« شباب خائف على وطن » : خط التماس مكان لحوار جديد
منال أبو عبس
Al-Hayat (527 كلمة)
تاريخ النشر 23 ديسمبر 2005
اختارت مجموعة من الشباب أطلقوا على أنفسهم اسم: »شباب خائف على وطن« مبنى بركات الذي دمرته الحرب الأهلية على تقاطع السوديكو ليطلقوا مبادرتهم إلى الحوار. الشباب ينتمون إلى خليط من التنظيمات العلمانية اليسارية وعدد من المحايدين، كما يقولون. وعددهم الذي لا يتجاوز العشرات لا يشير إلى وقوف قوى رئيسية وراءهم. أما مطلبهم الأساس فهو: دعوة الأطراف »الشبابية« إلى الحوار.
أمس، اختار المشاركون في الاعتصام الصامت الذي بدأ الأسبوع الماضي على رصيف المبنى، كسر صمتهم وطرح مطالبهم في مؤتمر صحافي. مسؤول »الشباب« عربي العنداري أعلن أن »اعتصامنا ليس موجها إلى الخارج، لأن الخارج لا يتدخل لمصلحتنا بل لمصلحته. وهو ليس موجها إلى السلطة وزعمائها في الداخل، لأنه لو كان في مقدورهم شيء لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه.
التحرك موجه إلى الشباب المسيس الحريص على البلد والى المنظمات الشبابية: إلى ريان ونادر ويوسف وحسن ودانيال وأحمد وعلي (أسماء مسؤولي المنظمات الشبابية المنقسمة بين 8 و14 آذار (مارس). ندعوهم إلى هذا الرصيف لنبدأ الحوار عند الرابعة من مساء غد السبت«. وأضاف: »من هنا من ساحة غير محسوبة على أحد. يمكننا أن نتحاور ونختلف في شكل متحضر. لن نقف لننتظر الزعماء ونراهم يتعازمون إلى الحوار«.
شارك مسؤول قطاع الشباب في الحزب الشيوعي اللبناني ثائر غندور في انطلاقة التحرك، ويصفه بأنه »موجه ضد التمترس خلف الطوائف والزعامات«، معلنا »أننا لسنا جهة سياسية، بل مواطنون خائفون على البلد. نطلق دعوة إلى الحوار من دون أن نكون طرفا فيه، من خط التماس القريب من الساحتين الشهيرتين لنفضح السياسيين«.
ويقول: »غياب الانتماء السياسي لتحركنا يجذب كثيرا من الشباب المحايد والخائف على البلد إليه«.
الأسبوع الماضي لم يكن عدد المعتصمين يتجاوز الإثني عشر شخصا، لكن اختيارهم الصمت اكسب التحرك طابعا فريدا. أمس، كان عدد المعتصمين تحت المبنى الذي اكتسب اسمه من القناص بركات (خلال الحرب الأهلية) يقارب الخمسين. رفعوا ملصقات كرتونية كانت مخصصة لحفظ الأدوات الكهربائية، مكتوبا عليها: »تذكروا: الاستقواء بالخارج والمترسة خلف الطوائف إلى أين أوصلتنا« و«صامتين خائفين على وطن« و«لوين« و«ما عاد تدعوا إلى الحوار. تحاوروا وخلصونا«.
عند الرابعة عصر غد سيكون على رصيف المبنى الشاهد على الحرب الأهلية طاولة وكراس وعدد من الأشخاص. قد يحضر مسؤولو المنظمات المدعوة وقد لا يحضرون. إلا أن التفاؤل يحتم أن يجلس مسؤولو »8 و14 آذار« مقابل بعضهم بعضا. وفي تلك الحال، هل في إمكان مسؤولي المنظمات الشبابية - في حال حضورهم - خوض حوار لا يرددون فيه خطاب زعمائهم الذي بدوره هو السبب الأول لخوف الشباب المعتصمين على الوطن؟
منال أبو عبس
Al-Hayat (527 كلمة)
تاريخ النشر 23 ديسمبر 2005
اختارت مجموعة من الشباب أطلقوا على أنفسهم اسم: »شباب خائف على وطن« مبنى بركات الذي دمرته الحرب الأهلية على تقاطع السوديكو ليطلقوا مبادرتهم إلى الحوار. الشباب ينتمون إلى خليط من التنظيمات العلمانية اليسارية وعدد من المحايدين، كما يقولون. وعددهم الذي لا يتجاوز العشرات لا يشير إلى وقوف قوى رئيسية وراءهم. أما مطلبهم الأساس فهو: دعوة الأطراف »الشبابية« إلى الحوار.
أمس، اختار المشاركون في الاعتصام الصامت الذي بدأ الأسبوع الماضي على رصيف المبنى، كسر صمتهم وطرح مطالبهم في مؤتمر صحافي. مسؤول »الشباب« عربي العنداري أعلن أن »اعتصامنا ليس موجها إلى الخارج، لأن الخارج لا يتدخل لمصلحتنا بل لمصلحته. وهو ليس موجها إلى السلطة وزعمائها في الداخل، لأنه لو كان في مقدورهم شيء لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه.
التحرك موجه إلى الشباب المسيس الحريص على البلد والى المنظمات الشبابية: إلى ريان ونادر ويوسف وحسن ودانيال وأحمد وعلي (أسماء مسؤولي المنظمات الشبابية المنقسمة بين 8 و14 آذار (مارس). ندعوهم إلى هذا الرصيف لنبدأ الحوار عند الرابعة من مساء غد السبت«. وأضاف: »من هنا من ساحة غير محسوبة على أحد. يمكننا أن نتحاور ونختلف في شكل متحضر. لن نقف لننتظر الزعماء ونراهم يتعازمون إلى الحوار«.
شارك مسؤول قطاع الشباب في الحزب الشيوعي اللبناني ثائر غندور في انطلاقة التحرك، ويصفه بأنه »موجه ضد التمترس خلف الطوائف والزعامات«، معلنا »أننا لسنا جهة سياسية، بل مواطنون خائفون على البلد. نطلق دعوة إلى الحوار من دون أن نكون طرفا فيه، من خط التماس القريب من الساحتين الشهيرتين لنفضح السياسيين«.
ويقول: »غياب الانتماء السياسي لتحركنا يجذب كثيرا من الشباب المحايد والخائف على البلد إليه«.
الأسبوع الماضي لم يكن عدد المعتصمين يتجاوز الإثني عشر شخصا، لكن اختيارهم الصمت اكسب التحرك طابعا فريدا. أمس، كان عدد المعتصمين تحت المبنى الذي اكتسب اسمه من القناص بركات (خلال الحرب الأهلية) يقارب الخمسين. رفعوا ملصقات كرتونية كانت مخصصة لحفظ الأدوات الكهربائية، مكتوبا عليها: »تذكروا: الاستقواء بالخارج والمترسة خلف الطوائف إلى أين أوصلتنا« و«صامتين خائفين على وطن« و«لوين« و«ما عاد تدعوا إلى الحوار. تحاوروا وخلصونا«.
عند الرابعة عصر غد سيكون على رصيف المبنى الشاهد على الحرب الأهلية طاولة وكراس وعدد من الأشخاص. قد يحضر مسؤولو المنظمات المدعوة وقد لا يحضرون. إلا أن التفاؤل يحتم أن يجلس مسؤولو »8 و14 آذار« مقابل بعضهم بعضا. وفي تلك الحال، هل في إمكان مسؤولي المنظمات الشبابية - في حال حضورهم - خوض حوار لا يرددون فيه خطاب زعمائهم الذي بدوره هو السبب الأول لخوف الشباب المعتصمين على الوطن؟
No comments:
Post a Comment