Friday, March 17, 2006

شبلي ملاط الباحث عن الرئاسة في طرق غير معبدة

شبلي ملاط الباحث عن الرئاسة في طرق غير معبدة

منال أبو عبس
Al-Hayat (842 كلمة)
تاريخ النشر 17 مارس 2006



في كانون الأول (ديسمبر) 2005، طرح المحامي شبلي ملاط نفسه »أول مرشح مستقل وديموقراطي للرئاسة اللبنانية«. لم تكن معركة الرئاسة اللبنانية قد فتحت فعلياً، إلا أن ملاط الآتي من خارج النادي السياسي، كان ينقب منذ ذلك الحين عن طرق غير معبدة تقود إلى القصر.

لا شيء في مكتب ملاط الكبير في المتحف يوحي بالتقليدية. العلم الكبير ولوحة التعريف: www.mallatforpresident.com، يكشفان مباشرة عن الهدف المعلن لصاحب المكتب: »لست هنا للتقدم بنموذج مثالي. بدي صير رئيس جمهورية، هلكت. المهمة شاقة وتتطلب مني ومن فريقي العمل 24 ساعة يومياً«.

الطريق التي اختار ملاط تعبيدها للوصول إلى الرئاسة لا تشبه تلك العادية. الشعب، في طريقته، يحتل موقع الصدارة، لـ«يشارك في حملة انتخابية متصاعدة في مسار منفتح وتنافسي بحيث ينجح المرشح الأفضل بالاستناد إلى برنامج معلن وإنجازات شاهدة وقوة إقناع«، بحسب ما يعلنه الكتيب الخاص ببرنامجه الرئاسي.

»الهدف من الطريقة الجديدة في الترشح، هو التعبير عن أن النهج مختلف، بحيث يتناسب مع الحرية الجديدة في البلد الذي صار جديداًَ«، يقول مضيفاً إنها »أول مرة في تاريخ الجمهورية يكون الترشيح لشخصية لها برنامج، بمعنى أن يعرف الشعب من هو الشخص الذي سيحتل المنصب الأهم في الجمهورية، وما هي تطلعاته، كما يتمكن من محاسبته في ما بعد على ما فعله وما لم يفعله«.

لكن، هل ثمة دور فعلي للشعب في العملية الرئاسية؟

»للأسف الانتخابات الرئاسية عندنا لا تتم مباشرة من جانب الشعب، بل النواب«، يقول، كاشفاً عن مخرج مبتكر يتناسب وطرحه المختلف: »عندما أكون بين الناس، أقول لهم: لا أريد صوتكم، بل دعمكم. اتصلوا بالنواب واخبروهم بأنكم تدعمون فلاناً في الوصول إلى الرئاسة وساعدوني في الحملة«.

وعلى ماذا يستند ملاط للوصول إلى هدفه المعلن؟ »لا استند إلى حزب سياسي، ولم ادخل مسبقاً في أي تسوية سياسية«، نقطة إيجابية يسجلها ملاط لمصلحته، معلناً انه »قبل سنوات طرح علي أن أكون نائباً، ورفضت لأنها كانت تقتضي مني الاتصال بعنجر«.

التواصل مع »النواب والناس ورؤساء الكتل«، نقطة أخرى يعتمد عليها، خصوصاً مع زعماء 14 آذار، و«الصديق القديم وليد جنبلاط«، معلناً عن »تواصل قدر الإمكان مع »التيار الوطني« و«حزب الله« (لم يلتق قيادتي الحزبين) ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لكنه تواصل أصعب لأنهم يعرفون مواقفي، كما انهم لم يحسموا أمرهم من موضوع الرئاسة«.

ويجد في المواصفات التي طرحها البطريرك الماروني نصر الله صفير، الداعم الأكبر: »البطريرك تحدث عن رئيس يكون شاباً ومثقفاً ووسطياً ومتواصلاً مع الآخرين، ما يعني انه يحذف شخصية معينة«.

لا يشبه خطاب ملاط، خطاب أي من المرشحين للمنصب نفسه، وان كان في مواقفه السياسية أقرب إلى فريق 14 آذار (مارس). لا يرى في مواقفه المعلنة سابقاً عن »حزب الله« وسلاحه أي تأثير سلبي في فرصه بالفوز. »خطابي صريح ومعلن. فقبل مدة أخبرت القائم بالأعمال الإيراني في بيروت انه لا يمكن أن نسمح لفئة واحدة بحمل السلاح. ماذا أقول لشعبي المسيحي أو للسنة إذا قرروا أن يتسلحوا أسوة بالحزب«. ويضيف: »كما طالبت السفير الأميركي، أن يخففوا الحديث عن موضوع سلاح المقاومة لأن هذه ليست المشكلة في لبنان بل المشكلة هي الرئاسة«، كاشفاً عن دور وسط يلعبه بين المدافعين عن الحزب والمناهضين له، إذ »لا أريد أن أرضي الجميع، لكن يجب أن نعرف ما هي الاولويات ونسير بحسبها«.

يجد في علاقاته بـ »الأطراف الخارجية« والتي يسجلها البعض هذه، نقطة لمصلحته. ويقول: »عندي علاقة مميزة مع أعلى قيادات النجف، وهذه علاقات افتخر بها. كما لدي علاقات مع أقطاب في الولايات المتحدة وفرنسا. وهذه العلاقات تقع في قلب مقومات رئاسة الجمهورية، ومن هنا كانت عظمة (الرئيس الشهيد رفيق) الحريري الذي كان على تواصل مع أصحاب القرار الدوليين«.

يهتم المحامي المرشح كثيراً بالإحاطة بعناصر قضيته الجديدة. برنامجه الرئاسي معد سلفاً ومرتب في ملفات تحمل صورته وعبارة: شبلي ملاط رئيساً. ينطلق من إرادة »الوصول إلى رئيس لا عنفي يتناسب مع الثورة اللبنانية المميزة، وهذا يغير الشرق الأوسط كله«.

وكان ملاط توجه الى واشنطن على أن يلتقي (مساء أمس) الرئيس الأميركي جورج بوش ضمن وفد من الحزب الجمهوري في أميركا.

No comments:

Post a Comment