجارة السيارات التي استوى فيها كبار التجار وصغارهم الى الحد الذي جعل السلطات الأردنية تسهل يوميا عبور المئات الى المناطق الحرة المنتشرة في المملكة والتي تمكن العراقيين من شراء السيارات من دون رسوم جمركية والعبور بها الى بلادهم لجني أرباح طائلة في ظل تزايد الحاجة الى تجارتهم في العراق.

الحال تغيرت تماما، ولا موانع أمام العراقيين المقيمين في المملكة أو القادمين إليها. ويقول وزير الداخلية الأردني سمير حباشنة ان الأردن «لا يمانع في دخول أي عراقي الى أراضيه شرط ألا يمثل تهديدا لأمنه واستقراره» كما أن شعار«تنظيم سوق العمل» الذي كان مرفوعا في وجه العمالة العراقية قبل عام لم يعد له وجود، لأن عمان «تتلمس أوضاع الأشقاء وتتحسس معاناة بلادهم التي تسودها الفوضى الأمنية وغياب السلطة المركزية» كما يؤكد المسؤولون الأردنيون الذين يؤكدون أن العراقيين «باتوا أكثر اندماجا في المجتمع الأردني، وأكثر تفهما لظروفه»، مع أن واقع الأمر كما يراه الكثير من المراقبين يتعلق برغبة الأردن ومصلحته في بناء علاقات سياسية واقتصادية مع العراق الجديد.

واذا كان عام 2003 عاما لعودة المعارضة العراقية المقيمة في عمان، ولا سيما أعضاء حركة «الوفاق الوطني» بزعامة اياد علاوي التي أصبحت جزءا من مجلس الحكم الانتقالي بعد سقوط نظام صدام حسين، فانه ليس كذلك بالنسبة لسائر عراقيي الأردن الذين آثروا الانتظار قريبا من بلادهم، ريثما يعود إليها الأمن والاستقرار.

ويقول خضير (35 عاما) الذي يعمل حلاقا في عمان منذ عام 1997 لـ«الحياة» أنه «تجاوز الإقامة الممنوحة له منذ ثمانية شهور، لكنه حصل بسهولة على إعفاء من الغرامات التي ترتبت عليه وزادت على 400 دولار، وتمكن أيضا من تجديد الإقامة، في حين أنه كان قبل عام يهرب كلما سمع ان الشرطة وموظفي وزارة العمل يقومون بالتفتيش على أماكن وجود العمالة العراقية». ويؤكد أن شأنه شأن الكثير من مواطنيه الذين لن يعودوا الى بلادهم في المدى المنظور، حيث «لا عمل ولا أمن ولا مدارس لأطفالهم».

ويشير عقيل الذي أصبح شريكا لتاجر أردني يعمل في تجارة الخردوات أن «أولاده الثلاثة يدرسون في المدارس الأردنية منذ ثمانية أعوام، ويتحدثون بلهجة زملائهم الأردنيين» ويقول مازحا أنه «يهددهم بالعودة الى العراق حين يقصرون في دروسهم، لعلمه الأكيد بأنهم يرفضون مجرد التفكير بالذهاب الى هناك لهول ما يشاهدونه على محطات التلفزيون». ويتساءل عن «جدوى العودة الى بلاد محتلة، توشك على الدخول في حرب أهلية ولا مستقبل مضمونا لأحد فيها».

وفي لبنان الذي يستضيف أعدادا كبيرة من العمال واللاجئين العرب في اكثر من منطقة من مناطقه، تبقى ضاحية بيروت الجنوبية نقطة تجمع أعداد كبيرة منهم، وبخاصة العراقيين. مرآب صغير معتم، مكتب قديم وكنبة مهترئة تكسوها الشحوم. شاب بملابس سود وشعر تواكب قصته الموضة، يطل من خلف دخان الأركيلة «التسلية الوحيدة في غياب الزبائن». هرب أحمد (26 سنة) من العراق قبل بدء الحرب. كان عسكريا شارك في حرب الكويت، ثم نقل للخدمة في الشمال (منطقة الأكراد). كانت مهمة الجيش تقتصر على منع تهريب البضائع من الشمال واليه، وكان الحراس يتغاضون عن تهريب الأكراد لبعض مستلزمات العيش. ذات يوم اعتقل شاب كردي في الثامنة عشرة لتهريبه قارورة غاز إلى المنطقة الكردية، على مرأى من قائد سرية حراس الحدود الذي أمر احمد أن يطبق «عقوبة الخيانة العظمى» على الشاب، أي إعدامه رميا بالرصاص. «لم اكن قادرا على تنفيذ الأمر». يقول احمد. ويضيف: «سجنت أربع سنوات بتهمة عصيان الأوامر»، وبعد صدور عفو عن السجناء هرب إلى لبنان.

وكما حال عراقيين كثيرين لا يفكر أحمد بالعودة إلى العراق «حتى خروج الأميركيين. وإذا لم يخرجوا سأذهب للجهاد ضد الاستعمار الجديد»، يختتم متوعدا.

نبيل (28 سنة) زميل احمد في المرآب هرب من العراق إلى الأردن قبل أربع سنوات، ومنه انتقل إلى سورية فلبنان. بين جدران ذلك المرآب تنحصر حياة نبيل، «امضي نهاري في العمل، وفي الليل اذهب إلى الشقة التي أقيم فيها مع عشرة من الشبان العراقيين. لا نملك اقامات ولا نجرؤ على الخروج أو التجول مخافة الوقوع في أيدي الشرطة، وبالتالي الترحيل المحتم». وعلى رغم عدم ارتياحه في لبنان حيث يعيش بعيدا من عائلته، إلا انه لا يفكر في العودة إلى العراق في الوقت الحالي. «التفجيرات تقتل العشرات من المدنيين يوميا، معظمها في بغداد، كما أن الحرب قضت على الكثير من المعامل والمؤسسات مما جعل فرص العمل نادرة».

في غرفة صغيرة مظلمة تحت درج إحدى البنايات الحديثة في ضاحية بيروت الجنوبية امرأة عشرينية تقبع أمام شاشة التلفاز، تتابع مشاهد قتل ودمار. ولدان يختبر كل منهما معلومات الآخر حول أسماء الأسلحة والطائرات الحربية الحديثة. مشهد ملائم لفيلم يروي تفاصيل الحياة اليومية لبيروت في الثمانينات.

في تلك الغرفة الصغيرة التي «لا ترى الشمس لكنها توفر الأمان»، كان الموعد مع إحدى العائلات العراقية. رائحة الطعام اللبناني الذي أجادته الأم بعدما أمضت سنة في لبنان، تصل إلى الخارج. الوالدة الحائزة على ليسانس في الآداب، كانت تعمل معلمة في العراق لقاء اجر شهري لا يتجاوز الأربع دولارات، قبل أن تندلع الحرب في بلادها. تبدو قلقة على أهلها، بخاصة أخواتها اللواتي اضطررن إلى المكوث في المنزل وترك الجامعة خوفا من الخطف أو القتل الذي تتعرض له فتيات العراق اليوم.

الوالد تجاوز الثلاثين بسنين قليلة. يمضي نهاره مقلبا قنوات التلفاز بين محطتي «الجزيرة» و«العربية». وكحال الكثيرين من أبناء بلاده اضطرته الحرب إلى العمل بواب بناية هو الذي يحمل شهادة في الهندسة. يحن إلى بلده «الحبيب» ويخاف على أهله واقاربه ورفاقه في البصرة.

الإبن الأكبر لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره. ما إن تسأله عن العراق حتى يسترسل في وصف الأحياء والمدرسة والأصدقاء. يحن إلى البيت القديم الذي كان يتسع لكل العائلة ومعها الجدة. «لكن وطني في حال حرب»، يقولها مرددا ما رسخ في ذهنه من مشاهد عن الحرب. أما مطالبه للعودة إلى العراق فلا تختلف كثيرا عن مطالب الكبار، «لن ارجع ما لم ينسحب الأميركيون وتتشكل حكومة وحدة وطنية ويسود الأمان». عندها فقط يعود كي يكمل دراسته ويعمل في وطنه ويبني بيتا كبيرا ويعيش في العراق «الحبيب».

Sunday, April 4, 2004

لو رأيت « مونو » في تلك الليلة !

لو رأيت « مونو » في تلك الليلة !

منال أبو عبس
Al-Hayat (333 كلمة)
تاريخ النشر 04 أبريل 2004


... وفي الحلقة الأخيرة من برنامج ستار أكاديمي، فاز عطية. لوح بعلم الكويت. احتضن بشار. بكت ميريام. ضحك احمد. وبالفعل «الأيام تمر مسرعة»... مقدمة البرنامج تقف على المسرح، تعيد على مسامع الجمهور مكاسب الفائز، ورحلة الطلاب التي ستبدأ مع انتهاء البرنامج. «الطلاب سيتوجهون بعد انتهاء البرايم إلى شارع مونو للسهر»، توضح مديرة الأكاديمية رولا سعد في مقتطفات من حديث مسجل. ينتفض زواري الذين دعوتهم لمشاركتي المناسبة. يتأففون من «اللف والدوران» الذي يطغى على الحلقة. ابنهم الصغير يحس بالنعاس، لكن «بقاءه مستيقظا لدقائق قليلة أخرى لن يضر بشيء»، فالساعة الآن العاشرة والنصف و«المقدمة قالت إن التصويت توقف». يشتد النعاس على الطفل. يضيق صدر الوالدة الشابة: «لن أخرجه من المنزل بعد اليوم»، تهديد لم يجد صداه في عقل الطفل.

الوالد، كما العادة، يحاول تلافي الدخول في لعبة التهديد والوعيد. مقدمة البرنامج هيلدا خليفة تركت طفلها في المنزل، فكان لديها متسعا من الوقت لتبديل ملابسها بعد كل فاصل. النتائج الأولية التي وردت على الشاشة في بداية الحلقة تظهر تفوق محمد عطية. يرضيني الأمر لكنه يزعج صديقي الذي يظن انه ليس إلا مناورة مدروسة من قبل ألـ LBC «لحث الجمهور الخليجي على التصويت». الوصلات الغنائية تبدو مملة في نظر ضيوفي الذين فضلوا سهرات البرايم الماضية.

الحادية عشرة والنصف تلوح في الأفق. النتائج تتصدر الشاشة. عطية يفوز. المشهد عينه مع انتهاء كل برايم. الكثير من الاحتضانات والقليل من الدموع. يتأثر الجمهور. ينتهي البرايم. وينصرف الطلاب إلى سهرتهم الموعودة في شارع مونو. الطفل ما زال يبكي. وأنا أفكر في حال جمهور مونو في تلك الليلة.

(مدرسة «الحياة»)

Saturday, April 3, 2004

إنّها شوارع بيروت وأنا لن أعود

إنّها شوارع بيروت وأنا لن أعود
منال أبو عبس الحياة 2004/04/3
ايطاليا (البندقية) - آذار (مارس) 2020.

جميل صباح البندقية في نافذة شقتي الصغيرة. لوشيانو بافاروتي, كوب نسكافيه, و"مئة عام من العزلة". شرفة لا تتسع لأكثر من أرجوحة بمقعدين. أنانية شرفات البندقية... لا تتسع لأكثر من شخصين. هناك في الداخل سرير واحد, صور لأناس كثيرين لا اذكرهم, وتلفاز لا أشعله إلا في المناسبات المجيدة. قنوات فضائية عربية نصيبها محفوظ على أرقام جهاز التحكم.

"المؤسسة اللبنانية للإرسال - آل بي سي", تحتل الصدارة. ها هي مواطنتي المطربة تطل على الشاشة. مطار بيروت الدولي, مكان تصوير الحدث, لا يشبه ذاك الذي غادرته عام 2004 إلى غير رجعة. المطار فارغ إلا من قصاصات صحف قديمة, وامرأة تتشح بالسواد. تجول كاميرا الفضائية في الخارج. إنها شوارع بيروت, أبنيتها, حجارتها التي أعيد بناؤها بعد انتهاء الحرب الأهلية. إنها بيروت, لا تشبه نفسها. "بيروت 2020", يرد في اسفل الشاشة. المرأة المتشحة بالسواد ترافق المشهد. تجول في الطرقات الخالية, يورد المونتاج مشاهد قديمة لأناس متسخين, جائعين كما يبدو, يشبهون أولئك الذين كنت أتراصف معهم على أبواب السفارات منذ ست عشرة سنة. المونتاج لا يورد تظاهرات طالبية جرت في الماضي, الشبان والشابات لا يظهرون على الشاشة. لا أحد يظهر على الشاشة. وحدها المرأة المتشحة بالسواد. وحدهم الرؤساء خلف شاشات الكومبيوتر المحمول يرسمون صورة بيروت الجديدة. وحدها عروس ترقص مع عريسها بفستان اسود.

لم يصدمني البرنامج. مشاهد سوداوية عن بيروت مدينة الحياة. وحده من يحب بيروت يقر بأنها مدينة الحياة. وحده من يحب بيروت لن يجرؤ على العيش في مدينة تتشح بالسواد. وحده من يحب بيروت يقر. ولأنني احب بيروت, اقر أنا المذكور أدناه بأنني وبكامل قواي العقلية والنفسية لن تطأ قدماي مطار بيروت الدولي. لن أترنح كديك مذبوح. لن اتراقص بفستان اسود في صـالة الاستقبـال. لن انظر حولي بحثاً عن عجوز تركته ستينياً. لن أعود إلى بيروت الخالية إلا من قصاصات صحف قديمة. لن أعود إلى رؤساء بلا مرؤوسين, إلى شوارع بلا تظاهرات. لن أعود إلى المتحف الوطني اغني بلادي بين أعمدته. لن أعود عروساً أزف بفستان اسود إلى شاب يعدني الحياة في بيروت.

أتذكر الستيني العجوز الذي أحب... جميلة قبلاته في صباح بيروت.

لا شيء يشبه الصباح في نافذة شقتي الصغيرة. لا شيء يشبه شرفات مغطاة بالمياه تماماً تحت شرفتي الصغيرة.

(مدرسة الحياة)