Wednesday, August 31, 2005

والدنيا لن تنقلب

السنيورة : المسؤولون المستحضرون مشتبه بهم ولبنان بخير والدنيا لن تنقلب إلا على المجرمين

منال أبو عبس
Al-Hayat (661 كلمة)
تاريخ النشر 31 أغسطس 2005


لم يخفف تأكيد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة »أن لبنان بخير وأن الدنيا لن تنقلب إلا على رؤوس المجرمين« من توتر الجو في الســرايــا الحكوميــة منذ صباح أمس، كما لم يخـــفـــفه تأخير المؤتمر الصحافي نحو ساعة من الزمن بسبب انشغال السنيورة باجتماعين صباحيين »دسمين«، الأول مع رئيس لجنة التحقيق الدولية في جــريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس، والثاني مع قادة الأجهزة الأمنية.

ففي القاعة المواجهة لقاعة الصحافيين المحتشدين منذ إعلان نبأ انطلاق التوقيفات الأمنية، تلا السنيورة، بيانا مكتوبا أوضح فيه انه اطلع من ميليس على الإجراءات التي اتخذتها اللجنة صباح أمس، نتيجة التحقيقات التي أجرتها حتى الآن، والتي قررت بموجبها استدعاء كل من: المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد ومدير الاستخبارات السابق العميد الركن ريمون عازار والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج وقائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان وذلك للتحقيق معهم بصفتهم مشتبها بهم.

وقال السنيورة: »ابلغني القاضي ميليس أيضا انه تم استدعاء النائب السابق ناصر قنديل للتحقيق معه كمشتبه به، لكن تبين انه ليس موجودا في لبنان.

وبحسب ما أبلغت من القاضي ميليس، فإن التحقيق مع جميع هؤلاء سيحدد الخطوات اللاحقة التي ستتخذ بحقهم«، مشيرا إلى انه »كانت جرت بموافقة النائب العام التمييزي عملية تفتيش لمنازل الأشخاص المذكورين أعلاه من جانب لجنة التحقيق الدولية تؤازرها قوى الأمن الداخلي، وتم على الأثر اصطحابهم إلى مركز لجنة التحقيق الدولية للتحقيق معهم».

ولفت السنيورة إلى أن »هذه الخطوة تأتي في سياق عمل لجنة التحقيق الذي لم يكتمل بعد«، مؤكدا على »ثقتنا الكاملة بعمل لجنة التحقيق الدولية وبالقاضي ديتليف ميليس الذي أكدنا له دعمنا وتعاوننا الكاملين مع اللجنة الدولية لكشف كل جوانب هذه الجريمة وصولا إلى معرفة الحقيقة الكاملة«.

وأكد السنيورة أن الاجتماع الطارئ الذي عقده في الحـادية عشرة والنـصف مع وزيـري الداخلية حسن السبع والدفاع بالوكالة يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وأمين عام المجلس الأعلى للدفـاع اللواء سعيد عيد ومدير عام الأمن العام بالوكالة العميد أسعد الطقش ومدير عام أمن الدولة بالوكالة العميد حسن فواز ومدير استخبارات الجيش العميد جورج خوري، كان »لمواكبة التطورات والتأكد من قيام كل جهة بالمهمات الملقاة على عاتقها«، موضحا انه اجتمع »لاحقا إلى وزير العدل شارل رزق ومدعي عام التمييز سعيد ميرزا في الإطار ذاته، وذلك لمتابعة وضع الأمور في إطارها القانوني الصحيح«.

واختتم السنيورة بيانه بنداء باطنه يدعو اللبنانيين إلى الوعي لما قد تحمله المرحلة المقبلة من »تطورات«، وقال: »أيها اللبنانيون: أتوجه إليكم لأطمئنكم وأؤكد لكم أن الجميع سيكون تحت سلطة القانون، وإنني واثق على عكس ما قد يحاول البعض إشاعته بأن اللبنانيين الذين جمعتهم المصيبة في 14 آذار (مارس) مطالبين بكشف الحقيقة، هم أكثر تصميما اليوم وبعد مرور 197 يوما على جريمة الاغتيال المروعة، على ضرورة تكثيف الجهود ومتابعة نتائج التحقيقات كل من موقعه، توصلا لكشف الحقيقة كاملة، وهم سيكونون على مستوى عال من المسؤولية وسيبقون كما كانوا دائما اكثر وحدة في الحفاظ على استقرار البلد«.

ولم تستغرق تلاوة البيان اكثر من دقائق عدة، غادر بعدها السنيورة من دون أن يجيب عن أسئلة الصحافيين المحليين والأجانب، الذين انصرفوا مرة أخرى إلى القاعة المخصصة لهم، ينتظرون معلومات جديدة تفتح تاريخ مرحلة جديدة.

Friday, August 26, 2005

الطفلة المتفوقة إقبال

إقبال لبناني و « إقليمي » على دعمها . الطفلة المتفوقة إقبال تدخل كلية الطب وهي في الثانية عشرة

منال أبو عبس
Al-Hayat (739 كلمة)
تاريخ النشر 26 أغسطس 2005


لم تعد إقبال أحمد الأسعد أصغر فائزة بالشهادة الثانوية في لبنان فحسب. فالفلسطينية ابنة الإثني عشر عاما، التي كرمها وزير التربية خالد قباني في قصر الاونيسكو قبل يومين، استفاقت يوم أمس وفي جعبتها سيل من العروض »السياسية- التربوية« تتجاوز هويتها الأبعاد اللبنانية المحلية إلى الفلسطينية الإقليمية.

لكن، ما الذي أكسب قضية إقبال بعدها السياسي؟

»حصلت على منحة من الوزير السابق عبدالرحيم مراد تخولني درس الاختصاص الذي أريد في الجامعة اللبنانية - الدولية التي يملكها«، تقول إقبال مرجحة رفضها العرض، لأن »الجامعة ليس فيها قسم للطب، بل للصيدلة، وأنا أريد أن أصبح طبيبة«. وتضيف: »الوزير قباني بدوره قال إنه سيؤمن لي الدرس في الجامعة الأميركية في بيروت أو أي جامعة أخرى للتخصص في الطب، يعطونني عشرة ملايين ليرة كبداية، ولاحقا يتولى (النائب) سعد الحريري أمر تعليمي«...

إذن العروض تراوح بين الحريري الذي اشتهر والده الشهيد رفيق الحريري بمساعداته التربوية قبل وجوده في السلطة وخلاله، وبين الوزير السابق مراد ذي المطامح السياسية البارزة (آخرها دخوله في »مسابقة« رئاسة الوزراء) التي جعلته في خصومة مع آل الحريري.

إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ »طلب (أمين سر حركة فتح في لبنان) سلطان أبو العينين أن نستخرج لها جواز سفر لأنهم يريدون أخذها في رحلة إلى تونس«، تقول الأم التي لم تخف حماستها طوال الوقت، مشيرة إلى »أننا فعلنا، فأخذوا الجواز ونحن الآن ننتظر اتصالا منهم لتحديد الموعد«.

قد لا تكون العروض السابقة هي الحصيلة النهائية لـ »معجزة« إقبال وتفوقها أكاديميا، فالرحلة ما زالت في بدايتها، بخاصة بعدما طلب »أحدهم« من العائلة أن تقتني هاتفا خاصا بها، لتلقي المكالمات من »المعنيين« من الآن فصاعدا!

وفي منزلها الواقع في قلب بلدة برالياس البقاعية، تعيش إقبال يومها الأول بعد التكريم، بفرحة لا تفوقها إلا فرحة والدتها. فالأم البقاعية التي تفاخر بأنها لم تنجب الكثير من الأولاد، فقط أربعة، مع أن الفلسطينيين يحبون الأولاد كثيرا«، تفاخر بـ »قبولة (اسم الدلع) المدللة من والدها، والمتفوقة في مدرستها اللبنانية وليس في الأونروا«. إلا أن تفوق إقبال لم يحرمها من سماع جملة الأمهات الشهيرة: »ما بتقوم من هون لهون (لا تنظف شيئا) وإذا بدها تشرب بتقول بابا اسقيني«.

لا تتحدث إقبال كثيرا، وتجيب باقتضاب شديد، إلا أن الإجابة عن السؤال عن رحلتها من الطفولة إلى التفوق في الطفولة أيضا، يكون الأكثر سلاسة وترابطا مما يوحي بأنها رددته كثيرا: »في عمر السنتين والنصف كنت اعرف ترجمة 50 كلمة من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس. وفي الثالثة والنصف تسجلت في صف الروضة الأولى، ثم الثانية، حينها كنت اقرأ الجريدة والقرآن. في الخامسة كان المدير يأخذني إلى الصف الخامس لأقرأ لتلامذته درس القراءة. تسجلت مباشرة في الصف الثاني ابتدائي وانتقلت منه إلى الرابع ثم السادس ثم الرابع متوسط (بروفيه). لم انجح في الامتحان الرسمي عندما كان عمري تسع سنوات. في العاشرة أعدت الامتحان الرسمي فنجحت وبعدها تسجلت في الأول ثانوي ثم في صف »علوم الحياة«.

لا تبدو إقبال متوترة من فكرة دخولها إلى الجامعة، »رفاقي في الصف عمرهم نحو 19 سنة، وهم لا يحسون أنني مختلفة، ويعاملونني بطريقة عادية، وبالتأكيد سأتلاءم مع غيرهم«.

في البلدة تلعب اقبال المحجبة (بدأت إداء الصلاة حديثا)، مع رفاق في مثل سنها، »العب مع أولاد عمي فوتبول وباسكيت، في الساحة أمام المنزل ونتذكر كيف كنا. يعني عندما كنا نلعب بيت بيوت، وكنت قول بدي صير دكتورة«. لا ترى إقبال الحلم بعيدا، فـ »خلال 11 عاما يصبح الطالب العادي دكتورا، يعني في حالتي يكون عمري 23 عاما، إلا أنني سأصبح طبيبة في فترة اقل من هذه بكثير«.

Wednesday, August 24, 2005

التفجيرات « السياحية »

التحقيق « يهتم » بـ 3 أشخاص شوهدوا في المكان . التفجيرات « السياحية » تعود من منطقة الزلقا

منال أبو عبس
Al-Hayat (635 كلمة)
تاريخ النشر 24 أغسطس 2005



لم تمر ذكرى الشهر الأول على »تفجير مونو« (في الأشرفية) مرور الكرام. عند العاشرة والنصف مساء أول من أمس، انضمت عبارة »تفجير الزلقا« إلى قائمة التفجيرات »السياحية« التي ضربت لبنان على مدى الأشهر الستة الماضية.

وقد لا يلقى السؤال عن سبب »امتناع« المسؤولين (عدا اثنين من معارضي السلطة الحالية) عن زيارة موقع »تفجير الزلقا« ساعة الحادثة إجابة كافية. فتوقيت الانفجار الأحدث، لم يسمح ربما بإعطاء الأولوية في الأخبار إلى عودة دوامة العنف »السياحي«، ذلك ان الأخبار السمينة كثيرة، منها: »الكشف عن ألف ومئة كيلوغرام من المتفجرات شمال لبنان« و«رفض رئيس الجمهورية اميل لحود التوقيع على مرسوم التعيينات« و»احتدام السجال بين النائب انطوان اندراوس ولحود«... وأهمها: »الاشتباك على الحدود اللبنانية - السورية«. كما أن مخزون تصريحات السياسيين في التفجيرات السابقة مرتفع، وهو يشفع لهم غيابهم هذه المرة!

لكن، بعيدا من التصريحات المتسارعة إلى التنديد وتحميل المسؤولية لأجهزة أمنية »بائدة« أو »سائدة«، كيف تكون الحال في صباح اليوم التالي للانفجار؟

لا شيء مما كان في محيط فندق »بروموناد« و«سنتر موسى«، فمقهى »ستاربكس«، يشبه ما كان عليه قبل العاشرة. المنطقة تجارية تقوم ديكوراتها على الزجاج، وهذا الأخير تحول بقوة التفجير إلى ما يشبه حبات الحصى تنذر عمال التنظيف الكثر (سوكلين) بيوم شاق. »الأضرار المادية جسيمة«، هذا ما يؤكده صاحب أحد المحلات الواقعة خلف طوق أمني رسمه شريط أحمر وأبيض (في التفجيرات السابقة جميعها كان الشريط أصفر) ضربه الأمنيون حول المكان.

من خارج الطوق الذي لم يمتد ليشمل الشارع العام كما جرت العادة، تسهل مشاهدة نقطة الانفجار. في الأرض فجوة كبيرة، فـ »العبوة وضعت على سطح موقف السيارات الخاص بالفندق، والى جانب إحدى البنايات المستعملة كمكاتب، مما أدى إلى فتح ثغرة في الأرض، واثنتين في الطابقين الأرضي والثالث«. وعلى بعد خطوات عدة يهرع شرطي ليصرف رجلا اجتاز الطوق الأمني ركضا. الرجل صاحب أحد المحلات المتضررة، جاء محاولا نقل ما سلم من منحوتات في المحل.

الفندق الذي دخله الرجل يكسو باحته الفسيحة دمار ضخم. السلم الإلكتروني معطل ورجال قوى الأمن الداخلي يطلون بأسلحتهم من على شرفاته. فيما حضر الموظفون للمساهمة في إعادة تأهيل الفندق، بعدما أخلي من رواده خلال الليل.

وبحث مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد مع قادة الأجهزة الأمنية المعلومات التي توافرت حول عملية التفجير الذي أوقع خمسة جرحى (غادروا المستشفيات). وأفادت مصادر مطلعة بأن العبوة كانت موضوعة في حقيبة، وتزن بين 20 و25 كيلوغراما من مادة »تي ان تي« وتنفجر وفق ساعة موقوتة. وأشارت المصادر إلى أن فهد كلف آمر فصيلة الجديدة التأكد من صحة معلومات اعلامية عن رؤية شهود ثلاثة أشخاص توقفوا قرب المبنى المستهدف وكانوا يحملون حقيبة، ثم دخلوا إلى المبنى وعادوا من دون الحقيبة، مؤكدة أن »هذه المعلومات لم تتوافر لدى المحققين وأن الاتصال الذي تلقته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على الرقم 112 حول الاشتباه بحركة ما في المنطقة لم يذكر هذا الأمر«.

ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان - باتيست ماتيي عملية التفجير بـ »العمل الاجرامي«. وامل ان يتم كشف كل ملابسات هذا العمل الاجرامي. ونذكر بتمسكنا باستقرار لبنان في هذه المرحلة«.