Friday, November 23, 2007

الماروني الأحمر... مطارد الصهيونية

ميشال اده «الماروني الأحمر» ... مطارد الصهيونية


منال أبو عبس
Al-Hayat (727 كلمة)
تاريخ النشر 23 نوفمبر 2007



يرى مؤيدو الوزير السابق ميشال اده في قربه من البطريرك الماروني نصر الله صفير حجة لتسويقه مرشحاً توافقياً للرئاسة. ويجد المؤيدون في دعم البطريرك لإده للوصول إلى رئاسة الرابطة المارونية عام 1993 دليلاً على حظوة الأخير بالـ »بركة الرسولية«. ويقللون من وقع إعلانه ذات يوم إنه سيقف أمام الدبابات السورية منعاً لانسحابها من لبنان، سلباً على حظوظ وصوله إلى الرئاسة. فبالنسبة إليهم: متغيرات كثيرة جرت بين الأمس واليوم.

ولعل لعبة شد الحبال الدائرة حول اللائحة الأخيرة التي قدمها صفير إلى كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة »المستقبل« النيابية سعد الحريري هي التي أعادت طرح اسم اده للرئاسة، بعد تكاثر الحديث عن فيتوات متبادلة لكل من فريقي الأكثرية والمعارضة على مرشحي الفريقين بطرس حرب ونسيب لحود وميشال عون، وعن تحفظات على كل من روبير غانم وميشال الخوري ورياض سلامة الذي أضاف صفير إلى اسمه على اللائحة عبارة: »ما لم يتطلب انتخابه تعديلاً دستورياً«، في حين يجرى حديث عن مفاوضات بين الفريقين على اسم اده، على رغم وجود إشارات رفض له من كل من الحريري وعون.

غير أن لعبة خلط الأوراق التي تجرى في كل دقيقة، تترك السؤال وارداً: هل يكون اده رئيس لبنان المقبل؟

ولد ميشال اده في 16 شباط (فبراير) 1928. درس في مدرسة الآباء اليسوعيين في بيروت. ونال الإجازة في القانون من جامعة القديس يوسف سنة 1945، حيث كان زميلاً في الدراسة لعدد من رؤساء لبنان مثل إلياس سركيس ورينيه معوض. تفتح وعيه السياسي عام 1947، فشارك طالباً بتظاهرات ضدّ قرار تقسيم فلسطين. ثم ما لبث شغفه بالقضية الفلسطينية أن حوله إلى خبير في القضايا العربية - الإسرائيلية. وساعدته في البحث في تاريخ إسرائيل والصهيونية، معرفته بالمفكر ميشال شيحا الذي أيضاً كان سبب صداقته مع ميشال بشارة الخوري وشارل حلو.

وتحوّل اده اليوم بفعل شغفه بالقراءة والتعمق بالدراسات على مر السنين إلى موسوعة في تاريخ الحركة الصهيونية وقياداتها وحافظاً لخططها عن ظهر قلب.

وسعى في كتاباته الكثيرة، ومنها: »هيكل هيرودوس لا هيكل سليمان« إلى كشف »الادعاءات والمزاعم والأضاليل التي تمكّنت إسرائيل بعد حرب 7691 خصوصاً من الترويج لها«، والتأكيد على أن »إسرائيل دأبت على محاولة فرض مزاعمها على الرأي العام العالمي بصفتها حقائق لا يرقى إليها شكّ، مستندة في ذلك إلى النفوذ الصهيوني الفعّال في معظم وسائل الإعلام والاتصال الأساسية في العالم«.

وعلى رغم نشأته في بيئة مارونية متدينة، تأثر اده بالفيلسوف والكاتب الفرنسي إيمانويل مونييه صاحب نظرية الشخصانية. كما تأثر بالنظرية الماركسية، فلقب في الإعلام بـ »الماروني الأحمر«، من دون ان يدفعه ذلك الى الابتعاد من التزامه المسيحي. فهو تبرع بعد الحرب الأهلية ببناء عدد من الكنائس ومنها، كنيسة مار جاورجيوس للموارنة التي كان بناها أجداده في وسط بيروت.

كاد اده أن ينال لقب »فخامة الرئيس« مرتين، إلا أن الكرسي كانت تسحب من تحته في اللحظة الأخيرة. عام 1982 حال الاجتياح الإسرائيلي دون وصوله إلى الرئاسة. وبحسب السفير الأميركي الاسبق في بيروت جون غونتر دين، ومن ثم الرئيس الياس سركيس عام 1984، فإن الرئاسة »مرقت من تحت أنفك (اده)، وكانت مضمونة لولا الاجتياح الإسرائيلي«.

وبعد اتفاق الطائف عام 1989، قيل إن اده سقط في الامتحان السوري للوصول إلى الرئاسة بسبب موقفه الرافض لاستعمال القوة ضد العماد ميشال عون، في حين كان السوريون يميلون إلى إنهاء »ظاهرة العماد« بالقوة.

لم يترشح اده يوماً إلى الانتخابات النيابة، الأمر الذي يرده مقربون إلى رفضه التقيد بكتل وتحالفات سياسية. وعيّن وزيراً لخمس مرات منذ عام 1966 حتى عام 1996 في عهود مختلفة، آخرها في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري خلال رئاسة الرئيس الراحل الياس الهراوي.

يأخذ المعترضون على وصول اده إلى الرئاسة، عليه مواقفه الداعمة لسورية وللرئيس الحالي اميل لحود. فهو قال في احتفال عام 2004: »انتصرنا بفضل المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، على رغم فارق القوة الكبير، والدور الأساسي في هذا الانتصار كان للرئيس الراحل حافظ الأسد و«حزب الله« وطبعاً لمواقف الرئيس لحود«.

غير أن مواقف اده السابقة والمؤيدة لمن هم فريق المعارضة اليوم، لم تحيده كلياً من مرمى بعض نيرانهم. وكان الهجوم الأقسى بحق اده على لسان الوزير السابق سليمان فرنجية عام 2006، إذ حمل على الرابطة المارونية ورئيسها. وقال فرنجية: »كنا نعتقد بأن ميشال اده مات دهساً تحت الدبابات السورية عند مغادرة الجيش السوري لبنان، لأنه كان دائماً يقول انه سيقف أمام الدبابات السورية لمنعها من مغادرة لبنان«. ويبدو أن موقف فرنجية هذا يتعارض مع موقفه منه اليوم، إذ تردد أخيراً أن فرنجية سعى لدى عون لتسويق اده للرئاسة.

واده المتحدر من عائلة سياسية، القارئ من الطراز الرفيع هو ذواقة في فنون المأكولات الشرقية والغربية، كما يرأس منذ عام 1990 الشركة العامة للطباعة والنشر التي تصدر صحيفة »لوريان لوجور«. وهو متأهل من يولا ضومط وله بنت وأربعة صبيان.

No comments:

Post a Comment