من عالم المال البارد ... في مواجهة « الأستاذ والرئيس والمعلم »
صور السنيورة ترد على الهجمة الشرسة بـ « الحبيب » و « أشرف الناس »
منال أبو عبس
Al-Hayat (725 كلمة)
تاريخ النشر 17 نوفمبر 2006
يقول أبو زياد ان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يتعرض لهجمة شرسة. يغوص في شرح سياسات المحاور الاقليمية وتداخلاتها الدولية، ويرد على السائل عن سبب رفعه صورة السنيورة على شرفة منزله، متعجباً كأن في السؤال طعناً بولاءاته الوطنية.
»الشرفة تخصني، ولا أحد اكثر من الرئيس السنيورة ولاء للوطن لأرفع له صورته«، يقول. ثم تقود تفاصيل أخرى الى ما مفاده ان الصورة رفعت على شرفة أبو زياد مباشرة بعد الخطاب الأخير للأمين العام لـ »حزب الله« السيد حسن نصر الله. وبالتحديد بعدما استبدل جيرانه في البناية المقابلة بالصورة القديمة للسيد نصر الله أخرى حديثة تذيلها عبارة: »صدق وعد الله«.
»نعم، نكاية بالجيران«، يقر أبو زياد أخيراً، ممسداً بإصبعه عبارة خُطّت أسفل صورة الرئيس السنيورة: »أشرف الناس«.
حكاية أبو زياد والصورة، واحدة من حكايات كثيرة أخرى، ساهمت مجتمعة في انتشار صور السنيورة في اكثر من منطقة في بيروت. الظاهرة لا يمكن الا ملاحظتها، فرئيس حكومة لبنان لم يكن يوماً مرشحاً للمجلس النيابي، وقبل الأزمة الأخيرة لم ترفع له صور في بيروت ولا في ضواحيها. كما ان الرجل الآتي الى النادي السياسي من عالم المال البارد، لم يكن ذكره محبباً إلى قلوب الجماهير وجيوبهم... خصوصاً بعد الربط بينه وبين الضريبة على القيمة المضافة، وقبلها مشاريعه الكثيرة حين كان وزيراً للمال.
»الحبيب الغالي« عبارة تذيل صورة أخرى للسنيورة. تتدلى الحبال التي تحمل الصورة من شرفتي بنايتين متقابلتين، فتتوسط شارع مار الياس التجاري المكتظ دوماً بالمارة والسيارات. »لم يكن للسنّة يوماً زعيم يرفعون صوره قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري«، يقول أبو خالد، القاطن في المنطقة منذ أكثر من 30 سنة. ويضيف أن الصورة ترتفع في وجه المشككين في زعامة »حافظ الامانة«، أي رئيس الحكومة، وبالتالي تأتي رداً مباشراً »في وجه الذين يطالبون برحيل السنيورة«.
غير بعيد من الشارع المكتظ، يبدي سائق التاكسي انزعاجه من الصورة المرفوعة للسنيورة، فوق عبارة: »يا جبل ما يهزك ريح«. يجيب عن سبب تغطيته الزجاج الخلفي لسيارته بصورة للسيد نصر الله، بأن »على كل انسان أن يلتف حول قادته، والسيد رفع راسنا عالياً«. لا يقبل السائق ان يجادله أحد في قناعته، لكن الطريق سرعان ما يؤدي الى تلك الصورة المرفوعة في منطقة زقاق البلاط للرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والسيد نصر الله، وتحتها اختصر أحدهم مستقبل لبنان السياسي بعبارة »استاذنا. رئيسنا. معلمنا«، وقد كتبت أسفل صورة الزعماء الثلاثة.
صور النائب سعد الحريري وعبارات مثل »سعد لبنان« أو »ابن الحبيب«، أيضاً ليست جديدة، وتكاد ان تكسو لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن انتشار صور السنيورة أخيراً، على رغم مرور نحو سنة ونصف سنة على توليه رئاسة الحكومة، يثير كثيراً من التساؤلات.
»لم يبقَ الا أن يتهموا رئيسنا بالعمالة. القصة كبرت. والجميع يعرف انه اذا تخلى السنيورة عن المحكمة الدولية، يصير أحسن زعيم«... تعني العبارة ان الالتفاف حول الأخير يجسد احتجاجاً على الانتقادات التي يتعرض لها. تسأل باسمة القاطنة في الطريق الجديدة عن سبب انقلاب »بعضهم« على السنيورة، وتبدو أكيدة أنه »لن يساوم على دماء الرئيس الحريري«، لكنها تقول انها ترفع صورته في متجر زوجها لـ »يعرف الجميع اننا نحب الرئيس السنيورة ونقدره«.
مساء أول من أمس، ألصق شبان صوراً للسنيورة في الشوارع المتفرقة من مار الياس والزيدانية، كتب عليها: »سنيورة لبنان أولاً«. ويقول احد الشبان إن »الرئيس السنيورة خط أحمر«. على عمود للكهرباء في منطقة بشارة الخوري ترتفع صورة للسيد نصر الله مبتسماً. فوق الوجه كتب: »من سينزع سلاح المقاومة«، وتحته: »باق، باق، باق«.
منطقة الطريق الجديدة تبدو نسبياً بعيدة من بشارة الخوري. في شارع التمليص القريب ترتفع صورة للسنيورة، وعليها: »باق، باق، باق«.
منال أبو عبس
Al-Hayat (725 كلمة)
تاريخ النشر 17 نوفمبر 2006
يقول أبو زياد ان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يتعرض لهجمة شرسة. يغوص في شرح سياسات المحاور الاقليمية وتداخلاتها الدولية، ويرد على السائل عن سبب رفعه صورة السنيورة على شرفة منزله، متعجباً كأن في السؤال طعناً بولاءاته الوطنية.
»الشرفة تخصني، ولا أحد اكثر من الرئيس السنيورة ولاء للوطن لأرفع له صورته«، يقول. ثم تقود تفاصيل أخرى الى ما مفاده ان الصورة رفعت على شرفة أبو زياد مباشرة بعد الخطاب الأخير للأمين العام لـ »حزب الله« السيد حسن نصر الله. وبالتحديد بعدما استبدل جيرانه في البناية المقابلة بالصورة القديمة للسيد نصر الله أخرى حديثة تذيلها عبارة: »صدق وعد الله«.
»نعم، نكاية بالجيران«، يقر أبو زياد أخيراً، ممسداً بإصبعه عبارة خُطّت أسفل صورة الرئيس السنيورة: »أشرف الناس«.
حكاية أبو زياد والصورة، واحدة من حكايات كثيرة أخرى، ساهمت مجتمعة في انتشار صور السنيورة في اكثر من منطقة في بيروت. الظاهرة لا يمكن الا ملاحظتها، فرئيس حكومة لبنان لم يكن يوماً مرشحاً للمجلس النيابي، وقبل الأزمة الأخيرة لم ترفع له صور في بيروت ولا في ضواحيها. كما ان الرجل الآتي الى النادي السياسي من عالم المال البارد، لم يكن ذكره محبباً إلى قلوب الجماهير وجيوبهم... خصوصاً بعد الربط بينه وبين الضريبة على القيمة المضافة، وقبلها مشاريعه الكثيرة حين كان وزيراً للمال.
»الحبيب الغالي« عبارة تذيل صورة أخرى للسنيورة. تتدلى الحبال التي تحمل الصورة من شرفتي بنايتين متقابلتين، فتتوسط شارع مار الياس التجاري المكتظ دوماً بالمارة والسيارات. »لم يكن للسنّة يوماً زعيم يرفعون صوره قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري«، يقول أبو خالد، القاطن في المنطقة منذ أكثر من 30 سنة. ويضيف أن الصورة ترتفع في وجه المشككين في زعامة »حافظ الامانة«، أي رئيس الحكومة، وبالتالي تأتي رداً مباشراً »في وجه الذين يطالبون برحيل السنيورة«.
غير بعيد من الشارع المكتظ، يبدي سائق التاكسي انزعاجه من الصورة المرفوعة للسنيورة، فوق عبارة: »يا جبل ما يهزك ريح«. يجيب عن سبب تغطيته الزجاج الخلفي لسيارته بصورة للسيد نصر الله، بأن »على كل انسان أن يلتف حول قادته، والسيد رفع راسنا عالياً«. لا يقبل السائق ان يجادله أحد في قناعته، لكن الطريق سرعان ما يؤدي الى تلك الصورة المرفوعة في منطقة زقاق البلاط للرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والسيد نصر الله، وتحتها اختصر أحدهم مستقبل لبنان السياسي بعبارة »استاذنا. رئيسنا. معلمنا«، وقد كتبت أسفل صورة الزعماء الثلاثة.
صور النائب سعد الحريري وعبارات مثل »سعد لبنان« أو »ابن الحبيب«، أيضاً ليست جديدة، وتكاد ان تكسو لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن انتشار صور السنيورة أخيراً، على رغم مرور نحو سنة ونصف سنة على توليه رئاسة الحكومة، يثير كثيراً من التساؤلات.
»لم يبقَ الا أن يتهموا رئيسنا بالعمالة. القصة كبرت. والجميع يعرف انه اذا تخلى السنيورة عن المحكمة الدولية، يصير أحسن زعيم«... تعني العبارة ان الالتفاف حول الأخير يجسد احتجاجاً على الانتقادات التي يتعرض لها. تسأل باسمة القاطنة في الطريق الجديدة عن سبب انقلاب »بعضهم« على السنيورة، وتبدو أكيدة أنه »لن يساوم على دماء الرئيس الحريري«، لكنها تقول انها ترفع صورته في متجر زوجها لـ »يعرف الجميع اننا نحب الرئيس السنيورة ونقدره«.
مساء أول من أمس، ألصق شبان صوراً للسنيورة في الشوارع المتفرقة من مار الياس والزيدانية، كتب عليها: »سنيورة لبنان أولاً«. ويقول احد الشبان إن »الرئيس السنيورة خط أحمر«. على عمود للكهرباء في منطقة بشارة الخوري ترتفع صورة للسيد نصر الله مبتسماً. فوق الوجه كتب: »من سينزع سلاح المقاومة«، وتحته: »باق، باق، باق«.
منطقة الطريق الجديدة تبدو نسبياً بعيدة من بشارة الخوري. في شارع التمليص القريب ترتفع صورة للسنيورة، وعليها: »باق، باق، باق«.
No comments:
Post a Comment