Saturday, June 19, 2004

التسرب من المدارس

من أسبابها صعوبة التكيف مع النظام التربوي . ظاهرة التسرب من المدارس ... أولاد تثقل كاهلهم تركة الحرب

منال أبو عبس
Al-Hayat (997 كلمة)
تاريخ النشر 19 يونيو 2004


تختلف الدراسات في تقدير نسبة التسرب من المدارس في لبنان، ففي حين يشير تقرير إدارة الإحصاء المركزي- اليونيسف، المتعلق بوضع الأطفال للعام 2000، إلى توقف نحو 9،3 في المئة من التلاميذ عن الدراسة (20 في المئة منهم في مستوى المرحلة الابتدائية وما دون و4،10 في المئة في المستوى الثانوي)، تسجل معطيات المركز التربوي للبحوث والإنماء عام 2001 - 2002 ارتفاعا في النسبة المذكورة.

التسرب من المدارس، ظاهرة ليست حديثة في لبنان. بلغت ذروتها بعد ان قضت الحرب الأهلية على معيلي أسر كثيرة، تاركة للأولاد مهمة البحث عن لقمة العيش. وتصاعدت وتيرتها مع الأيام، اذ تكفي جولة واحدة في أسواق بيروت واحيائها الشعبية، اليوم، ليكتشف الناظر الحجم الحقيقي لأولئك الذين يقضون ايامهم في اماكن لا تمت الى المدارس، مكانهم الطبيعي، بصلة. ما هي الأسباب الفعلية لتسرب شباب لبنان من المدارس؟ كيف يعيش المتسربون حياتهم؟ ما هي نظرة المجتمع تجاههم؟ وكيف يتعاطى الباحثون الإجتماعيــون مع الظاهــرة؟

ترك جاد (17 عاما) المدرسة قبل خمسة اعوام، لينضم الى أخوته الثلاثة الذين انخرطوا من قبله في العمل. لا يبدو نادما على تركه المدرسة، فهو ليس الا «واحد من أولاد كثيرين، لم تمكنهم الظروف المادية الصعبة من الالتحاق بالمدارس. تربيت في بيئة غير صحية تربويا. والنتيجة كانت؟... سلوا المخافر والسجون لتكتشفوا بأنفسكم». يتحدث عن تجربته العملية القصيرة في «أكثر من ورشة ومحل لتصليح السيارات»، كي يثبت بالبرهان والدليل انه ليس «فاشلا ولا متسكعا او غير مسؤول»، كما يصفه كثيرون. قصة جاد ليست الا واحدة من حالات تسرب كثيرة في صفوف الشباب في لبنان، حيث أظهر احصاء المركز التربوي للعام 1981 - 1982، ان من بين كل 1000 تلميذ يدخلون المدرسة، يتسرب 240 في المرحلة الابتدائية، ثم 247 تلميذا في المرحلة المتوسطة، و223 في المرحلة الثانوية، ولا يبقى في الصف الثالث الثانوي سوى 190 تلميذا.

أسباب التسرب

واذا كانت الظروف التي يعيشها الأولاد بعد تسربهم متشابهة الى حد ما، فإن الأسباب التي دفعتهم الى القيام بهذه الخطوة، كثيرة ومتنوعة. وترد الباحثة الاجتماعية رنا صاغية الظاهرة الى «استمرار سياسة التعتيم الكلي على قضايا الشباب التي تدفع عددا لا يستهان به الى التسرب، فضلا عن خلو الخطاب العام من القضايا الاجتماعية».

كما يوضح التقرير المشترك الذي اعده الخبير القانوني المحامي نزار صاغية والباحثة صاغية الأسباب المتعددة للتسرب ومنها: «التعثر الدراسي، أي ضعف مستوى التلميذ الدراسي والرسوب والإعادة، وما يستتبع ذلك من زعزعة ثقة التلميذ بقدراته وبامكان الترفع ومتابعة الدراسة».

كما يعتبر«عدم التكيف مع النظام التربوي» سببا رئيسيا في هرب التلاميذ من المتابعة، فـ«المدارس الرسمية التي تبلغ نسبتها 5،50 في المئة من مجموع المدارس تضم 5،38 في المئة فقط من مجموع التلاميذ، علما ان ارتفاع نسبة الانتساب الى المدرسة الرسمية وانخفاضها يرتبطان بشدة بالواقع الاقتصادي العام». ولا يرفع التقرير المسؤولية عن عاتق المدارس، اذ تفيد بعض الحالات، عن هرب التلاميذ من سلطة المدرسين القمعية. «المحيطون جميعهم يلومون التلميذ اذا رسب، ولا يلقون اللوم على الأستاذ، الذي يكون في احيان كثيرة الملام الأول عن فشل التلاميذ بشكل عام، والسبب الرئيسي في كرهي للمدرسة ونظامها التعليمي بشكل خاص»، كما تقول إيمان (18 سنة).

وبالطبع، يمكن ان تكون الحياة الاجتماعية والعائلية، سببا للهرب من التعليم، اذ ان رفض الأهل متابعة اولادهم دراسيا، او جعلهم يحسون بالظلم الناتج من التمييز بين الجنسين، يدفع الفتيات بشكل خاص الى التسرب القسري من المدرسة.

وعلى رغم طغيان الطابع الاجتماعي للظاهرة، الا ان البعض يرى ضرورة معالجتها بأساليب سياسية. «انها قضية مئات الألوف من الشباب. قضية تحتم رسم سياسات تنموية، لأن الحق بالتنمية هو حق الناس على الدولة وليس منة على أحد»، تقول المسؤولة التنفيذية في «الحركة» مايلا بخاش.

وفي هذا الإطار، نظمت «الحركة الاجتماعية» في لبنان، على مدى ستة اشهر متتالية، دورات تدريب وتأهيل لمجموعة من المتسربين في منطقة صيدا، ساعدتهم في التعبير عن الحرمان الذي يشعرون به، ومعرفة الحقوق الواجبة لهم على عائلاتهم والمجتمع والدولة، لتعقد بعدها منتدى «أبجدية الأمل، الشباب المتسرب والحاجات المشروعة».

في احدى قاعات الجامعة الأميركية في بيروت، جلس المتسربون جنبا الى جنب مع الناشطين الاجتماعيين. «ليسوا متسخين، ولا وقحين، انهم مراهقون عاديون لا يمكن تمييزهم عن غيرهم»، تقول احدى الفتيات بعدما اصطدمت بصورة مختلفة تماما عن تلك التي ترتسم في مخيلتها. في تلك القاعة، ولمرة واحدة قد تكون اخيرة، استمع الناشطون الى حكايات المتسربين، من دون ان يقاطعوهم.

«مرحبا. أنا كنت تلميذة منذ وقت قصير. كنت احب مدرستي كثيرا. وكان عندي الكثير من الأحلام التي انوي تحقيقها بعد التخرج... لكن، للأسف... خرجت من المدرسة قبل ان أتخرج!»، تقول أماني (18 عاما) التي تجلس في الصف الأول من القاعة.

«نحن في نظر المجتمع فاشلون، لكننا لسنا كذلك في الواقع. ما زال في امكاننا الوقوف على ارجلنا، والنظر الى الأمام... الى حيث لا يمكن لأحد الوصول»، تفاخر مي، متسربة اخرى، بحقوقها المكتسبة «لسنا عبئا على المجتمع، لأننا جزء من المجتمع. نحن المستقبل... وليس ذنبنا ان اهلنا فقراء».

Friday, June 11, 2004

« العالم بعيون الكاميرا »

« العالم بعيون الكاميرا » تطلقها الأمم المتحدة من لبنان . مسابقة دولية للتصوير الفوتوغرافي عن البيئة

منال أبو عبس
Al-Hayat (434 كلمة)
تاريخ النشر 11 يونيو 2004

«العالم بعيون الكاميرا» عنوان المسابقة الدولية الرابعة للتصوير الفوتوغرافي، التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة للبيئةUNEP) ) بالتعاون مع شركة «كانون»، حول البيئة. وترمي المسابقة، التي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم، الى «تكوين سجل مرئي يصور التحديات التي تواجه التنوع البيئي الغني لكوكب الأرض، فضلا عن ترسيخ الثقافة البيئية وتشجيع المواهب الفوتوغرافية الفنية»، كما يقول مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت نجيب فريجي. ويضيف ان «المسابقة تهدف الى مساعدة لبنان والبلدان العربية للمشاركة في المجهود الدولي الرامي الى مجابهة التحديات البيئية التي تواجهنا في القرن الواحد والعشرين، كتحديات تغير المناخ وتلوث الهواء والإستهلاك المفرط للمصادر. اضافة الى تحديات المنطقة العربية من ندرة المياه والتصحر وسوء استعمال الموارد المائية والتربة وعدم الحفاظ على ثروتنا الطبيعية وضرورة نشر الوعي الفردي والجماعي للحفاظ على البيئة، ونشر ثقافة بيئية حقيقية تكون شراكتها الدولة والمجتمع المدني».

وتستمر المسابقة التي أطلقت السبت الماضي في مناسبة اليوم العالمي للبيئة حتى 24 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهو يوم الأمم المتحدة العالمي. وللاشتراك يشترط تقديم نسخة شفافة أو مطبوعة للصورة أو تقديمها من خلال الإنترنت. والمسابقة مفتوحة أمام المصورين الهواة والمحترفين بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الجنسية، إذ يمكن الحصول على استمارات المشاركة من صفحة المسابقة الفوتوغرافية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة:

http://www.unepphoto.com

وتتألف هيئة التحكيم من المصورين: تاكيوشي تانوما، سيباستيو سالغادو، راجوراي، سوزان ميسيلاس، إيني نوراهيني، ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وممثل مؤسسة كانون. وسيتم تقويم الصور بحسب قدرتها على إبراز الفكرة الرئيسية للمسابقة وتوضيحها، كما يمكن استخدام أي نوع من الكاميرات او الأفلام او وسائط التخزين، ويمكن ان تكون الصور ملونة او باللونين الأسود والأبيض، على ان يتم النظر في الصور المشاركة خلال شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) 2004.

وسيعقد معرض «العالم بعيون الكاميرا» طوال فترة المعرض الدولي 2005، (من 25 آذار/ مارس حتى 25 ايلول/ سبتمبر)، في مقصورة الأمم المتحدة في اليابان تحت شعار «احتفال التنوع». على أن تعرض الصور الفائزة في معارض تصوير متنقلة. وتتوزع الجوائز على ثلاث فئات: البالغين والشباب واليافعين. وتجدر الإشارة الى أن بيروت هي العاصمة العربية الوحيدة التي تطلق فيها المسابقة.

Friday, June 4, 2004

مهندسة الديكور ... إذ تفتح باب الثلاجة

مهندسة الديكور ... إذ تفتح باب الثلاجة


منال أبو عبس
Al-Hayat (434 كلمة)
تاريخ النشر 04 يونيو 2004
قررت شركة رائدة في مجال الإلكترونيات تغيير صورتها الفنية، واختارت أمل حجازي لتحقيق هذه الغاية. ودعت الصحافة الى قاعة فسيحة في أحد الفنادق الفخمة في بيروت، للاعلان عن الحدث. في القاعة نلاحظ غلبة ملحوظة للعنصر الذكوري. الحدث اقتصادي بحت، لكن الحضور فني في شكل أساسي.

على الحائط المقابل للجمهور، صورة عملاقة للمطربة اللبنانية أمل حجازي، تقف إلى جانب منتجات إلكترونية وأدوات منزلية: «صورة راقية لربة منزل»، كما يعلق أحد الحاضرين. النساء القليلات في القاعة يعرفن أن أمل في الصورة لا تظهر بمظهر ربة منزل، لا من خلال «ماكياجها» المبالغ فيه، ولا من خلال ملابس السهرة التي ارتدتها في أثناء تصوير الإعلان. لكن الحضور بمعظمه لا يبدو مهتما بذلك، ولا حتى بالأفكار التي تطرحها الشركة، بقدر اهتمامه بملابس أمل الموجودة في القاعة وبتسريحتها، وبمظهرها إذ «تبدو تماما مثل الصورة... جميلة»، كما يعلق مندوب إحدى المجلات الفنية.

أمل التي درست هندسة الديكور قبل احترافها الغناء عام 2000، تقف اليوم بين رجال أعمال يابانيين ولبنانيين، تحمل المكواة، أو تحتضن الخلاط، تفتح باب الثلاجة، وتقترب من الغسالة، تبتسم فيتسابق المصورون لالتقاط الصور. عفوية صادقة حتى في ابتسامتها. إذ أن عملها اليوم، سفيرة «الشركة الرائدة في مجال الإلكترونيات» في الشرق الأوسط للعام 2004، لا يتطلب منها غير «ابتسامتها»، مغيبا بالتالي أي دور لموهبتها الغنائية في الإعلان للمنتجات لأسباب يردها بعضهم إلى أن «صورة أمل حجازي تخدم الشركة اكثر من صوتها»، أو أن «طبيعة المنتج لا تحتمل الغناء». على عكس ما يجري مع غيرها من المطربين الذين سلكوا الطريق الإعلاني نفسه، ولكن من خلال تقديم أغان تخدم الهدف. نذكر منهم على سبيل المثال عمرو دياب الذي أدى مقاطع من أغنياته في إعلان لشركة مشروبات غازية، وكانت سبقته إليه نوال الزغبي. وكذلك أصالة نصري وراغب علامة في إعلانات هواتف خليوية.

أما ماذا تعني عبارة «سفيرة ... في الشرق الأوسط»، فتقول أمل حجازي أن المنصب يوكل إليها مهمات «تمثيل الشركة في المنطقة، وتصوير الإعلانات». وعن تأثير عملها الجديد على مهنتها الأساسية ترد أمل أن «السمعة الطيبة التي تحظى بها الشركة في العالم أعطتني دفعا إيجابيا، كما أنني مرتاحة في العمل الجديد، ولا أظن انه سيؤثر في فني، لأنني أتقن تقسيم وقتي بين الاثنين». «الحياة صارت أحلى»، كتب على الصورة العملاقة.