عائلة فلسطينية تدرس
مقاضاة اسرائيل لاعتدائها علىمتظاهرين في مارون الراس منيب أراد العودة صاحب حق لا مجرد ضيف
منالأبوعبس
في الصورة شاب يقف على تلة يرتدي سترة خضراء،وخلفه
تلال مكسوة بعشب اخضر تنيره الشمس .التلة هي بلدة مارون الراس في جنوب لبنانوالتي
قصدها في 15 أيار (مايو )الجاري فلسطينيون ومتضامنون مع الشعب الفلسطينيللمشاركة
في مهرجان في ذكرى النكبة .والتلال الخضر هي أراض في الجانب الفلسطيني منالحدود
.والشاب هو واحد من أكثر من مئة جريح أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي علىمقربة
من الشريط الشائك الذي يفصل لبنان عن فلسطين المحتلة، وشاء حظه أن يكون صاحبالإصابة
الأكثر خطورة .
منيب ربيح المصري هو اسم الشاب الواقف على التلة،ليلتقط
له رفاقه صورة على بعد خطوات من أرضه الأم، على بعد اقل من ساعة من الرصاصةالإسرائيلية
المتشظية التي اخترقت ظهره بينما كان يساعد على نقل احد رفاقه المصابينعن
الأرض وأصابت عموده الفقري وأفقدته طحاله وكليته اليسرى .منيب عمره 22 سنة،فلسطيني
يحمل الجنسية الأميركية، وسليل عائلة يجتمع فيها السياسة والمال، وتتشعببين
فلسطين التي يقطنها الجد منيب رئيس 'منتدى فلسطين 'وأقارب سياسيين، والأردن
حيثالأهل ولبنان ولندن وأميركا حيث الأعمام .
أما هو، فيدرس الجيولوجيا فيالجامعة الأميركية في
بيروت .وذهب إلى الجنوب ليتضامن كأي فلسطيني آخر مع شعبه ضدعدوه،
وليختار البوابة الأصعب للعبور إلى بلده الذي تؤهله جنسيته الثانية الدخولإليه
متى أراد ومن أي بوابة كانت، لكن كضيف وليس كصاحب حق .
في غرفة في قسمالعناية الفائقة في
مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، يقبع منيب بعدما نقلته منمستشفى
بنت جبيل طوافة تابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل )إلىمطار
بيروت، ومنه إلى المستشفى في إطار رحلة علاج يأمل أقاربه بأن تعيد إليه
حياتهكما كانت .
وفي صالة الانتظار في المستشفى يجلس أقارب منيب الذين
توافدواإلى بيروت للاطمئنان إلى حاله، وبينهم جده الذي سمي على
اسمه منيب المصري رئيس 'منتدى فلسطين 'ورجل الأعمال الفلسطيني الشهير .وإلى جانب
الجد يجلس ابنه مازنويبدوان منهمكين في الإعداد لمؤتمر صحافي عن 'شهداء وضحايا
مارون الراس '.يتحدثمازن عن حال منيب ويبدو مصرا في الحديث على ذكر الضحايا
جميعهم كلما ذكر الحادث،ويقول إن العائلة تدرس أوضاع بقية الضحايا في إطار إجراءات
قانونية تنوي اتخاذهالمقاضاة إسرائيل على ما فعلته .
وبين الأقارب تبدو سهى، زميلة منيب فيالجامعة،
اكثر انهماكا من الجميع .سهى شاركت منيب ورفاقه الآخرين في 'رحلة 'التضامنإلى
مارون الراس .ويقع السؤال عن سبب مشاركتها ورفاقها في التحرك كدلو ماء بارد،فترفق
السؤال بآخر لتتأكد من جديته، قبل أن تجيب بحدة إن المشاركة هي للتضامن معالشعب
الفلسطيني في معاناته وللمطالبه بحقه .وتقول أيضا إن 'أطفالا كثيرين سبقوناإلى
المشاركة، فكيف نقف نحن متفرجين؟ '.لم تكن سهى تتوقع أن تصل الأمور إلى ما
وصلتإليه، لكن 'عندما ترين النساء والأطفال يركضون في اتجاه
ارضهم، لن تكتفي بالتفرج '.
ما تقوله سهى، يقوله آخرون يرفضون مجرد الإشارة إلى
'استعمال التحركرسالة سياسية '.هؤلاء ليسوا كاذبين، قاماتهم المنتصبة أمام
البنادق لا توحي بذلك،كما لا توحي به الصورتان اللتان التقطتا لفتى فلسطيني يظهر
في الأولى وهو يسير نحوالسياج مغمض العينين، رافعا العلم الفلسطيني بيد وشارة
النصر بالأخرى وفي الصورةالثانية يسقط شهيدا .
منيب أيضا ليس منافقا ...الشاب الذي ركض في اتجاه عدوهليذكره
بأنه أيضا يحلم بالعودة إلى ارضه كأي لاجئ فلسطيني، وبأن جواز السفرالأميركي
ليس هو السبيل الفعلي إلى فلسطين، ليس منافقا .
الموضوع :أخبار
المصدر :الحياة
ت .م :27-05-2011
-
ت .ه :24-06-1432
العدد :17584
-
الصفحة :8
Saturday, May 14, 2011
المخالفون يراهنون على
سياسة 'النفس الأطول' معالقوى
الأمنية لإعادة بناء ما تهدم
'نهضة' التعديات في محيط المطار تهدد بإعادةتصنيفه قائد الدرك اللبناني: المعتدون يصرفون أموالهم هباء
منالأبوعبس
يخيم الحذر على وجوه كثيرة في منطقة الاوزاعي فيالضاحية الجنوبية لبيروت .حذر مرده الى وجود عناصر من القوى
الامنية تواكب الجرافاتخلال
هدمها عددا من مخالفات البناء على الاملاك العامة وأراضي المشاع في المنطقة .ومرده
ايضا، الى احساس الأهالي بأنهم متروكون من دون غطاء سياسي اعتادوا، كماالجميع في لبنان، على الاحتماء بظله في مواجهة كل شيء
.فراحوا يواجهون القوىالامنية
بالتوعد لزعماء وأحزاب 'قالوا انهم سيؤمنون الغطاء لنا، ثم تركونا 'حينا،وبإطلاق شتائم وعيارات نارية فوق رؤوس العناصر الامنيين
لثنيهم عن المتابعة أو حتىتنصيب
الاطفال والنساء كدروع بشرية داخل هذه المباني في أحيان أخرى .
الأمنيون أزالوا حتى أول من أمس، 270 مخالفة بناء جديدة في
مناطق عدة منالضاحية الجنوبية لبيروت
.المخالفات القديمة شأن آخر، وهي ووفق اكثر من معني، تحتاجالى غطاء سياسي أوسع بكثير من ذاك المعطى الى القوى الامنية
اليوم .فتاريخ تلكالمخالفات
وتحديدا الواقعة ضمن نطاق ما يسمى ال300 متر بعيدا من مدرج المطار يعودالى عام 1958، واستمرت في اعوام كانت فيها سلطة الدولة اكثر
فاعلية مما هي اليوم،وصولا
الى الاجتياح الاسرائيلي (1982 )وحرب تموز (2006 )والفورة الاخيرة .ومع ذلكلم تزل، ولم يتحرك القضاء لنصرة الدولة، كما لم يتحرك اليوم
لإصدار اوامر بتوقيفالمعتدين
على الاملاك العامة، أو حتى لتقصي السبب الحقيقي وراء 'نهضة عمرانية 'كثيفة
خلال فترة تقل عن شهر واحد !
غير أن وراء أعمال البناء الاخيرة ثمالهدم، فالمحاولات التي يبذلها مخالفون لإزالة الركام
وإعادة بناء ما هدمته القوىالامنية،
تعديات في منطقة الاوزاعي وصولا الى الكوكودي وحي السلم تكتسب طابعا اكثرخطورة مما عداها .فالتعديات هنا، تمس مباشرة بمرفق حيوي من
مرافق لبنان .وهي إن لمتكن
تشكل حتى الساعة خطرا على سلامة الطيران المدني، إلا أنها تهدد بالتأثير فيتصنيف لبنان دوليا، اذا ما جرى كشف على المطار .
ثلاث دوائر تمثل التعديات
التعديات بمفهومها القانوني لا تحتل حيزا في كلام رئيس
المطار دانيالالهيبي .فتلك المشكلة هي
بين الدولة والمعتدي، أما مشكلة المطار فهي في ارتفاعالمباني بطريقة يمكن أن تؤثر في مجال الرؤية للطيارين ولبرج
المراقبة أو تسمح بتسللالاشخاص
عبر سور المطار من خارج المطار اليه وبالعكس .
يستعين الهيبي بمديرالمطارات
سمير فقيه ليشرح على صورة جوية كبيرة يظهر فيها المطار والمناطق المحيطةبه حجم هذه التعديات وخطورتها .يرسم فقيه ثلاث دوائر (كما
تظهر في الصورة )حول ثلاثمجموعات
من المباني .الدائرة الاولى تشير الى مجموعة أبنية مباشرة أمام المدرجالغربي لهبوط الطائرات .الثانية لمبان تفصل بين اوتوستراد
الاوزاعي وسور المطار،والثالثة
لمبان في منطقة الكوكودي القريبة من المطار .مخالفات البناء في هذهالمنطقة ليست حديثة العهد .لكن ما حصل قبل أشهر قليلة هو أن
اصحاب المباني اضافوااليه
طبقات جديدة، فصارت اعلى .
يفسر الهيبي الخطورة التي تمثلها المباني فيكل دائرة من الدوائر .ففي الاولى ترتفع مباشرة امام المدرج
الغربي، اي انها قد تعوقرؤية
الطائرات من برج المراقبة كما قد تعوق رؤية الطيار لنقطة بداية الهبوط،
'وبذلكيهبط الطيار في نقطة تبعد
من بداية المدرج بنحو 500 متر .هذه الخطوة تفقد المدرجمساحة كبيرة، وقد لا يعود طوله كافيا لهبوط الطائرات براحة
'.الامر هذا، يؤكد فقيه، 'ليس كارثة وطنية .لكن
صارت هناك قيود على المدرج اوجدتها هذه المباني، وعلينا أننتنبه لها '.
الهيبي يفسر القيود بأن 'الطائرة في هذه النقطة يجب أن يكونارتفاعها 400 قدم عن سطح الأرض .وهناك درجة معينة من الوضوح (clearance )يجب انتكون
مؤمنة للطيار .اذا ارتفعت المباني إلى درجة معينة، يصير الطيار مضطرا الى انيزيد الارتفاع عن 400 قدم، هذا ما نعنيه بالقيود 'وهذا له
تأثيرات عدة .
الدائرة الثانية التي رسمها فقيه على الخريطة، هي لمبان
بمحاذاة سورالمطار، اضيفت اليها
طبقات جديدة، فصارت اعلى من السور، وصار معها تسلل الافراد منخارج المطار الى المدرج أمرا ممكنا وسهلا .هذه المباني، يرى
الهيبي أنها تشكل خطراعلى
السلامة العامة .أما الدائرة الثالثة، فهي لأبنية ارتفعت في نقطة الكوكودي -الغدير، وإزالتها تأتي في المرتبة الثالثة، فهي تقع مقابل
المدرج الشرقي الذي خسرسلفا
700 متر من مساحته، غير أن حركة الطيران عليه غير كثيفة .
الخطورة فياعادة
تصنيف المطار
لا يملك رئيس المطار إحصاء لحجم المخالفات الجديدة، وإنكان يعتبر أن 'العدد نفسه غير مهم، لأن مبنى واحدا ارتفع
الى درجة معينة، قد يغطيعلى
منطقة كبيرة '.وهو وإن اعلن أنه تبلغ من القوى الامنية أن المخالفات التي
تعنيالمطار أزيل جزء كبير
منها، فإن مشاهدة محيط المطار من قاعة برج المراقبة تظهر انمباني كثيرة بعضها اضيفت اليه سقوف قرميد لا تزال تنتصب
مقابل المدرج الغربي .ولكنفي
حال لم تزل هذه التعديات لسبب من الاسباب، هل هناك خطر على هبوط الطائرات فيمطار بيروت، وهل يمكن أن يؤثر ذلك في وضع المطار عالميا؟
يعيد الهيبي تأكيدكلام
فقيه بأن الوضع لا يشكل خطرا على سلامة الطيران حتى الآن .لكن إذا استمرتالحال على ما هي عليه أو ازدادت سوءا، وجرى كشف على المطار،
وتمت اعادة تصنيفهعالميا،
فالضرر الكبير هو تصنيف المطار بأنه ليس صالحا لاستقبال طائرات كبيرة، انمافقط الصغيرة .بينما هو الآن يستقبل كل انواع الطائرات ما
عدا 'ايرباص 380 'الجديدة .
ويضيف :'نحن قادرون على المعالجة اذا لم تزل هذه المباني
بالكامل، لكن هذايخسرنا
نحو 500 متر من المدرج الغربي الذي يصل طوله الى 3800 متر .اللجوء الى هذاالاجراء ليس بالامر السهل، فهو يحتاج اصلا الى دراسة هندسية
.ونحن في انتظار ازالةالمباني
'.
كل التعديات الجديدة ستزال
قائد الدرك العميد صلاح جبرانيؤكد
ان إزالة التعديات امر لا مجال للجدال فيه، و 'المخالفات التي ازلناها حتىالآن لم يكن احد ليفكر بأنها يمكن أن تزال '.ويعلن أن 'اي
بناء جديد لن يبقى صامدا،وليعلم
المتعدون أنهم يبددون اموالهم هباء '.
وعن سبب 'نهضة المخالفاتالعمرانية
'أخيرا، يوضح جبران أن عدم وجود حكومة هو السبب الاول، والثاني زيادةاعطاء تراخيص البناء بمساحة 120 مترا من البلديات، ما جعل
بعضهم يشعر بأن المسألةفالتة
.الآن توقفت أعمال البناء بنسبة كبيرة بسبب اعمال الإزالة .أما المخالفاتالقديمة فتحتاج الى قرار اكبر منا .سنبحث فيه لاحقا '.
اعمال الإزالة وفقجبران
متواصلة، وإن كانت بوتيرة غير منتظمة، 'بالامس ازلنا 54 مخالفة، قبلها 29،وقبلها 47 .والارقام تختلف وفق الظروف .أحيانا تتعطل
جرافاتنا فنستعين بجرافاتالجيش
أو الدفاع المدني أو جرافات مدنية .وثانيا بحسب المقاومة التي نلاقيها منالأهالي .نضطر أحيانا إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع
لنتمكن من إخلاء المبانيمن
قاطنيها '.
وعن استخدام القوة، يقول :'القوة اكثر ما نتحاشاه، خصوصا
اننانتعامل مع اهلنا وأحيانا
يكون بينهم اطفال ونساء .ربما نستعملها لكن فقط في حالالدفاع عن النفس '.
11 ضابطا من القوى الامنية و13 عنصرا
أصيبوا بجروحمتفرقة في مواجهات مع المحتجين
على ازالة التعديات .ووفق قائد الدرك :'الاصاباتمعظمها
بالحجارة، أما الرصاص فيطلق فوق رؤوس عناصر الدوريات، أحيانا قذائف 'آر بيجي '.هؤلاء نوقفهم ونحيلهم الى النيابة التي تأخذ القرار
بالتوقيف '.
ولكن،من
يوقف المعتدين على الاملاك العامة؟ يرد جبران :'قرار توقيف المعتدين على
الاملاكالعامة ليس عندنا .بل
يرجع الى النيابات العامة .نحن نوقف من يعتدي علينا ونحيلهبموجب المحضرونأخذ
اشارة النائب العام، الذي يقول لنا إما اوقفوه وأحيلوه الىالنيابة او اتركوه بموجب سند اقامة .ومبدئيا يكون القرار
تركهم بسند اقامة '.وينفيوجود
تدخلات سياسية في عملية ازالة التعديات، ف 'مجرد التمييز يفشل المهمة '.
بوصلة استنتاجات
الحديث مع عدد من اصحاب المحال التجارية فيالاوزاعي، يقود الى اكثر من استنتاج .الاول، يقين الكثيرين
أن اشارة أعطيت للناسبأن
ينطلقوا بعملية البناء، ما دفع بعضهم الى الاستدانة لشراء المواد .والثاني،
انثمة غضبا حقيقيا مصوبا في
اتجاه المرجعيات الحزبية والسياسية لأهالي المنطقة .والثالث،
احساس الاهالي مرة جديدة بأنهم وحدهم من يدفع الثمن، ف 'الضباط الامنيونالذين شيدوا قصورا بملايين الدولارات من الرشى التي تقاضوها
من المخالفين عبرالسنين،
لن يخسروا أموالهم كما فعلنا '.غير أن أكثر ما يراهن عليه عدد كبير منالمخالفين الذين ازيلت مبانيهم أخيرا، هو الفوز بسياسة
'النفس الطويل 'التي قالواانهم
سيعتمدونها مقابل القوى الامنية .
الموضوع :أخبار
المصدر :الحياة
ت .م :14-05-2011
-
ت .ه :11-06-1432
العدد :17571
-
الصفحة :7
Friday, May 6, 2011
التعديات على الأملاك
العامة تتحدى الدولة:
'ما شيدشيد
وهدمه يمر بالنساء والأطفال اولا'
منالأبوعبس
لا يحتاج المتجول الى دليل للوصول الى أماكنالتعديات على الاملاك العامة ومشاعات الدولة في بلدات كثيرة
في جنوب لبنان، وخصوصاتلك
الواقعة ضمن نطاق بلدية صور .وعلى رغم البيان التنسيقي الصادر عن الاجتماعالسياسي- الامني الاثنين الماضي الذي حضره أمنيون الى
ممثلين عن 'قوى الأمر الواقع 'أي
'حزب الله 'وحركة 'أمل 'ودعا المخالفين الى وقف العمل فورا وازالة التعدياتخلال 48 ساعة، بقي صوت المطارق وصيحات عمال البناء طاغية
على ما عداها في ارجاءالمنطقة
.وغدا كل يوم جديد يحمل معه صورا جديدة لأبنية ترتفع فجأة بين ليلة وضحاها،متحدية كل قوانين الهندسة المدنية واجراءات السلامة العامة
.
في مناطق مثل 'المساكن
'و 'حي الزراعة 'ومحيط ثكنة الجيش في صور تتجلى حقيقة مشكلة راحت تكبرككرة ثلج لتهدد الآن مناطق بأسرها .فإذا استثنينا طريقا
بحجم ممر لسيارتين كحد أقصىهو
مساحة الطريق الرئيسية داخل هذه المناطق، يندر أن تجد موطىء قدم واحدة لا
يقامعليها بناء حديثا .أما
السبب من وجهة نظر المخالفين، فيبقى اولا الازمة الاقتصاديةوثانيا 'انتهاز فرصة غض القوى الامنية النظر عن تشييد اشخاص
موالين لتيار 'المستقبل 'على مشاعات بلدة جنوبية
هي يارين، ورد حركة 'امل 'و 'حزب الله 'بالطلب منمناصريهما
البناء خلال مهلة لا تتعدى الاسبوعين '، وهو ما نفاه 'المستقبل 'و 'أمل 'والحزب
.
أسعار الشقق
امام محل لبيع مواد الدهان يجلس شاب ثلاثيني،في حجره طفل لم يكمل عامه الثاني .يشير الشاب الى ورشة بناء
فوق سطح المحل المكونمن
غرفة واحدة كبيرة، يلتصق بها بناء مكون من غرفتين تعودان له، بينما يعود
المحلالى رجل لا يقيم في
المكان .
يضحك الشاب بينما نسأله عن سبب مبادرته الىالبناء على املاك لا تعود له، فعائلته كبرت، وفي صور وصل
سعر الشقة الى 150 الفدولار
.ولذلك اعتمد طريقة يعتبرها نصف شرعية :'اشتريت الهواء من صاحب المحل
(المشيدعلى ارض مشاع )لأبني
منزلا اكبر لعائلتي '.
في مكان آخر، يراقب رجل عمالبناء
يعملون في ورشة من طبقتين فوق غرفة كبيرة يقطنها وعائلته .يقول :'نحن
انتهزناالفرصة .فجأة بدأ الناس
كلهم البناء، ففعلنا مثلهم '.وعما اذا حصل على تغطية من قوىسياسية، يرد :'انا لا أنتمي الى أي حزب، لكن المنطقة هنا
مغطاة من احزاب معينة،فتغطينا
مع الاخرين .'
ينهمك عدد كبير من اصحاب الورش في حي الزراعة بإجراءاتصالات ومفاوضات مع من يزودونهم مواد البناء .فالقوى
الامنية باشرت قبل ثلاثة أيامخطة
تقضي بمنع دخول جبالات الاسمنت وآليات نقل مواد البناء الى مناطق المخالفات،بحجة أن هذا سيؤدي الى تجميدها تلقائيا .غير أن ذلك لم يمنع
من نفدت من ورشته هذهالمواد
من الالتفاف على الاجراء الاخير، أي بحسب أحد المخالفين 'النزول بسياراتناالى سبلين لنقل البضاعة .فحرام أن نوقف العمل بعدما بلغ
خواتيمه '.
الخوف مندخول
القوى الامنية لازالة المخالفات لا يحتل حيزا كبيرا من تفكير المخالفين .فالعادة
درجت على أن ما شيد قد شيد، وأن أقصى ما يمكن ان يجري هو منع الورشالجديدة .ولكن حتى لو 'تجرأت القوى الامنية على ذلك، فإنهم
لن يفعلوا الا فوق جثثنا .عندما حاولوا أن يقوموا
بذلك سابقا ولعت الدنيا، وسقط شهيدان ...لا أعتقد انهمسيعيدون الكرة '، يقول رجل، متحدثا عن حادثة مقتل الشابين
اللبناني علي ناصروالفلسطيني
وسام الطويل خلال عمليات قمع المخالفات ما أدى الى توقف العملية .وتضيفزوجته التي تجلس وولدها امام الورشة أنه 'من الظلم ان
يمنعونا من البناء .نحن لجأناالى
الاستدانة من الآخرين لشراء مواد البناء .نحن حاولنا الحصول على تراخيص لكن
لااحد يعطينا '.ويتحدث رجل
آخر عن سبب السماح للفلسطينيين في مخيم البص للاجئين ببناءاربع طبقات من دون تراخيص 'بينما نمنع نحن من توسعة بيوتنا
'.ويضيف أن 'الامر ماكان
ليصل الى هذه الدرجة لولا استغلال بعض النافذين علاقاتهم، ومصادرة المشاعاتلبناء مشاريع سكنية وتجارية .ففي المشاع الملاصق لمنطقة
البرج الشمالي جاء اشخاصوتقاسموا
المشاع من دون موافقة احد، وقرروا بناء مجمع تجاري ومقاه حوله، قبل أنتمنعهم البلدية باقامة ساتر ترابي حول المشاع .هؤلاء من يجب
منعهم، وليس نحن '.
البناء لأغراض تجارية واستثمارية هو ما يثير حفيظة عدد كبير
من أبناء صورغير المخالفين .وتتكرر
عبارة أن 90 في المئة من المخالفين هم ممن تهجروا من بلداتاخرى الى صور خلال الحرب، لتبرر ما يعتبره شاب من صور 'حقنا
في البناء على مشاعاتنابدل
الغرباء .هؤلاء يستغلون ارضنا ليبنوا عليها عقارات للاستثمار بينما يمنع
عليناذلك '، مشيرا الى مجموعة
من المحلات مقابل مستديرة البص شيدت على أرض المشاع .
لكن، ثمة خوف جديد تعكسه مواقف ابناء صور .فالابنية التي
ترتفع بين ليلةوضحاها
لا يمكن اعتبارها الا قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، وتسهل ملاحظة أسقفغير مستوية، وأسقف لا تستند الى اعمدة بل الى حيطان من
احجار الباطون وحدها .اذ انالعاملين
فيها لا يراعون أي شرط من شروط الهندسة المدنية بسبب التسرع الذي ادى الىانهيار الاعمدة في عدد من الورش خلال عملية البناء، في حين
ادى تجاهل صاحب احدىالورش
الى وجود خط التوتر العالي الى مقتل عامل سوري كان يحاول ازاحته لاكمالالبناء .
فوضى شاملة
تشير الاحصاءات الاولية التي كانت نقلتها 'الحياة
'عن مصادر امنية الى أكثر من اربعة آلاف وحدة سكنية بنيت على امتداد الجنوبعلى الاملاك العامة والمشاعات .في حين يقول رئيس بلدية صور
حسن دبوق ان المخالفاتفي
صور 'بدأت بخمس محاولات مخالفات، كانت تكلف آنذاك خمس مذكرات توقيف .لكن ذلك
لميحصل '، لافتا الى ان
'السلطة لم تقم بدورها بتطبيق القوانين بمختلف اجهزتها، حتىقوى الامر الواقع، لم تتعامل مع الحدث على المستوى المطلوب
آنذاك '.
المشكلةالآن
كبيرة بحسب دبوق، و 'لا نعرف من اين نبدأ لمعالجة الخطأ .واذا كانت الحاجة
هيالسبب لزيادة غرفة او
غرفتين على المسكن لاسباب انسانية، فما المبرر لانشاء مشاريعتجارية '.
وحذر من 'المشاكل الاجتماعية التي سيسببها البناء على
المشاعاتوالمشاكل البيئية ومشاكل
السلامة .في منطقة المزارع المنشآت لا أعمدة لها، وعلى رغمذلك ترتفع الى ثلاث طبقات .هامش الخطر كبير جدا .فوقوف هذه
المباني يتحدى كل قوانينالهندسة
المدنية الموجودة .الخطر يتهدد بالمنطقة وساكنيها وحتى المارة فيها، كذلكالبلديات ومؤسسة الكهرباء والمياه '.
وراى أن 'الخطوة الاولى في طريقالمعالجة
هي ايقاف جميع التعديات والاعمال الاضافية فورا .ثم دراسة هذه المشكلةوكيفية معالجتها وذلك بعد تصنيفها بحسب نوع كل مخالفة
وحجمها '.فالمخالفات لا تزالمستمرة،
'وهناك مخالفات نزيلها صباحا فيعيدون تشييدها مساء، هذا الشخص لو اوقف وحبسلفترة، هل كان ليتجرأ على اعادة المخالفة؟ '.وتحدث عن حادثة
مقتل الشابين فيالمساكن،
مشيرا الى أن الاهالي احتجوا وقطعوا الطريق 'في الوقت نفسه كانت جبالاتالاسمنت تعمل، فتضاعف عدد المخالفات بعد يومين من الحادث '.
عدلون
الواجهة البحرية في بلدة عدلون تشهد وجها آخر من وجوه
التعدي على الاملاكالعامة
.فما كان قبل اشهر قليلة غرفة او غرفتين صار مبنى من طبقات عدة .وعلى رغمقيام القوى الامنية بين حين وآخر باعتراض عمل الورش، غير أن
العمل يعود كل مرةليزدهر
بعد مغادرتها .ويستند الاهالي الى تقنية باتت شبه معروفة، وهي جلوس النساءوالاطفال على الشرفات وامام الورش، في رسالة الى من يحاولون
منع الاعمال تفيد بأن 'الطريق الى ازالة ما بني
يمر عبر النساء والاطفال اولا '.