Wednesday, September 26, 2007

تفعيل اعتصام المعارضة رهن الجلسات

تفعيل اعتصام المعارضة رهن الجلسات وتعاطف شعبي مع إجراءات الجيش


منال أبو عبس
Al-Hayat (660 كلمة)
تاريخ النشر 26 سبتمبر 2007
عرض جميع البيانات


يتأبط العسكري سلاحه ويقف إلى جانب دبابة تسد المنفذ المؤدي إلى وسط بيروت. على بعد خطوات منه تقف مجموعة من العسكريين الى جانب دبابة أخرى، تسد منفذاً آخر، ثم دبابة أخرى ومنفذاً آخر...

منذ الخامسة فجر أمس، كانت الخطة الأمنية لحماية النواب المشاركين في جلسة المجلس النيابي اكتملت. ومعها تحول وسط بيروت ومحيطه إلى منطقة عسكرية، تشبه مربعاً أمنياً من حلقات عدة. يحرس جنود من الجيش اللبناني الحلقة المحيطة باعتصام المعارضة لجهة جسر فؤاد شهاب. وتتمثل مهمتهم بمنع السيارات من سلوك الطرق المحاذية لساحة الاعتصام، ومن الوقوف في محيطها حتى المساء، كما يتولون تفتيش الداخلين مشياً إلى الوسط. ولا تثير إجراءاتهم أي اعتراضات أو تأفف من شاكلة تلك التي كانت تواجه عناصر الانضباط الحزبية على مداخل مخيم الاعتصام.

»الانضباطيون« من »حزب الله« وحركة »أمل« بدورهم، كانوا أمس، أقل حركة من المعتاد. وربما أسهمت إجراءات العسكريين الصارمة على بعد خطوات منهم، في رفع هاجس المراقبة والتفتيش عن كاهلهم، فتفرغوا لقراءة الصحف أو للتسامر والاستمتاع بطقس أيلول (سبتمبر).

في داخل المخيم لا شيء يوحي بتبدل يذكر. عدد المعتصمين ما زال رمزياً. و »الانضباطيون« تقلص عددهم عن اليوم السابق. هؤلاء كالعادة، ممنوعون من الكلام إلى الصحافة. إلا أن حديثاً على الهامش، يتركنا مع استنتاج بأن القرار برفع الاعتصام أو تفعيله يتحدد تبعاً لجلسات المجلس النيابي وانتخاب الرئيس، وأن »لا قرار في شأن الاعتصام من المنظمين حتى الساعة، غير أن الحرية مكفولة لمن يريد المجيء الى الساحة«.

على مقربة من مدخل المخيم، يجلس ستة شبان خارج خيمة لـ »الحزب السوري القومي الاجتماعي«. يدخن الشبان السجائر ويلعبون الورق، ولا يبدو أن أحداً منهم تجاوز سن العشرين. »ماشيين على مبادئ الحزب«، يقول أحدهم. الشبان منتسبون إلى الحزب، وجميعهم تركوا المدارس والعمل وتفرغوا للاعتصام. لا يولي الشبان أهمية تذكر إلى الجلسة الدائرة على بعد أمتار منهم. وبحسب قولهم، فإن قرارهم مرهون بقرار حزبهم: »ننتظر إشارة لنري الجميع كيف ستصير السرايا وغير السرايا«.

لا يبدو الشبان منزعجين من إجراءات الجيش على مدخل المخيم. وبحسب أحدهم: »الجيش محترمون، لكن الدرك (قوى الأمن) لا. الدرك يشتموننا خلال مرورهم ويصوروننا«.

إلى جانب خيمة »القومي«، ترفرف أعلام »التيار الوطني الحر« البرتقالية. يتابع عدد من الرجال عبر شاشة تلفزيون بالأبيض والأسود، تطورات جلسة المجلس. هؤلاء أيضاً لا يولون أهمية تذكر للجلسة، ويقولون إن بقائهم في الساحة مرهون بقرار من قوى المعارضة.

بين الجالسين رجل مضى على وجوده في المخيم ستة أشهر. يقول إنه منتسب إلى »التيار« وإن رأيه لا يمثل إلا نفسه. لدى الرجل كلام كثير عن الأكثرية ورموز فيها، يؤكد أنهم »شاركوا في الحرب الأهلية وفي مجازر القتل الجماعي«. ولا يبدو عليه أنه مهتم بمتابعة الجلسة المنقولة مباشرة على التلفزيون أمامه. بالنسبة إليه »العماد (ميشال) عون قال من فرنسا انه لا يريد أن يكون رئيساً، على شرط أن يأتوا برئيس يحارب الفساد والمفسدين«، ليضيف أن الأكثرية »عاجزون عن الإتيان برئيس كهذا«.

في جعبة الرجل وصديق الى جانبه يناديه »أبونا« كلام عن »خضوع فريق الأكثرية للوصاية الأميركية«، وعن »مخططات الاغتيال التي ينفذها الأميركيون بحق نواب الأكثرية« وعن »الحماية التي يمكن أن تؤمنها لنا الجارة سورية إذا هجمت علينا إسرائيل« وعن أشياء كثيرة أخرى، لا تدخل بينها مواقف من جلسات انتخاب رئيس الجمهورية إلا من باب انتظار ما تقرره قيادة المعارضة.

No comments:

Post a Comment