معركة سنية ـ سنية في البقاع الغربي
منال أبو عبس
Al-Hayat (922 كلمة)
تاريخ النشر 13 يونيو 2005
منال أبو عبس
Al-Hayat (922 كلمة)
تاريخ النشر 13 يونيو 2005
يخطئ من يظن أن الصورة المرفوعة على مداخل بلدات دائرة البقاع الثالثة مجرد صورة انتخابية تقليدية. فصورة أعضاء لائحة »القرار الوطني«، ما كانت لتستدعي الانتباه لو لم يقف النائب المنتخب سعد الحريري وسط أعضائها الستة، وتحديدا بين المرشحين عن المقعدين السنيين جمال جراح وأحمد فتوح، المتنافسين مع اكثر القوى فاعلية في المنطقة.
حتى بعد ظهر أمس، لم تخض اللائحة الوحيدة المكتملة التي سميت لائحة الرئيس الشهيد رفيق الحريري: جمال جراح واحمد فتوح عن السنة، وناصر نصر الله عن الشيعة، ووائل أبو فاعور عن الدروز وروبير غانم عن الموارنة وانطوان سعد عن الروم الارثوذكس، معركة فعلية. إذ انحصرت المنافسة على المقعدين السنيين، بين مرشحي اللائحة والنائب عبد الرحيم مراد، من لائحة »المرجعية البقاعية« التي تضمه إلى جانب النائب فيصل الداوود عن المقعد الدرزي، والمرشح هنري شديد عن المقعد الماروني، وبين النائب سامي الخطيب من لائحة »القرار الجديد« التي تضمه إلى جانب محمود أبو حمدان عن الشيعة وايلي الفرزلي عن الروم الأرثوذكس.
لكن هذه القاعدة لم تكن عامة، إذ ظهر منافسون آخرون، مثل المرشح المنفرد فاروق دحروج (سني)، وتفاوتت الحماسة بين منطقة وأخرى. ففي بلدة المرج (معقل جراح) تناسى الأهالي خلافات نشبت اثر الانتخابات البلدية بين عائلة جراح وعائلات أخرى. ورفعت في القرية اللافتات المؤيدة لسعد الحريري. وبعد ساعة واحدة من فتح صناديق الاقتراع في الثانوية الرسمية، بلغ عدد المقترعين في أحد الأقلام، 59 من أصل 590 ناخب.
وكما كان متوقعا، شكل الناخبون السنة النسبة الأكبر من المقترعين صباحا، في حين قرر أهالي القرية من طائفتي الموارنة والروم الانتظار حتى وقت متأخر. وان كان أحد المندوبين في »لائحة القرار الحر« (لم يظهر مندوبون للوائح أخرى) رد السبب إلى »غياب التنافس في المعركة ما يشعر الناس بأنهم غير معنيين في الأمر، وان بعض الأهالي ينتظرون إلى حين وصول الدعم (المادي)«.
وعلى رغم تخطي نسبة الاقتراع في حوش الحريمة الـ 13 في المئة بعد ساعتين من فتح الصناديق، إلا أن تأفف مندوبي اللوائح المتنافسة، كان لافتا. »المحافظ لم يوافق على مندوبين ثابتين ولا متجولين للوائح المنافسة لتيار المستقبل«، يقول مندوب لائحة »المرجعية«. ويضيف: »عادة يوافق القائمقام على أسماء المندوبين، اليوم صارت الموافقة تؤخذ من المحافظ«. لا يعرف المندوب سبب التغيير، لكن صديقه يرد الأمر إلى أن »فؤاد السنيورة (وزير المال السابق) وحسن السبع (وزير الداخلية) يديران العملية الانتخابية من شتورا، وينفذان أوامر سعد الحريري«.
وفي جب جنين، بدأت ملامح المعركة الانتخابية تلوح في الأفق، مع ظهور صور النائب مراد إلى جانب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (يحتل مكانة بارزة في قلوب البقاعيين)، وصور اللواء الخطيب، من دون أن تغيب اللافتات التي تحمل توقيع »تيار المستقبل«: »تذكروا زي ما هي«، و«قلت لبيروت شكرا، والبقاع يرد تكرم«. غير أن الزحمة تركزت أمام مراكز الاقتراع، وغابت عن الطرقات الرئيسية، فـ »الناس ما زالت نائمة، وكثيرون لا يريدون الاقتراع بسبب المنافسة بين المرشحين السنيين على لائحة الحريري وأبناء جب جنين الثلاثة: الخطيب وعبد الله وهاب وجميل شرانق«، يقول البائع، أن »أهل البلدة يدعمون أبناءها المرشحين عن المقاعد السنية إلى جانب بقية المرشحين على لائحة الحريري«.
وفي بلدة لالا، كما جب جنين وغزة، لم تكن الصورة افضل حالا، إذ استبدل كثيرون مرشحا أو مرشحي لائحة الحريري السنيين، بمرشحين آخرين. فيما جاهر آخرون بولائهم المطلق لخيار الحريري، كتلك السيدة التي غطت رأسها وصدرها بصور الحريري، ووضعت اللائحة في الظرف قبل الدخول إلى العازل، »محبة بالحريري الذي بنى لبنان وعلم شبابه«. وفي لالا بلغت النسبة 10 في المئة حتى الثانية عشرة ظهرا.
وبدت بلدة القرعون (معقل المرشح المنفرد فاروق دحروج) الأكثر معايشة للمعركة الانتخابية، فتنافس خارج الأقلام المندوبون على اجتذاب الناخبين. وشهدت المنطقة (أوسع انتشارا من بقية البلدات) لوائح ملغومة، ظهر فيها اسم دحروج مكان فتوح أو جراح، كما استبدل في عدد من اللوائح اسم والد المرشح باسم آخر، ما يلغي الورقة عند الفرز. وعلى رغم وجود لوائح الحريري بين أيدي الناخبين، ألا أن اسمي مراد ودحروج كانا الأكثر تردادا في تلك البلدة. وبلغ عدد المقترعين في أحد الأقلام 185 من أصل 653.
وفي بلدة غزة (معقل مراد) ترافقت الأغاني المؤيدة له مع مسيرة نظمها شبان المنطقة تأييدا للحريري. غير أن الصور واللافتات كانت تدل الى تأييد كبير للنائب مراد. ووصلت نسبة الناخبين عند الثانية عشرة والنصف الى نحو 26.5 في المئة.
وفي بلدات الصويري، المنارة، عيتا الفخار، حلوى وكامد اللوز تراوحت النسبة بين 45 و60 في المئة بعد الظهر. وأفادت مصادر الأهالي أن الجيش أوقف عددا من أنصار أحد المرشحين لحيازتهم أسلحة وقنابل يدوية، في حين لفت مندوبون عن توقيف الأجهزة الأمنية لمواطنين سوريين انتحلوا شخصية ناخبين لبنانيين للتصويت لمراد. إلا أن أوساط النائبين الداوود ومراد نفت وصول ناخبين من الأراضي السورية إلى راشيا، واعتبرت »هذا الكلام عاريا من الصحة جملة وتفصيلا».
حتى بعد ظهر أمس، لم تخض اللائحة الوحيدة المكتملة التي سميت لائحة الرئيس الشهيد رفيق الحريري: جمال جراح واحمد فتوح عن السنة، وناصر نصر الله عن الشيعة، ووائل أبو فاعور عن الدروز وروبير غانم عن الموارنة وانطوان سعد عن الروم الارثوذكس، معركة فعلية. إذ انحصرت المنافسة على المقعدين السنيين، بين مرشحي اللائحة والنائب عبد الرحيم مراد، من لائحة »المرجعية البقاعية« التي تضمه إلى جانب النائب فيصل الداوود عن المقعد الدرزي، والمرشح هنري شديد عن المقعد الماروني، وبين النائب سامي الخطيب من لائحة »القرار الجديد« التي تضمه إلى جانب محمود أبو حمدان عن الشيعة وايلي الفرزلي عن الروم الأرثوذكس.
لكن هذه القاعدة لم تكن عامة، إذ ظهر منافسون آخرون، مثل المرشح المنفرد فاروق دحروج (سني)، وتفاوتت الحماسة بين منطقة وأخرى. ففي بلدة المرج (معقل جراح) تناسى الأهالي خلافات نشبت اثر الانتخابات البلدية بين عائلة جراح وعائلات أخرى. ورفعت في القرية اللافتات المؤيدة لسعد الحريري. وبعد ساعة واحدة من فتح صناديق الاقتراع في الثانوية الرسمية، بلغ عدد المقترعين في أحد الأقلام، 59 من أصل 590 ناخب.
وكما كان متوقعا، شكل الناخبون السنة النسبة الأكبر من المقترعين صباحا، في حين قرر أهالي القرية من طائفتي الموارنة والروم الانتظار حتى وقت متأخر. وان كان أحد المندوبين في »لائحة القرار الحر« (لم يظهر مندوبون للوائح أخرى) رد السبب إلى »غياب التنافس في المعركة ما يشعر الناس بأنهم غير معنيين في الأمر، وان بعض الأهالي ينتظرون إلى حين وصول الدعم (المادي)«.
وعلى رغم تخطي نسبة الاقتراع في حوش الحريمة الـ 13 في المئة بعد ساعتين من فتح الصناديق، إلا أن تأفف مندوبي اللوائح المتنافسة، كان لافتا. »المحافظ لم يوافق على مندوبين ثابتين ولا متجولين للوائح المنافسة لتيار المستقبل«، يقول مندوب لائحة »المرجعية«. ويضيف: »عادة يوافق القائمقام على أسماء المندوبين، اليوم صارت الموافقة تؤخذ من المحافظ«. لا يعرف المندوب سبب التغيير، لكن صديقه يرد الأمر إلى أن »فؤاد السنيورة (وزير المال السابق) وحسن السبع (وزير الداخلية) يديران العملية الانتخابية من شتورا، وينفذان أوامر سعد الحريري«.
وفي جب جنين، بدأت ملامح المعركة الانتخابية تلوح في الأفق، مع ظهور صور النائب مراد إلى جانب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (يحتل مكانة بارزة في قلوب البقاعيين)، وصور اللواء الخطيب، من دون أن تغيب اللافتات التي تحمل توقيع »تيار المستقبل«: »تذكروا زي ما هي«، و«قلت لبيروت شكرا، والبقاع يرد تكرم«. غير أن الزحمة تركزت أمام مراكز الاقتراع، وغابت عن الطرقات الرئيسية، فـ »الناس ما زالت نائمة، وكثيرون لا يريدون الاقتراع بسبب المنافسة بين المرشحين السنيين على لائحة الحريري وأبناء جب جنين الثلاثة: الخطيب وعبد الله وهاب وجميل شرانق«، يقول البائع، أن »أهل البلدة يدعمون أبناءها المرشحين عن المقاعد السنية إلى جانب بقية المرشحين على لائحة الحريري«.
وفي بلدة لالا، كما جب جنين وغزة، لم تكن الصورة افضل حالا، إذ استبدل كثيرون مرشحا أو مرشحي لائحة الحريري السنيين، بمرشحين آخرين. فيما جاهر آخرون بولائهم المطلق لخيار الحريري، كتلك السيدة التي غطت رأسها وصدرها بصور الحريري، ووضعت اللائحة في الظرف قبل الدخول إلى العازل، »محبة بالحريري الذي بنى لبنان وعلم شبابه«. وفي لالا بلغت النسبة 10 في المئة حتى الثانية عشرة ظهرا.
وبدت بلدة القرعون (معقل المرشح المنفرد فاروق دحروج) الأكثر معايشة للمعركة الانتخابية، فتنافس خارج الأقلام المندوبون على اجتذاب الناخبين. وشهدت المنطقة (أوسع انتشارا من بقية البلدات) لوائح ملغومة، ظهر فيها اسم دحروج مكان فتوح أو جراح، كما استبدل في عدد من اللوائح اسم والد المرشح باسم آخر، ما يلغي الورقة عند الفرز. وعلى رغم وجود لوائح الحريري بين أيدي الناخبين، ألا أن اسمي مراد ودحروج كانا الأكثر تردادا في تلك البلدة. وبلغ عدد المقترعين في أحد الأقلام 185 من أصل 653.
وفي بلدة غزة (معقل مراد) ترافقت الأغاني المؤيدة له مع مسيرة نظمها شبان المنطقة تأييدا للحريري. غير أن الصور واللافتات كانت تدل الى تأييد كبير للنائب مراد. ووصلت نسبة الناخبين عند الثانية عشرة والنصف الى نحو 26.5 في المئة.
وفي بلدات الصويري، المنارة، عيتا الفخار، حلوى وكامد اللوز تراوحت النسبة بين 45 و60 في المئة بعد الظهر. وأفادت مصادر الأهالي أن الجيش أوقف عددا من أنصار أحد المرشحين لحيازتهم أسلحة وقنابل يدوية، في حين لفت مندوبون عن توقيف الأجهزة الأمنية لمواطنين سوريين انتحلوا شخصية ناخبين لبنانيين للتصويت لمراد. إلا أن أوساط النائبين الداوود ومراد نفت وصول ناخبين من الأراضي السورية إلى راشيا، واعتبرت »هذا الكلام عاريا من الصحة جملة وتفصيلا».
No comments:
Post a Comment