< تتجه الأنظار صوب نقطة محددة من البحر
الهائجقبالة بيروت. فوق هذه
النقطة تحوم طوافات تابعة للجيش اللبناني وللقوات الدوليةالعاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وزوارق تابعة للبحرية
اللبنانية وللقوات الدولية.وعلى
طول الخط البحري من بيروت وصولا إلى الدامور يقف شبان وشابات، رجال ونسوةوأطفال، يتابعون ما يجرى على بعد كيلومترات عدة داخل البحر
حيث سقطت الطائرةالتابعة
للخطوط الجوية الأثيوبية قرابة الثانية والنصف فجر أمس، وعلى متنها تسعونشخصا، بينهم 54 لبنانيا.
'وهذه جثة أخرى '، يشير الشاب بإصبعه نحو الطوافة .من
شاطئ الأوزاعي حيث يقف الشاب إلى جانب آخرين، يصعب التكهن بما إذا كان ما
ترفعهالطوافة جثة أو لا .هو
مجرد شيء صغير أسود اللون حمله للتو الحبل المتدلي منالطوافة، ليضعه في الزورق القريب .لكن من كان بين الحشد
يحمل منظارا أكد أن ما قالهالشاب
كان صحيحا .
على هذه النقطة من الشاطئ (القريبة من الأوزاعي )، لم يقلأي من الموجودين الكثيرين إنه شاهد ما حدث فجرا .غير أنه في
مكانين منفصلين علىامتداد
الساحل، يقول شخصان إنهما رأيا ما حصل على رغم العاصفة الشديدة التي كانتتضرب لبنان في تلك الليلة :
على الرصيف البحري في منطقة خلدة يقف غسان حفارالى جانب رجل آخر على رغم وابل من المطر الشديد .يدل بإصبعه
الى برج المراقبةالتابع
للمطار وإلى النقطة من البحر حيث فرق البحث والإنقاذ .ولما نسأله عن الذييفعله، يروي لنا ما شاهده 'بأم العين '.ويقول إنه كان في
منزله على التلة المقابلةللبحر،
يتابع إحدى القنوات الفضائية عندما تعطل الصحن اللاقط للقنوات .لبس سترة 'نايلون
'واقية من البرد والمطر وصعد الى سطح المبنى ليتفقده قبل انتهاء المشهد .كانت
الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة عندما دوى صوت الرعد، فنظر في اتجاهالبحر، وشاهد الطائرة 'تغير مسارها من فوق الجية، عائدة في
اتجاه النقطة حيث توجدالآن
فرق الإنقاذ في البحر .جناح الطائرة الأيمن كان مشتعلا، وكانت كأنما تحاول
أنتلتف مرة أخرى قبل أن تهوي
.ولما لمس هيكلها الماء دوى صوت انفجار هائل وانعكس لونالنار على سطح البحر '.يضيف حفار إنه عاد الى المنزل وأحضر
منظارا وراح يتابع وصولالطوافات
الى مكان الانفجار بعد دقائق قليلة من سماع الدوي .ومع الصباح شاهد منشرفة منزله انتشال سبع ضحايا، قبل أن يقرر النزول الى
الشاطئ .
في 'استراحةمارينا
'الواقعة على الشاطئ البحري لدوحة الحص، يجلس حمزة بشير وحوله مجموعة منالأشخاص .حمزة يقول أيضا إنه شاهد الطائرة وهي تهوي في
البحر .'منزل خالتي يقع هنا '، مشيرا
الى مبنى بمحاذاة الشاطئ .'عند الثالثة إلا ثلثا تقريبا كنا نتحضر للذهابالى النوم، ثم دوى صوت البرق .نظرت من النافذة في اتجاه
البحر، فرأيت طائرة تتجهنحو
المطار، لكن بدا أنها تحاول أن تدور في مكانها، ثم دوى صوت آخر أقوى بكثير
منصوت البرق السابق،
وانفجرت الطائرة وسقطت في الماء .أضيئت الدنيا أمامي لبرهة منالوقت، لكن الطائرة كانت سقطت '.
إلى جانب من قالوا إنهم رأوا الطائرة،ينتشر كثيرون على طول الخط البحري، يراقبون طوافات البحث
والإنقاذ والزوارق وهيتنتقل
من مكان الى آخر في البحر .عائلة بركات هي نموذج منهم .الرجل وزوجته وابنتهمالصغرى آية، جاؤوا من ضاحية بيروت الجنوبية لمتابعة ما
يحصل، ولأن 'آية رأت البحرعلى
التلفزيون، فطلبت منا أن نريها اياه '.
على طول الشاطئ، ينتشر عناصرالجيش
والدفاع المدني متأهبين بآلياتهم لتلبية أي نداء أو إشارة .وبموازاتهم ينشغلآخرون في تفتيش الشاطئ بحثا عما تقذفه الأمواج في اتجاههم
:أجزاء من كراسي الركاب،وسادة
بيضاء، حقائب صغيرة وحطام من الطائرة، جزء من مستوعب خاص بغرفة الطيار، ملصقكان معلقا على باب المرحاض ...بينما يحاول الشاب الذي يحمل
منظارا أن يلفت نظرعناصر
الدفاع المدني إلى مجموعة من الطيور تتحلق حول نقطة واحدة قريبة من شاطئالبحر، وقد بدا لونه رماديا كلون السماء فوقه .
الموضوع :أخبار
المصدر :الحياة
Monday, January 25, 2010
أصوات واقعية بعد تاريخ
دام من سوء التفاهم
الفلسطينيون في لبنان: من متاهة الحقوق المدنية... إلى قلق السلاح
منالأبوعبس
< يعيش في لبنان أكثر من 400 ألف لاجئ
فلسطيني،بحسب إحصاء لوكالة غوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عام 2007. غير أنكثيرين من المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين يعرفون أن
الرقم المذكور ليس دقيقالاعتبارات
تتعلق بهجرة الفلسطينيين وأيضا بفقدان بعضهم الأوراق الثبوتية وعدم تسجيلالمواليد الجدد في سجلات 'أونروا'. لذلك يكتفون برقم آخر
يحتمل الزيادة كما النقصانهو
'مئات الآلاف'.
في البداية تقاسم من لجأ الى لبنان من فلسطين المنكوبة 14 مخيما،
موزعة على المناطق اللبنانية كافة .لكن سرعان ما أتت الحرب الأهليةاللبنانية، التي كان الفلسطينيون أنفسهم طرفا فيها، ومحت
ثلاثة مخيمات (تل الزعتروالنبطية
وجسر الباشا )وألحقت الضرر بالمخيمات الأخرى وناسها .ثم جاءت معركة 'نهرالبارد 'بين الجيش اللبناني وتنظيم 'فتح الإسلام 'عام 2007
لتدمر مخيما جديدا وفرضعلى
الآلاف الذين كانوا يقطنونه هجرة داخل الهجرة .
وفي انتظار 'العودة 'عاشمن
جاء الى لبنان غنيا بالأصل حياة أغنياء لبنان، لا فرق بينه وبينهم .ويدير
مؤسساتأسهمت في نهضة البلد
واقتصاده، وقد صار معظم هؤلاء لبناني الجنسية .فيما تتوزعالغالبية على مخيمات يتفق الجميع على أنها 'أحزمة للبؤس
والحرمان 'وبؤر 'لا تراعيأدنى
مقومات العيش الكريم والحقوق الإنسانية '...فيما يحظر القانون اللبناني
بدورهعلى ناس هذه المخيمات منذ
عام 2001 تملك الشقق خارجها، كما يمنع أبناءهم وإن كانوامن حملة الشهادات العليا والكفاءات من العمل في كثير من
المهن .
غير أن ماورد
ليس وحده ما يقصم ظهر فلسطينيي مخيمات لبنان، بل يمكن إضافته الى التعاطيالرسمي اللبناني مع ملف المخيمات منذ انتهاء الحرب الأهلية
ك 'ملف أمني بامتياز،بغض
النظر عن النواحي الإنسانية التي نصت عليها شرعة الأمم المتحدة لجهة حقوقالإنسان، إضافة الى تخويف اللبنانيين عموما من توطين
الفلسطينيين ما يؤدي حتما الىتغيير
المعادلات الديموغرافية في لبنان في شكل عضوي يؤثر في التوازنات السياسيةالقائمة ويمنع على الفلسطينيين حقهم في العودة الى ديارهم
'، بحسب رئيس لجنةالإدارة
والعدل النيابية روبير غانم .
وبعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدةوتخصيصها في البيان الوزاري بندا للتأكيد على رفض التوطين،
وعلى ضرورة إعطاء الحقوقالمدنية
للاجئين الفلسطينيين، خرج الى الواجهة وفي شكل ملحوظ الحديث عن الأوضاعالمزرية لهذه المخيمات .كما لحظت أحاديث السياسيين المخاوف
من تحولها تدريجا بفعلبطالة
شبانها وانتشار السلاح داخلها وخارجها الى بؤر للإرهاب تهدد على حد سواءلبنان والقضية الفلسطينية .وظهرت في موازاة ذلك طروحات عن
فرص استفادة لبنان علىالمستويين
الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من تحسين أوضاع المخيمات وناسها عبر فتحسوق العمل أمامهم .
حقوق صحية ومدنية
وقبل أسابيع، خطا الفلسطينيونخطوة
على طريق تحصيل جزء من حقوقهم المدنية .وصار يحق لمرضاهم أن يستفيدوا بموجباتفاق بين 'أونروا 'ووزارة الصحة اللبنانية، من خدمات صحية
كثيرة في عدد أكبر منالمستشفيات
اللبنانية .التقدم الأخير أعطى الفلسطينيين بارقة أمل، ولم يتكلف لبنانفلسا واحدا .
وقبل أيام عقد 'الحزب التقدمي الاشتراكي 'بمبادرة من رئيسهالنائب وليد جنبلاط مؤتمرا في بيروت للمطالبة ب 'الحقوق
المدنية للاجئينالفلسطينيين
'.وبدا لافتا في المؤتمر حجم الاهتمام اللبناني والفلسطيني بالموضوع .إذ
ضاقت القاعة الكبيرة بالحاضرين، وأضيفت مقاعد كثيرة لمن استمروا بالتوافدوالنقاش .على مدى نحو سبع ساعات، تهافت الكلام عن 'أوضاع
المخيمات المزرية 'و 'حقالفلسطينيين
بحياة لا ذل فيها '.غير أن الخلافات الداخلية اللبنانية لم تغب كليا،فبرز كلام عن 'مذهبة 'القضية ومعالجتها، وعن ربط معالجتها
بالسلاح الفلسطيني داخلالمخيمات
وخارجها وعن 'الجبهات 'والتيارات الفلسطينية المسلحة التابعة مباشرة لدولمجاورة وإقليمية، وتأتمر بأوامرها .وخرج المؤتمر بتوصيات عن
الدفع في اتجاه تغييرالقوانين
الخاصة بحق الفلسطيني بالتملك والعمل وحق اللبنانية المتزوجة بفلسطيني منمنح جنسيتها اللبنانية لأطفالها المولودين في لبنان .لكن،
الإيجابية التي حملتهاالتوصيات،
بقيت مرهونة بلجنة متابعة اتفق على تشكيلها في شكل ضبابي ومبهم وغير مقيدبمهلة زمنية محددة .وهنا تجد المخاوف أرضا خصبة لتنمو، إذ
أنه في الكثير من المراتالتي
حاول اللبنانيون أن يعالجوا قضية على هذا القدر من الأهمية، اكتفي بتوصياتمشرقة وبراقة .
أما إذا جرى تجاهل سوء النية القائلة إن المؤتمر ليس إلاواجهة للتغطية على التجاهل اللبناني والعربي والدولي
والتقصير الفلسطيني في تحملمسؤولية
تحسين أوضاع مئات آلاف اللاجئين، فإن أفكارا أطلقت خلال المؤتمر، تستحقالتوقف عندها، واعتمادها نافذة يمكن اعتمادها لإعطاء
اللاجئين الفلسطينيين بعضا منحقوقهم
.
أولا القانون الرقم 296 /2001 المتعلق باكتساب غير
اللبنانيينالحقوق العينية العقارية
في لبنان، والذي ينص على أنه 'لا يجوز تملك أي حق عيني منأي نوع كان لأي شخص لا يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها
أو لأي شخص إذا كانالتملك
يتعارض مع أحكام الدستور لجهة رفض التوطين '، هو بحسب النائب روبير غانم أمريمكن حله باعتماد 'حلول تؤمن المصلحتين معا، وذلك من خلال
أن تطلب الدولة منالمجتمع
الدولي، لا سيما 'أونروا 'مساعدتها على تشييد أبنية يعطى الفلسطينيون حقاستثمارها ما داموا في لبنان، وتبقى ملكيتها للدولة
اللبنانية، أو أن يصار الىاستصدار
قانون يسمح للاجئين الفلسطينيين بالتملك لفترة ثلاثين سنة قابلة للتجديدسنة فسنة .أما إذا عجزت الدولة عن تشييد الأبنية السكنية
لهم، فيمكن إعطاء الشركاتالخاصة
العقارية حوافز ضريبية لتشجيعها على البناء في هذه المخيمات عندما تكونالعقارات عائدة الى ملكيات خاصة '.
المشكلة الثانية التي تحكم على فلسطينييلبنان بالبطالة، وتدفع شبانا كثيرين منهم الى الانضواء في
عصابات خارجة عن القانونطمعا
بالعمل والمال، هي قوانين العمل منذ عام 1964 الى حين صدور القرار الرقم 94
/1عام 2008 والمتعلقة
بالمهن الواجب حصرها باللبنانيين فقط .هذه المشكلة أيضا عرضهاغانم في مطالعته، ورأى أن 'هذا القرار عدد معظم المهن
والأعمال في مادته الأولىواستثنى
من الحصر اللاجئين الفلسطينيين المولودين على الأراضي اللبنانية والمسجلينفي شكل رسمي في سجلات وزارة الداخلية '.
واعتبر أن 'هذه الخطوة المهمة تسمحلهذه الفئة من اللاجئين بالعمل في لبنان في شكل طبيعي ومن
دون أي قيود أو شروطأخرى،
وهي بالتالي تساوي بين اللبناني واللاجئ الفلسطيني المولود في لبنان والمسجلرسميا '.
وتناول غانم 'قوانين الأحوال الشخصية التي ترعى مسألة
الأجانبواللاجئين الفلسطينيين
تحديدا من دون عقبات تذكر مع حق التقاضي أمام المحاكمالشرعية المختصة وحق الوراثة، إلا إذا كانت شريعة الأجنبي
لا تمنع توارث اللبنانيين '، إضافة الى 'موضوع التعليم
الذي أخذ الاهتمام اللازم من الدولة اللبنانية التيأنشأت المدارس للاجئين الفلسطينيين، وهو أمر يقتضي متابعته
وتطويره نظرا الى أهميةالعلم
والتربية في تطوير المجتمع الفلسطيني وجعله قابلا للمنافسة في محيطه '.وحملالأمم المتحدة ومن ضمنها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين مسؤولية
عدم النهوضباللاجئين ومعالجة
المشكلات الإنسانية التي اعترضت حياتهم .ورأى أنه 'كان الأجدى ب 'أونروا
'أن تعزز قدرة الفلسطينيين على العمل والإنتاج بدل إغاثتهم وتقديمالمساعدات الاجتماعية لهم '.
وزير العمل بطرس حرب انطلق في نقاشه من البندالحادي عشر في البيان الوزاري عن مواصلة الحكومة العمل على
توفير الحقوق الإنسانيةوالاجتماعية
للفلسطينيين المقيمين في لبنان، ليؤكد أن 'إخواننا الفلسطينيين شعبتعرض للظلموالاضطهاد
ويجب دعمه في حدود تمكينه من الحياة الكريمة والعمل وكسب لقمةعيشه بكرامة من دون إذلال، من جهة، وعدم الانزلاق نحو إسقاط
حقهم في العودةوبالتالي
توطينهم في لبنان، من جهة ثانية '.غير أن حرب ربط بين التزام لبنان 'أمنالفلسطينيين اللاجئين على أرضه وحماية مخيماتهم والسعي الى
تخفيف حال البؤس فيها '،وبين
تمسكه ب 'ممارسة سيادته على كل أراضيه وتطبيق القوانين على كل المقيمين
عليها،لبنانيين كانوا أم غير
لبنانيين '، في إشارة الى السلاح الفلسطيني الذي يثير أصلامخاوف جهات كثيرة في لبنان .فأوضح حرب أنه 'تفاديا لتكرار
مآسي الماضي الأليمة،احتل
موضوع السلاح الفلسطيني أولوية كبيرة في ملف العلاقات اللبنانية - الفلسطينية،بحيث أكد اتفاق الطائف وجوب حل كل الميليشيات اللبنانية
وغير اللبنانية، وتسليمالسلاح
الى الدولة اللبنانية، من دون تمييز بين السلاح خارج المخيمات أو داخلها،وتطبيق القانون اللبناني على جميع الأراضي اللبنانية، كما
أقرت طاولة الحوار الوطنيسحب
أي سلاح خارج المخيمات الفلسطينية وخصوصا عند الحدود اللبنانية السورية،
ووجوبإنهاء هذا الوضع الشاذ،
والعمل بالتعاون مع سورية في منطقة قوسايا والسلطان يعقوبوحلوة- دير العشاير وينطا، لحل مشكلة وجود السلاح فيها '.
لا مقايضة بينالسلاح
والحقوق المدنية
نرافق الحديث عن إعطاء الفلسطينيين حقوقا مدنية،كما العادة مع تخوف من ربطه بملف السلاح الفلسطيني داخل
المخيمات وخارجها .غير أنوزير
الإعلام طارق متري أكد أن الحكومة اللبنانية ليست في صدد المقايضة بين
الأمرين
.ودعا الى 'موقف حاسم حيال شبح التوطين الذي يلوح به لإبقاء
اللاجئين من دون حقوقويستخدم
في حقيقة الأمر لتبرير سياسات يدفع ثمنها اللبنانيون والفلسطينيون تحتشعارين غريبين 'السلاح ضد التوطين 'و 'بؤس المخيمات الذي
يزيد من تمسك الفلسطينيينبحق
العودة '.
أما رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية ميشال موسى، فدعا الى 'قاعدة
توافق لبنانية- فلسطينية تسمح بتوفير الحد الأدنى من مقومات العيش الكريمللاجئين، واعتماد المرونة في تفسير الأنظمة القائمة،
واستحداث التشريعات الملائمةلإيجاد
حلول للمشكلات المتراكمة، بالتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة '.
والى السياسيين، قدم 'تيار المستقبل 'ورقة عمل دعا فيها
'الى مقاربةموضوعية لسبل العمل
المشترك مع الأخوة الفلسطينيين، لإيجاد ظروف أكثر إنسانيةلوجودهم الموقت في لبنان، وهو ما يتطلب نظرة عملانية تخرج
الموضوع من التجاذبات '.
توصيات المؤتمر
التوصيات التي خرج بها مؤتمر الحقوق المدنيةقاربت الحلم بالنسبة الى فلسطينيي المخيمات .'رفع مسألة
الحقوق المدنية إلى مستوىالقضية
الإنسانية وفصلها عن مسألة التوطين وإخراجها من دائرة التجاذبات السياسية 'و 'التعامل
معها كواحدة من المسائل الوطنية 'و 'اعتبار المشكلة من أولويات الحكومةاللبنانية والمجلس النيابي 'و 'تفعيل مؤسسات الدولة
وأجهزتها بالتعاون مع وكالة 'أونروا
'ودعوتها للشروع بوضع وإقامة مشاريع تتناول البنى التحتية في المخيماتوتأمين الخدمات الحياتية الضرورية لرفع المعاناة 'و 'السعي
لتعديل الفقرة الثانيةمن
المادة الأولى من القانون 296 (اكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينية
العقارية )بحيث يمكن الفلسطيني،
المولود على الأراضي اللبنانية و- أو المسجل في سجلات وزارةالداخلية اللبنانية، من تملك شقة سكنية على الأراضي
اللبنانية مع تمكنه من تسجيلالحقوق
العينية العقارية المتعلقة إرثا 'و 'السعي لتعديل المادة 59 من قانون العملبحيث يعفى الأجراء الفلسطينيون المولودون على الأراضي
اللبنانية و- أو المسجلون فيسجلات
وزارة الداخلية اللبنانية من شرطي المعاملة بالمثل وإجازة العمل لحين تحقيقالعودة إلى ديارهم '.
كما تناولت التوصيات 'عدم استثناء المرأة اللبنانيةالمتزوجة من فلسطيني من حق إعطاء الجنسية لأولادها بما
يتناسب والحق العام 'و 'معالجة قضية نهر البارد
ضمن إطار زمني محدد '.وفوض المؤتمر قيادة 'التقدميالاشتراكي
'استكمال الاتصالات لتشكيل لجنة متابعة لبنانية وتحديد إطار تنسيقي معالكتل لإعداد مشاريع التعديلات على القوانين ومن ثم طرحها
على المجلس النيابي وفقاللآليات
الدستورية ليصار إلى إقرارها .
أما ساعة الصفر لبدء عمل هذه اللجنة،فلم يأت المؤتمر على ذكرها، وتبقى رهنا بقدرة الفلسطينيين
المشاركين في المؤتمر علىالضغط
رسميا وإعلاميا لاطلاق عجلة العمل .
في أصل المشكلة
في الصفالأمامي
للحضور كان يجلس ممثل 'حزب الكتائب 'جوزفأبوخليل متابعا كلمات المتحدثين .'الكتائب 'كان حتى الأمس
الحزب الأكثر عداءللفلسطينيين،
إذ تواجه الطرفان بالسلاح والدم لسنوات من حرب لبنان .غير أن أخطاءالأمس، تجاوزها الطرفان بلقاء مصالحة عقد قبل سنوات قليلة
في مقر 'الكتائب 'تبادلاخلاله
الاعتذارات والاعتراف بالخطأ .
لم يلقأبوخليل كلمة في المؤتمر، لكنه بعد أيام من إصدار التوصيات أكد
أن 'لا أحد مناللبنانيين ضد النهوض
بأحوال الفلسطينيين في المخيمات، لأن الحياة هناك مزرية جداولا يمكن للبنان أن يسمح ببقائها على هذه الحال '.
ير أنأبوخليل لا يحمل لبنان وحده عبء المعالجة، ف 'لبنان أصلا فيهمناطق يماثل البؤس فيها بؤس المخيمات '، والمجتمع الدولي هو
المسؤول أصلا عما حلبالفلسطينيين
وعليه أن يتحمل مسؤوليته الى جانب العرب، لأن لبنان لا قدرة له علىتحملها وحده '.
المشكلة ليست في الإقرار بالحقوق المدنية كما حاول المؤتمرأن يقول، بحسبأبوخليل، 'لكن السؤال المطروح هو عناللجوء
الفلسطيني الذي بدأ قبل 60 عاما، وقد يمتد لستين عاما أخرى .السؤال بنظرناالى متى سيستمر هذا اللجوء؟ '.واعتبر أن 'كل مخيم هو 'غيتو
'مغلق على نفسه .ونرىأنه
مهما تم تحسين أوضاع الفلسطينيين في المخيمات، لكنها باقية جزرا مغلقة علىنفسها .و 'الغيتو 'يربي الموجودين فيه على الشعور بالعزلة
...وهذا ليس حلا .أنيبقوا
جيوبا مستقلة عن محيطها .وإذا أفسح لهم المجال في الاندماج في المحيط،
يقولونإن هذا توطين '.
ورأىأبوخليل أن 'القضية عربيةدولية
أكبر من لبنان '، لافتا الى أن 'أونروا 'هي أصلا لتشغيل الفلسطينيين وليس
فقطلإغاثتهم، ف 'إنسانيا نحن
لا يمكننا أن نسكت على حزام البؤس هذا، وأمنيا بصرف النظرعن النية والأصل، فإن المسجون المقيد بهذه الطريقة سيأتي
يوم وينفجر به .لاعتباراتأمنية
يجب أن نعطيهم حقوقهما، لأنها تبقى قنابل موقوتة منتشرة على الأراضياللبنانية كافة '.لكنه شدد في المقابل، على أن 'الأمر يقتضي
حوارا لبنانيا -فلسطينيا
'وهو أمر لم يكن ممكنا قبل سنوات، لأنه بحسبأبوخليل 'خلال الوصاية السورية لم يكونوا يريدون أن يحكيلبنان مع منظمة التحرير .الآن تحصل مفاوضات، وصار هناك لجنة
لبنانية - فلسطينية .على السلطة اللبنانية أن
تطرح القضية على العرب وعلى المجتمع الدولي .و 'اونروا 'يجب
أن تعطى أموالا لتقوم بكل واجباتها '.