رئيس المحكمة الخاصة
بلبنان أكد ان الجزء المرتبطبالتحقيق في تقريره أعده بلمار نفسه
كاسيزي لـ'الحياة': لم نواجه حتى الآن أي ردفعل سلبي وأهم تحد أمامنا هو نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه
عملنا
منالابوعبس
< يبدو رئيس المحكمة ذات الطابع الدولي
الخاصةبلبنان القاضي انطونيو كاسيزي مرتاحا الى ما أنجزته حتى
الآن المحكمة المكلفة النظرفي قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق
الحريري والجرائم ذات الصلة.وبحسب القاضي الإيطالي الذي تولى سابقا رئاسة المحكمة
الجزائية الدولية الخاصةبيوغسلافيا السابقة، فإن محكمة لبنان 'لم تواجه حتى الآن
بأي رد فعل سلبي من طرفدولي'.
غير أن كلامه هذا لا يعني أن 'الطرق الدولية 'مفروشة أمام
المحكمةبالورود، إذ يمكن لرفض الدول التصديق على اتفاق التعاون مع
المحكمة كمثال واحد، أنيحيي المخاوف مما يمكن أن يواجه عملها في المستقبل
.فالمحكمة أعدت اتفاق تعاون شاملوعممته على دول في
المنطقة ودول أخرى فيها جاليات لبنانية، ويقول كاسيزي انه 'لمتتم
المصادقة على هذا الاتفاق حتى الآن من جانب أي دولة، وكان الرد أن تبني
الاتفاقيفترض اعتماده على مستوى البنى القانونية الوطنية، الأمر
الذي سيتطلب سنوات طويلة '.وعلى رغم تأكيد رئيس المحكمة أن 'هذا لا يعني أن الدول
رفضت، بل أن آليات اعتمادهذا الاتفاق ستتطلب إجراءات معقدة مثل إحالة هذا الاتفاق
على المجلس النيابيلتصديقه '، فإنه لا ينفي انتقال المحكمة من 'صيغة الاتفاق
الملزم الى صيغة التعاونالبراغماتي 'عبر 'تبني وسيلة تبادل الرسائل مع بعض الدول
تتعهد خلالها بالتعاون علىأساس الاتفاق، وهذا بطبيعة الحال ليس ملزما '.
تحد آخر تخوف كثيرون من أنهسيواجه المحكمة :التمويل
.غير أن كاسيزي يؤكد أن التحدي الذي تواجهه محكمة لبنان فيهذا
الإطار 'هو نفسه الذي تواجهه كل المحاكم الدولية، وهو ظاهرة نفاد صبر
المجتمعالدولي تجاه هذه المحاكم نظرا لكلفتها '.ويحمل كلامه جانبا
تطمينيا الى الممولين ب 'أننا نبذل جهدا كبيرا من أجل اقتصار نفقاتها واستخدام
الموارد على الشكل الأمثل '.
'الحياة 'عبر مكتبها في بيروت، أجرت مقابلة مع كاسيزي عبر
مكتبه فيلاهاي، هذا نصها :
تناول تقريرك الأخير الذي أصدرته في مناسبة مرور سنة علىانطلاقة
المحكمة معلومات عن التحقيق، وهو ما قلت سابقا إنه من صلاحية المدعي العامدانيال
بلمار التحدث عنه، فإلى ماذا استندت في حديثك؟
- من المهم جدا أنأؤكد
هنا مبدأ أساسيا جدا في عمل المحكمة وهو سرية التحقيق، ما يعني أن المعلوماتبخصوص
التحقيق هي تحت سلطة المدعي العام ولا مجال لأي من الأجهزة الأخرى أن تكونمطلعة
عليها، بما فيها أنا باعتباري رئيسا للمحكمة ورئيسا لغرفة الاستئناف أيضا .
التقرير السنوي الذي أصدرته عن السنة الأولى للمحكمة هو
حصيلة عمل الأجهزةالأربعة للمحكمة وهو مراكمة لأعمال هذه الأجهزة من دون أن
يعني ذلك أنني شخصيا مطلععليها .في ما يتعلق بالقسم الخاص بالتحقيق فقد تم إعداده في
مكتب المدعي العامودوري كان أنني أضفت هذا القسم الى التقرير .الجدير بالذكر
هنا أن رئيس المحكمة هوالمخول إصدار التقرير السنوي باعتباره رأس المحكمة، وهذا لا
يعني انه شخصيا يعد كلقسم منه، بل انه المسؤول رسميا عن تقديمه .المحكمة تتشكل من
أربعة أجهزة مستقلةتماما وما ضمنته في الأقسام الخاصة بقلم المحكمة ومكتب
الادعاء ومكتب الدفاع هو ماأعدته هذه الأجهزة عن حصيلة عملها .
قلة صبر
ألمحت في تقريرك الىتحديات تواجه الموازنة،
ما هو سبب بروز هذه التحديات، وماذا تحقق لتأمين موازنةالسنة
المقبلة، خصوصا ما ذكر عن تقليص مساهمات عدد من الدول للعام 2010، ومساهمةدولة
واحدة بمبلغ زهيد في موازنة العام 2011؟
- إن التحدي الذي تواجههالمحكمة
الخاصة بلبنان هو نفسه التحدي الذي تواجهه كل المحاكم الدولية وهو ظاهرةقلة
صبر المجتمع الدولي تجاه هذه المحاكم نظرا لكلفتها .أستطيع أن أؤكد أننا لمنواجه
حتى الآن أي مشكلة في التمويل وحصلنا على تمويل كاف للسنة الجارية (55 .4مليون
دولار تم التزام تأمين 90 في المئة منها ).كما أننا لا نشعر بقلق حيال تأمينالتمويل
اللازم بالنسبة للسنة المقبلة .
صحيح أن نفقات المحاكم الدوليةكبيرة، إلا أننا نبذل
جهدا كبيرا من اجل اقتصار نفقاتها واستخدام الموارد على الشكلالأمثل
.أستطيع أن اقدم مثلا وهو أن ثلاثة قضاة فقط من اصل 11 يواظبون حاليا علىالعمل
في المحكمة ويتقاضون رواتب نظرا لعدم انطلاق الإجراءات القضائية حتى الآن .كما أن هناك سكرتيرة
واحدة لسبعة أشخاص في الغرف .الأمر نفسه ينطبق على الأقسامالأخرى
.إذ اخترنا عدم تعيين نائب رئيس للقلم لهذه السنة لعدم وجود حاجة ملحة لذلك،الأمر
الذي يستتبع أيضا خفضا في النفقات .نحن نحاول أن نقيم موازنة بين ضرورة
إنجازعملنا بجودة وبين مراعاة محدودية الموارد وضرورة استخدامها
بما يحقق الإفادة القصوى .
كذلك، أريد أن أوضح أن الإمكانات المتوافرة للمحكمة مخصصة
في شكل كبيرمنها هذه السنة لدعم التحقيق للتمكن من الانتقال الى مرحلة
إصدار القرار الظني .
ذكرت في تقريرك أن المحكمة ستنتقل الى العمل القضائي في شكل
فاعل السنةالمقبلة، هل هذا يعني أن بلمار سيصدر قراره الاتهامي قبل
نهاية 2010؟
- اكرر مجددا أنني لست على اطلاع على
تفاصيل عمل المدعي العام وأنه لا مجال للحديث عنمهل لإصدار القرار
الاتهامي .
أود أيضا أن اشدد على أن كل ما يساق حولاقتراب
موعد صدور القرار الاتهامي أو ابتعاد هذا الموعد هو مجرد تكهنات لا علاقةلها
بعملنا، لأن الوحيد القادر على البت بالأمر هو المدعي العام الذي سيقول
كلمتهفي نهاية المطاف .
وما جاء في تقريري في الفقرة 240 منه هو انه خلال الأشهرال12
المقبلة، تنوي المحكمة الخاصة بلبنان إنجاز أهداف منها :دعم جهود المدعي
العامالآيلة إلى اتخاذ كل التدابير المعقولة لرفع وتيرة
التحقيقات وعملية جمع الأدلة،ومباشرة الإجراءات
التمهيدية فور تقديم المدعي العام لقرار اتهام وتصديقه من قبلقاضي
الإجراءات التمهيدية، بهدف تعجيل موعد المحاكمة .
في الفقرة 66 تذكرأنه 'يفصل بين مباشرة
ادعاء محكمة دولية وبين بدء إجراءات المحاكمة سنتان الى 3كقاعدة
عامة، هل تتوقع أن تكون المدة بالنسبة الى محكمة لبنان أطول أم اقصر، بنتيجةالتحديات
التي تواجهها؟ وفي السياق نفسه، لماذا لم تذكر في التقرير المدة التي تحكمبدء
عمل المحكمة وصدور القرار الظني، خصوصا أن صدور القرار الظني في محكمةيوغسلافيا
السابقة صدر بعد اشهر عدة من تعيين المدعي العام؟
- لا أستطيع أناعلق
على مدد طويلة أو قصيرة، لكننا ملتزمون اختصار المدد وعدم التأخير .كما أننااعددنا
أساسا كل البنى التحتية القانونية والعملية الأساسية لعملنا والتي من دونهالا
يمكن إطلاق العمل القضائي ونحن الآن في حالة جاهزية تامة في انتظار صدور
القرارالاتهامي .كل ما أستطيع قوله هو أن المدعي العام يعمل بجد
ومكتبه يعمل بكل طاقته .كما اننا اعددنا كل البنى التحتية القانونية الضرورية من
اجل إتاحة المجال أمامقاضي الإجراءات التمهيدية لمباشرة عمله فور صدور القرار
الاتهامي لدراسة الملفالمحال إليه من قبل المدعي العام .
أنا شخصيا غير مطلع على تفاصيل التحقيق،وكما
ذكرت سابقا فإن سرية التحقيق مبدأ أساسي لا يمكن أن نفرط به .إلا أننا
ملتزمونضمان إجراءات قضائية نزيهة تراعي أعلى معايير العدالة
الدولية من دون تسويف فيالوقت أو إهدار للإمكانات في الوقت نفسه .إن عملية الموازنة
تلك صعبة لكننا حريصونجدا على النجاح بهذا التحدي .
ذكرت في خانة عمل المحكمة وتحدياتها أن عملالمحكمة
يحكمه عنصر التجربة والخطأ، هل ما قلته في الفقرة 192 عن 'سحب بعض الأدلةوالمعلومات
غير الموثوق بها 'هو نتيجة خطأ ما؟ وهل هذا متعلق بمحمد زهير الصديقمثلا؟
- ما ورد في تقريري حول التحقيق هو
حرفيا ما قدمه مكتب المدعي العام،وأنا لست في موقع التعليق
عليه لأنني لست مطلعا على تفاصيل التحقيق .
طبعاليس هناك من 'أخطاء '، ولا يمكن أن نتحدث عن 'أخطاء '.وألفت
هنا الى مبادئ عامة فيهذا النوع من التحقيق وهي أن المدعي العام يستطيع إعادة
توجيه مسار التحقيق أوتعديله أو البقاء عليه وتعزيزه بحسب الأدلة المتوافرة لديه
وصلابتها أو ضعفها وذلكتقليد معهود بالنسبة لهذا النوع من التحقيقات .
نية التعاون موجودة
من هي الدول التي وقعت المحكمة معها اتفاقات في شأن التعاون
الأفقي معالدول الثالثة، ومن هي الدول التي لم توقع؟ خصوصا أنك أوضحت
في الفقرة 104 أنكمتقدمتم بمسودات اتفاق حول التعاون القانوني وتنفيذ الأحكام
الى 20 دولة .وما هو عددالدول التي صادقت على هذه الاتفاقات؟
- لقد أعددت اتفاق تعاون شامل وقمنابتعميمه
على دول في المنطقة ودول أخرى فيها جاليات لبنانية .لم تتم المصادقة علىهذا
الاتفاق حتى الآن من جانب أي دولة، وكان الرد أن تبني الاتفاق يفترض اعتمادهعلى
مستوى البنى القانونية الوطنية .الأمر الذي سيتطلب سنوات طويلة .لا يعني ذلك
أنهذه الدول رفضت، بل أن آليات اعتماد هذا الاتفاق ستتطلب
إجراءات معقدة مثل إحالةهذا الاتفاق على المجلس النيابي بصدد تصديقه، وذلك لكون
الاتفاق شاملا ويغطي مجالاتواسعة جدا .
انتقلنا من مقاربة طموحة للتعاون مع الدول الى مقاربة اكثربراغماتية،
إذ اخترنا أخيرا تبني وسيلة تبادل الرسائل مع بعض الدول تتعهد خلالهابالتعاون
على أساس الاتفاق، لكن باعتباره مجموعة من المبادئ التوجيهية وليس اتفاقاملزما
.
أستطيع أن أؤكد أن نية التعاون موجودة لدى الجميع ولم نحصل
على أيرد سلبي حتى الآن .ما جرى هو أننا انتقلنا من مقاربة طموحة
جدا الى اعتماد آلياتاكثر واقعية الهدف منها ضمان المزيد من الفاعلية لإجراءاتنا
.
هل امتناع بعضالدول عن التوقيع على
اتفاقات ينذر بما أشرت إليه في الفقرة 61 بأن 'المحكمة قدتصبح
عاجزة إذا لم تقدم لها الدول الدعم المطلوب '؟
- المحكمة لم تواجه حتىالآن
أي رد فعل سلبي من طرف دولي .إن الدول تفضل أن تتعاون في إطار حالات محددةوليس
بناء على اتفاق تعاون ملزم يفترض اعتماده إجراءات طويلة ومعقدة .وجدنا أنناكنا
طموحين جدا في تصور اتفاق من هذا النوع، وأن علينا أن نكون اكثر واقعية، إلا
أنذلك لا يعني أننا واجهنا رفضا أو أن الدول غير راغبة في
التعاون .انتقلنا من صيغةالاتفاق الملزم الى صيغة التعاون البراغماتي .
المحكمة ليس لديها سلطة إرغامالدول على التعاون، كما
ليس لديها أدواتها الخاصة كالشرطة .وفي هذه الظروف فإنالسبيل
الوحيد هو الإقناع عبر الطرق الديبلوماسية .
اجراءات مرتبطة بالشهود
هل هناك تدابير اتخذت حتى الآن في ما يخص (حماية )بعض
الشهود؟
- القاعدة العامة هي أن المحاكمات
علنية، إلا أن بعض الشهود قد يقدم حجة راجحة لعدممثوله علنا، فيدلي
بشهادته أمام الادعاء والدفاع فقط .في حالات استثنائية جدا، رأتهذه
الإجراءات أن يقتصر معرفة هوية شاهد على قاضي الإجراءات التمهيدية من دونالطرفين
.إلا أن الإجراءات ارتأت وذلك من باب التأكيد على نزاهة المحاكمة أن لايصدر
اتهام بحق طرف ما بناء على شهادة شاهد لا تكشف هويته .
فالمادة 93 منقواعد الإجراءات والإثبات
أجازت لقاضي الإجراءات التمهيدية، بناء على طلب من المدعيالعام
أو الدفاع أو الممثل القانوني لمتضرر مشارك في الإجراءات استجواب الشاهد فيغياب
الفريقين، أو في غياب الممثل القانوني للمتضرر المشارك في الإجراءات، إذا
كانهناك، في أية مرحلة من الإجراءات :
خطر جدي قد يهدد حياة شاهد أو شخص مقربمن
الشاهد أو قد يعرضه للإصابة بأضرار بدنية أو عقلية خطيرة جراء الكشف عن
هويته .2 )خطر جدي قد يمس بالمصالح الأمنية الوطنية الأساسية في حال
الكشف عن :هوية الشاهدأو انتمائه .وبحسب المادة نفسها، يتيح قاضي الإجراءات
التمهيدية للمدعي العاموالدفاع والممثلين القانونيين للمتضررين المشاركين في
الإجراءات فرصة توجيه أسئلةإلى الشاهد من دون الكشف عن هويته .وتنقل الأسئلة نفسها الى
الشاهد .يجوز أيضالقاضي الإجراءات التمهيدية استجواب الشاهد من تلقاء نفسه
.إلا أن المادة 159 منقواعد الإجراءات والإثبات وضعت حدودا للجوء الى مثل هذه
الشهادات، إذ نصت على انه 'لا يمكن أن تستند الإدانة، فقط أو في شكل حاسم، إلى إفادة
أدلى بها شاهد وفقاللمادة 93 '.
ما ردك على بعض الانتقادات التي طاولت التقرير في لبنان،وأشارت
الى أنه استفاض في العموميات وتعريف أنواع الجرائم وغيرها ليبرر تأخر صدورالقرار
الظني؟
- على عكس ما تقولون، التقرير السنوي
الذي أصدرته لم يغص فيالعموميات، بل تحدث وبالتفصيل عن نشاطات السنة الأولى على
مستوى الأجهزة الأربعةمقدما معلومات عملية وبالتفصيل .ليس لدينا ما نخفيه .لقد
شرحت مرارا أن التحقيق فيالجرائم الإرهابية مسألة معقدة والمحكمة الخاصة بلبنان هي
أول من يتصدى لهذه المهمةعلى مستوى المحاكم الدولية .
القرار الظني سيصدر عندما يصبح المدعي العامجاهزا،
لكننا أنجزنا عملا هائلا خلال سنة خصوصا لجهة اعتماد البنى القانونيةالأساسية
لعملنا والتي من دونها لا يمكن أن تنطلق الإجراءات القضائية فضلا عن إعدادقاعة
المحاكمة التي ستتميز بأحدث التقنيات وسيتم إنجازها في غضون أسابيع قليلة .
التسريبات ...
في شأن الاستقالات الخمسة التي حصلت خلال السنةالماضية،
ما هو مصير المعلومات التي اطلع عليها كل من المستقيلين؟ وكيف تضمنالمحكمة
عدم تسريب هذه المعلومات؟
- الضمانة الفعلية لعدم تسريب المعلوماتهي
النزاهة الكبيرة والمهنية العالية التي يتمتع بها فريق العمل في المحكمة،
كما أناستقالة مسؤولين أمر معهود في المحكمة الدولية إذ هناك دوما
حركة ذهاب وإيابمستمرة، خصوصا أن العاملين في هذه المحاكم ينتمون الى
جنسيات مختلفة، وعادة يرغبونفي العودة الى بلادهم .أريد أن أقول ان تلك حالة مشتركة لدى
كل المحاكم الدولية،وفي كل الحالات يطلع الموظفون على معلومات خاصة .إلا أن ذلك
لا يعني انهم سيقومونبتعميم هذه المعلومات لدى انتقالهم الى منصب جديد .تلك
طبيعة عمل المحاكم الدوليةوما يجرى في المحكمة الخاصة بلبنان ليسن غريبا في عالم
القضاء الدولي .
ماذاعن الاتهامات بالتسريبات التي ساقتها بعض وسائل الإعلام ضد
الفريق العامل فيالمحكمة؟
- أولا، أريد أن أوضح مسألة في غاية
الأهمية، أننا بدءا منيووصولا الى كل فريق العمل بكل أفراده لسنا مطلعين أساسا على
أي معلومات عن التحقيقالذي يخضع لسرية مطلقة .كما أن مكتب المدعي العام حريص الى
أقصى الحدود على سريةالتحقيق وحمايته .
أريد هنا أن أعلق على سوق بعض وسائل الإعلام اتهاماتللمتحدثة
الرسمية باسم المحكمة السيدة فاطمة العيساوي بتسريب معلومات .وأنا اعتبرهذه
الاتهامات أمرا مؤسفا، وأشدد على تأكيد ثقتي الكاملة بالسيدة العيساوي، كما
ثقةكل الأجهزة بها .وهي على درجة كبيرة من المهنية والنزاهة
كما أنها لا يمكن أن تكونمصدر تسريب لأي أمر، خصوصا أنها كما الآخرين في أجهزة
المحكمة غير المعنية، ليستعلى علم بمجريات التحقيق .
لا خيار الا النجاح
في حال قرر لبنانوحكومته، لأي سبب من
الأسباب الخاصة به، انه لم يعد بمقدوره أن يدفع نسبة ال49 فيالمئة
المتوجبة عليه لسداد مستحقات المحكمة، هل يعني ذلك أن المحكمة ستتوقف؟ وفيحال
كان الجواب لا، ما تأثير ذلك في عمل المحكمة، وما هي الإجراءات البديلة؟
- ليس هناك من توجه لوقف الأموال، ولسنا
قلقين حيال ذلك .لقد لقينا تجاوباكبيرا من الحكومة
اللبنانية وهذا التجاوب لا يزال قائما .كما أريد أن ألفت الى أنالنظام
التأسيسي للمحكمة لحظ أيضا وسائل تمويل بديلة، إلا أننا لسنا في خوف منمواجهة
موقف كهذا .فقد نصت المادة الخامسة من الاتفاق بين لبنان والأمم المتحدة علىانه
في حال عدم كفاية التبرعات لتنفيذ المحكمة لولايتها، يقوم الأمين العام
ومجلسالأمن باستكشاف وسائل بديلة للتمويل .
يقول البعض أن عمل المحكمة وأجهزتهافي
الفترة الحالية مقتصر على العلاقات الإعلامية، بمعنى تنظيم لقاءات وحواراتوزيارات،
وأن مصاريف هذه العلاقات يكبد المحكمة مصاريف لا لزوم لها، ما هو رأيك؟
- ما تسميه علاقات إعلامية، نسميه نحن
برنامج التواصل الخارجي وهو أساسيلتقريب المسافة بيننا
وبين اللبنانيين .هذه المحكمة أساسا أنشئت من اجل اللبنانيينومن
دون دعم الرأي العام اللبناني لا يمكن أن ننجح في مهمتنا، خصوصا أن هناك
الكثيرمن التصورات المغلوطة حول عملنا ومحاولات تسييس لعملنا
ووضعنا في هذه الخانة أو تلك .
نحن نعي أن عمل المحكمة معقد، وقد يكون من الصعب على
اللبنانيين فهمه منهنا ضرورة التواصل معهم من خلال هذا البرنامج الذي ننوي
تعزيزه هذه السنة .
متى يمكن القول أن محكمة لبنان فشلت في تأدية مهمتها؟
- الفشل ليساحتمالا مطروحا للمحكمة
.لا خيار أمامنا إلا النجاح والنجاح فقط .إن سمعة القضاءالدولي
معلقة على المحكمة وليس فقط سمعة قضاتها وفريقها العامل .نحن نعي أن التحديكبير،
إلا أننا مستعدون لمواجهته
(نشر في العدد :17165 ت .م :03-04-2010 ص :11 ط :الرياض )
No comments:
Post a Comment