لبنان : قوى 14 آذار تعدد نجاحاتها وإخفاقاتها
وتتمسك بالمبادرة العربية وترشيح سليمان
منال أبو عبس
Al-Hayat (853 كلمة)
تاريخ النشر 15 مارس 2008
حددت قوى 14 آذار (مارس) أمس، وفي ذكرى مرور ثلاث سنوات على التظاهرة التي أخذت اسمها منها، موقفها من مختلف القضايا السياسية والوطنية اللبنانية ورؤيتها المستقبلية للوضع بعلاقاته الداخلية وارتباطاته الاقليمية، وذلك في الوثيقة السياسية لمؤتمرها الأول الذي عقدته في قاعة البيال في بيروت أمس.
ويعتبر اللقاء الذي اقتصر الحضور فيه على المدعوين ببطاقات وزعت سلفا (3500 بطاقة)، هو الأول الذي يجمع قادة من 14 آذار بجمهورهم من دون أن تكون المناسبة تشييع شهيد من صفوفها أو الاحتفال بذكرى شهيد آخر، إنما الإعلان عن خريطة الطريق السياسية للقوى في الفترة اللاحقة، في حضور أرامل الشهداء الذين سقطوا على مدى السنوات الثلاث الفائتة وأبنائهم وأقاربهم. وحفلت كلمات المشاركين بطابع من التقويم الذاتي والنقدي، وصل إلى حد تعداد النجاحات والاخفاقات التي منيت بها القوى في مراحل من مسيرتها، الأمر الذي بدا وكأنه مشروع لاستنهاض همة »ثورة الأرز« وجمهورها استعدادا لاستحقاقات مقبلة.
وكانت الاستعدادات للمؤتمر انطلقت منذ الإعلان عنه مطلع الأسبوع. ولفت جدران قاعة بيال بصور شهداء قوى 14 آذار، ومعهم مدير غرفة العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ورئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الرائد الشهيد وسام عيد، من دون أن يغفل الملصق الضخم أسماء المرافقين والضحايا المدنيين الذين سقطوا في كل التفجيرات. وسلط الضوء في الجدار الخلفي للمتحدثين على رسم لقبضة يد بيضاء تحمل سنبلة لونها أخضر، هو شعار المؤتمر. كما برزت على الجدران المقابلة شاشات كبيرة ظلت تبث صورا مستعادة من تظاهرة 14 آذار 2005، بلافتاتها التي كانت تحمل مطالب »ثوار« تلك الفترة: الخروج السوري من لبنان وسقوط حكومة الرئيس عمر كرامي واستقالة قادة الأجهزة الأمنية (موقوفون حاليا في إطار التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس الحريري).
< في الصف الأول جلس قادة من قوى 14 آذار، موشحين بشعار »ثورة الأرز« الأبيض والأحمر، يتقدمهم الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس »اللقاء النيابي الديموقراطي« وليد جنبلاط ووزراء الأكثرية وعدد من نوابها ونواب سابقون والقائمة بالأعمال الأميركية ميشال سيسون التي قوبل دخولها بموجة تصفيق طويلة. كما حضر عدد كبير من الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية والثقافية.
وبدأ المؤتمر، بكلمة عضو كتلة »المستقبل« النائب سمير الجسر الذي استعرض منجزات »ثورة الأرز« وإخفاقاتها، معتبرا أن »الثورة لا حظ لها في التقدم إلا من خلال رؤية تراعي الواقع اللبناني ومستقبله«.
وقال الجسر: »نكبنا بالشهداء وبدرب الشهادة الذي أعاق تحرك الكثير من قياداتنا، لقد فشلنا في بسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني، ولا تزال هنا وهناك مربعات أمنية خارج ســلطتها. لم نســتعد كامل مؤسسات الدولة التي ما زال الكثير منها لا يعمل للمصلحة العامة ولكل المواطنين، لم ننجح في تــلبية حاجات الناس المطلبية والاجتماعية والاقتصادية التي وعــدنا بها ولم ننجح في توفير الاســتقرار الــسياسي الذي هو أساس لكل اسـتقرار اقـتـصـادي واجـتماعي ولم ننجح في إنــقاذ الجمهورية بــانتخاب رئيــس لها«.
وأضاف الجسر: »لكننا مع ذلك، وعلى رغم كل الظروف الدولية والإقليمية الضاغطة، نجحنا في أمور كثيرة، نجحنا في إخراج نظام الوصاية وفي إجراء انتخابات حرة للمرة الأولى بعد انتهاء الحرب الأهلية، وتأليف حكومة يكفيها أنها قاومت على المستويين الخارجي والداخلي كل ما يتهدد الوطن، وفي استعادة ثقة العالم بنا، وفي إقرار التحقيق الدولي، وفي إقرار المحكمة الدولية، وفي عقد باريس ?3 بكل مقرراته، وفي وقف العدوان على لبنان عام 2006 وإشراك المجتمع الدولي في توفير الحماية للبنان من خلال القرار 1701 الذي شارك فيه كل اللبنانيين، وفي توفير التضامن الداخلي والوحدة الوطنية في مواجهة إسرائيل، وفي عدم الرضوخ ومنع إسقاط الحكومة في الشارع على رغم كل الــتهويل، وفــي تأمين استمرار عمل المؤسســات على رغم خلو سدة الرئاسة، وفي الحفاظ على ثقة الناس التي عبر عنها مشهد 14 شباط (فبراير) في ســاحة الــحرية، ونــجحنا أكـثر في انتـزاع إعـجاب العـالم وتـأييـده«.
واعتبر الجسر أن هناك »فرصة كبيرة لإنقاذ لبنان إذا ما عرفنا كيف نحدد الأهداف«. وحدد »المعوقات في وجه قيام الوطن«، داعيا الى معالجتها ومنها: »عدم تطبيق اتفاق الطائف الذي يجب أن ينفذ وفق جدول زمني، ومشروع الدولة الذي هناك إشكالية حوله بأبعاد كثيرة أخطرها البعد الذي نشأ في ظروف العمل المقاوم والذي أنتج مربعات أمنية وأورث دويلة ضمن الدولة تستفرد بقرار الحرب والسلم دون الدولة ولا تقل خطرا عن ذلك الثقافة العشائرية والمناطقية المتجذرة في كل المجتمع اللبناني والتي تشكل خطرا دائما وداهما على الدولة، وإشكالية الطائفية والمذهبية وهي المرض العضال الذي يتهدد الدولة في الحاضر والمستقبل، وإشكالية الديموقراطية التي لها قيم وأبعاد تعزز مساواة الجميع أمام القانون، إن إقرار الديموقراطية التوافقية مرحلة انتقالية لا يخرج في تطبيقاته عن التصويت بالأكثرية أو بأكثرية موصوفة وإلا أدخلنا البلد في أتون اللااستقرار السياسي الى ما لا نهاية، وإشكالية مفهوم الحرية... وللحرية حدود يجب احترامها بكل ما يلامس حقوق الآخرين ومشاعرهم واحتلال الساحات العامة والشوارع وتعطيلها والتأثير في اقتصاديات البلد أو جزء منه ليس ضربا من الحرية بل اعتداء عليها وإشكالية العدالة، والمساءلة هي الأساس في تحقيق العدل والمساواة بين الناس...
وأكد أن عدم انتخاب العماد ميشال سليمان لا مبرر له سوى الرغبة في الانقضاض على الدولة، معتبرا أن الحل يكون بالتدرج في تنفيذ المبادرة العربية. وشدد على التمسك بالمحكمة الدولية.
وتناوب على شرح عناوين اللقاءات والورش التي سيتضمنها المؤتمر ممثلون عن قوى منضوية في 14 آذار.
وأطلع ممثل حركة »التجدد الديموقراطي« أنطوان حداد الحاضرين على العناوين العريضة لورش العمل بينما تحدث ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي ريان الأشقر عن مؤتمر الشباب الذي سيقعد في الأسابيع المقبلة، اما ممثلا »القوات اللبنانية« أدي أبي اللمع و »الكتائب« ميشال مكتف فتحدثا عن مؤتمر الاغتراب والانتشار الذي سيحدد تاريخه لاحقا بالاتفاق مع المغتربين بهدف تفعيل مشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانية.
ويعتبر اللقاء الذي اقتصر الحضور فيه على المدعوين ببطاقات وزعت سلفا (3500 بطاقة)، هو الأول الذي يجمع قادة من 14 آذار بجمهورهم من دون أن تكون المناسبة تشييع شهيد من صفوفها أو الاحتفال بذكرى شهيد آخر، إنما الإعلان عن خريطة الطريق السياسية للقوى في الفترة اللاحقة، في حضور أرامل الشهداء الذين سقطوا على مدى السنوات الثلاث الفائتة وأبنائهم وأقاربهم. وحفلت كلمات المشاركين بطابع من التقويم الذاتي والنقدي، وصل إلى حد تعداد النجاحات والاخفاقات التي منيت بها القوى في مراحل من مسيرتها، الأمر الذي بدا وكأنه مشروع لاستنهاض همة »ثورة الأرز« وجمهورها استعدادا لاستحقاقات مقبلة.
وكانت الاستعدادات للمؤتمر انطلقت منذ الإعلان عنه مطلع الأسبوع. ولفت جدران قاعة بيال بصور شهداء قوى 14 آذار، ومعهم مدير غرفة العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ورئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الرائد الشهيد وسام عيد، من دون أن يغفل الملصق الضخم أسماء المرافقين والضحايا المدنيين الذين سقطوا في كل التفجيرات. وسلط الضوء في الجدار الخلفي للمتحدثين على رسم لقبضة يد بيضاء تحمل سنبلة لونها أخضر، هو شعار المؤتمر. كما برزت على الجدران المقابلة شاشات كبيرة ظلت تبث صورا مستعادة من تظاهرة 14 آذار 2005، بلافتاتها التي كانت تحمل مطالب »ثوار« تلك الفترة: الخروج السوري من لبنان وسقوط حكومة الرئيس عمر كرامي واستقالة قادة الأجهزة الأمنية (موقوفون حاليا في إطار التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس الحريري).
< في الصف الأول جلس قادة من قوى 14 آذار، موشحين بشعار »ثورة الأرز« الأبيض والأحمر، يتقدمهم الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس »اللقاء النيابي الديموقراطي« وليد جنبلاط ووزراء الأكثرية وعدد من نوابها ونواب سابقون والقائمة بالأعمال الأميركية ميشال سيسون التي قوبل دخولها بموجة تصفيق طويلة. كما حضر عدد كبير من الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية والثقافية.
وبدأ المؤتمر، بكلمة عضو كتلة »المستقبل« النائب سمير الجسر الذي استعرض منجزات »ثورة الأرز« وإخفاقاتها، معتبرا أن »الثورة لا حظ لها في التقدم إلا من خلال رؤية تراعي الواقع اللبناني ومستقبله«.
وقال الجسر: »نكبنا بالشهداء وبدرب الشهادة الذي أعاق تحرك الكثير من قياداتنا، لقد فشلنا في بسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني، ولا تزال هنا وهناك مربعات أمنية خارج ســلطتها. لم نســتعد كامل مؤسسات الدولة التي ما زال الكثير منها لا يعمل للمصلحة العامة ولكل المواطنين، لم ننجح في تــلبية حاجات الناس المطلبية والاجتماعية والاقتصادية التي وعــدنا بها ولم ننجح في توفير الاســتقرار الــسياسي الذي هو أساس لكل اسـتقرار اقـتـصـادي واجـتماعي ولم ننجح في إنــقاذ الجمهورية بــانتخاب رئيــس لها«.
وأضاف الجسر: »لكننا مع ذلك، وعلى رغم كل الظروف الدولية والإقليمية الضاغطة، نجحنا في أمور كثيرة، نجحنا في إخراج نظام الوصاية وفي إجراء انتخابات حرة للمرة الأولى بعد انتهاء الحرب الأهلية، وتأليف حكومة يكفيها أنها قاومت على المستويين الخارجي والداخلي كل ما يتهدد الوطن، وفي استعادة ثقة العالم بنا، وفي إقرار التحقيق الدولي، وفي إقرار المحكمة الدولية، وفي عقد باريس ?3 بكل مقرراته، وفي وقف العدوان على لبنان عام 2006 وإشراك المجتمع الدولي في توفير الحماية للبنان من خلال القرار 1701 الذي شارك فيه كل اللبنانيين، وفي توفير التضامن الداخلي والوحدة الوطنية في مواجهة إسرائيل، وفي عدم الرضوخ ومنع إسقاط الحكومة في الشارع على رغم كل الــتهويل، وفــي تأمين استمرار عمل المؤسســات على رغم خلو سدة الرئاسة، وفي الحفاظ على ثقة الناس التي عبر عنها مشهد 14 شباط (فبراير) في ســاحة الــحرية، ونــجحنا أكـثر في انتـزاع إعـجاب العـالم وتـأييـده«.
واعتبر الجسر أن هناك »فرصة كبيرة لإنقاذ لبنان إذا ما عرفنا كيف نحدد الأهداف«. وحدد »المعوقات في وجه قيام الوطن«، داعيا الى معالجتها ومنها: »عدم تطبيق اتفاق الطائف الذي يجب أن ينفذ وفق جدول زمني، ومشروع الدولة الذي هناك إشكالية حوله بأبعاد كثيرة أخطرها البعد الذي نشأ في ظروف العمل المقاوم والذي أنتج مربعات أمنية وأورث دويلة ضمن الدولة تستفرد بقرار الحرب والسلم دون الدولة ولا تقل خطرا عن ذلك الثقافة العشائرية والمناطقية المتجذرة في كل المجتمع اللبناني والتي تشكل خطرا دائما وداهما على الدولة، وإشكالية الطائفية والمذهبية وهي المرض العضال الذي يتهدد الدولة في الحاضر والمستقبل، وإشكالية الديموقراطية التي لها قيم وأبعاد تعزز مساواة الجميع أمام القانون، إن إقرار الديموقراطية التوافقية مرحلة انتقالية لا يخرج في تطبيقاته عن التصويت بالأكثرية أو بأكثرية موصوفة وإلا أدخلنا البلد في أتون اللااستقرار السياسي الى ما لا نهاية، وإشكالية مفهوم الحرية... وللحرية حدود يجب احترامها بكل ما يلامس حقوق الآخرين ومشاعرهم واحتلال الساحات العامة والشوارع وتعطيلها والتأثير في اقتصاديات البلد أو جزء منه ليس ضربا من الحرية بل اعتداء عليها وإشكالية العدالة، والمساءلة هي الأساس في تحقيق العدل والمساواة بين الناس...
وأكد أن عدم انتخاب العماد ميشال سليمان لا مبرر له سوى الرغبة في الانقضاض على الدولة، معتبرا أن الحل يكون بالتدرج في تنفيذ المبادرة العربية. وشدد على التمسك بالمحكمة الدولية.
وتناوب على شرح عناوين اللقاءات والورش التي سيتضمنها المؤتمر ممثلون عن قوى منضوية في 14 آذار.
وأطلع ممثل حركة »التجدد الديموقراطي« أنطوان حداد الحاضرين على العناوين العريضة لورش العمل بينما تحدث ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي ريان الأشقر عن مؤتمر الشباب الذي سيقعد في الأسابيع المقبلة، اما ممثلا »القوات اللبنانية« أدي أبي اللمع و »الكتائب« ميشال مكتف فتحدثا عن مؤتمر الاغتراب والانتشار الذي سيحدد تاريخه لاحقا بالاتفاق مع المغتربين بهدف تفعيل مشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانية.