ندى شاركت لأنها 'ابنة
بيروت' وميراي 'ردا على الخيبة' وراغدة 'لعيني من يعض علىالجرح من أجل لبنان'
منالابوعبس
< كل الطرق تؤدي الى ساحة الشهداء، هذا
ما دلتاليه الاجراءات الامنية
التي اتخذها الجيش اللبناني منذ فجر امس عند مداخل العاصمةبيروت وداخل أحيائها. فلا مجال لأي خطأ يرتكب في 14 شباط
آخر يحيي فيه اللبنانيونالذكرى
الخامسة لاغتيال رئيس حكومتهم السابق رفيق الحريري، في ظل تبدلات في المواقعوالمواقف السياسية.
فتلك الأعلام والرايات التي علقها البائع قبالة وزارةالمال في نزلة بشارة الخوري، في انتظار المقبلين على الساحة
سيرا على الأقدام، تشيبأن
ثمة شيئا تغير .ثمة لون غاب، راية 'الحزب التقدمي الاشتراكي 'لم تكن ضمن رزمرايات 'المستقبل 'و 'القوات اللبنانية 'والعلم اللبناني
.قال البائع ان 'التاجرالذي
يتابع احوال السياسة والسياسيين قلل من امكان وجود زبائن لها، لذلك لم يوصبصنعها كي لا تكون بضاعة كاسدة '.
انها التاسعة صباحا، اي قبل ساعة منالموعد المحدد للقاء في ساحة الشهداء، والناس الذين يخضعون
للتفتيش من جانب عناصرقوى
الامن الداخلي تحت جسر فؤاد شهاب ما زالوا دون الأعداد المتوقعة .عائلات
متفرقةاو مجموعات شبان وشابات
لبسوا قمصانا زرقا او عصبوا رؤوسهم بأشرطة من اللون نفسه،وحملوا رايات 'تيار المستقبل 'تتوسطها صورة الرئيس رفيق
الحريري ونجله رئيس الحكومةسعد
الحريري، قصدوا الساحة بصمت الى جانب مجموعات من شبان آخرين لبسوا قمصانا
بيضااو سودا وحملوا رايات
'القوات اللبنانية 'وأخرى سودا توسطتها جمجمة وكتب عليها 'حيثلا يجرؤ الآخرون '.وفي الساحة التي ثبتت فيها 120 الف كرسي
بلاستيكي بحسب المشرفينعلى
التنظيم، راح هؤلاء القادمون يتخذون مواقع لهم تشرف على المسرح المرفوع عندتمثال الشهداء او تواجه منصة الخطباء التي نصبت بالقرب من
ضريح الرئيس الحريريوأحكم
إغلاقها بالزجاج الواقي من الرصاص .
هل تملأ الحشود الساحة ام انالناس
ستعزف عن المشاركة هذه السنة؟ الاجابة عن السؤال كانت غير محسومة على رغممشارفة عقارب الساعة على العاشرة صباحا، واذا كانت الساحة
تغيرت معالمها مع انطلاقورش
بناء في اكثر من بقعة تم تزنيرها بالالواح الخشبية، فإن المساحات المتبقية
غصتبالقادمين من مناطق بعيدة
استبقوا زحمة السير المتوقعة على الطرق وانطلق بعضهم منالثالثة والنصف فجرا ليصل الى الساحة في السابعة صباحا،
جلسوا هناك، عائلات من اقصىالشمال
والبقاع ومن اقصى الجنوب وراحوا ينتظرون معارف لهم علقوا في منطقة ضهرالبيدر او عند مداخل العاصمة .
هل بدلت الساحة وظيفتها؟ ربما، او هكذا توحيالشعارات المرفوعة، اذ ثمة من حرص على إبراز لافتات ضخمة
ثبتت في امكنة يمكن الجميعقراءتها
:'اخلص مشاعر العزاء والمواساة لأهالي ضحايا الطائرة المنكوبة '، و 'مناعماق احزاننا نتضامن مع مأساة اهالي الطائرة المنكوبة '،
وفي المقابل لافتات ثبتتفي
اكثر من اتجاه موقعة من 'حركة الاستقلال 'كتب عليها :'من يشبهك اكثر؟ باريس
-3ام صاروخ رعد -3 '، و 'لن
اذهب الى سورية من دون طائفتي ورعيتي (البطريرك نصر اللهصفير )'، و 'نحن عشاق قضية اولها شهادة وآخرها حرية '، و
'رينيه معوض لا تخشى نحنقوم
يخشع ولا يركع '.
في ملعب 'الصيفي 'المجاور لساحة الشهداء، برزت طلائعمجموعة من الشبان والفتية يحملون رايات 'التقدمي '، انضموا
الى الساحة بعدما سبقتهماليها
مجموعات اخرى تحمل الرايات نفسها ولم تتعرض لانتقاد من احد، بل انها نفسها
منوجهت العتب لجنبلاط
.وقالت ايمان ابو نكد وهي من مناصري الحزب :'نحن ابناء الجبللسنا بحاجة الى دعوة من احد لننزل الى الساحة، شعورنا
الوطني يحركنا تلقائيا، فهذارفيق
الحريري القيادي الذي لم نعرف مثله، لكن لا انكر انني افتقد نفس وليد جنبلاطفي هذه المناسبة هو الذي كان يقول لنا انه لا يوجد أنصاف
ثورات، انا افتقد روحالثورة
في جنبلاط، اليوم ليس للمحاسبة، نحاسب في 14 آذار '.
اما نصر ابوحاطوم
الآتي من بعلشميه، فقال :'صحيح لم يوجه الحزب دعوة الى اهل الجبل للمشاركةلكننا دعينا انفسنا، ربما وليد بك لا يحب الروتين، لكن نحن
نقول ان 14 شباط اساسلمسيرة
14 آذار و16 آذار ايضا (تاريخ اغتيال الزعيم كمال جنبلاط )، نحن لا نزال كماكنا لم نتغير، لجنبلاط رؤيته لكن للرفاق في الحزب ايضا
رأيهم نناقش وفي النهايةنحتكم
الى الديموقراطية والكل يستمر '.
وقال المهندس يوسف السواح :'جئنابقناعاتنا،
نحن رفاق في الحزب لكن نحن مثقفون ولسنا غنما عند قيادتنا، ولنا موقفنا '.
الناس لم تبدل قناعاتها، هكذا قال القادمون من أحياء بيروت،
فهم هنا مناجل 'الرئيس الشهيد الذي
نفتقده '، لكنهم هنا ايضا لتأكيد ما هو ابعد من ذلك، قالتالمهندسة ندى زرقوت :'آتي الى الساحة كل سنة، لكن هذه السنة
جئت لأنني ابنة بيروت،قبر
جدي بالقرب من قبر الرئيس الحريري '.اما ميراي التي كانت تحمل راية 'القوات 'فقالت
انها جاءت كي تؤكد 'اننا باقون وصامدون على رغم خيبة الامل، فنحن ربحناالانتخابات النيابية لكن كأننا لم نربح، وموقف جنبلاط لا
افهمه '.وقالت فاتنة خالدمن
الطريق الجديدة :'لعيون سعد والحكيم وكل واحد يعمل من اجل لبنان ولا يكوع
نستمربالنزول، ربما موقفنا هذا
يجعل الآخرين يثبتون على مواقفهم '.
كثر غير هؤلاءبدوا
متسامحين مع المصالحات الحاصلة، وقالت سناء مومنة ان 'ما تغير ان سعد
الحريريصار رئيسا لحكومة تجمع كل
الاطياف وهذا شيء جيد للبلد '، فيما ايدت قريبتها راغدةمومنة ذهاب الحريري الى دمشق 'لحماية لبنان، هو عض على جرحه
وحط يده بيد من لانريدهم
ولكن من اجل لبنان '.
وقال الأمين العام لجامعة بيروت العربية عصامحوري انه يأتي كل سنة وحده الى الساحة، 'كي اشعر بأنني اضيف
واحدا اليها، اقف فيالشارع
الخلفي لعلني اصد شيئا ما يهدد المسيرة او احمي شيئا على المدى البعيد '.
ربما كانت مشاركة شقيقة الضحيتين امل بيضون وابنها الدكتور
هيثم طبارةاللذين سقطا في محلة رأس
النبع في احداث 7 ايار الاكثر دلالة على عمق جرح صعب انيندمل، قالت وهي تسير بين الجموع حاملة العلم اللبناني :'لا
يجوز ان يسكتونا، نحنلا
ننسى، وما دخلنا لكي يحصل لنا ما حصل، انا هنا لأطالب بتجنب الصدام، وعدم
تكرارما حصل '.
من الشمال والبقاع ...
من منطقة الجميزة نزولا نحو الصيفيتقف مجموعة من رجال ونساء في منتصف العمر، يتقاسمون في ما
بينهم لافتات كتب عليها :'لسنا أولاد حضانة .لسنا
في حاجة الى وصاية 'بالعربية، و 'أين ذهب صوتي (فيالانتخابات
)'بالانكليزية والفنسية و 'راى من كجاست 'بالفارسية، ولافتة تقول 'ماذافعلتم بالقرار 1559 'أما سبب هذه اللافتات، فتقول واحدة من
السيدات انها 'رسالةالمجتمع
المدني بكل اللغات '.السيدة جاءت مع رفاقها من محيط الصيفي للمشاركة فيالتجمع كتقليد سنوي، وتؤكد كما مرافقيها أنهم جميعا لا
ينتمون الى أي حزب أو تيارفي
14 آذار، 'إنما الى 14 آذار كثورة شعبية واحدة '.هذا الأمر يعكسه أيضا كلام
أحدرفاقها :'حتى لو قرر وليد
جنبلاط أن يترك 14 آذار، ولو قرر سمير جعجع والحريريوالجميل أن يغادروها يوما ما لأسبابهم الخاصة، نحن لن نتوقف
.لسنا من يسير وراءهم .هم يسيرون وراءنا لأنهم
يحتاجون إلينا '.
المدخل المؤدي الى وسط بيروت منالصيفي
مخصص للآتين من البقاع والشمال التي تعتبر في العادة الخزان الرئيس لنشاطاتقوى 14 آذار .يترجل الآتون من باصاتهم رافعين رايات أحزابهم
التي بغالبيتها ل 'تيارالمستقبل
'و 'القوات 'ثم 'الكتائب 'وأعلام لبنان .وعلى بعد أمتار من 'بيت الكتائب 'يخضعون
للتفتيش قبل السماح بمرورهم .
عند العاشرة كان عدد كبير من الذيناحتشدوا في الساحة منذ الصباح يغادرونها بعدما أتعبهم
الانتظار تحت الشمس، فيما لميتوقف
تدفق الآتين حتى بعد بدء الكلمات .غير أن تدفق هؤلاء لا يشبه أبدا حالهم فيالأعوام السابقة، حين كان حبل الأجسادلا ينقطع والتحرك من الساحة وإليها يكاد يكونمستحيلا .أمس، كانت للمحتشدين في الساحة وخصوصا في القسم
المطل على الصيفيوالجميزة،
فسحة ملحوظة سمحت لبعضهم بتدخين النارجيلة وعقد حلقات الدبكة على وقعالأغنيات الحماسية وغير الحماسية، فيما التزم كثيرون
بالطابع التقليدي للمناسبةالذي
هو 'تحية الى رجل أعطى لبنان من قلبه ودفع دمه ثمنا لمواقف سياسية '، بحسبهيفا الآتية بثياب الحداد من منطقة تعلبايا البقاعية .غير
بعيد من هيفا، تتقدممجموعة
من أنصار 'القوات 'على وقع قرع الطبل للانضمام الى المحتشدين، وقالت سيدة انمشاركتها لتأكيد أنها 'مع الحرية، ولأننا نريد لأولادنا
وأحفادنا أن يعيشوا في دولةحرة
مستقلة لا دولة دينية '.ومع وصول المجموعة الى الساحة، تنقل الشاشة الكبيرةصورة جنبلاط آتيا برفقة الحريري فترتفع صيحات استنكار
متفرقة .
يقف حبيب كرمتحت
ظل شجرة بلباس 'الكتائب 'الكاكي، ويرى أن صيحة الاستهجان لها ما يبررها
:'نأسفعلى الأستاذ وليد جنبلاط
.ليس على شعبيته، فأنصاره مؤمنون بقضيتنا وبعضهم مشاركمعنا اليوم، لكننا نأسف على ما فعله بنفسه لأنه لن يكسب
شيئا هذه المرة '.
أمام بيت 'الكتائب المركزي 'تكثر رايات 'الكتائب 'و 'القوات
'، وبجانبهاترفع لافتات كبيرة عليها
صور الرئيس السابق بشير الجميل وعبارات مستوحاة من شعار 'كرمالك
نازلين '، ومنها :'كرمال ما يرجع السوري، كرمال لبنان نازلين '، و 'كرمالمبادئك، كرمال لبنان نازلين '.فيما ترتفع لافتة ضخمة على
جدار بيت الكتائب، وعليها :'كرمال لبنان كفى تنازلات
'.
معاتبة عون
رفض التنازلات والتسوياتيتكرر
على أكثر من لسان هنا .'نعم للعلاقات الندية (بين لبنان وسورية ).لا للسياحةالمخابراتية '، و 'من حقكم أن تقوموا بتسويات، لكن لا
انطباحات '، عبارات شكلت جزءامن
لافتات رفعت الى جانب اخرى تخاطب النائب ميشال عون :'هل سمعت أنين المعتقلين
فيسورية يا جنرال؟ '، غير
أن العتب الاول بقي على 'حليف الامس الذي انتقل الى الدفةالاخرى '.
بين الآتين من مدخل الصيفي كانت سيدة بلباس اسود وابتسامة
عريضةتقول ان سببها أن 'الوضع
الامني افضل منه في الاعوام السابقة .صار عندنا اجماع وطنيادى الى حكومة وحدة وطنية، وإن كنا لم نختبرها بعد في
الازمات .المهم ألا يقوم احدبافتعال
مشاكل تعوق الاستقرار '.السيدة تدعى هدى شهاب الدين الشمعة، آتية من الشوف 'جارة
المختارة 'معقل جنبلاط .وعما اذا شارك جيرانها في المختارة في التجمع، تبتسم :'في
العادة نحن نأتي بسيارتنا، وهذا العام أيضا، لم نلاحظ زحفا، لكن من رأيناهرافعا العلم الحزبي ومتجها صوب الساحة وجهنا اليه التحية '.
الشمعة تسيررافعة
علم لبنان، وبجوارها يسير داني مع راية 'القوات '، وحينما يسأل عن سبب
مجيئه،يقول :'ثورة الاستقلال
حققت الكثير .أخرجنا الجيش السوري من لبنان وربحناالانتخابات
مرتين، ما زال أمامنا الكثير لننجزه '.
حين اعلن عريف المنصة بدء 'الحفل
الفني الوطني '، لم يبد الامر انه يجاري مزاج جموع جاءت تستذكر 'الرئيسالشهيد بوقفة تأمل او تسجيل موقف سياسي '، بعكس آخرين رأوا
فيه انه 'استمرار للحياةالتي
ارادها الرئيس الشهيد للبنانيين '.
خليط من الناس جمعتهم الذكرى هتفوابصوت واحد 'ابو بهاء 'حين انهت نازك الحريري كلمتها، وهتفوا
بحياة السنيورة حينتحدث
عن الميليشيات، وهتفوا لسمير جعجع حين نادى ب 'المقاومة الوطنية اللبنانية
'،وقال :'كنا وسنبقى في 14
آذار '، وأطلقوا الزغاريد لسعد الحريري وهتفوا له 'بالروحبالدم نفديك '، وأطلقوا صيحة حين قال انه ذهب الى سورية، ثم
عادوا وأطلقوا صيحةتأييد
حين ذكر خادم الحرمين الشريفين، وصفقوا عاليا لجبران تويني وسمير قصير حيناتى الخطباء على ذكر 'الشهداء '.
(نشر في العدد :17118 ت .م :15-02-2010 ص :16 ط :الرياض )
الموضوع :أخبار
المصدر :الحياة
Monday, February 1, 2010
'14 آذار' تدعو الى الاحتشاد في ذكرى استشهادالحريري
وتؤكد التمسك بمبادئها رغم تغير المقتضيات والظروف
منالأبوعبس
< أكدت قوى 14 آذار (مارس) خلال
اجتماعهاالموسع في فندق بريستول
في بيروت مساء أمس، أن 'تغير الظروف او المقتضيات لا يغيرمن تمسكنا بمبادئنا وثوابتنا'، داعية اللبنانيين الى أن
يحتشدوا في ساحة الشهداء في 14 شباط
(فبراير) ذكرى اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري وفاءلدمائه وكل الشهداء، ولنعلن استمرار مسيرتنا وعزمنا على
العبور الى دولةالاستقلال'.
وخاطبتهم بالقول: 'احتشادكم في ساحة الحرية يحصن لبنان ويحافظ على 14آذار ويعزز موقع الرئيس سعد الحريري'.
وكان الاجتماع الموسع لقوى 14 آذاروالذي يعتبر الاول على مستوى التمثيل منذ احداث ايار (مايو
)2008، عقد في ظل حضورلافت
تقدمه رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب 'الكتائب 'الرئيس السابق أمينالجميل ورئيس الهيئة التنفيذية ل 'القوات اللبنانية 'سمير
جعجع، فيما غاب عن اللقاءوزراء
'الحزب التقدمي الاشتراكي 'و ?'اللقاء النيابي الديموقراطي 'ونوابهماباستثناء النائب مروان حمادة، كما غابت ايضا حركة 'التجدد
الديموقراطي 'التي يرأسهاالنائب
السابق نسيب لحود الذي كان أعلن سابقا انسحابه من '14 آذار '.في حين حضراللقاء عميد حزب 'الكتلة الوطنية 'كارلوس اده على رغم أنه
كان علق في وقت سابقعضويته
في قوى 14 آذار .وحضر أيضا الوزراء :سليم وردة، جان اوغاسابيان، ميشالفرعون، سليم الصايغ، ابراهيم نجار وبطرس حرب، والنواب :دوري
شمعون، نواب تكتل 'لبنان اولا '، 'تيار
المستقبل '، 'الكتائب 'و ?'القوات اللبنانية 'وعدد من الوزراءوالنواب السابقين بينهم ادمون رزق (الذي يحضر للمرة الاولى
)، ومستشار الحريري نادرالحريري،
الاعلامية مي شدياق .
وبعد اجتماع مغلق تلا منسق الامانة العامةفارس سعيد البيان الصادر عن الاجتماع، وفيه تذكير بانطلاقة
14 آذار ومطالبها .وقال :'بعد اغتيال الرئيس رفيق
الحريري ظهر الاثنين في 14 شباط 2005 تنادت قياداتالمعارضة
الاستقلالية اللبنانية الى اجتماع استثنائي عقد في دارة الشهيد الكبيروأصدرت بيانا قالت فيه إن هذا التفجير الإجرامي بلغ مستوى
لم يرق إليه أي اعتداءآخر
منذ انتهاء الحرب سواء من حيث ما يرمز إليه الرئيس رفيق الحريري باعتباره
شخصيةلبنانية عربية ودولية أو
من حيث اللحظة المصيرية التي تعيشها البلاد .إن المعارضةإزاء هذه التطورات الخطيرة تطالب المجتمع الدولي بتحمل
مسؤولياته تجاه لبنان وتدعوهالى
تشكيل لجنة تحقيق دولية تضع اليد على هذه الجريمة .في 18 شباط 2005 أعلنتالمعارضة انطلاق انتفاضة الاستقلال ودعت الشعب اللبناني
بجميع فئاته وقواه السياسيةالى
التوحد حول مطلبي السيادة والحقيقة .في 14 آذار 2005 اجتمع اللبنانيون من كلالمناطق والطوائف والمشارب حول ضريح الشهيد الكبير في ساحة
الحرية مطالبين بالحريةوالسيادة
والاستقلال، وبإظهار الحقيقة في تلك الجريمة المروعة، معبرين عن تخطيهمحواجز الحرب وما بعدها، ومرددين بصوت واحد قسم جبران '.
وأضاف مخاطبااللبنانيين
:'لقد توحدتم فنلتم الاستقلال، واستعدتم قراركم الوطني وحريتكم .بيناستشهاد رفيق الحريري وانتفاضة الاستقلال نشأ عهد وقسم
وثقتهما قافلة من الشهداءالأبرار
وعذابات مشتركة تجاوزناها بالصبر .بين اغتيال رفيق الحريري واستقلال لبنانتوهجت لحظة حقيقة أضاءها دم الشهيد ورفاقه على طريق موصول
قررتم أنتم في انتفاضةالاستقلال
انه طريق يمتد من دم كمال جنبلاط وبشير الجميل وناظم القادري ورينيه معوضوالمفتي حسن خالد وداني شمعون الى شهداء المقاومة اللبنانية
والوطنية والإسلامية،الى
باسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدووانطوان غانم ورفاقهم الى فرنسوا الحاج ووسام عيد وكل شهداء
القوات المسلحةاللبنانية
في معارك نهر البارد وسائر المواقع، الى كل نقطة دم سالت من جريح على هذاالطريق، الى كل الشهداء الأحياء، وكل معتقل اختطفته يد
القهر والاستبداد، الى كلخيبة
أمل لدى فتاة أو شاب غادرا لبنان بحثا عن المستقبل، الى كل الصابرين
والعاملينمن اجل غد افضل للوطن '.
وتابع سعيد :'بعد انسحاب قوات الاحتلال عام 2000حققتم في السنوات الخمس الماضية بفضل وحدتكم مسيحيين
ومسلمين وقوى حية تعشق الحريةوالاستقلال
والديموقراطية في جمهورية العيش المشترك سبعة انجازات تاريخية كانت تبدومستحيلة للقريب والبعيد أولا، حققتم مصالحة وطنية فعلية طوت
الحرب الأهلية الى غيررجعة
.ثانيا، استولدتم رأيا عاما مشتركا هو الاشد اتساعا وصلابة وتنويرا في تاريخلبنان .ثالثا، اسقطتم نظاما امنيا استبداديا بقوة الانتفاضة
الشعبية .رابعا، حصلتمعلى
انسحاب القوات السورية من بلدكم عام 2005، وعلى العلاقات الديبلوماسية بينلبنان وسورية .خامسا، وضعتم حدا لاستمرار لبنان بلدا ترتكب
فيه الجرائم ويبقىالمجرمون
بمنأى عن العقاب وحصلتم على قيام محكمة دولية خاصة بلبنان لمعاقبةالضالعين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر
الجرائم ذات الصلة .سادسا،صمدتم
بوحدتكم الوطنية في وجه العدو الإسرائيلي ولا تزالون تواجهون تهديداتهالعدوانية موحدين .سابعا، انتصرتم في صناديق الاقتراع من
اجل العبور الى الدولةوالحفاظ
على وجه لبنان الحضاري وعلى العيش المشترك والمناصفة بين المسيحيينوالمسلمين '.
وقال :'نريد أن نطوي كل الصفحات السود، لكننا نريد أيضا
وخصوصاأن نفتح صفحة الأمل على
مستقبل واعد لأبنائنا، منسجم مع هويتنا العربية، معززلرسالتنا ومتسع لحلمنا اللبناني .لهذا وضعنا قضية اغتيال
الرئيس الشهيد ورفاقه فييد
المحكمة الدولية لجلاء الحقيقة واصدار الحكم العادل .ذلك أن المستقبل الذي
نريدان لا ينهض الا على الحق
والحقائق ودولتنا المنشودة لا تبنى على عادة الافلات منالعدالة .ولذلك ايضا نعاهدكم علىالتمسك بوحدتنا الوطنية
وتوسيع نطاقها لأنها اساسالاستقلال
وضمانة اسلوب عيشنا ومصدر قدرتنا على مواجهة التحديات المقبلة .غير انهذه الوحدة على غنى تنوعنا المشروع والمرغوب لا تقوم ولا
تستقيم بشروط فئة من بينناولا
طبعا بشروط الخارج، انما بشروط الدولة الجامعة، الدولة المدنية القائمة علىميثاق العيش المشترك، المحتكمة الى سلطة المؤسسات الدستورية
والقانونية، والى آلياتالنظام
الجمهوري البرلماني الديموقراطي .الدولة السيدة على جميع أراضيها والمقيمينعليها والمسؤولة حصرا عن كل المقدرات في مجال الأمن الداخلي
والدفاع الوطني فيمواجهة
العدو الإسرائيلي وكل الأخطار الاخرى، الدولة التي نوحد فيها إنجاز التحريرمع انجاز الاستقلال الثاني فلا يبقى خارجها ومتنافرا معها
بدلا من بقائهما خارجهامتنافرين،
الدولة التي تلتزم تعهداتها العربية والدولية لأن هذه التعهدات لا تمثلقيودا تضعفها بل هي مظلة حماية لها .الدولة المبنية على
الشراكة الوطنية ومصلحةلبنان
والتي يرفض ابناؤها تغليب الروابط والمصالح الخارجية عليها، الدولة التي
تدعمحق الشعب الفلسطيني في
العودة الى ارضه والتي تتمسك برفض التوطين طبقا للميثاقالوطني والدستور، الدولة التي تقوم على التفاهم المستند الى
الشراكة الاسلامية -المسيحية،
لا على منطق الثنائيات او الثلاثيات الطائفية التي دفع لبنان ثمنها غاليافي مراحل سابقة .الدولة التي تضم مواطنين احرارا وجماعات
دينية متنوعة تؤمن برسالةالعيش
المشترك وتداول السلطة والتغيير عبر الوسائل السلمية والديموقراطية فتستمد
منذلك الثقة بالنفس وبهاء
الحضور نابذة فكرة الاقليات الخائفة أو المتواطئة، الدولةالتي تبدو على صورة شعبها المتناغم مع بعضه بعضا، الدولة
العادلة فلا يكرهها شعبها،والضاربة
للفساد فلا يخجل منها شعبها '.
وزاد :'على مدى السنوات الخمسالماضية
انتصرتم لرسالة العيش المشترك والشراكة الاسلامية - المسيحية في اصعبالظروف واحلك الأوقات، فكنتم اجمل تحية الى عالمكم العربي
الذي توسم في لبنانالمتجدد
مستقبل العرب والعروبة الحديثة والمنفتحة .لقد قلتم كلمتكم :العيش المشتركرسالتنا، اسرائيل عدوتنا، عروبة الاعتدال والتسامح والحوار
والتضامن بساطناوخيمتنا،
عالم العيش معا فضاؤنا، حيث يعيش الناس أحرارا متساوين مع تنوعهم '.وقال :'نحن
على الموعد في 14 شباط في ساحة الحرية بالعزيمة ذاتها لنجدد العهد والقسموالأمل '.