17 وزيرا يبحثون في الدوحة 'جودة التعليم في العالمالعربي':
استيراد الجامعات العالمية لا يكفي للنهوض
بالمؤسسة التربوية
منالأبوعبس
لا يحتاج المرء الى شرح كبير ليدرك الجهود التيتبذلها قطر لتطوير قطاع التعليم فيها في شكل خاص .ولعل جولة
واحدة في ارجاءالمؤسسات
التعليمية والجامعات التي تسهم 'مؤسسة قطر 'في تطويرها، تعطي جانبا منالصورة العامة .وإلى المباني الضخمة التي شيدتها على مساحات
واسعة من اراضيهاوجعلتها
فروعا لجامعات عالمية، وجهزتها بمختبرات وملحقات مشابهة لتلك الموجودة فياكثر دول العالم تطورا، اضافة الى استقدام المدرسين من
مختلف الجنسيات الأجنبيةوالعربية
للتعليم في جامعاتها، تبدو قطر مهتمة بالإحاطة بعملية تطوير قطاع التعليممن مختلف جوانبه .وقد تكون المؤتمرات والندوات المتتالية
التي تعقدها في عاصمتهاالدوحة
او تشارك فيها في مدن مختلفة من العالم واحدة من هذه الوسائل الهادفة الىمواكبة التطور المتسارع من حولها في العالم .
غير أن الوتيرة السريعة التيتسير
بها الدوحة في محاولتها 'اقتناء 'كل ما هو ضروري في مجال التعليم ليضعها فيمصاف اكثر الدول تقدما، لا تجد ما يجاريها عمليا على ارض
الواقع التعليمي .ففيالدوحة
خصوصا، وبحسب متابعين للشأن التعليمي، ما زالت ثمة ثغرات يجب العمل عليهاللنهوض بالقطاع التعليمي ككل، ومن هذه الثغرات ضعف التنشئة
التعليمية، بحيث يبدوالاهتمام
منصبا على المراحل التعليمية الأخيرة في حياة الطالب، من دون ايلاءالأهمية نفسها للمراحل الأولى، أي التعليم الأساسي خصوصا في
المدارس المستقبلة أيالحكومية،
وهو ما شددت المصادر على ضرورة تغذيته للوصول الى الأهداف المرجوة، معالعلم أن الدوحة تنفق اموالا طائلة على هذا القطاع .
غير أن الدوحة،وبموازاة
تركيزها على النهوض بالقطاع التعليمي، لا تخفي رغبة في نشر تجربتها فيمحيطها والإفادة من تجارب أخرى .وفي هذا الإطار تحول في 21
و22 ايلول (سبتمبر )الماضي، فندق 'فور سيزنز
'في الدوحة الى ما يشبه خلية نحل بحيث انشغل وعلى مدىيومين وزراء التربية الآتين من 17 بلدا عربيا (الجزائر،
البحرين، جيبوتي، العراق،الأردن،
الكويت، لبنان، ليبيا، موريتانيا، سلطنة عمان، السلطة الوطنية الفلسطينية،دولة قطر، المملكة العربية السعودية، السودان، تونس،
الإمارات العربية المتحدةواليمن
)، اضافة الى معنيين بالقطاع التعليمي من عرب وأجانب، في بحث مسألة 'جودةالتعليم في العالم العربي '، في ندوة وزارية نظمها المجلس
الأعلى للتعليم في قطربالتعاون
مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'الكسو 'والبنك الدولي .
وبرز خلال الندوة التي عقدت عددا من الجلسات المغلقة تشديد
على ضرورةالتركيز على المراحل
التعليمية الأولى، فضلا عن التركيز على التوجيه التعليمي أيالربط بين التعليم وسوق العمل، ما يحد من مشكلة البطالة
التي يعاني منها عدد منالدول
العربية .
وفي افتتاح الندوة، شدد وزير التعليم والتعليم العاليالأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم في قطر سعد بن إبراهيم
آل محمود على أن 'التحديات (التي تواجهها
دولنا )قد ترتبط بقلة القيادات التربوية الإدارية المؤهلةأو الهيئات التدريسية ذات الكفاءة في ظل تزايد أعداد الطلبة
والحاجة إلى رصدموازنات
كبيرة تفوق قدرات بعض الحكومات وتبعات العولمة من تدفق المعلومات والمعرفةوظهور أنماط جديدة من نظم التعليم وانتقال المعرفة ومعايير
أداء العمل '.ودعا الى 'تبادل الخبرات والتجارب
في ما بيننا وأن نستفيد من كل ذلك لإيجاد قاعدة مشتركةوبلورة رؤية عميقة لتطوير التعليم في بلادنا تستوعب كل
متطلبات العصر ومتغيراته '.
ثم تحدث نائب الرئيس لشؤون التعليم في 'مؤسسة قطر للتربية
والعلوم وتنميةالمجتمع
'رئيس مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم عبد الله بن علي آل ثاني عن 'التحول
الكبير والعملاق الذي تشهده قطر منذ عام 1995 وما تبعه من تطور اقتصاديواجتماعي وثقافي على مختلف الصعد '.وأشار إلى أن 'مؤسسة قطر
استخدمت عناصر التميزذات
المستوى العالمي بجلب جامعات عالمية واستقطاب الطلاب والأساتذة من مختلف دولالعالم '.
أما المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليسكو
)محمد العزيز ابن عاشور، فأكد أنه 'تم انجاز الكثير في العقود الأخيرة فيالوطن العربي وتحسنت نسب الالتحاق بالتعليم '، لكنه أعلن أن
'المكاسب ليست بالقدرالذي
نتمناه بخاصة في مستوى المخرجات ونوعية كفايات الطلاب ومؤهلاتهم ومهاراتهم '.وأشار
الى 'نسب البطالة المرتفعة في صفوف خريجي الجامعة وحاملي الشهادات العليا '، موضحا
أن 'منظومتنا التربوية لم تبلغ بعد مستوى المعايير العالمية وأن ما تقدمهمدارسنا وجامعاتنا لا يتلاءم بالقدر المطلوب مع حاجات سوق
العمل ومتطلباته .'
وأوضح مدير قطاع التنمية البشرية في البنك الدولي ستين
جورجنسن أن 'كثيرامن
الاستثمارات في مجال التعليم تضيع بسبب سوء الأنظمة التعليمية وأن الدول
العربيةستظل متأخرة ما لم ترتق
الى التعاون في مجال تجويد التعليم '.وأعلن ان 'البنكالدولي يعمل حاليا على انفاق استثمارات بقيمة 23 بليون
دولار لدعم التعليم في الدولالنامية
'.
وعقد الوزراء عددا من الجلسات المغلقة أصدروا بعدها توصيات
أكدالمشاركون أنها لن تبقى
حبرا على ورق، اذ تم تكليف 'المنظمة العربية للتربيةوالثقافة والعلوم بالتعاون مع البنك الدولي ومؤسسة قطر
للتربية والعلوم وتنميةالمجتمع
وضع خطة تنفيذية وآليات لمتابعة بنود هذا الإعلان، وعرضها على وزراءالتربية والتعليم في اجتماعهم المقبل '.
وتضمنت التوصيات تأكيد الوزراء ان 'تحسين
جودة العملية التعليمية بمختلف مكوناتها يتطلب في كل الأحوال تطويرا طويلالمدى وإرادة سياسية ثابتة وتمويلا متواصلا '.ولحظت ان
'تحسين جودة التعليم يمثلالاستثمار
الوطني الأعمق أثرا والأكثر فاعلية في كل الدول بغض النظر عن مستوىاقتصادها ودخلها، لأنه استثمار في رأس المال البشري، وأن
القيمة الحقيقية المترتبةعلى
الإصلاح التعليمي الناجح تفوق بكثير تكاليف التحسين مهما كان حجمها وبخاصة
أنالعائد الاقتصادي المرتفع
والناتج من تحسين أداء الموارد البشرية يقلص تأثيرالتقلبات
الاقتصادية وأزماتها الدورية '.
وشددت على 'ضرورة ايلاء الاهتمامالملائم
للأطفال الذين يعيشون في ظروف طارئة وبخاصة تحقيقا للجودة '.
وأبدىالوزراء
التزامهم العمل على 'جعل الجودة محور الإصلاحات التربوية '، ودعوا الى 'إرساء
نظام تقويم وبرنامج عربي مشترك للبحوث في مجال الجودة ووضع معايير ومؤشراتوقواعد بيانات إقليمية وذلك بالتنسيق والتعاون بين المرصد
العربي للتربية والوزاراتوالمؤسسات
والمنظمات المختصة ومساعدة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فيإطار تنفيذ خطة تطوير التعليم على نشر تقرير سنوي حول أوضاع
التربية والتعليم فيالوطن
العربي بالتنسيق مع الدول العربية '.
وتضمنت التوصيات بنودا كثيرةأخرى
تتحدث عن المباني والموارد البشرية ووضع معايير وتقويمات، استغرق الاتفاقعليها تأخيرا قارب الساعتين في موعد تلاوة التوصيات .
No comments:
Post a Comment