بكفيا وفية للجميل وجوارها يتوزعه مع حلفاء عون
منال أبو عبس
Al-Hayat (966 كلمة)
تاريخ النشر 06 أغسطس 2007
عرض جميع البيانات
لم تشهد المعركة الانتخابية في المتن أي أحداث أمنية تذكر، وإن كان سجل فيها نسبة ملحوظة من الإشارات ذات الطبيعة الطائفية والمذهبية، بل العنصرية. واستحضر مناصرو كل من »الكتائب اللبنانية« و »التيار الوطني الحر«، في غياب مناصرين أو مندوبين للمرشح الثالث جوزف الأسمر، كل ما يمكن أن يسيء حتى إلى تاريخ وجذور كل من الحزبين والزعيمين من دون أن يوفروا الحلفاء. واتهم كل من الفريقين الآخر بالتبعية للخارج والمجيء بالمجنسين من سورية لترجيح الكفة لمصلحته.
يعمل مارون مندوباً لمرشح »التيار« كميل خوري في »مدرسة بكفيا الرس«، قلم الاقتراع مية »الكتائب الوحيد في بكفيا موطن مرشح » الرئيس السابق أمين الجميل. يجلس مارون ورفاقه الأربعة تحت صورة للنائب ميشال عون على بعد خطوات من مندوبي الكتائب. ويستعرض متذمراً استفزازات مناصري الجميل له ولرفاقه المتشحين بالبرتقالي رمز تيارهم. »كأن المعركة بين السنة والشيعة والمسيحيين«، يقول في إشارة إلى تحالف تياره مع »حزب الله«. ويضيف: »ينادونني بأسماء شيعية. ينادونني علي«، مهللاً لـ »رقي« مناصري فريقه على »أرض المعركة«.
رفيقة مارون بدورها تتحدث عن استفزازات الكتائبيين وتشير بإصبعها إلى عبارة »أدن كلن« التي تزيّن صورة عون، قائلة إنه »وحده من يزعجهم«. وتقول الرفيقة إن »حضور الكتائبيين طاغ في بكفيا. يستغلون مرورنا ليطلقوا الشتائم. أحدهم قال إن كل المماسح في بيته لونها برتقالي«. لكن التصرفات الأخيرة هي آخر ما يزعج المندوبين، فبحسب قولهم، »كثر صوتوا لنا في هذا المركز، لكنهم لا يظهرون انتماءاتهم إلى العلن ولا يأتون إلى المركز بلباسهم البرتقالي خوفاً من مضايقات قد يتعرضون لها«. الأقوال هذه لا تجد دليلاً على صحتها، باعتبار أن أحداً من المقترعين لم يؤكدها. في بكفيا، ينتشر مندوبو الكتائب بكثافة في محيط المركز، موزعين صور الشهيد بيار والورود البيض تعبيراً عن وفائهم له. الساحة هنا ساحتهم، والمسيرات السيارة التي لم تتوقف منذ ساعات الصباح رافعة أعلام »القوات اللبنانية« و »الكتائب«، فضلاً عن لافتات الدعم للجميل، تثبت أن المنطقة تدين بغالبيتها لآل الجميل.
الطريق بين مركز الاقتراع ومنزل الجميل في بكفيا يغص بالمشاة والسيارات. في ساحة المنزل كما في حديقته الخلفية، يتحلق المناصرون حول شاشة التلفزيون. يتلقفون أي تصريح من أي طرف منافس ليشنوا حرب تعليقات تتدرج نحو الشتائم.
في الطابق الأول من المنزل يجلس الجميل متابعاً تصريح النائب ميشال المر الذي يقول انه لم يترك الخيار لمناصريه بانتخاب من يشاؤون. حول الجميل يتحلق عدد من المناصرين المقربين, بينهم باتريسيا زوجة بيار، ووالدته جويس، وابنه سامي، ونديم بشير الجميل. ينتهي تصريح المر، فينصرف الجميل بعد عناق طويل مع رئيس الكتائب كريم بقرادوني إلى مكان آخر. يبدو نهار الجميل منهكاً، وهو بدأ بصلاة أداها وزوجته أمام ضريح نجله، قبل أن يدلي بصوته في ثانوية بكفيا الرسمية حيث أكد أن »الاستحقاق مفصلي«، وأن »هناك أحزاباً عقائدية تلتزم الموقف السوري والتطلعات والأهداف السورية وطموحاتها في لبنان، وهي المعنية بالمعركة لا سيما »حزب الله« و »الحزب القومي السوري«، ونعرف أن من صفوف القوميين من هم غير مرتاحين لمجرى المعركة وخصوصاً في المرحلة الأخيرة، فالقيادة لأسعد حردان وكذلك في »البعث« لعاصم قانصوه وهم ضدنا اليوم، كما ان هناك اطرافاً أخرى وأحزاباً تعلن ولاءها الكامل لسورية ولتحالفاتها معها وكلها تخوض المعركة ضدنا«.
وسأل: »هل أن وقوف كل هذه الأحزاب إلى جانب التيار العوني مجاني أو أن هناك أهدافا أخرى وحلفاء آخرين يحاولون استعادة الدور السوري على أرض لبنان«.
باتريسيا بدورها زارت النصب التذكاري الذي أقيم لزوجها في الجديدة، وخاطبت أهل المتن بالقول إن »كل ورقة تضعونها في صندوق الانتخاب مكتوب عليها أمين الجميل، هي وردة بيضاء نرسلها إلى بيار حيث هو في السماء«.
وجويس من جهتها توجهت إلى أهل المتن بالقول: »هم يستخفون بعقولكم وبقلوبكم، انهم يهينونكم عندما يطلبون منكم أن تصوتوا لشخص لا تعرفونه، وتفضلونه على شهيد أعطى حياته لهذا البلد، فهذا غير مقبول. أهل المتن ليسوا مجنسين وليسوا غرباء ولا يمكنكم إدارتهم كما تشاؤون«، معتبرة أن في خطاب الفريق الآخر »احتقاراً لأهالي المتن«. بعد ذلك انطلقت في جولة انتخابية على عدد من المناطق.
في الطريق إلى بكفيا ترتفع لافتة: »قاتل بيار الجميل هو المسيح الدجال«. وتختلط صور »أمين« تدريجاً مع صور العماد عون، الذي يبدو وكأنه المرشح الفعلي في المعركة. إذ تكاد تندر صور المرشح الخوري على الطريق المؤدية إلى ضهور الشوير.
هذه المنطقة الأخيرة هي موطن مؤسس »الحزب السوري القومي الاجتماعي« انطون سعادة، والأكثرية فيها موالية للحزب، وبالتالي موالية لمرشح التيار. ينتشر مراهقون بقبعات تحمل شعار الحزب القومي في محيط ثانوية ضهور الشوير الرسمية. ويسجل حضور كثيف لمندوبي التيار الذين يبدون أكثر ارتياحاً من رفاقهم في بكفيا. الناخبون هنا يبدون أكثر تعاطفاً مع عون منهم مع مرشحه. تقول السيدة إنها ستصوت الى »ذاك... ما اسمه«، فترد ابنتها بانه كميل الخوري. الابنة تقول إن والدتها لا تعرف شيئاً عن مرشح التيار، لكن »المهم انه مرشح عون. هو يمثل خط التيار ونحن مقتنعون بوطنية الجنرال، ونعتبر أن الجميل تابع لفريق نشك بوطنيته«.
في برمانا تبدو الصورة شبيهة بضهور الشوير مع غياب القوميين طبعاً. ويختلط مؤيدو التيار بمؤيدي الكتائب. كما تتكثف اللافتات المؤيدة للجيش ويحمل كل منها توقيع مناصري طرف من الاثنين.
منال أبو عبس
Al-Hayat (966 كلمة)
تاريخ النشر 06 أغسطس 2007
عرض جميع البيانات
لم تشهد المعركة الانتخابية في المتن أي أحداث أمنية تذكر، وإن كان سجل فيها نسبة ملحوظة من الإشارات ذات الطبيعة الطائفية والمذهبية، بل العنصرية. واستحضر مناصرو كل من »الكتائب اللبنانية« و »التيار الوطني الحر«، في غياب مناصرين أو مندوبين للمرشح الثالث جوزف الأسمر، كل ما يمكن أن يسيء حتى إلى تاريخ وجذور كل من الحزبين والزعيمين من دون أن يوفروا الحلفاء. واتهم كل من الفريقين الآخر بالتبعية للخارج والمجيء بالمجنسين من سورية لترجيح الكفة لمصلحته.
يعمل مارون مندوباً لمرشح »التيار« كميل خوري في »مدرسة بكفيا الرس«، قلم الاقتراع مية »الكتائب الوحيد في بكفيا موطن مرشح » الرئيس السابق أمين الجميل. يجلس مارون ورفاقه الأربعة تحت صورة للنائب ميشال عون على بعد خطوات من مندوبي الكتائب. ويستعرض متذمراً استفزازات مناصري الجميل له ولرفاقه المتشحين بالبرتقالي رمز تيارهم. »كأن المعركة بين السنة والشيعة والمسيحيين«، يقول في إشارة إلى تحالف تياره مع »حزب الله«. ويضيف: »ينادونني بأسماء شيعية. ينادونني علي«، مهللاً لـ »رقي« مناصري فريقه على »أرض المعركة«.
رفيقة مارون بدورها تتحدث عن استفزازات الكتائبيين وتشير بإصبعها إلى عبارة »أدن كلن« التي تزيّن صورة عون، قائلة إنه »وحده من يزعجهم«. وتقول الرفيقة إن »حضور الكتائبيين طاغ في بكفيا. يستغلون مرورنا ليطلقوا الشتائم. أحدهم قال إن كل المماسح في بيته لونها برتقالي«. لكن التصرفات الأخيرة هي آخر ما يزعج المندوبين، فبحسب قولهم، »كثر صوتوا لنا في هذا المركز، لكنهم لا يظهرون انتماءاتهم إلى العلن ولا يأتون إلى المركز بلباسهم البرتقالي خوفاً من مضايقات قد يتعرضون لها«. الأقوال هذه لا تجد دليلاً على صحتها، باعتبار أن أحداً من المقترعين لم يؤكدها. في بكفيا، ينتشر مندوبو الكتائب بكثافة في محيط المركز، موزعين صور الشهيد بيار والورود البيض تعبيراً عن وفائهم له. الساحة هنا ساحتهم، والمسيرات السيارة التي لم تتوقف منذ ساعات الصباح رافعة أعلام »القوات اللبنانية« و »الكتائب«، فضلاً عن لافتات الدعم للجميل، تثبت أن المنطقة تدين بغالبيتها لآل الجميل.
الطريق بين مركز الاقتراع ومنزل الجميل في بكفيا يغص بالمشاة والسيارات. في ساحة المنزل كما في حديقته الخلفية، يتحلق المناصرون حول شاشة التلفزيون. يتلقفون أي تصريح من أي طرف منافس ليشنوا حرب تعليقات تتدرج نحو الشتائم.
في الطابق الأول من المنزل يجلس الجميل متابعاً تصريح النائب ميشال المر الذي يقول انه لم يترك الخيار لمناصريه بانتخاب من يشاؤون. حول الجميل يتحلق عدد من المناصرين المقربين, بينهم باتريسيا زوجة بيار، ووالدته جويس، وابنه سامي، ونديم بشير الجميل. ينتهي تصريح المر، فينصرف الجميل بعد عناق طويل مع رئيس الكتائب كريم بقرادوني إلى مكان آخر. يبدو نهار الجميل منهكاً، وهو بدأ بصلاة أداها وزوجته أمام ضريح نجله، قبل أن يدلي بصوته في ثانوية بكفيا الرسمية حيث أكد أن »الاستحقاق مفصلي«، وأن »هناك أحزاباً عقائدية تلتزم الموقف السوري والتطلعات والأهداف السورية وطموحاتها في لبنان، وهي المعنية بالمعركة لا سيما »حزب الله« و »الحزب القومي السوري«، ونعرف أن من صفوف القوميين من هم غير مرتاحين لمجرى المعركة وخصوصاً في المرحلة الأخيرة، فالقيادة لأسعد حردان وكذلك في »البعث« لعاصم قانصوه وهم ضدنا اليوم، كما ان هناك اطرافاً أخرى وأحزاباً تعلن ولاءها الكامل لسورية ولتحالفاتها معها وكلها تخوض المعركة ضدنا«.
وسأل: »هل أن وقوف كل هذه الأحزاب إلى جانب التيار العوني مجاني أو أن هناك أهدافا أخرى وحلفاء آخرين يحاولون استعادة الدور السوري على أرض لبنان«.
باتريسيا بدورها زارت النصب التذكاري الذي أقيم لزوجها في الجديدة، وخاطبت أهل المتن بالقول إن »كل ورقة تضعونها في صندوق الانتخاب مكتوب عليها أمين الجميل، هي وردة بيضاء نرسلها إلى بيار حيث هو في السماء«.
وجويس من جهتها توجهت إلى أهل المتن بالقول: »هم يستخفون بعقولكم وبقلوبكم، انهم يهينونكم عندما يطلبون منكم أن تصوتوا لشخص لا تعرفونه، وتفضلونه على شهيد أعطى حياته لهذا البلد، فهذا غير مقبول. أهل المتن ليسوا مجنسين وليسوا غرباء ولا يمكنكم إدارتهم كما تشاؤون«، معتبرة أن في خطاب الفريق الآخر »احتقاراً لأهالي المتن«. بعد ذلك انطلقت في جولة انتخابية على عدد من المناطق.
في الطريق إلى بكفيا ترتفع لافتة: »قاتل بيار الجميل هو المسيح الدجال«. وتختلط صور »أمين« تدريجاً مع صور العماد عون، الذي يبدو وكأنه المرشح الفعلي في المعركة. إذ تكاد تندر صور المرشح الخوري على الطريق المؤدية إلى ضهور الشوير.
هذه المنطقة الأخيرة هي موطن مؤسس »الحزب السوري القومي الاجتماعي« انطون سعادة، والأكثرية فيها موالية للحزب، وبالتالي موالية لمرشح التيار. ينتشر مراهقون بقبعات تحمل شعار الحزب القومي في محيط ثانوية ضهور الشوير الرسمية. ويسجل حضور كثيف لمندوبي التيار الذين يبدون أكثر ارتياحاً من رفاقهم في بكفيا. الناخبون هنا يبدون أكثر تعاطفاً مع عون منهم مع مرشحه. تقول السيدة إنها ستصوت الى »ذاك... ما اسمه«، فترد ابنتها بانه كميل الخوري. الابنة تقول إن والدتها لا تعرف شيئاً عن مرشح التيار، لكن »المهم انه مرشح عون. هو يمثل خط التيار ونحن مقتنعون بوطنية الجنرال، ونعتبر أن الجميل تابع لفريق نشك بوطنيته«.
في برمانا تبدو الصورة شبيهة بضهور الشوير مع غياب القوميين طبعاً. ويختلط مؤيدو التيار بمؤيدي الكتائب. كما تتكثف اللافتات المؤيدة للجيش ويحمل كل منها توقيع مناصري طرف من الاثنين.
No comments:
Post a Comment