Tuesday, March 20, 2007

« حزب الله » نقل معركته إلى بيروت ... ونسينا

جنوبيون لبنانيون بعد أشهر على وقف الحرب: « حزب الله » نقل معركته إلى بيروت ... ونسينا

منال أبو عبس
Al-Hayat (1,172 كلمة)
تاريخ النشر 20 مارس 2007

في تموز (يوليو) الماضي، كانت أم قاسم تضع الطعام على المائدة، عندما دخل شاب من المقاومة ليخبر العائلة بضرورة مغادرة البلدة. خبر اختطاف « حزب الله » أسيرين إسرائيليين كان هز للتو إسرائيل ولبنان معاً. والمعطيات الأولية كان تشير إلى رد فعل إسرائيلي عنيف. لم تول أم قاسم كلام الشاب اهتماماً يذكر. ولم تغادر العائلة بيتها في بنت جبيل.

في يوم واحد من أيام العدوان، خسرت الحاجة ابنين ومنزلاً، قالت آنذاك إنهما »فداء للسيد« (الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله). وبعد سبعة أشهر من الخسارة، دخل إلى قاموس أم قاسم كما غيرها من الجنوبيين أسئلة من نوع: هل كان ضرورياً أن يقوم الحزب بأسر الجنديين الإسرائيليين؟

حرب خارج القاموس

استجدت على العلاقة بين الجنوبيين و« حزب الله » أسئلة كثيرة في الآونة الأخيرة. لم تعد عبارات »فداء للسيد« تخرج تلقائياً من الأفواه كلما تطرق الحديث إلى خسائر الحرب. رواية حسن تصب في هذا الإطار. يقول إنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 كان الأهالي واثقين بأن إسرائيل لن تجرؤ على الدخول إلى المنطقة مجدداً، فـ »السيد وعدنا بأن لن تدمر بيوتنا ولن يقتل أبناؤنا«. ويذكّر بأن المدينة شهدت نهضة عمرانية هائلة بعد التحرير. استثمر المغتربون أموالهم في مؤسسات تجارية وبنوا بيوتاً وقصوراً، مراهنين على حياة ستكون طبيعية. يقف حسن اليوم على ركام منزله في بلدة عيترون، ويقول: »فكرة الحرب كنا أخرجناها من قاموسنا. ثم فجأة... وقعت«.

على مقربة من ركام منزل حسن، تنتشر خيم عدة. على إحداها كتبت جمعية »أطباء بلا حدود«، كلمة: مسجد، للتدليل على أن مسجداً كان يرتفع مكان الخيمة. في أكثر من بلدة حدودية أخرى، تنتشر خيم مماثلة تقطنها عائلات دمرت منازلها في الحرب. الأهالي قبضوا ما يسمونه تعويض »المأوى« من »حزب الله« (10 آلاف دولار أميركي بدل إيجار لمدة عام إضافة الى ثمن الأثاث) وما زالوا ينتظرون الحصول على التعويضات من الدولة عبر »مجلس الجنوب«.

التقصير الحكومي الأخير عزز مكانة الحزب في قلوب الجنوبيين، وأظهر الدولة عاجزة ومقصرة في حق فئة من أبنائها. هنا يتفاقم شعور الأهالي بالإهمال، وتنهال الشتائم على المسؤولين من »خانة الأكثرية الوهمية«، كما تقول أم حسين، كلما تناول الحديث التعويضات على المتضررين.

في بنت جبيل تتكثف صور الدمار. ما زال الركام جاثماً على ساحة المدينة المغطاة بالركام والبقايا المحترقة. رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل علي بزي يقول إن سبب تأجيل رفع الركام من المدينة، هو »الاتفاق على بناء بنت جبيل بالحجارة نفسها التي كانت مبنية منها. المدينة أثرية ويجب أن نحافظ على طابعها«.

يشير بزي إلى أن »دولة قطر، ستتولى بناء البلدة بحجارة البيوت المدمرة نفسها، فلا تعطي الأموال للناس مباشرة«. ويقطع حديثه ليجيب على هاتفه الذي يعزف نغمة: نصرك هز الدني (أغنية تشيد بنصر الله)، ثم يضيف أن »مئات السكان قبضوا من القطريين«.

قبل أن ترتفع وتيرة صوته بالإجابة: »نحن لا نعرف دولة هنا. وقع العدوان وانتهى ولم نر أي واحد منهم هنا (الموالاة)، إلا (عضو كتلة الوفاء للمقاومة محمد) فنيش«، معدداً مزايا »حزب الله« الذي قدم »الإيواء وبدل الإيجار والمفروشات، ودفع أثمان السيارات التي احترقت«.

من مبنى البلدية يسهل مشاهدة المكان حيث كانت تقطن الحاجة أم حسين قبل الحرب. الحاجة تسكن وعائلتها في منزل أحد الأقارب المغتربين. وتتحدث عن أن »شبان المقاومة، أولادنا، كانوا يؤمّنون لنا الماء والطعام خلال الحرب«، مشيدة بـ »فضل المقاومة التي حررت الجنوب والسيد رفع رأسنا بين العرب«. وإن كان الحديث معها، يؤدي إلى إضافات تنم عن عتب شديد على الحزب: »اليوم لم نعد نراهم. يعني بعد الحرب نسونا وراحوا على بيروت. نسوا الجنوب وصاروا يبحثون عن وزارة«. ثم ينتهي الحديث بعبارة: »كنا قاعدين ومرتاحين. لو تركوا مسألة الأسرى للتفاوض، هل كانت الحرب لتقع؟«.

هذا ليس رأيها وحدها. في مكان آخر، يجلس الحاج بزي بلباسه العربي وكوفية تغطي رأسه داخل سيارة على الطريق العام، عارضاً بضاعة »أعطانا إياها التجار في بيروت بالدين حتى نؤمّن قوت يومنا«. خسر الحاج الذي أمضى أيام الحرب الـ33 في بنت جبيل مع عائلته، منزلاً ومحلين »ببضاعتهما« في الحرب، وقبض »الإيواء«، لكنه لم يقبض أي فلس آخر. وهو اليوم يحمل على الموالاة والمعارضة على حد سواء. ويقول: »بعد الحرب لم يعد أحد منا سالماً. شفنا الموت وما عاد فينا نعيش اكثر بالمعاناة«. ويؤكد أن التعويضات التي يوزعها الحزب على المتضررين غير متساوية، فـ »من كان على معرفة بأحد المسؤولين في حزب الله سيحصل على ثروة، أما الباقون فتعويضاتهم لا تعادل نصف خسائرهم، ولا صدى للاعتراضات«.

المسؤول الإعلامي في »حزب الله« حسين رحال ينفي هذا الأمر، ويقول إن »المراجعات أدت في أحيان كثيرة إلى إثبات أحقية المتضررين بمبالغ تفوق ما قدر لهم في المرة الأولى. واللجان يمكن أن تخطئ، لكن كنا دائماً نصحح الخطأ«. ويحمّل رحال الدولة مسؤولية التأخير والإهمال.

في جوار الحاج بزي، تكثر بسطات يبيع أصحابها الثياب والحلوى، ويقف علي الذي يبدو يائساً. يمضي علي نهاره تائهاً على الطرق، بعدما خسر محلاً لمعدات الصوت، ولم يعوّض عليه أحد. »الدولة لا تعرف أن هناك بلدة اسمها بنت جبيل عانت أكثر من غيرها خلال الحرب«، يقول.

ويضيف معبّراً عن حنقه على الموالاة والمعارضة: »لم يزرنا أحد منهم، ولا نثق بهم. بعض نواب المعارضة زارونا ثم اختفوا. لا أحد منهم يلتفت إلى مطالبنا. المعارضة والموالاة أسوأ من بعضهما«.

قبض علي تعويضاً من »حزب الله« 400 دولار »هدية عن خسارة المحل«، ولا يعرف من سيعيد بناء المتاجر المهدمة، إلا انه يعرف أن »حتى الحزب صار له هموم أخرى غير الجنوب. صار مشغولاً في بيروت«.

يقود الكلام مع علي إلى تفاصيل تصب في خانة العتب على »حزب الله«. غير أن سؤالاً واحداً عما إذا يمكن ترجمة موقفه انقلاباً على الحزب لمصلحة »قوى 14 آذار«، يقلب الحوار رأساً على عقب. وتعود عبارة »فداء للسيد« لتؤكد قاعدة »أنا وأخي على ابن عمي. وأنا وابن عمي على الغريب«.

Saturday, March 10, 2007

مئة يوم على الاعتصام في قلب بيروت

مئة يوم على الاعتصام في قلب بيروت : ضجيج ورواد أقل ... بلا جمهور

منال أبو عبس
Al-Hayat (795 كلمة)
تاريخ النشر 10 مارس 2007



قبل مئة يوم بالتحديد دق إسفين الخيمة الأولى في وسط بيروت. في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أعلنت المعارضة اللبنانية أن أهدافها إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. حشدت ما اعتبرته محطاتها التلفزيونية « أكبر حشد » في تاريخ لبنان. ودعت مناصريها إلى الاعتصام والمبيت في ساحات الوسط التجاري حتى تحقيق غايات قيل إنها « ستستغرق أياما ».

لم يتحقق هدف المعارضة حتى الآن، ولم يصدر بالتالي أمر إخلاء الساحات. الخيم التي ضجت بالرواد في بداية التحرك، ما زالت تغطي الساحات، وإن خلت من روادها. وتركت الساحة بعد مئة يوم الى عناصر انضباط »حزب الله« المنظمين، وزادت إلى رتابة الصورة، سمات الملل التي تغطي وجوه من بقوا فيها.

من جسر فؤاد شهاب يبدو المخيم شبه مقفر. تنتصب الحبال التي ترفع أغطية منشورة في الشمس بين الخيم. ووسط الطرق رفعت شوادر يجلس تحتها عدد من مدخني النارجيلة.

في موقف رياض الصلح تظهر الخيمة الكبيرة التي تتسع لـ500 معتصم، وفي داخلها يلعب أحمد مع أربعة شبان آخرين كرة القدم، من دون جمهور.

أحمد لا يتفق مع القائلين إن التحرك لم يحقق أهدافه. ويشرح ابن العشرين عاما، أن »نحن لم نسقط الحكومة، لكننا نمنع تحويل لبنان إلى جسر للمشروع الأميركي«. ويضيف أنه باق »ما دام (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله لم يأمرنا بمغادرة الساحة«.

في محيط الخيمة الكبيرة، يجلس رجل تحت الشادر وحيدا. يعرف الرجل أن المخيم فارغ، وينطلق في تحليل ذلك بالقول إن »حزب الله« يفسح المجال أمام مناصريه لممارسة أعمالهم، ويبدو مقتنعا بان »حزب الله« (قوى المعارضة) لن تتوانى عن ملئه حين الحاجة إلى ورقة اكثر ضغطا.

في مقابل الرجل، تنتصب لوحات خشب تحمل اسم مشروع »لاندمارك« السياحي الذي توقف العمل به مع بدء الاعتصام. إلى جانب اللوحات، غيّر المنظمون ديكورات المسرح المخصص للمهرجانات الخطابية. زيّنوه بلوحات ملونة تكتب مجتمعة عبارة: »المعارضة الوطنية اللبنانية«. وتحيط بها صور »شهداء المعارضة اللبنانية«، ومن بينها الطالب الشاب محمد غازي الذي سقط في أحداث الجامعة العربية ورفعت في تشييعه صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلت خطابات حملت قادة المعارضة مسؤولية مقتله.

تقتصر الحركة هنا على عناصر الانضباط المزودين بأجهزة لاسلكية في غياب عناصر قوى الأمن الداخلي أو الجيش اللبناني. يتمركز العناصر على المداخل المؤدية إلى الوسط خلف دعائم إسمنت وشرائط نايلون صفر عليها عبارة: »يمنع التجاوز«، وتوقيع: »نصر من الله«. وستقتصر مهمتهم، إلى أن »يأتي أمر المغادرة من قادة المعارضة«، كما يقول أحدهم، على التدقيق بهويات السيارات المسموح بمرورها وهويات بعض المارة.

داخل المخيم، الصورة على حالها، وان زاد غياب المشاة إليها رتابة ووحشة. يغسل صاحب عربة لبيع المشروبات الساخنة الأكواب من خزان مثبت على الرصيف، ويقول إن »الحركة لم تعد كما السابق. يمكن أن يمضي النهار من دون أن نبيع إلا ثلاثة أو أربعة أكواب شاي إلى شباب الأمن«. يرى أن بيع النارجيلة بات مهنة اكثر ربحا، لكنه يؤكد أن »عدد الشبان الذين يمضون نهارهم في الساحة محدود، ومعظمهم يدخن النارجيلة لتقطيع الوقت، بانتظار المساء«.

خلال ساعات الظهر، تتوقف معظم الأكشاك عن البيع. حتى الكشك المخصص لبيع اسطوانات »مهرجانات النصر الإلهي« يسدل ستاره النايلون، بانتظار حلول الخامسة عصرا: موعد بث أغاني المعارضة مترافقة مع خطابات لشخصيات غير معروفة تعتلي المسرح في موقف رياض الصلح.

المهرجانات ذاتها، تتولى المحطات الموالية للمعارضة بثها خلال المساء. يسأل المراسلون المشاركين عن رأيهم في الاعتصام، فيظهر هؤلاء شراسة في الدفاع عن حقوق المعارضة. لا تتطرق المحطات إلى الحديث عن انخفاض نسبة المشاركين في شكل كبير يوما بعد يوم، ولا إلى سبب اختيار خطباء من الصفوف الخلفية لتجييش الجماهير.

لم يحمل اليوم المئة أي مفاجأة إلى المعتصمين في وسط بيروت. فالاتصالات ما زالت في لبنان ودول أخرى بعيدا من عيونهم. لكن الخبر الأهم يبقى أن المعارضة تواصل اعتصامها بنجاح لا تراه إلا المحطات الموالية لها.

Friday, March 2, 2007

العلاقة بين جنود « يونيفيل » والجنوبيين

15 ألف جامعي تقدموا للعمل مع القوات الدولية ... والإعلام لا ينقل الصورة كاملة 
العلاقة بين جنود « يونيفيل » والجنوبيين على محك اضطراب علاقتهم مع « حزب الله »

منال أبو عبس
Al-Hayat (3,398 كلمة)
تاريخ النشر 02 مارس 2007



« ما بدنا يونيفيل »، يقول المراهق في بلدة مارون الرأس ما ان يرى دفتر تدوين الملاحظات. يشق طريقه على الدراجة النارية بصعوبة فوق تلال الركام في البلدة المهدمة. تتمتم الحاجة أم حسين وهو يبتعد: »البلد لم تخرب إلا عندما صار للأولاد مواقف سياسية«.

بلدة مارون الراس حيث يقف المراهق والحاجة تلّة باتت مدججة بالعسكريين. انها التلّة التي شهدت أشرس معارك خلال حرب تموز (يوليو) الماضية. دخلها الإسرائيليون وخرجوا بموجب القرار 1701، الذي أوقف الأعمال العدائية وزرع نحو 12 ألف جندي من القوات الدولية »يونيفيل« و15 ألف عسكري لبناني جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان. لكن، ماذا يعني وجود 27 ألف جندي في منطقة كان لـ »حزب الله« النفوذ العسكري التام فيها بعد انسحاب الإسرائيليين منها عام 2000، وبعد غياب للجيش اللبناني عنها دام ثلاثة عقود متتالية؟

< في الأسبوع الماضي طلب رئيس بلدية »مارون الراس« من فريق المستشفى الميداني الفرنسي العامل في إطار قوات »يونيفيل« مغادرة البلدة. وقبل ذلك رشق أولاد في دبين دورية إسبانية بالحجارة. الحادثتان وأخرى غيرها تسلط الضوء على طبيعة العلاقة الملتبسة بين بعض سكان الجنوب والقوات الدولية.

لدى عدد من هؤلاء تحفظات كثيرة على قوات »يونيفيل«. ينتقد صاحب الفرن القريب من دار البلدية في تبنين ما يرى انه نظرة دونية من الفرنسيين للجنوبيين. ويصب تلميحه في إطار ما يقال عن أن ذهنية الجنوبي لا ترى الفرنسي في غير صورة المنتدب. الذهنية نفسها قد تكون سبب تأكيد رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل علي بزي لـ »الفرنسيين« أن »نصف أبناء البلدة من حملة الشهادات العالية ويرفضون أن ينظر إليهم أحد باستعلاء«.

الاستعلاء، ان وجد حقاً، ليس السبب الوحيد لتمييز الفرنسيين عن سواهم من القوات الدولية. يتناقل بزي ومن قبله صاحب الفرن وآخرون أخباراً سمعوها عن أن »الفرنسيين يفتشون شبكات الصرف الصحي في بنت جبيل بحثاً عن السلاح من دون إذن ومواكبة من الجيش اللبناني، ويفتشون حقولاً وأبنية مهجورة«. أخبار التفتيش والمداهمات ينفيها في شكل قاطع الكابتن الفرنسي ستيفان ايغا الناطق الإعلامي باسم الكتيبة الفرنسية في الطيري، ويؤكد أن القوة الفرنسية »لم تنفذ أي عملية تفتيش منذ مجيئها الى لبنان، وان ليس من مهمتنا وفق القرار 1701 أن نقوم بعمليات تفتيش منازل أو غيرها ولا حتى إقامة حواجز على الطرق«.

المواقف الدولية والإقليمية والمحلية، عنصر آخر يصب الزيت على نار العلاقة الحساسة بين بعض الجنوبيين والدوليين. طرد الفرنسيين من مارون الراس غير بعيد زمنياً من تصريح (علي لاريجاني) أن فرنسا معرضة لخسارة دورها في لبنان لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية. لكن الحديث في بنت جبيل وعيناتا ومارون الراس وعيترون ودبين وغيرها يكثر عن اتهام النائب وليد جنبلاط »حزب الله« بتحريض الأهالي ضد القوات الدولية، و »تنبؤ« رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع باحتمال تعرض الجنود الدوليين إلى هجمات إرهابية.

المسؤول الإعلامي في »حزب الله« حسين رحال يحمل الأطراف السياسيين في لبنان مسؤولية تضخيم الحوادث العابرة مع قوات »يونيفيل«، معتبراً أن »في العادة تحصل إشكالات بين أفراد العائلة الواحدة«. من وجهة نظر رحال فان »المشكلة تكمن في ان بعض الأطراف يريد أن يسلط الضوء على أن ثمة مشاكل تواجه القوات الدولية في الجنوب، وهذا أمر مشبوه لأن المفروض إذا كنا نعمل للمصلحة اللبنانية أن نُبرز الخرق الإسرائيلي، وان نجعل القوات الدولية تعمل لمواجهة الخرق الإسرائيلي وليس تحويل مسار عملها وإشغالها بصراع داخلي في لبنان ولا أن نضعها مع طرف في مواجهة آخر«.

وقوف القوات الدولية مع طرف ضد آخر، هو ما سنسمعه كثيراً في مناطق مختلفة من جنوب الليطاني (باستثناء المناطق ذات الغالبية المسيحية). تحمّل أوساط جنوبية جنود القوة الفرنسية وزر مواقف بلدهم من سلاح »حزب الله« والمقاومة والحكومة اللبنانية. تكثر هنا عبارات مثل: »الحكومة الفرنسية تقف مع حكومة فؤاد السنيورة ضد الحزب«، و »فرنسا تطالب بنزع سلاح حزب الله«... على ألسنة الناس العاديين، لتصل في حالات اكثر اغراقاً في التحليل إلى الدور الفرنسي في القرار 1559 المطالب بنزع سلاح »حزب »الله«، وهو ما يستتبع من مناصري »حزب الله« »استماتة« في الدفاع عن حزبهم في وجه »مؤامرة دولية تحاك ضده«.

في جنوب الليطاني أيضاً، يسلط اتهام وزير الخارجية الفرنسي »حزب الله« بأنه منظمة إرهابية الأنظار في اتجاه الجنود الفرنسيين.

»أهل بنت جبيل كلهم مع حزب الله«، يقول بزي، مضيفاً إلى أسباب العداء الجنوبي للفرنسيين سبباً سياسياً آخر. بزي يرى أن التصريحات السياسية تلعب دوراً سلبياً في تعبئة الناس الذين »سألوا عن سبب بقاء القوات الفرنسية في الجنوب ما دام فيه إرهابيون«. ويرفع بزي التهمة عن »حزب الله« بتأليب الناس على القوات الدولية، ويؤكد أن »البلدية تنسّق مع »حزب الله« في موضوع »يونيفيل« ولا نتلقى أوامر من أحد«.

من جهته، لا يبدو رحّال مرتاحاً إلى المواقف التي يتبنّاها »الأهالي« رداً على التصريحات التي لا تعجبهم. ويرفض في شكل قاطع النظرية القائلة إن »حزب الله« يؤلبهم ضد القوات الدولية التي احتلت ساحة صراعه الوحيدة، مؤكداً ان ليس للحزب مصلحة في توتير العلاقة مع قوات »يونيفيل«، ما دامت تعمل ضمن القرار 1701 الذي وافق عليه مجلس الوزراء اللبناني.

»لا يشكل وجود القوات الدولية خطراً على حزب الله«، يقول رحال، موضحاً ان في إطار الأزمة التي أثارها الحديث عن نية فرنسا إرسال طائرات استطلاع إلى لبنان، »أعطينا رأياً علنياً ومباشراً للفرنسيين. وهم تفهموا الموضوع ونفوا نيتهم القيام بذلك. لا داعي للخوف لأن القنوات مفتوحة مع الفرنسيين«.

زيادة التنسيق بين قوات »يونيفيل« والجيش اللبناني وبينها وبين الناس على الأرض عنصر آخر يسهّل سير الأمور من وجهة نظر رحال الذي يعلن استعداد »حزب الله« تقديم كل »ما يطلب منا لتكون العلاقة طيبة وطبيعية، ونحن نبذل الجهود مع البلديات وغيرها لتكون العلاقة أكثر دفئاً مع القوات الدولية«.

دوريات »يونيفيل« تذكر بالاسرائيليين

يغيب عند الناس والمسؤولين هنا أن القوات الدولية تقوم بمهماتها بأمر من الأمم المتحدة، وهي غير معنية بالتصريحات الصادرة عن الدول التي تحمل جنسياتها.

وكما التحفظات على الفرنسيين، فإن أوساطاً جنوبية تتذمر من الإسبانيين والإيطاليين، وإن بدرجة أقل. ويحكي عدد من الجنوبيين أن بين صفوف الأخيرين عناصر لمصلحة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية.

الغضب على الإسبانيين الذي أفرز حادثة دبين يدرجه البعض في خانة مساهمتهم في القرار 1559، وتالياً معاقبة الاسبانيين على الدخول إلى بلدات في شمال الليطاني.

»تجاوزوا منطقتهم وراحوا يلتقطون الصور وهم يؤدون حركات عسكرية قتالية«، كما يقول رحال، نافياً أن تكون حادثة رمي الحجارة على الدورية الإسبانية - التي ينكر حصولها أصلاً - جاءت رداً على هذا التجاوز. ويؤكد الدور الإيجابي للحزب في التقريب بين الناس والقوات الدولية: »تدخلنا مع الناس ليفهموا الموضوع قبل اتخاذ أي خطوة. ربما كان العناصر مخطئين وظنوا انهم في المنطقة المخصصة لهم. بعد الحادثة قدموا اعتذاراً على التجاوز وقالوا ان بعض ضباطهم وجنودهم يخطئون«.

والخوف من أسلحة جنود »يونيفيل« ودورياتهم الليلية وأضرار الآليات الثقيلة على الطرق المعبدة، عنصر آخر أسهم في زيادة التوتر بين الطرفين. »في البداية كان الإيطاليون يسيرون دوريات ليلية في صور، مصوبين أسلحتهم الرشاشة في اتجاه الناس. هذا ترك شعوراً بالعداء في نفوس أهل المدينة«، كما يقول علي وهو صاحب أحد محلات الألبسة في ساحة أبو ديب في صور.

وفي مارون الراس، تبدي الحَاجّة انزعاجاً مماثلاً من الدوريات. الحَاجّة لا تعرف جنسية جنود الدورية، وتسميهم »الأمم المتحدة«. وتتحدث عن خوف أحفادها كلما مرت آلية ثقيلة في قلب البلدة، و »يصرخ الاطفال اجوا الاسرايليين يا تاتا«. تتململ الحاجة من السرعة التي تمر بها سياراتهم العسكرية و »ينط قلبي على الأولاد الذين يلعبون في الساحات«.

الإزعاج الذي تسببه الدوريات للأهالي مشكلة يعلم الكابتن ايغا بوجودها، لكنه يبرر ذلك بأنه »يفترض علينا القيام بدوريات وهذا يسبب إزعاجاً للأهالي، ونحن نتحاشى الإزعاج الى الحد الأقصى. لم تعد دبابات لوكلير تقوم بدوريات ليلاً، وصارت تسلك طرقاً جانبية كي نتحاشى الإزعاج«. ويقول: »لا نريد إزعاج أحد. في النهاية نحن ليس لدينا أعداء هنا ونحن جنود سلام«.

تطبيع... دولي

خلال مرور دورية اسبانية بجانب محل لتنجيد المفروشات، سأل جندي اسباني المنجد ان يصنع له وسادتين. صنعهما الأخير وقدمهما للاسباني من دون مقابل، سائلاً الجندي أن يشرب معه الشاي. شرب الأخير، وصارت قصة الاسباني والمنجد مثالاً تتناقله الألسن كلما تطرق الحديث إلى العلاقة مع »الدوليين«.

تتحدث ريهام عن آلية تطبيع بدأت تظهر مفاعيلها في المناطق القريبة من أماكن إقامة الجنود الدوليين. »صار الناس يستخدمون كلمات أجنبية بحسب جنسية القوات«، تقول المعلمة في إحدى مدارس مرجعيون. وتوضح أن جزءاً كبيراً من المشكلات التي يتناولها الإعلام لا تعدو كونها شائعات يختلقها أولاد.

على زجاج أحد المتاجر في ساحة جديدة مرجعيون عُلقت لافتة: »توجد لدينا طلبات التوظيف في الأمم المتحدة«. ويقول مصدر في مكتب الأمم المتحدة في لبنان أن »طلبات التوظيف المقدمة بلغت 15 ألفاً، معظمها من حملة الشهادات العالية«. يتحدث المصدر عن مساهمة هذه القوات في تأمين فرص العمل لعدد كبير من الشباب اللبناني، وعن النشاطات الاجتماعية والثقافية والرياضية وعمليات نزع الألغام التي يقومون بها في المناطق الجنوبية.

لا يعطي المصدر أهمية إلى طرد الفريق الطبي الفرنسي من مارون الراس، ويقول انه ناجم عن خطأ من الفريق الفرنسي الذي لم ينسق مع رئيس البلدية.

الكابتن ايغا يؤكد الأمر نفسه. ويقول إن »الفرقة الطبية توقفت لأسبوع واحد وستعود بعد التنسيق مع رئيس البلدية«. ويوضح ان الفريق كان يزور البلدة مرة كل أسبوع، ويعالج نحو 30 مريضاً.

شتروغر... ومسؤولية الإعلام

يحمّل الناطق الرسمي باسم القوات الدولية ميلوش شتروغر كل ما ورد عن توتر في العلاقة بين الجنود الدوليين وأهل الجنوب إلى الإعلام. يقول إن الحوادث عابرة وفردية، ولا يجب النظر إليها بمعزل عن النشاط العام للقوات الدولية.

يبرر حادثة دبين بالقول ان »في ذاك اليوم نفذت يونيفيل 300 دورية في المنطقة. كان قائد القطاع اجتمع مع نواب من »حزب الله« وحركة »أمل« في ابل السقي وعلما الشعب ووادي الجوز. ودُشِّنَت مشاريع عدة نفذتها يونيفيل. كانت مستشفياتنا الميدانية تعالج المرضى ومهندسونا كانوا يعملون في القرى المدمرة. عناصرنا ينزعون الألغام بمعاونة المحليين. الفرقة النيبالية كانت تدرب الأهالي في مقاهي الانترنت في حولا والفرقة الإسبانية تتابع برنامجها لتعليم اللغات والفرقة الإيطالية تقيم ندوات للتحذير من مخاطر الألغام. كل هذا حصل في يوم واحد مع حادث رشق الحجارة، لكن الإعلام ركز على الحادث ونسي كل ما كنا نقوم به في المنطقة«.

من مكتبه في بئر حسن يصف شتروغر العلاقة مع الأهالي في الجنوب بالجيدة جداً. يقول إن سبب وجودنا في المنطقة أن نضمن الاستقرار ونساعد الجيش اللبناني ونحمي المدنيين، وهذا ما ينص عليه القرار 1701«.

لا يلمح شتروغر الى عداء يخفيه أي فريق لبناني للقوات الدولية. ويضع الحوادث المتفرقة في إطار التغيير العسكري الجذري في الساحة الجنوبية: »كانت مهمتنا أن نبقى على حال وقف الأعمال العدائية وتسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي يحتلها في جنوب لبنان. وطالما أن الإسرائيليين يحتلون أجزاء من لبنان، كان علينا أن نستعمل جرافاتنا وآلياتنا الثقيلة وكل ما أمكننا لنضمن عدم حصول أي حوادث يمكن أن تُشعل الحرب مجدداً. وبعد ان انسحبت إسرائيل باستثناء الجزء المحتل من الغجر، تركز اهتمامنا على تطوير العلاقات مع المحليين، لأنه كان هناك أسئلة: هل الجنود الدوليون موجودون هنا لحمايتنا أم لحماية غيرنا؟... أعتقد بأننا على الطريق الصحيح وفي المستقبل سيتفهم الأهالي ما الذي تقوم به »يونيفيل« ولماذا«.

يذكّر شتروغر بأن الموافقة على القرار الدولي تمت من جانب الحكومة اللبنانية بما فيها وزراء »حزب الله« وحركة »أمل«، ويؤكد أنه »حتى الآن لم يبدل أي من الأطراف رأيه في الموضوع«.

في المقلب الآخر من العلاقة الملتبسة بين قوات »يونيفيل« و »الجنوبيين«، يقع العامل الاقتصادي. يتحدث شتروغر عن أن »الكثير من الموظفين المدنيين والضباط العسكريين في »يونيفيل« استأجروا وعائلاتهم منازل لهم في صور والقرى المحيطة بها«. وأكد أحد العاملين في صور أن إيجار المنزل الواحد ارتفع إلى 1200 دولار أميركي (أربعة أضعاف إيجاره السابق).

يتحدث شتروغر عن الأثر الاقتصادي للقوات الدولية. ويقول: »عندما كان عدد جنود »يونيفيل« ألفي عنصر بعد التحرير، كانت موازنتهم 49 مليون دولار. في ذلك الوقت انفق نحو 45 مليوناً من الموازنة في لبنان. موازنة القوات الحالية من المتوقع أن تبلغ ستة أضعاف الموازنة السابقة«، ويسأل: »كم سيبقى من هذه الموازنة في لبنان لا يمكننا ان نخمن، لكن المؤكد ان الرقم سيكون ضخماً«.

تجارة ناشطة في محيط المواقع الدولية : القطريون ممتازون والفرنسيون محترمون

< على عكس مواقع الجيش اللبناني، تنتشر في محيط مواقع القوات الدولية في الجنوب تجارة من نوع جديد. يركن باعة جوالون سياراتهم، عارضين ملابس وتذكارات ومشروبات ونراجيل وبضائع خفيفة. ويختلطون بالجنود الدوليين في شكل منتظم.

يبدو أبو احمد صاحب إحدى السيارات مهتماً بالحديث عن علاقته بالجنود الدوليين. »القطريون ممتازون، والفرنسيون محترمون جداً ولبقون. يا عمي انا أحكي ما أراه، لم أر من الفرنسيين أي عمل عاطل... الجماعة محترمين«، يقول.

بيـــن الساعــة الثانية والثالثة بعد الظهر، يَنال الجنود ساعة راحة. يخرجون في اتجاه السيارات الجوالـــة لشراء البضائع. ويــــروي أبو أحمد أن »الجنود اخطأوا في البداية. نزلوا بآلياتهم الثقيلة في مناطق لا يعرفها حتى ابناء المنطقة، وكان الناس خارجين للتو من حرب مدمرة وخائفين من اسرائيل. وفي نظر الأهالي البسطاء ، فإن الجنود جاؤوا ليفرضوا سلطتهم على المنطقة. هكذا توترت العلاقة في البداية. هم خافوا منا ونحن خفنا منهم، لكن الآن مشي الحال«.

عاملة الصندوق في »مطعم التحرير« في بنت جبيل أيضاً لم تسمع بمشكلات مع القوات الدولية. يضيق المطعم بالجنود الآتين لتناول الوجبات خلال النهار، و »وقت الغداء لا يبقى كرسي فارغ«، تقول. وتضيف الموظفة المحجبة أنها لم تتحدث مع أي منهم، »الجنود يطلبون الطعام من النادل ويحاسب عنهم المترجم اللبناني«.

الجنود القطريون يبدون أكثر ارتياحاً في المطعم. يمازحون النادل ويصف أحدهم علاقة القوة القطرية مع الجنوبيين بأنها »الأفضل«، مضيفاً: »دائماً نسأل أهالي البلدة عما اذا كنا نسبب لهم ازعاجاً، غير انهم يعاملوننا كأبناء البلد«.

في موقع آخر، في تبنين، يجلس جنود من القوات الاسبانية والفرنسية والايطالية امام المساحة المخصصة لإقامة سوق الجمعة. يتناول الجنود المناقيش و »يشربون الشاي كأنهم اولاد البلد«، يقول أبو علي صاحب أحد المحال التجارية، مضيفاً: »نتحدث معهم ويتحدثون معنا. نحن اعتدنا القوات الدولية. يقيمون معنا منذ عام 1978. اخوتي يعملون معهم، وكثيرات من بنات الجنوب تزوجن من عناصر »يونيفيل«.

على طول الطريق المؤدية الى قرى جنوب الليطاني، تنتشر محال تحمل على لافتاتها عبارة »الأمم المتحدة« بالانكليزية. تعرض المحال اعتدة وألبسة عسكرية وتذكارات وأعلام »حزب الله« وحركة »أمل« و »التيار الوطني الحر«. يقول علي صاحب المحل على مدخل مدينة بنت جبيل هي »الجنود الدوليين يشترون الكثير من بضاعته. أعلام لبنان و »حزب الله« هي الأكثر مبيعاً. يأخذونها تذكارات الى بلدهم أو يقدمونها هدايا«. لا يبدو علي مستاء من وجود القوات الدولية في بلدته، لكن احد زبائنه يعترض على »رحابة صدره«، سائلاً عن المغزى من وجود هذا العدد الكبير من العسكريين في الجنوب، فيما اسرائيل ما زالت تخرق السيادة اللبنانية يومياً، من دون ان تجد من يردعها.

يأخذ الزبون على القوات الدولية عدم التصدي للاسرائيليين. ويقول »انهم جاءوا اصلاً ليحموا اسرائيل، اذاً لا لزوم لنا بهم«.

في جديدة مرجعيون يترجل عناصر من الكتيبة الفرنسية امام سوبرماركت كبير. الفرنسيون يومئون الى الناس الجالسين أمام منازلهم، ويوزعون كثيراً من الابتسامات والتحيات بلغتهم. في هذه المنطقة يبدون أكثر ارتياحاً مما هم عليه في بنت جبيل. تحدث سيدة ستينية الجندي الفرنسي بلغته، فيبادلها الحديث مبتسماً. في الطريق المؤدية إلى دبين كان صاحب محطة محروقات يتبادل الضحكات مع اسبانيين، فيما يتولى عاملو المحطة غسل الآلية الثقيلة.

تهديدات « القاعدة » تطاول الفرنسيين و « حزب الله »

< قبل أسابيع عدة، أعطى الرجل الثاني في تنظيم »القاعدة« أيمن الظواهري رأيه في القرار 1701. رأي القاعدة هذا، تُرجم تهديداً جعل القوات الدولية و »حزب الله« (لموافقته على القرار الدولي) في سلة واحدة. رفعت القوات الدولية درجة التأهب والحيطة في صفوفها. ورمى »حزب الله« كرة التهديدات في ملعب السلطة.

الناطق الإعلامي باسم القوات الدولية ميلوش شتروغر يقول إن »يونيفيل تنظر بجدية الى هذه التهديدات«. يتحدث عن »خطوات اتخذت لضمان أمن فرقنا والعاملين لدينا«، وفي الوقت نفسه يرفض ان »تؤثر هذه التهديدات سلباً في عملنا وأنشطتنا التي ستستمر كالمعتاد«.

في المقابل، لم يعط إعلام »حزب الله« تهديدات »القاعدة« أهمية كبيرة. يبرر رحال دور الحزب في القرار، قائلاً: »نحن وضعنا تحفظات على القرار الدولي، صارت تحفظات الدولة اللبنانية. وقبلنا ان تأتي قوات دولية كجزء من وقف العدوان على شعبنا«. ويلقي على الدولة اللبنانية مسؤولية مواجهة التهديدات. ويضيف: »في الجنوب نحن لسنا سلطة بل جزء من الشعب. على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها. هي السلطة الفعلية وعندها القدرة على أخذ القرار وتقويم المعطيات، عندها أجهزتها الخاصة و15 ألف عسكري لبناني في الجنوب وتتعاون مع القوات الدولية«. ويحسم الجدل بأن »نشاط المقاومة في الجنوب مبرمج للدفاع عن لبنان وعن رجال المقاومة وأهلها. وليس من مهمته أن يواجه غير التهديدات الإسرائيلية«.