Saturday, June 30, 2007

برلمانية أوروبية تحذر من عزل سورية

زميل لها رأى ان لا حرب اسرائيلية جديدة قبل سنتين أو ثلاث
 برلمانية أوروبية تحذر من عزل سورية : انفتاحنا عليها لا يؤثر في دعمنا المحكمة


منال أبو عبس
Al-Hayat (807 كلمة)
تاريخ النشر 30 يونيو 2007
عرض جميع البيانات


أكَدت عضو التكتل الاشتراكي في البرلمان الأوروبي فيرونيك دي كايزر أن « لا ارتباط لسياسة الانفتاح على سورية بدعم الاتحاد الأوروبي للمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري والجرائم التي تلت جريمة اغتياله«، مشيرة إلى أن »المحكمة أقرت في لبنان وهي تملك الصلاحية لتمارس عملها«.

وأوضحت دي كايزر أن المفاوضات مع دمشق في شأن انضمامها إلى الشراكة الأوروبية، التي توقفت عام 2005، »لن تتأثر بموقف سورية من المحكمة الدولية«.

وقالت النائبة الأوروبية في لقاء مع صحافيين لبنانيين في مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسيل، إن »علاقتنا مع سورية تشبه علاقاتنا مع باقي دول البحر المتوسط، وهناك تبادل اقتصادي بيننا وبينها، مثل التعاون الاقتصادي بيننا وبين لبنان«، وأضافت: »نحن لم ولن نجمد علاقاتنا مع سورية«.

وانتقدت دي كايزر الموقف الأميركي بعزل سورية سياسياً، معتبرة ان ذلك »سيدفعها إلى أحضان حلفاء مثل إيران وهو ما لا نرغب به«، معترفة للسوريين بـ »دور أساس في الوصول إلى تسوية شاملة تنهي النزاع في الشرق الأوسط وتؤدي إلى الاستقرار في المنطقة«.

وأعلنت أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إعادة إحياء المفاوضات الإسرائيلية - السورية للوصول إلى حل شامل. ورأت أن »أي تغيير في النظام في سورية يجب ألا يتم وفق النموذج العراقي، بل من خلال المعارضة السورية التي ندعمها«، مؤكدة ان »أي تدخل عسكري خارجي لتغيير النظام سيفرز المزيد من الأصوليات في المنطقة«.

وعن العلاقة مع الأطراف اللبنانيين، أكدت دي كايزر »ان الاتحاد لا يعمل مع طرف ضد آخر«. وقالت: »خلال زيارتي الأخيرة لبنان، طالبت المجلس النيابي بإعادة عقد جلساته، كما قلت اننا نعارض إنشاء المحكمة تحت الفصل السابع لأن على اللبنانيين ان يأخذوا قراراتهم بأنفسهم«.

وانتقدت دي كايزر الحديث عن دعم أوروبي لسورية، وقالت: »نحن متواجدون جداً في لبنان، ومشاركتنا أساسية في القوات الدولية. وقبل أسبوع خسرنا 6 جنود«.

ملتزمون استقرار لبنان

وفي لقاء مماثل، أعلن عضو بعثة المشرق العربي في البرلمان الأوروبي كارلوس نيكاييلو أن »الهجمات الأخيرة على يونيفيل لن تحقق هدف المجرمين بخروج القوات الدولية من لبنان«. وقال: »نحن سنقوم بكل ما في وسعنا لضمان أمن لبنان واستقراره«، مطالباً »الحكومة اللبنانية القيام بكل ما يلزم لكشف الفاعلين«.

وشدد نيكاييلو على ضرورة إبقاء العلاقات والحوار مع سورية، مؤكداً أن على الأخيرة »أن تحترم الخطوط الحمر في لبنان، لأن لديها مصلحة في استقراره«.

وعن الموقف السوري من المحكمة الدولية، قال إن »رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتز راض عن التعاون السوري، وفي خصوص المحكمة فإننا سنحض السوريين على التعاون«، مؤكداً ان »مهما كان موقف السوريين من المحكمة فهذا لن يوثر على الحوار السوري - الأوروبي«.

وأكد نيكاييلو دعم الاتحاد الأوروبي لـ »مبادرة السلام الفرنسية للحوار بين الأطراف اللبنانية«.

وعن الموقف السوري من »حزب الله«، قال: »الاتحاد لا يعتبر الحزب منظمة إرهابية، ويعترف به كقوة سياسية ممثلة في الحكومة اللبنانية«، لكنه أضاف أن »حزب الله ميليشيا مسلحة تؤثر على استقرار لبنان«، ودعا إلى »انضمامه إلى القوى الأمنية في لبنان«.

ورداً على سؤال، أعلن أن »الإسرائيليين يريدون إنهاء عملهم وتدمير »حزب الله« لحماية أنفسهم وهذا منطقي«، لكنه اكد أن »لا حرب إسرائيلية قبل عامين أو ثلاثة لأن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يسعى إلى إعادة بناء قواته«.

دعم فريق مراقبة الحدود

ولفتت مصادر في الاتحاد الأوروبي إلى »وجود نقاشات حول نية الاتحاد تقديم دعم مالي إلى البعثة الألمانية لمراقبة الحدود اللبنانية - السورية«، مؤكدة أن الدعم لن يتضمن إرسال قوات أوروبية إلى الحدود.

Friday, June 15, 2007

أرملة النائب تختزل كل الحزن

مشهد تشييع الشهداء يتكرر ... أرملة النائب تختزل كل الحزن


منال أبو عبس
Al-Hayat (827 كلمة)
تاريخ النشر 15 يونيو 2007
عرض جميع البيانات


يشير الشاب بإصبعه إلى امرأة خمسينية تتوسط الغرفة. أم خالد التي فقدت قبل يوم واحد زوجاً وابناً لا تقوى على الكلام. تسند رأسها بكف يدها وترد على المعزين بإيماءة من رأس صار مثقلاً بأحزان كبيرة.

هنا الطبقة الأولى من بناية البرجين في فردان حيث منزل النائب الشهيد وليد عيدو. تغص الطبقة بالناس وباللون الأسود. ومن الأدراج المليئة بالمعزين يصل النحيب إلى الشارع. داخل المنزل يصعب العثور على موطئ قدم. ولا أحد يقوى على الكــلام إلا للرد علـــى تعــزية.

»جايين تشوفوا أبو خالد وخالد. جايين تشوفوا مصيبتينا الاثنتين. راح الأب وابنه بأبشع الطرق«، تصرخ سيدة الى جانب أم خالد. تقطع كلماتها الصمت، ويعلو صوت النحيب مرة جديدة تاركاً الأم المفجوعة في عالم من الحزن الخالص. يصل الصوت إلى الغرفة المجاورة حيث تقبل تعازي الرجال. هناك، يتقبل الابن الثاني زاهر التعازي والى جانبه عمه. وفي انتظار نعوش عيدو ونجله خالد ومرافقه سعيد شومان لم ينقطع توافد السياسيين واحداً بعد الآخر للتعزية: النائبان وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ والنائب السابق تمام سلام ورئيس »التيار الشيعي الحر« الشيح محمد الحاج حسن...

في الباحة الأمامية للمبنى كان الانتظار سيد الموقف. لا شيء في الصورة يوحي بأن ثمة حشداً سياسياً أو حزبياً للتشييع. فقط مجموعة من الصحافيين على الرصيف المقابل، وعدد من المواطنين. تصل هتافات »أبو بهاء« و »سعد سعد« متقطعة من مسيرة دراجات نارية تجوب شارع تلة الخياط وتلتف إلى فردان. ويرفع المشاركون فيها أعلام »تيار المستقبل«.

ومع اقتراب الساعة من الحادية عشرة، يتكثف حضور رجال الأمن ويبدأون إملاء التعليمات. تعاطي الأمنيين يدل على أن وصول سياسيي الفئة الأولى صار وشيكاً. فيتوزع المصورون في الزوايا بحثاً عن المكان الأمثل.

في زاوية غير رئيسية من الشارع يدلي وزير الإعلام غازي العريضي بتصريح إلى أحد التلفزيونات. لا يبدو العريضي مرئياً إلى الصحافيين الآخرين وبالتالي إلى المتجمهرين أمام المبنى. خلف العريضي مباشرة يتكئ رئيس »اللقاء النيابي الديموقراطي« وليد جنبلاط على حافة مدخل أحد الأبنية. يقف جنبلاط في زاويته أكثر من ربع ساعة كاملة من دون أن يلحظ وجوده إلا عدد محدود جداً من الصحافيين. ومع وصول موكب رئيس كتلة »المستقبل« النيابية سعد الحريري، ينسحب جنبلاط والعريضي إلى بناية البرجين.

ترافق هتافات: »أبو بهاء« و »سعد« وقوف الحريري أمام جمهوره في الشارع الذي اكتظ فجأة. ترتفع القبضات عالياً وتترافق مع صرخات: »الله. حريري. طريق الجديدة« و »الله يحرسك يا شيخنا«.

ومع وصول النعوش الثلاثة في سيارات الإسعاف الملفوفة بأعلام لبنان، ترتفع هتافات: »لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله«، و »الله أكبر«. وترافقها شعارات معادية للنظام السوري والرئيس اللبناني اميل لحود والأمين العام لـ »حزب الله« السيد حسن نصر الله.

لا تمضي النعوش وقتاً طويلاً أمام البناية. يتلو الحاضرون الفاتحة عن روح الشهداء. ومن شرفة منزلها تلوح أم خالد إلى فقيديها ومرافقهما بعدما أسندتها بعض النسوة.

يعود السياسيون إلى مواكبهم، لتتقدم مع سيارات الإسعاف مسيرة المشيعين. تسلك المسيرة، ترافقها سيارات قوى الأمن الداخلي ودراجاتهم النارية ودراجات مدنية أخرى ويتقدمها نجلا عيدو مازن وزاهر والنائب السابق سلام والأقارب، شارع تلة الخياط وصولاً إلى كورنيش المزرعة. وينضم حشد من المواطنين إلى موكب التشييع أمام مقر حركة »اليسار الديموقراطي« يتقدمهم النائب الياس عطا الله وأعضاء من الحركة. ومن شرفات بيوتهن، تنثر النسوة الرز والورود على المسيرة.

ومع انضمام الأهالي الموزعين على جوانب الطرق إلى الموكب، تتحول المسيرة إلى مسيرات. وتنضم أعلام »المرابطون« و »الناصريين الأحرار« و »القوات اللبنانية« إلى أعلام »المستقبل« و »الحزب التقدمي الاشتراكي«.

ولدى مرور المسيرة أمام مقر »الحزب التقدمي الاشتراكي« في وطى المصيطبة ينضم عدد جديد من المشاركين. ثم يلاقي حشد من المشايخ الدروز في الكولا القادمين من الكورنيش، وينطلق معهم وزير الاتصالات مروان حماده والنائب أكرم شهيب أيضاً اللذان انتظرا وصول الموكب تحت إحدى الشرفات على التقاطع.

وأمام اللوحات العملاقة للنائب عيدو ونجله التي تحمل عبارة: »رجال العدالة. شهداء العدالة«، ترتفع هتافات: »هزي هزي يا بيروت وليد عيدو ما بيموت«.