Sunday, July 8, 2007

مجموعة الأزمات تتوقع الأسوأ للبنان

مسؤول ينفي تلقيها أموالاً من سورية . مجموعة الأزمات تتوقع الأسوأ للبنان بفعل المحكمة الدولية « الرادعة »

منال أبو عبس
Al-Hayat (842 كلمة)
تاريخ النشر 08 يوليو 2007
عرض جميع البيانات


« العاصفة واصلة »، بهذه العبارة يستهل المسؤول في « مجموعة الأزمات الدولية » حديثه الى عدد من الصحافيين اللبنانيين. »العاصفة«، بلغته تعني أن الوضع الأمني في لبنان لم يصل إلى الأسوأ بعد، وأن احتمالات التصعيد والتدهور كبيرة ومتوقعة.

من مكتب الاجتماعات في مبنى المنظمة، تمكن مشاهدة مدينة بروكسيل مثل كف اليد. تبدو آمنة وحية، ولا تشبه أبداً بيروت التي يتحدث المسؤول عن مستقبلها بتشاؤم مفرط. يقول إنه »شخصياً« يعارض تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري »على المدى الطويل«، لأن »في حال كان السوريون هم من قتل الحريري، سينهون لبنان. سيستعملون كل إمكاناتهم لتدمير لبنان ومؤسساته. ولن يبقى هناك دولة لتسلم القتلة«!

تبدو العبارة الأخيرة للمسؤول قاطعة وحازمة، ولا مجال لنقاشه فيها. هو يعتبر أن »معركة المحكمة بالنسبة إلى النظام السوري مسألة حياة أو موت«، و »من المستحيل أن يقبل بها«. ولكن، كيف سيتخلى لبنان عن المحكمة التي ناضل قبل تحويلها إلى قرار دولي؟ »يجب أن تكون المحكمة موجودة، فقط للردع ولوقف الاغتيالات. بمعنى أن يكون هناك قرار لمجلس الأمن يتعلق بالمحكمة، يتجدد تلقائياً كل ستة اشهر«، يجيب المسؤول مبشّراً بأن »الوضع في لبنان لن يهدأ قبل صلح عربي- إسرائيلي شامل، ولن يكون هناك سلم في المنطقة إن لم نتحدث مع سورية. سورية لا تبني ولكن يمكنها أن تخرب الأوضاع في العراق والأراضي الفلسطينية«.

كلام المسؤول يشكل إضافات خطيرة إلى التقرير الأخير الذي أصدرته المجموعة عن لبنان في كانون الأول (ديسمبر) 2006. في التقرير رأت المجموعة تحت بند »تسوية مسألة سورية«، أن »استراتيجية واشنطن المتمثلة بالضغط والعزلة والتهديدات الضمنية لسورية أتت بنتائج عكسية. وبرهنت دمشق أنها تستطيع زعزعة استقرار لبنان إذا تم تجاهل ما تعتبره مصالحها الحيوية أو إذا شعرت بأنها محاصرة«. واعتبر التقرير تحت البند عينه، ان »على واشنطن ودمشق مناقشة مخاوف كل منهما من الآخر«. ولحظ التقرير أن »التسوية في لبنان تشمل علاقات ديبلوماسية طبيعية بين دمشق وبيروت، مع تخلي سورية عن التدخل السياسي أو العسكري المباشر في لبنان، والاعتماد على أدوات مشروعة - حلفائها اللبنانيين التاريخيين، واعتماد لبنان على سورية في التجارة ? كي تسعى إلى الحفاظ على نفوذها«.

وفي ما خص اغتيال الحريري، اقترح التقرير »أن يستمر التحقيق لمعرفة المسؤول، مع إدراك أن (بالاستعانة بتعديلات على قواعد المحكمة الدولية من الناحية المذكورة أعلاه) الهدف ليس زعزعة النظام الحالي، إنما ? بافتراض الخروج بالدليل الذي يدين سورية من أجل إعاقة الإقدام على عمل محظور في لبنان«.



وفي ما خص »حزب الله«، لفت التقرير إلى أن »سورية لن تخفف روابطها مع العدد القليل المتبقي من حلفائها الاستراتيجيين، طالما بقيت مرتفعات الجولان محتلة«، مضيفاً أن »في سياق الارتباط المتجدد مع الولايات المتحدة، عليها أن تمارس نفوذها لتضمن بقاء حزب الله هادئاً على الحدود مع إسرائيل«.لا علاقة للتمويل بالمضمون

لا يبدو كلام المسؤول عن خطورة المرحلة المقبلة على لبنان في حال باشرت المحكمة مهماتها، جديداً. هو يشبه كثيراً الاشاعات التي تطلق على ألسنة العامة في لبنان، وبعضهم في خانة تخويف الناس من الآتي، تمهيداً لسحب غطاء التأييد الشعبي للمحكمة.

الفكرة الأخيرة يرفضها المسؤول في المنظمة، ويعتبر إن »هذا الكلام على رغم قسوته هو رؤية المجموعة للحل في لبنان«، مؤكداً أن »هناك معارضة كبيرة لتقريرنا في لبنان، ولكن لا أحد يطرح البديل«.

كما يرفض المسؤول اتهامات موجهة الى المجموعة بتلقي أموال من سورية أو إيران، لإصدار التقرير الأخير الذي يثير خوفاً لدى اللبنانيين من المحكمة، موضحاً أن »المنظمة غير حكومية وتعمل بتبرعات من الدول التي تطلب التقارير وتبيع تقاريرها. كما تتولى التمويل 30 دولة وعدد من المؤسسات وبعض الشركات العالمية الكبيرة«. ويستدرك أن »الدول قد تمول التقارير، ولكن لا دخل لها بما سيرد فيها من معلومات«.

ويقول: »نسوّق توصياتنا لدى الحكومات والجيوش والسياسيين لاقناعهم بضرورة الأخذ بها لحل النزاعات«.

مجموعة الأزمات

ومجموعة الأزمات الدولية لديها 20-25 مكتباً في العالم، وتعمل على كل النزاعات في أنحائه ما عدا الشيشان. وتهدف التقارير التي تصدرها إلى تقديم فكرة عن كيفية تسوية النزاعات أو الأزمات المتفجرة.

Wednesday, July 4, 2007

مصدر في حلف شمال الأطلسي

مصدر في حلف شمال الأطلسي : لا موقف من « حزب الله » ولا « قاعدة » في الجنوب

منال أبو عبس
Al-Hayat (836 كلمة)
تاريخ النشر 04 يوليو 2007
عرض جميع البيانات


أكد مصدر في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن منظمته غير معنية في شكل رسمي بالأوضاع الأمنية في لبنان، نافياً وجود »معلومات أو تقارير عن نية الحلف بناء قاعدة عسكرية في جنوب لبنان«، وموضحاً أن ليس لدى الحلف أي موقف من »حزب الله«. كما أكد أن »ما يقدمه الحلف إلى إسرائيل ليس اكثر مما يقدمه إلى الدول العربية«.

وكشف المصدر خلال زيارة، هي الأولى، لوفد صحافي لبناني إلى مقر الحلف في بروكسيل، أنه »إذا طلب من ناتو المشاركة بقوات عسكرية في الشرق الأوسط، سيؤخذ الموضوع في الاعتبار، شرط أن يكون وجود قواته موضع ترحيب من مختلف الأطراف«.

وأكد المصدر أن »الحكومة اللبنانية لم تطلب من الحلف المشاركة بقوات عسكرية في جنوب لبنان بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل في تموز (يوليو) العام الماضي«. وقال إن »الإسرائيليين رحبوا بفكرة انتشار قواتنا على الحدود اللبنانية في الجنوب، إلا أن أطراف النزاع الآخرين (في لبنان) لم يرحبوا بالأمر«.

وأشار المصدر إلى أنه »إذا أراد ناتو مستقبلاً لعب دور في لبنان، فعلى ذلك أن يكون تحت رعاية الأمم المتحدة«، معتبراً أن »الوضع المتأزم في لبنان يمكن حله بعد تدخل دول الجوار الأقوياء والذين يؤثرون في القرار في البلد«. كما أعلن أن لا نية للحلف إرسال قوات إلى غزة لحفظ الأمن.

لا عمليات لـ »ناتو« في المياه اللبنانية

وعن عمليات المراقبة التي تقوم بها سفن »ناتو« في البحر المتوسط والتي بدأت بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) لمساعدة أميركا على محاربة الإرهاب، أعلن المصدر أن »ست سفن تابعة للحلف تتولى عمليات المراقبة في البحر المتوسط. واستجوبت 95 ألف سفينة وأوقفت 115«، لكنه أشار رداً على سؤال، إلى أن »تفتيش السفن اللبنانية لا يتم على الشواطئ الإسرائيلية«. كما لفت إلى أن المراقبة تتم خارج المياه الإقليمية اللبنانية التي تخضع للمراقبة من القوات البحرية الألمانية العاملة في »يونيفيل«، مؤكداً أن »لا علاقة للرقابة التي تقوم بها قطع ناتو في مياه البحر المتوسط بعمل القوات الدولية التي تتولى مراقبة السفن في المياه اللبنانية«.

ونفى المصدر أن يكون الحلف يسعى إلى التمدد في المنطقة العربية، معتبراً أن »التحديات الأمنية الجديدة تفرض الحوار مع دول حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط التي تملك إمكانات هائلة«.

وقال: »الحلفاء قرروا التعاون مع دول الشرق الأوسط من خلال مبادرة اسطنبول للتعاون (تتضمن عرض المساعدة والمشورة والحوار حول القضايا الأمنية ما بين دول حلف شمال الأطلسي والدول التي تهمها هذه القضايا في منطقة الشرق الأوسط على نحو أوسع نطاقاً) وتقديم اتفاقات شراكة ثنائية إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي ما زالت غير مستعدة لذلك، بسبب خصوصيتها التاريخية والاقتصادية وتحدياتها الأمنية«، كاشفاً أن »تونس والمغرب وإسرائيل اكثر انفتاحاً على الحوار من الآخرين«. وقال: »الناتو هو المكان الوحيد الذي يمكن لكندا وأميركا وإسرائيل والعرب أن يناقشوا من خلاله تحدياتهم الأمنية«، معتبراً أن الموقف السلبي لشعوب الدول العربية من »ناتو« ناجم من »سوء فهم ثقافي وحضاري وديني وعقائدي جعل الناس تربط بين أميركا والحلف«. وقال: »أميركا ليست إلا واحدة من الدول الـ26 الأعضاء في الحلف«.

الوضع في أفغانستان.. صعب جدا!

ولفت المصدر إلى أن »ناتو« هو المنظمة العسكرية- السياسية الوحيدة في العالم، و«ليست لديها قوات خاصة بها، بل هي قوات الدول الأعضاء والتي تحتاج إلى تدريب خاص قبـل المشـاركة في عمليـات ناتـو«. وقالت: »لدينا اليوم أكثر من 50 ألف جندي في أرض العمليات، 40 ألفا منهم في أفغانستان حيث الوضع صعب جدا«، مؤكداً أن »التعاون الإيراني قد يكون مفيداً في أفغانستان«.

رحلة الوصول إلى مبنى المنظمة

وكان أعضاء الوفد اللبناني أمضوا نصف ساعة من زيارتهم على المدخل الأمامي للمقر، حيث أخضعوا وحقائبهم إلى تفتيش آلي دقيق. كما منع عليهم إدخال كاميرات أو آلات تسجيل.

واستدعت الإشارة الصوتية التي انطلقت خلال تـفتـيـش أحد الزملاء إلكتـرونـيـاً، حـضـور المفتشين والكلاب البوليسية. وبعد تفتيـش واستـجـواب دقيـق تبين أن سبب انطلاق الإشارة هو رصاصة فارغة أحضرها الزميل من جنوب لبنان بعد الحرب الأخيرة. وبعد معاينة الرصاصة أعادها المفتشون إلى الشاب ليحتفظ بها لما تبقى من زيارته بروكسيل.