Monday, December 7, 2009






بيروت في أحد الماراتون... وقبل جحيم أول الأسبوع:
الشوارع لا تشبه نفسها ...أزمة السير في عطلة ليوم واحد 




منال أبو عبس 

< 'إن شاء الله خلص الماراتون على خير؟'، يسأل صاحب محل صغير لبيع السمانة في شارع الحمراء زبونا يرتدي سترة رياضية. فيجيبه الأخير مبتسما: 'الحمد لله... خلصنا'. 


'خلصنا 'هذه، وبحسب الحوار اللاحق بين صاحب المحل وزبونه، تحمل تمنيا ضمنيا بأن يكون انتهاء 'ماراتون بيروت 2009 '، مقدمة لانتهاء ازدحام السير الذي خنق بيروت والسائقين فيها على امتداد أكثر من أسبوع مضى، فاستدعى تدخلا على مستوى رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية والبلديات زياد بارود، لم يفلح (حتى أول من أمس )في التخفيف من حدة الزحمة المرورية . 


لكن، ما الرابط بين الماراتون والزحمة الخانقة؟ 


منذ نحو عشرة أيام بدأت لافتات 'حان وقت الركض .اركض وتبرع '، وأخرى مذيلة بتوقيع 'جمعية بيروت ماراتون 'بالانتشار على أعمدة الكهرباء في الطرق الرئيسية لبيروت .والى هذه اللافتات، توزعت لافتات 'طريق مقطوعة 'على مفترقات حيوية داخل العاصمة وعلى مداخلها الرئيسية مثل الطريق المؤدية من قصقص الى بشارة الخوري وفي شارع بلس في الحمراء وغيرها، إضافة الى إجراءات تنظيمية أخرى اتخذتها الجمعية، ما فاقم من ازدحام السير، فأبقى كثيرين داخل سياراتهم لساعات في رحلة قد تستغرق عشر دقائق في يوم عادي .لكن ما 'قصم ظهر البعير 'بالنسبة الى بعض المستائين من الإجراءات التنظيمية التي فرضتها 'بيروت ماراتون 'للعام الحالي، كان أن هذه الإجراءات تمت من دون مراجعة المعنيين الرسميين، وهو ما أشار إليه بارود في كتاب وجهه الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أول من أمس، للتحقيق في قطع طريق في وسط بيروت، بعد وقوعه شخصيا فريسة للازدحام . 


غير أن الازدحام الذي سبق ماراتون بيروت، وأثار بعض الملاحظات على الإجراءات المرافقة لها، تلاشى أمس .فبدت شوارع العاصمة والمداخل المؤدية إليها خالية إلا من بضع سيارات .وانتشر عناصر قوى الأمن الداخلي، حتى في المناطق التي ما اعتادوا التواجد فيها .فعلى طول طريق صيدا القديمة لوحظ وجود أكثر من عنصر 'دراج 'لقوى الأمن الداخلي .وفي الطريق الممتدة من محلة الصفير في الضاحية لوحظ أيضا وجود دراج آخر من قوى الأمن، لكن هذه المرة على متن دراجة أكبر من تلك المخصصة عادة لقوى الأمن . 


وفي أحياء بيروت، لم يختلف المشهد كثيرا .فقبل الثانية عشرة ظهرا كانت معظم الطرق التي سلكها المشاركون في الماراتون فتحت .وحتى تقاطع بشارة الخوري الذي كان مجرد ذكره يدب الرعب في نفوس السائقين، بدا أمس، شبه خال .وعلى تقاطعه تولى عنصر من قوى الأمن تنظيم السير، وهو أمر لم يكن مألوفا في أي يوم أحد آخر، حيث اعتاد المواطنون أن يتركوا لمصيرهم . 


أما في الحمراء، فكانت الصورة مختلفة نسبيا .إذ بالإضافة الى بعض المشاركين 'الكسالى '، غص الشارع كعادته كما في كل أحد، بعاملات المنازل من جنسيات مختلفة، اللواتي يستغللن يوم عطلتهن الأسبوعية للخروج الى الشارع ولقاء الصديقات وشراء ما يحتجنه من المحال التي بات بعضها يحمل أسماء بلادهن المختلفة . 


الطريق البحري بدوره بدا شبه خال، إلا من بعض المشاة على كورنيشه الطويل قد يكون مرده تخوف رياضيي الكورنيش المعتادين كما مواطنين كثيرين من الخروج من منازلهم بسبب الازدحام الذي توقعوا أن يخلفه الماراتون .كما انتشر على الرصيف البحري عمال تولوا إزالة اللافتات الخاصة بالماراتون وتفكيك قوس الانطلاق والمنصة وبعض الخيم عن جوانب الطريق . 


لا تشبه شوارع بيروت نفسها في أي يوم آخر .فأصوات أبواق السيارات و 'صراخ 'السائقين وتبرمهم الظاهر على الوجوه اختفت أمس، وشرعت العاصمة طرقها ومفارقها الأساسية لاستقبال الوافدين إليها والمتجولين في طرقها بسلاسة خال كثيرون أن زمنها ولى الى غير رجعة 






(نشر في العدد :17048 ت .م :07-12-2009 ص :19 ط :الرياض ) 






















No comments:

Post a Comment