Wednesday, July 28, 2004

عرض تجريبي لافت من السعودية

« ابن الصمت » في « المهرجان الدولي السابع للمسرح الجامعي » في بيروت . عرض تجريبي لافت من السعودية عن ضحايا الحروب



منال أبو عبس
Al-Hayat (513 كلمة)
تاريخ النشر 28 يوليو 2004

افتتحت «الجامعة اللبنانية - الأميركية» في بيروت الخميس الماضي، فعاليات «المهرجان الدولي السابع للمسرح الجامعي» بمشاركة وفود عربية وغربية من الكويت والسعودية وعمان وتونس والولايات المتحدة الأميركية.

ولم تفلح مجانية الدخول في جذب عدد كبير من طلاب معاهد الفنون، في حين غاب المسرحيون اللبنانيون عن العروض التي بدت في معظمها ذات طابع أكاديمي. وفي إطار المهرجان، عرضت مساء أول من أمس المسرحية السعودية «ابن الصمت»، للمؤلف والمخرج الزميل إبراهيم بادي، في قاعة «إيروين» في الجامعة.

وتتمحور قصة المسرحية حول ضحايا الحروب من دون أن تأتي على ذكرهم خلال العرض، فتختصر في نصف ساعة من الوقت، معاناة رجل قتل أبوه قبل أن يولد، ثم اغتصبت أمه وقتلت على أيدي جنود العدو عندما كان في الخامسة من عمره. اشرف على تربيته رجل مجنون حاول أن يغرز فيه رغبة الانتقام ممن قتل أباه وأمه، إلا أن «ابن الصمت» يفضل الزواج وإنجاب الأولاد والعيش بسلام بعيدا من أعدائه. وفي الفصل الثاني تبلغ الأحداث ذروتها مع انفجار قنبلة في منزل «ابن الصمت»، تقتل زوجته وأولاده، فيعود إليه المجنون ليحرضه على الانتقام. يستجيب «ابن الصمت» للتحريض ويبدأ بقتل جنود العدو. في الاختتام يقضي «ابن الصمت» في السجن بعد تعذيب طويل. يعلم معلمه (المجنون) بموته، فينتحر حزنا عليه.

وغلب العنصر السينوغرافي الصافي على العرض الذي وصفته الممثلة اللبنانية حنان الحاج علي بـ«أول محاولة سعودية لخلق طقس خاص»، مضيفة أن «الممثل خلال هذا العرض كأنما يسير على شعرة بين السقوط في الخطابية والمحافظة على الشخصية». واعتمدت المسرحية في شكل لافت على معايير الفن التجريبي كالإضاءة الخافتة، الشموع، الحركة العنيفة، والديكور البسيط، ما أثار حفيظة أحد المشاهدين الذي اعتبر أن «التجريب يحتاج إلى خبرات طويلة ودراية ومعرفة في مجال المسرح، وهذا لا يتوافر لدى فريق المسرحية، لغياب الأكاديميات المتخصصة في المسرح».

وانتقدت خريجة من المعهد العالي للفن المسرحي في تونس، خطاب المسرحية معتبرة انه غير واضح، في حين أشاد المخرج الكويتي مساعد الزامل بالأطروحة «المسرحية الفريدة التي تنطلق بها المسرحية، فتطرح نفسها بصورة مختلفة عن صورة المجتمع السعودي التقليدية»، مشيرا الى اللغة العربية التي «أتقنها الممثلون والتي نفتقدها كثيرا في أيامنا هذه».

يشارك في التمثيل: علي العمران (ابن الصمت)، جلواح الجلواح (الأحدب). إبراهيم بادي (المجنون)، ونضال أبو نواس (العدو). وكانت المسرحية حصلت على جائزة افضل نص مبتكر في مهرجان المسرح الجامعي الدولي في المنستير- تونس، والجائزة الأولى- العرض الأول المتكامل- وجائزة السينوغرافيا في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام في السعودية. وتستمر عروض المهرجان حتى 30 تموز (يوليو) الجاري.

Tuesday, July 27, 2004

هي صورة بيضاء ... وأنا احبها !

هي صورة بيضاء ... وأنا احبها !

منال أبو عبس
Al-Hayat (630 كلمة)
تاريخ النشر 27 يوليو 2004



ما إن وقعت يدا صديقي على المجلة المرمية على الطاولة أمامي، حتى تنفست الصعداء. فالمجلة التي كانت مشروع تخرجي الجامعي يفترض بها أن تلهي صديقي عني مدة لا تقل عن ساعة، مما يعطيني فرصة الاستمتاع بهوايتي المفضلة... الإصغاء إلى الصمت.

ولما كان صديقي من هواة القراءة العكسية، فقد وجد في صفحة الإهداءات منطلقا لسيل هائل من التساؤلات. «سوف تتعلمين أن تتخلي في كل مرحلة من مراحل حياتك عن شيء... عن حلم، أو مبدأ أو وهم... لا تحزني، إنها الحياة». أعاد قراءة نص إهدائي متسائلا بسخرية: «ما الذي كنت تفكرين فيه حين كتبت هذه العبارة؟».

ما يتوقعه القارئ مني في هذه اللحظة، أن أعيد على مسمع صديقي حتمية أن يتخلى الإنسان في كل مرحلة من عمره عن شيء. كأن اخبره أنني كنت من المتمسكين بالمبادئ والمثل العليا، أو أنني تنقلت بين طرفي النقيض من دون ثبات إلى أن فقدت كل إحساس بالانتماء أو الولاء...

دارت الأفكار في رأسي دورتها الكاملة، تراصفت في كلمات وجمل مفيدة وتوجهت نحو صديقي: «كنت أحاول أن اكتب عن... عن... شو؟». غطت على ذاكرتي صورة بيضاء.

«شو»، أو «ماذا» بالعربية الفصحى، كلمة تتصدر ذاكرتي كلما وضعتني الظروف أمام حديث لا بد لي من المشاركة فيه، فيكون أول ما يظهر في مخيلتي صورة بيضاء تتوسطها كلمة «شو؟»، استلها لاشعوريا لأجيب بها عن أي سؤال. «شو» المنقذة، كلمة أخال أنني نطقت بها، حتى قبل أن انطق بـ«ماما».

ما سبق ليس إلا تذمرا شخصيا من حالة لا تتعبني، إلا أنها لا تريح من هم حولي. فآخر ما يخطر في بال السائل، بغض النظر عن مدى قرابته لي، هو أن تتم الإجابة على سؤاله، بـ: «أنا... أنا... شو؟». والغريب في الأمر أن ظاهرة معاداة الكلام بدأت تتفشى في صفوف رفاقي الذين أضحوا يفضلون التواصل المكتوب على اللقاءات الشخصية. الخيار الأخير يريحني ربما اكثر منهم جميعا، لأن الورقة والقلم، أو الشاشة ولوحة المفاتيح، مكانان لا أبذل جهدا في التواصل معهما ولساعات يومية، مفتقدة ألـ «شو؟» خاصتي.

التواصل المكتوب حل يبدو حتى اللحظة مريحا، لأنه: أولا، يحررني من خجل يشكل حاجزا بيني وبين الشخص المقابل، خصوصا عندما تكون المقابلة رسمية أو مع شخص تربطني به علاقة عمل. وفي هذا الإطار تحل «السيرة الذاتية» المشكلة بأقل ضرر ممكن.

ثانيا، تبادل الرسائل الإلكترونية، أو الدردشة عبر الإنترنت، تطيل أمد صداقات ولا تبعث فيها الملل.

وثالثا، إنها تفسح المجال أمام الجميع لإكمال عباراتهم، وهذا لا يتوافر أثناء الحديث العادي. إذ ما إن يهم الأول بالكلام عن شيء حدث معه، حتى يقاطعه الثاني بـ «أنا أيضا كذا، فـ....»، وتضيع الفكرة.

تخيل انك الآن تسير في طريق سريع، السيارات والأشجار في أماكنها المعهودة، امرأتك إلى جانبك تبادلها أطراف الحديث. كل شيء يبدو طبيعيا، عاديا، وسريعا... فجأة تنقلب الصورة ويختفي الجميع... هل كان لون الصورة التي غطت ذاكرتك ابيضا؟

مهرجانات صور

ألوان زاهية وأزياء مستوحاة من القرن الثامن عشر . مهرجانات صور تختتم باستعراض يستعيد أمجاد الأندلس



منال أبو عبس
Al-Hayat (441 كلمة)
تاريخ النشر 27 يوليو 2004

اختتمت فعاليات مهرجانات صور والجنوب أمس في لبنان بعرض موسيقي راقص تحت عنوان «فويجو» للإسباني كارمن موتا.

أربعون راقصا وراقصة احتلوا، لأربع ليال متتالية، مسرح الملعب الروماني وسط آثار مدينة صور التاريخية، متمايلين بخفة ورشاقة ملحوظين على أنغام موسيقى الفلامينغو الإسبانية، ليفسحوا للمشاهد فرصة الانتقال معهم بين عصور ماضية من التاريخ الأندلسي وبين مدن وهمية تجد مكانها في كتب الأدب اللاتيني. أربعون راقصا وراقص نزلوا من اعلى المدرجات الرومانية الى المسرح، فانسابت حركات أيديهم وأرجلهم الراقصة مع الإيقاعات الموسيقية العنيفة في معظم الأوقات، فيما تداخلت ألوان أزيائهم المستوحاة من القرن الثامن عشر، والتي تتدرج بين الأصفر، الأحمر، البنفسجي، الأزرق وصولا إلى الأسود الداكن والأبيض، وشكلت مع الإضاءة والديكورات غير المتكلفة لوحة فنية مكتملة العناصر. موتا ألبس الراقصات فساتين واسعة وفضفاضة كثيرة الثنيات، مستوحاة من التراث الأسباني، فيما جاءت أزياء الراقصين أكثر ضيقا، ما ساعد على إبراز حركة أجسادهم بشفافية عالية.

اختتام العرض كان «كليشيه»: مشهد شعبي تقليدي، استهل بدخول مجموعة من الراقصين والراقصات على أنغام الموسيقى الغجرية يتقدمهم مطرب ومطربة، أديا مقتطفات من رقصات غجرية، امتازت بقوة الإيقاع والخفة، واعتمدت في شكل لافت على حركة القدمين.

واتسم العرض، الذي استمر ساعتين، بدينامية جسدية تمازجت والموسيقى، وغابت عنه معالم الهدوء والرومانسية، خصوصا في صفوف المؤدين الرجال الذين تميزت حركة اجسادهم بالقوة. وعلى رغم أن الجمهور الذي حضر بأعداد قليلة لم يتفاعل بالقدر الكافي مع الفرقة في بداية العرض، لأسباب قد يكون أهمها اختلاف اللغة والثقافة، فإن الدقائق الأخيرة شهدت انقلابا ملحوظا، ما اضطر المؤدين إلى الاستجابة لتصفيق الجمهور بإعادة المشهد الأخير أكثر من مرة.

وتجدر الإشارة إلى أن مهرجانات صور انطلقت في الثامن من تموز (يوليو) الجاري، باستضافة العديد من الوجوه العربية الشهيرة، فضلا عن عرض أعمال عالمية بارزة وأمسيات شعرية وحفلات تراثية وعروض موسيقية راقصة.

وتوزعت العروض على 12 ليلة، كالآتي: ليلة لبنانية، ليلة إيطالية، ليلة عربية للفنان صابر الرباعي، ليلة لعدد من شعراء الزجل اللبناني، ليلة لعدد من الشعراء العرب، ليلة تراثية للفنان علي حليحل، ليلة الحرس التراثي احياها الفنان هاني شاكر.

Sunday, July 25, 2004

« سوبر مهضوم »؟

ما رأيك بـ« سوبر مهضوم »؟

منال أبو عبس
Al-Hayat (500 كلمة)
تاريخ النشر 25 يوليو 2004



لم يعد برنامج «سوبر ستار» يجذبني، لقد تحول من برنامج فني راق إلى آخر تجاري يخضع لمعايير العرض والطلب»... «أصبح البرنامج اقل جدية واكثر متعة»... «استغلالي، يسخر من مشاعر الناس وكرامتهم طمعا في الربح المادي»... «هناك فرق بين الضحك والسخافة، الفقرة مضحكة لكنها ليست سخيفة»، هذا ما رد به عدد من مشاهدي برنامج «سوبر ستار العرب»، على سؤال: ما رأيك بـ«سوبر مهضوم؟».

و«سوبر مهضوم»، هو عنوان فقرة استحدثها تلفزيون «المستقبل»، لجذب عدد إضافي من المشاهدين وزيادة حصة التسلية في البرنامج الذي اتسم بالجدية في جزئه الأول. أما الوسيلة فليست إلا شريطا مصورا يبث لقطات مضحكة لخمسة «مرشحين» لم ينجحوا في اجتياز اختبار لجنة التحكيم.

ولما كان المشاهدون هم المستهدف الأول والأخير لهذا النوع من البرامج، فقد تباينت آراؤهم حول الفقرة الجديدة. ينتقد فادي (أحد متتبعي البرنامج) الطابع الكوميدي للفقرة التي «تقوم أساسا على التهكم من المشترك، من دون أن تراعي مشاعر الآخر»، معتبرا أن «السخرية التي يدفع البرنامج الناس إلى ممارستها على المشترك، تضع المشاهد في موضع الجلاد».

ويبدو بعض المشاهدين اكثر دراية بالنواحي الاقتصادية للفكرة، إذ توضح منى أن «الفقرة استحدثت كي تزيد نسبة التصويت التي تراجعت كثيرا خلال الدورة الحالية للبرنامج مقارنة بدورته الماضية»، وتضيف: «تصوير الأشخاص اثناء فترة الاختيار يكلف المحطة مبالغ طائلة. «سوبر مهضوم» يوظف الأموال في مكانها الصحيح، فلا تضيع المصاريف سدى».

وبعيدا من الحرج الذي يسببه «سوبر مهضوم» للمشتركين، تنظر سوزان بإيجابية إلى الفقرة، إذ أن «التجربة التي يمر بها المهضومون اليوم، سوف تدفع الموهوبين الجدد إلى التفكير ألف مرة قبل الاشتراك في الدورة المقبلة من سوبر ستار».

النظرة السلبية تجاه الفكرة ليست قاسما مشتركا بين جميع المشاهدين، إذ يجد حسين في الفقرة مادة كوميدية، «تسلي المشاهد وتساعد على اكتشاف المواهب الكوميدية الجديدة». ويوضح: «الكثير من الشخصيات الفكاهية تجد صعوبة في الوصول إلى الجمهور أو الوقوف أمام الكاميرا. «سوبر مهضوم» يساعد في كسر حاجز الخجل بين المشاهد والفنان».

من جهته لا يجد حسام صعوبة في تعداد الأسباب التي جعلته ينتظر فقرة «سوبر مهضوم» أسبوعيا: «مادة خفيفة للترفيه عن النفس، وينسي الناس مشكلاتهم ولو لفترة قصيرة». لا يرى حسام في الفقرة محاولة للسخرية من المشتركين: «عندما اروي نكتة أمام الناس، يضحكون... هم يضحكون على النكتة وليس على الراوي»، يقول مؤكدا اشتراكه في حال استحدث البرنامج فقرة «سوبر نكات» جديدة.