في حضور جنبلاط وممثل رئيس « القوات » ووزراء ونواب ... وغياب المعارضة
اسبوع « الزيادين » يجمع رؤساء الطوائف الاسلامية وآل شمص يعزون ويتبرأون من المتورطين
منال أبو عبس
Al-Hayat (979 كلمة)
تاريخ النشر 03 مايو 2007
عرض جميع البيانات
لم يطل وعد رئيس « اللقاء النيابي الديموقراطي » اللبناني وليد جنبلاط كثيراً. أمس، حضر النائب السابق يحيى شمص على رأس وفد من عائلات وعشائر بقاعية للتعزية بالشهيدين زياد الغندور وزياد قبلان بعد أسبوع واحد من قول جنبلاط له إنه سيتمكن من تقديم واجب العزاء قريباً لمناسبة مرور اسبوع على استشهادهما، وأمس، أقام ذوو الشهيدين احتفالاً تأبينياً عن روحهما أمام منزل الغندور في وطى المصيطبة، حضره النائب السابق شمص على رأس وفد من عائلات وعشائر بقاعية. وتحولت الذكرى إلى مناسبة لغسل قلوب أهالي الفقيدين وعائلة شمص التي تبرأت من عدد من أبنائها تشير الدلائل إلى تورطهم في الجريمة.
وفي موقف السيارات المجاور للمنزل الملون تحول الحدث الحزين إلى مناسبة سياسية بامتياز. هناك جلس السياسيون والروحيون وأهالي الفقيدين. في الصف الأول جلس مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى جانب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن. في الصف المقابل مطارنة وبطاركة ممثلون عن الطوائف المسيحية ووفود البقاع. في جانب آخر من الصف جلس وليد جنبلاط والوزراء مروان حمادة وغازي العريضي وخالد قباني والنائب انطوان زهرا (ممثلاً رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع) وعدد من نواب الأكثرية، وغاب ممثلو المعارضة.
رفاق زياد في مدرسته وطى المصيطبة شاركوا أيضاً في الذكرى. حمل الفتيان والفتية صور رفيقهم، وعبارات »اشتقنا لك« مكتوبة بخط اليد ولافتات: »زياد ملاك يغرد في جنة الشهداء«. وخلف الرفاق سارت معلمات بلباس اسود.
واستهل الشيخ حسن الخطابات، موجهاً التحية الى جنبلاط »الذي اسمه في قلوبنا جميعاً، لأنني أعلم علم اليقين أن الوفاق ونبذ الفتنة من شيمه، وأن دولة القانون والعدالة من طموحاته، آملاً أن يؤسس هذا الموقف الوطني إلى مرحلةٍ جديدةٍ من الحوار والوفاق لخلاص وطننا لبنان من المأزق الذي يعيش فيه«.وأضاف: »عندما تسلمت مهماتي سُئلت في دارة سماحة المفتي قباني هل تدعم حكومة السنيورة؟ أجبت بأنني أدعم الحق، أنا كرجل قانون أدعم الحق واليوم وجدتني من خلال توقنا إلى الوطن والعدالة والقضاء ودور الجيش الوطني وإلى دور قوى الأمن الداخلي، أؤيد حكومة الرئيس السنيورة، وليعذرني الشيخ عبدالأمير قبلان، ولكن لن نقفل الأمل أبداً على رئيس حركة »أمل« رئيس مجلس النواب على أمل إنقاذ الاستحقاق الرئاسي المقبل«.
ثم قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني إن »جريمة قتل الشابين التي جعلت من أبوي الشهيدين أولاً يرتفعان فوق الجراح ثم ارتفع أيضاً القادة السياسيون اللبنانيون فوق الجراح وقاموا بدورٍ هامٍ في احتواء آثار هذه الجريمة وطالبوا كما نطالب بالتحقيق لكشف المجرمين ومثولهم أمام القضاء وأخذ القصاص عن طريق القانون، هذا العمل هو الذي أخذ الجريمة وآثارها من أيدي الناس في الشارع لتكون في يد القضاء اللبناني العادل وفي يد الدولة الحريصة على جميع اللبنانيين«.
وحيا قباني »مواقف القادة السياسيين والروحيين الذين احتووا هذه الجريمة وآثارها«. وقال: »مما يرفع الفتن من بين أيدينا أن نرفع الغطاء عن أي مرتكب سواء لهذه الجريمة أو لأي جريمة«، داعياً »إلى العودة بالعمل السياسي إلى المؤسسات الدستورية وترك الشارع«.
ثم وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان كلمته إلى »الزعيم الوطني ابن المرحوم كمال جنبلاط وليد جنبلاط لأقول له: يا أخي يا أبا تيمور، ابنك تيمور تزوج من آل زعيتر يعني أنه صار شيعياً. وأقول لك الدال على الخير كفاعله، فعلتَ جميلاً وأسستَ لمستقبلٍ وطني كبير«، مضيفاً: »لا غرابة أن تبقى يا وليد بك على خط الإعتدال، فهناك أمور قد تخرجك عن اعتدالك أو عن صوابيتك فنحن نعذرك ولكن أتمنى عليك وعلى أمثالك من السياسيين أن تشدوا أزر من يدعو الى وحدة الوطن واستقراره«.
ودعا قبلان جنبلاط الى أن »يقود المصالحة الوطنية، وتعمل لوحدة لبنان ولوحدة مؤسساته«، مؤكداً أن »الشيعة لا يكرهون أحداً، وحركة »أمل« معكم، و »حزب الله« معكم، ونحن جميعاً ضد الإجرام وضد القتل وضد العدوان«.وتابع: »جئنا مع آل شمص الكرام ووجوه البقاع، مستنكرين هذه الجريمة سواء كانت منا أو من غيرنا، نقول للقضاء إحزم أمرك، وركز وأعط الحق لأهله. نريد الاستقرار، لا نريد سلاح أي سلاح كان يضر بالبلد، أما السلاح الذي يكون موجهاً ضد إسرائيل فكلنا قنابل موقوتة ضد إسرائيل«.
وبدوره، شكر العريضي »الحضور والذين جاؤوا من البقاع من عائلات البقاع وعشائرها للقيام بهذا الواجب، وخصوصاً من العائلة الكريمة آل شمص«، مؤكداً »الالتزام بالدولة ومؤسساتها وبالقانون مرجعاً وحيداً لنا«، مشيراً إلى أن »المواقف الوطنية الجامعة الرافضة المستنكرة لهذه الجريمة هي الأساس في حماية البلد«.ولفت العريضي إلى أن »التحقيق أصبح على مشارف النهاية، وباتت معظم المعلومات متوافرة لدى الأجهزة الأمنية، ونحن ننتظر إعلان الحقيقة«، مناشداً »الجميع أن يكون تعاونٌ من قبلهم لتسهيل عمل الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية كي يُسلَم القتلة«. وأضاف: »نأمل بعد كشف الحقيقة أن نلتقي وإياكم يا أهلنا من آل شمص في واجبٍ آخر نقوم به عندكم عسى أن تؤسس المواقف الوطنية الكبرى لوحدةٍ وطنيةٍ حقيقيةٍ ونقاشٍ سياسيٍ جدي مفتوح بين كل القوى السياسية لحوار حول القضايا الخلافية نخرج منه باتفاق سياسي واضح المعالم«.
وفي الختام قدم السياسيون والروحيون التعازي الى أهالي الفقيدين.
وكان عقد في دار الفتوى اجتماع بين قباني وقبلان يرافقه وفد من آل شمص، في حضور والدي الشهيدين والوزيرين العريضي وقباني.
منال أبو عبس
Al-Hayat (979 كلمة)
تاريخ النشر 03 مايو 2007
عرض جميع البيانات
لم يطل وعد رئيس « اللقاء النيابي الديموقراطي » اللبناني وليد جنبلاط كثيراً. أمس، حضر النائب السابق يحيى شمص على رأس وفد من عائلات وعشائر بقاعية للتعزية بالشهيدين زياد الغندور وزياد قبلان بعد أسبوع واحد من قول جنبلاط له إنه سيتمكن من تقديم واجب العزاء قريباً لمناسبة مرور اسبوع على استشهادهما، وأمس، أقام ذوو الشهيدين احتفالاً تأبينياً عن روحهما أمام منزل الغندور في وطى المصيطبة، حضره النائب السابق شمص على رأس وفد من عائلات وعشائر بقاعية. وتحولت الذكرى إلى مناسبة لغسل قلوب أهالي الفقيدين وعائلة شمص التي تبرأت من عدد من أبنائها تشير الدلائل إلى تورطهم في الجريمة.
وفي موقف السيارات المجاور للمنزل الملون تحول الحدث الحزين إلى مناسبة سياسية بامتياز. هناك جلس السياسيون والروحيون وأهالي الفقيدين. في الصف الأول جلس مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى جانب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن. في الصف المقابل مطارنة وبطاركة ممثلون عن الطوائف المسيحية ووفود البقاع. في جانب آخر من الصف جلس وليد جنبلاط والوزراء مروان حمادة وغازي العريضي وخالد قباني والنائب انطوان زهرا (ممثلاً رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع) وعدد من نواب الأكثرية، وغاب ممثلو المعارضة.
رفاق زياد في مدرسته وطى المصيطبة شاركوا أيضاً في الذكرى. حمل الفتيان والفتية صور رفيقهم، وعبارات »اشتقنا لك« مكتوبة بخط اليد ولافتات: »زياد ملاك يغرد في جنة الشهداء«. وخلف الرفاق سارت معلمات بلباس اسود.
واستهل الشيخ حسن الخطابات، موجهاً التحية الى جنبلاط »الذي اسمه في قلوبنا جميعاً، لأنني أعلم علم اليقين أن الوفاق ونبذ الفتنة من شيمه، وأن دولة القانون والعدالة من طموحاته، آملاً أن يؤسس هذا الموقف الوطني إلى مرحلةٍ جديدةٍ من الحوار والوفاق لخلاص وطننا لبنان من المأزق الذي يعيش فيه«.وأضاف: »عندما تسلمت مهماتي سُئلت في دارة سماحة المفتي قباني هل تدعم حكومة السنيورة؟ أجبت بأنني أدعم الحق، أنا كرجل قانون أدعم الحق واليوم وجدتني من خلال توقنا إلى الوطن والعدالة والقضاء ودور الجيش الوطني وإلى دور قوى الأمن الداخلي، أؤيد حكومة الرئيس السنيورة، وليعذرني الشيخ عبدالأمير قبلان، ولكن لن نقفل الأمل أبداً على رئيس حركة »أمل« رئيس مجلس النواب على أمل إنقاذ الاستحقاق الرئاسي المقبل«.
ثم قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني إن »جريمة قتل الشابين التي جعلت من أبوي الشهيدين أولاً يرتفعان فوق الجراح ثم ارتفع أيضاً القادة السياسيون اللبنانيون فوق الجراح وقاموا بدورٍ هامٍ في احتواء آثار هذه الجريمة وطالبوا كما نطالب بالتحقيق لكشف المجرمين ومثولهم أمام القضاء وأخذ القصاص عن طريق القانون، هذا العمل هو الذي أخذ الجريمة وآثارها من أيدي الناس في الشارع لتكون في يد القضاء اللبناني العادل وفي يد الدولة الحريصة على جميع اللبنانيين«.
وحيا قباني »مواقف القادة السياسيين والروحيين الذين احتووا هذه الجريمة وآثارها«. وقال: »مما يرفع الفتن من بين أيدينا أن نرفع الغطاء عن أي مرتكب سواء لهذه الجريمة أو لأي جريمة«، داعياً »إلى العودة بالعمل السياسي إلى المؤسسات الدستورية وترك الشارع«.
ثم وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان كلمته إلى »الزعيم الوطني ابن المرحوم كمال جنبلاط وليد جنبلاط لأقول له: يا أخي يا أبا تيمور، ابنك تيمور تزوج من آل زعيتر يعني أنه صار شيعياً. وأقول لك الدال على الخير كفاعله، فعلتَ جميلاً وأسستَ لمستقبلٍ وطني كبير«، مضيفاً: »لا غرابة أن تبقى يا وليد بك على خط الإعتدال، فهناك أمور قد تخرجك عن اعتدالك أو عن صوابيتك فنحن نعذرك ولكن أتمنى عليك وعلى أمثالك من السياسيين أن تشدوا أزر من يدعو الى وحدة الوطن واستقراره«.
ودعا قبلان جنبلاط الى أن »يقود المصالحة الوطنية، وتعمل لوحدة لبنان ولوحدة مؤسساته«، مؤكداً أن »الشيعة لا يكرهون أحداً، وحركة »أمل« معكم، و »حزب الله« معكم، ونحن جميعاً ضد الإجرام وضد القتل وضد العدوان«.وتابع: »جئنا مع آل شمص الكرام ووجوه البقاع، مستنكرين هذه الجريمة سواء كانت منا أو من غيرنا، نقول للقضاء إحزم أمرك، وركز وأعط الحق لأهله. نريد الاستقرار، لا نريد سلاح أي سلاح كان يضر بالبلد، أما السلاح الذي يكون موجهاً ضد إسرائيل فكلنا قنابل موقوتة ضد إسرائيل«.
وبدوره، شكر العريضي »الحضور والذين جاؤوا من البقاع من عائلات البقاع وعشائرها للقيام بهذا الواجب، وخصوصاً من العائلة الكريمة آل شمص«، مؤكداً »الالتزام بالدولة ومؤسساتها وبالقانون مرجعاً وحيداً لنا«، مشيراً إلى أن »المواقف الوطنية الجامعة الرافضة المستنكرة لهذه الجريمة هي الأساس في حماية البلد«.ولفت العريضي إلى أن »التحقيق أصبح على مشارف النهاية، وباتت معظم المعلومات متوافرة لدى الأجهزة الأمنية، ونحن ننتظر إعلان الحقيقة«، مناشداً »الجميع أن يكون تعاونٌ من قبلهم لتسهيل عمل الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية كي يُسلَم القتلة«. وأضاف: »نأمل بعد كشف الحقيقة أن نلتقي وإياكم يا أهلنا من آل شمص في واجبٍ آخر نقوم به عندكم عسى أن تؤسس المواقف الوطنية الكبرى لوحدةٍ وطنيةٍ حقيقيةٍ ونقاشٍ سياسيٍ جدي مفتوح بين كل القوى السياسية لحوار حول القضايا الخلافية نخرج منه باتفاق سياسي واضح المعالم«.
وفي الختام قدم السياسيون والروحيون التعازي الى أهالي الفقيدين.
وكان عقد في دار الفتوى اجتماع بين قباني وقبلان يرافقه وفد من آل شمص، في حضور والدي الشهيدين والوزيرين العريضي وقباني.